استعدت بريطانيا لرياح تصل سرعتها إلى 70 ميلاً في الساعة، الأحد 20 فبراير (شباط)، إذ كانت أجزاء من البلاد لا تزال تنظف مخلفات العاصفة "يونيس" وأمضت عشرات آلاف المنازل ليلة ثانية من دون كهرباء. ونشرت تحذيرات الطقس في معظم أنحاء إنجلترا خارج الشمال الشرقي بسبب الرياح والأمطار الغزيرة عبر مانشستر والشمال الغربي. ومن المتوقع أيضاً تساقط الثلوج عبر أجزاء من ميدلاندز وجنوب بينينز (سلسلة جبلية في إنجلترا).
ولقي عدد من الأشخاص حتفهم في المملكة المتحدة وإيرلندا بسبب العاصفة التي حطمت الرقم القياسي، بينما قدرت مصادر في صناعة التأمين التكلفة الأولية لإصلاح ما دمرته عاصفة "يونيس" بـ360 مليون جنيه إسترليني (489.3 مليون دولار أميركي). استند الرقم إلى التكلفة الإجمالية للأضرار التي سببتها العاصفتان "سيارا" و"دينيس" في عام 2020، على الرغم من أنه من غير المرجح أن يتوفر رقم أكثر دقة لأسابيع عدة حيث تجري شركات التأمين تقييماً تفصيلياً للأضرار.
تدمير كابلات
وعلى الرغم من الأضرار الكبيرة التي تسببت فيها عاصفة "يونيس"، أنتجت طاقة رياح مثيرة تقدر بـ42 في المئة من إجمالي الكهرباء في البلاد. وبحسب إدارة شبكة الكهرباء الوطنية البريطانية، فقد سجلت العاصفة أعلى نسبة توليد طاقة من الرياح. يليها الغاز الطبيعي بنسبة 22 في المئة، والطاقة النووية 15 في المئة، و10 في المئة عبر الواردات، و5 في المئة للطاقة الحيوية، و3 في المئة للطاقة الكهرومائية، و2 في المئة الشمسية و1 في المئة للفحم.
وتعد طاقة الرياح موسمية، وهي متغيرة بحسب الأحوال الجوية. وقد شكلت في يناير (كانون الثاني) الماضي نسبة 31.2 في المئة من إنتاج الكهرباء في المملكة المتحدة.
تم قطع الكهرباء في أكثر من مليون عقار ليل الجمعة، إذ تسببت الرياح العاتية وتساقط الأشجار في تدمير كابلات الكهرباء. بحلول ظهر السبت، تمت استعادة الكهرباء في غالبية المنازل، ولكن في جنوب غربي إنجلترا وجنوب ويلز، ظل 76000 عميل من دون كهرباء بينما كان الرقم في جنوب شرقي البلاد هو 27500.
بالنسبة إلى البعض، كان الدمار أسوأ من البعض الآخر. كان دومينيك جود، 57 عاماً، في منتصف مكالمة هاتفية عبر الهاتف في منزله، صباح الجمعة، عندما اصطدمت شجرة بلوط عمرها 400 عام بمنزل العائلة.
وتسببت الرياح العاتية التي بلغت ذروتها 122 ميلاً في الساعة في جزيرة وايت، في حدوث اضطراب كبير في السكك الحديدية، على الرغم من توقع المشغلين استعادة الخدمة بسرعة.
تم احتراق عشرات الأشجار على خطوط السكك الحديدية، مما أدى إلى إزالة الكابلات العلوية في هذه العملية، بينما في بانبري وبأوكسفورد شاير مزقت الرياح القوية سطح مبنى المحطة وتناثرت عبر المسار.
وعلى الرغم من الانقطاع، كان مشغلو القطارات يأملون استعادة الخدمة الجيدة بحلول الإثنين.
القطارات هي الأكثر تضرراً
وقال متحدث باسم غريت ويسترن ريلواى وهي شركة تشغيل قطارات بريطانيا، وهي أحد أكثر مقدمي الخدمات تضرراً، لصحيفة "تليغراف"، "نتوقع عودة الخدمة إلى طبيعتها بحلول نهاية السبت، ونتوقع تشغيل خدمة قوية الأحد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مع ذلك، ستعتمد الأعمال الهندسية على الظروف الجوية المتبقية، ولا تزال النصيحة مفادها أنه يجب على الركاب التحقق قبل السفر.
من بين أكثر الصور اللافتة للنظر للعاصفة، التمزق الهائل في سقف قبة أرينا، المعروفة سابقاً باسم قبة الألفية "ملينيوم دوم"، في جنوب شرقي لندن. فقد تمزقت أجزاء كبيرة من غلافها الأبيض بسبب هبوب العاصفة الشديدة، مع رؤية الجزء الداخلي للمبنى من الأعلى.
وبحسب القائمين عليها ستظل مغلقة لعطلة نهاية الأسبوع، مع تأجيل حفل موسيقي واحد على الأقل. وتشمل الحفلات مغني الراب ديف يومي الإثنين والثلاثاء ويو بي 40 الجمعة. وأكد ديف أنه سيتم تأجيل عروضه.
في هذه الأثناء، في ويلز وسومرست، تحطمت مستدقة وريشة الطقس لكنيسة سانت توماس. وقام دعاة الحفاظ على البيئة بجمع القطع المحطمة من البرج العائد المبني في منتصف العصر الفيكتوري، على الرغم من أنه لم يكن من الواضح إذا ما كان يمكن استعادتها.
وقال جيمس بريستون، من سالي هيستوريك ستراتشي كونفيرزيشين، "لقد تم كسر كثير من الأعمال الحديدية الرائعة، ولمنع الناس من أخذ أجزاء صغيرة هرعنا ووضعنا كل ذلك داخل الكنيسة، كي نتمكن من رؤية ما لدينا".
خسارة أشجار تاريخية
كانت الأشجار المتساقطة سبباً رئيساً للضرر، ومن المرجح أن العديد من الأشجار كانت ذات عمر مميز. وكان الصندوق القومي قد حذر في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من أن القوة المتزايدة للعواصف الشتوية تدمر عشرات الأشجار التاريخية. وتم الإبلاغ عن فقدان شجرة زان عمرها 300 سنة في ستووي لاندسكيب غاردينز، ويرجع تاريخها إلى أعمال بستاني المناظر الطبيعية الشهير تشارلز بريدجمان في القرن السابع عشر.