دعت الأطراف اليمنية المشاركة في "مشاورات الرياض" إلى سرعة "الدخول في مفاوضات مع الحوثيين تحت إشراف الأمم المتحدة" والتأكيد على ضرورة إنهاء التفكك والحرب والانخراط في الحل السياسي، وذلك في ختام المشاورات التي كانت قد انطلقت الأسبوع الماضي في العاصمة السعودية بمشاركة طيف كبير من الأطراف اليمنية، وممثلين عن أطراف إقليمية ودولية، لكن بغياب الحوثيين.
واختتمت أعمال المشاورات اليمنية_ اليمنية بعد ساعات من إعلان الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الخميس 7 أبريل (نيسان) الحالي، تشكيل مجلس قيادة رئاسي في اليمن، سلمه بموجبه صلاحياته، في مسعى لتوحيد الصفوف في المعسكر الذي يقاتل ميليشيات الحوثيين في البلاد منذ أكثر من سبع سنوات، فيما ذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان استقبل مجلس الرئاسة اليمني الجديد.
#فيديو_واس: سمو #ولي_العهد يستقبل رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وأعضاء المجلس.#واس pic.twitter.com/0HSNSJnuoD
— واس الأخبار الملكية (@spagov) April 7, 2022
وقال هادي المقيم في العاصمة السعودية الرياض، في خطاب بُث على التلفزيون، "ينشأ بموجب هذا الإعلان، مجلس قيادة رئاسي لاستكمال تنفيذ مهمات المرحلة الانتقالية، وأفوّض مجلس القيادة الرئاسي بموجب هذا الإعلان تفويضاً لا رجعة فيه بكامل صلاحياتي وفق الدستور والمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية".
وسيتألف المجلس الرئاسي من ثمانية أعضاء، وسيكون برئاسة رشاد العليمي، وهو وزير سابق ومستشار لهادي.
وسيتسلم المجلس إضافة لصلاحيات الرئيس صلاحيات نائب الرئيس.
وكلف هادي أيضاً مجلس القيادة الرئاسي، "التفاوض مع الحوثيين لوقف إطلاق نار دائم في كافة أنحاء الجمهورية والجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي نهائي وشامل يتضمن مرحلة انتقالية تنقل اليمن من حالة الحرب إلى حالة السلام".
وكانت الأنباء المتواترة من أروقة الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية بالعاصمة السعودية الرياض، تشير إلى أن اليمنيين اقتربوا من رسم الخطوط الأولية لخريطة طريق يمنية– يمنية تضع حداً لحال الفرقة والخلاف في الرؤى والمواقف السياسية، وتنقل البلد الغارق في الحرب منذ ثماني سنوات إلى وضع أكثر تماسكاً.
آلية النقاشات
وفي قراءة شاملة للآلية التي تتم بها المشاورات اليمنية- اليمنية في يومها قبل الأخير برعاية خليجية، قال عضو فريق المشاورات في المحور الإعلامي ثابت الأحمدي، إن المحاور الستة التي وضعت على أجندة المشاورات تمثل مجمل القضية التي يدور الجدل في شأنها من سنوات تقريباً، وتمثل جذور المشكلة اليمنية إجمالاً.
وأضاف أنه جرى تقسيم المتشاورين على المحاور الستة، وهي العسكري والسياسي والإنساني والاقتصادي والإصلاح الإداري والتعافي الاجتماعي، بعد أن قُسم المشاركون إلى فرق عمل تناقش ستة محاور رئيسة، يقع داخل كل محور عدد من الفرق التي تناقش في ما بينها موضوعاً محدداً يتم تحديده سلفاً.
ويشير الأحمدي إلى أن اختيار المشاركين من أعضاء المحاور تم "بالتعاون بين جميع الأطراف اليمنية والخليجية بحسب الكفاءة ووفقاً لطبيعة كل محور والعناصر المؤثرة والفاعلة فيه، وبحسب الكفاءة في تقديم الرؤى والحلول".
