ارتفع متوسط سعر الطلب على المنازل في بريطانيا بنحو 8000 جنيه استرليني (10.8 ألف دولار أميركي) خلال فبراير (شباط) الجاري، وهي أكبر قفزة في أكثر من 20 عاماً.
ووفقاً لبوابة العقارات "رايتموف"، يبلغ متوسط سعر المنزل الذي يتم طرحه في السوق 348804 جنيهاً استرلينياً (373.8 ألف دولار)، أي أعلى بنسبة 9.5 في المئة مما كان عليه قبل عام.
ومنذ بدء الوباء، ارتفعت الأسعار بنحو 40 ألف جنيه استرليني (54.4 ألف دولار)، مقارنة بـ 9 آلاف جنيه استرليني (12.25 ألف دولار) في العامين الماضيين.
وقال جيمس فوريستر، العضو المنتدب لوكيل العقارات "باروز آند فروستر"، لصحيفة "ذا تايمز، "ما زلنا نرى أعداداً كبيرة من المشترين يقاتلون من أجل مستوى محدود للغاية من الأسهم، والنتيجة هي تعزيز حتمي لقيم العقارات. مع ذلك، نرى البائعين يستبقون هذا الطلب المرتفع ويدخلون السوق عند نقطة سعر أعلى بكثير للاستفادة من يأس المشترين".
وقال تيم بانيستر، المدير في "رايتموف"، "تشير البيانات إلى أن الناس لم ينتهوا بأي حال من الأحوال من تحركاتهم التي يقودها الوباء. مثل هذا الحدث المُجتمعي المُهم يعني أنه حتى بعد مرور عامين على بداية الوباء، يواصل الناس إعادة النظر في أولوياتهم والمكان الذي يريدون العيش فيه. ارتفاع الطلب ونقص المخزون المُتاح يدعمان ارتفاع الأسعار ومتوسط قياسي جديد لسعر الطلب هذا الشهر".
كل وكالة عقارية لديها 40 عقاراً
وسجلت بوابة العقارات زيادة بنسبة 11 في المئة في عدد الأشخاص المسجلين لبيع منازلهم في يناير (كانون الثاني)، مقارنة بالوقت نفسه من العام 2021. مع ذلك، كان هناك ارتفاع بنسبة 16 في المئة في عدد الأشخاص الذين يتطلعون إلى الشراء. ما يشير إلى أن عدم التوازن الحالي بين العرض والطلب سيستمر. وكل وكالة عقارية لديها 40 عقاراً في دفاترها، بما في ذلك العقارات المعروضة، وفقاً لـ "رايتموف".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومع رفع قيود كوفيد واستدعاء مزيد من الشركات موظفيها إلى المكاتب، سجلت لندن قفزة بنسبة 24 في المئة في استفسارات المشترين. وهي أكبر زيادة سنوية في المملكة المتحدة. وسجلت أعلى معدل سنوي لنمو السعر المطلوب منذ عام 2016 عند 7.3 في المئة. متوسط سعر الطلب في العاصمة الآن هو 667001 جنيه استرليني (908.1 ألف دولار).
وهناك إشارات على أن السخونة قد تخرج من سوق العقارات في بعض المناطق. في ويلز، ارتفعت الأسعار المطلوبة بنسبة 13.2 في المئة خلال العام الماضي، لكنها ارتفعت في يناير الماضي بنسبة 0.4 في المئة فقط لتصل إلى 238304 جنيهات استرلينية (324.4 ألف دولار). وارتفعت الأسعار في إيست ميدلاندز بنسبة 13.3 في المئة على مدار العام، لكنها ارتفعت بنسبة 0.4 في المئة فقط في يناير الماضي لتصل إلى 267846 جنيه استرليني (364.6 ألف دولار).
ودائماً ما تكون الأسعار المطلوبة أعلى من الأسعار المباعة، إذ أفادت وكالة "هامبتونز" العقارية بأن البائع العادي في إنجلترا وويلز باع منزله مقابل 99.7 في المئة من سعر الطلب في عام 2021. وفي الأسبوع الماضي، أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية بأن متوسط سعر البيع عبر المملكة المتحدة 274712 جنيه استرليني (364.6 ألف دولار) في ديسمبر (كانون الأول)، بزيادة 10.8 في المئة عن ديسمبر السابق.
تباطؤ
وذكرت شركة "رايت موف" أن بيع منزل في المملكة المتحدة يستغرق 44 يوماً في المتوسط. أسرع مكان للبيع هو اسكتلندا حيث يستغرق 34 يوماً فقط، تليها 38 يوماً في الجنوب الغربي. وتعد لندن أبطأ بمتوسط 68 يوماً، في حين تستغرق ويلز 46 يوماً، وفقاً لـ "رايتموف".
وقال بانيستر إن "ارتفاع تكلفة المعيشة يؤثر بلا شك في الموارد المالية لكثير من الناس، خصوصاً أولئك الذين يحاولون ادخار ما يكفي من أجل الحصول على وديعة من أجل الصعود إلى السلم أو التداول... مع ذلك، على الرغم من ارتفاع التكاليف وارتفاع أسعار الفائدة، تُظهر البيانات ارتفاع الطلب في جميع أنحاء بريطانيا العظمى، مع تصميم العديد من الأشخاص على التحرك مع اقترابنا من موسم الربيع للانتقال إلى منازلهم".
وقال باري تشوين، من وكلاء العقارات في "أم كيو" في اسكتلندا، "يعتقد بعض الناس أن الأمور ستتباطأ حتماً في الربيع، ولكن في الوقت الحالي لا يزال الطلب قوياً، وهذا يدفع الأسعار إلى الارتفاع".
مع ذلك، يتوقع الاقتصاديون أن سوق الإسكان من المرجح أن تتباطأ في وقت لاحق من هذا العام مع بدء التضخم وارتفاع أسعار الفائدة وارتفاع تكلفة المعيشة.
تحسباً لارتفاع أسعار الفائدة من قبل بنك إنجلترا هذا العام، خفّض مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال أخيراً توقعاته لأسعار المنازل من 3.6 في المئة إلى 3.3 في المئة هذا العام، ومن انخفاض بنسبة 0.4 في المئة إلى انخفاض قدره 0.7 في المئة في عام 2023.