تشخيص الوضع اليمني
وفي تفصيل لعمل اللجان يوضح أن كل فريق عمل يجلس أعضاؤه ليناقشوا المحور الخاص بهم ويوجد بداخلهم أيضاً فرق داخلية تناقش في كل يوم جزئية من الجزئيات التي يتم التوافق عليها، وفق جدول محدد من خلال تجديد المشكلات اليمنية في المحور المعني، ومن ثم التوصل إلى جملة الحلول إزاءها".
وعقب إنجاز المرحلة الأولى من المشاورات داخل اللجان الست يشير الأحمدي إلى أنه تم التوصل إلى تشخيص الوضع الراهن، ثم تحديد التحديات التي تواجه كل محور من المحاور على حدة.
مشكلات الشرعية ومنظومتها
ويوضح عضو المحور الإعلامي أن المشاورات بدأت إجمالاً بمناقشة المشكلات التي تواجه منظومة الشرعية اليمنية كونها الحامل الشرعي للقضية اليمنية بكل شفافية، وتواصلت الفرق الست لتحديد هذه المشكلات بشكل واضح، ليتم في الجلسة الثانية "مناقشة أبرز التحديات الماثلة أمام الشرعية اليوم، أما في الثالثة، التي تمت أمس، فتم وضع الحلول والمقترحات، ثم تم التوافق على تشكيل لجنة لصياغة المخرجات التي لا تزال تجري أعمالها بشكل إيجابي وهادئ وواعد جداً".
نقاش مع الحكومة
ووفقاً للأحمدي جرى لقاء المشاركين برئيس الوزراء وأعضاء الحكومة، كما التقى الإعلاميون وزير الإعلام في جلسة خاصة بالمحور الإعلامي، على أن يشهد غداً الخميس أعمال الجلسة النهائية التي ستعلن فيها نتائج المشاورات والحلول المقترحة والمتفق عليها بين كافة القوى والمكونات السياسية والجماهيرية اليمنية.
ما تم إنجازه
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في استيضاح عما توصلت إليه المشاورات حتى اللحظة، قال نحن اليوم على مشارف النهاية من خلال تحديد المشكلات والحلول التي سيعلن عنها في ختام أعمال هذه المشاورات التي تعتبر ربما الفرصة الأخيرة أمام اليمنيين للتوصل إلى حل شامل ينهي الحرب، أو بالأصح ينهي الانقلاب الحوثي المتمرد على الشرعية، إذ خلص الجميع إلى أنه لا عدو لليمن إلا الحوثي فقط، ولهذا فكافة المخرجات تبنى على هذه الفكرة بشكل أساس.
صيغة نهائية
وخلص الأحمدي إلى أن الأعضاء يمارسون أعمالهم اليومية بصورة سلسة في جو إيجابي خلاق، من أجل "التوصل إلى صيغة نهائية للحل اليمني الشامل الذي لن يكون إلا يمنياً- يمنياً، بحسب تعبير إخواننا في مجلس التعاون الخليجي الذين يشددون على ذلك في كل خطاباتهم".
استشعار تاريخي
من جانبه، أكد سفير مجلس التعاون الخليجي في اليمن سرحان المنيخر أن المجلس لمس الحرص من كل الأطراف المشاركة في المشاورات اليمنية المنعقدة في الرياض على مصلحة اليمن. وأضاف في إحاطة حول المشاورات الأربعاء، أن المشاركين بدأوا في البحث عن حلول للانتقال باليمن إلى دولة آمنة ومستقرة.
وقال، إنهم سيستكملون ذلك غداً، وسيعلنون عن التوافق التام، مشيراً إلى أنه متفائل إذا ما نظرنا لعدد المشاركين في المشاورات الذين تجاوزوا 1000.
كذلك أوضح أن المشاركين يريدون إفساح المجال لتنفيذ قرارات مجلس التعاون المعنية بدعم الاقتصاد اليمني الصادر في قمة المجلس عام 2015.
إليكم اختتام المشاورات "اليمنية - اليمنية" عند حدوثها.