اجتمعت الولايات المتحدة وحلفاؤها في ألمانيا الثلاثاء، 26 أبريل (نيسان)، للتعهد بتقديم كميات جديدة من الأسلحة الثقيلة لأوكرانيا، متجاهلةً تهديد موسكو بأن دعمهم لكييف قد يؤدي إلى حرب نووية، في حين قال أمين مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، الذي يتمتع بنفوذ قوي، إن سياسة الغرب وسلطات كييف تقود إلى تفكك أوكرانيا.
وترقى تعليقات باتروشيف إلى حد التحذير من أن حرب روسيا في أوكرانيا قد تؤدي إلى تقسيم البلاد، والذي ستسعى موسكو إلى إلقاء اللوم فيه على خصومها.
وفي مقابلة مع صحيفة "روسيسكايا جازيتا" الحكومية، قال باتروشيف، وهو حليف مقرب للرئيس فلاديمير بوتين، إن الولايات المتحدة تحاول منذ سنوات أن تزرع في نفوس الأوكرانيين الكراهية لكل ما هو روسي. وأضاف، "لكن التاريخ يعلمنا أن الكراهية لا يمكن أبداً أن تصبح عاملاً موثوقاً به في الوحدة الوطنية. إذا كان هناك أي شيء يوحد الشعوب التي تعيش في أوكرانيا اليوم، فهو فقط الخوف من الفظائع التي ترتكبها الكتائب القومية"، في إشارة إلى وحدات القوات المسلحة الأوكرانية التي وصفتها موسكو بالنازية في إطار تبريرها المعلن للهجوم على البلاد.
ونقلت الصحيفة عن باتروشيف قوله إنه لذلك، فإن نتيجة سياسة الغرب وكييف لا يمكن أن تكون إلا تفكك أوكرانيا إلى دول عدة.
وقدّمت تعليقاته، بعد ما يقرب من تسعة أسابيع من الحرب، أحدث مؤشر إلى أن موسكو عازمة على تقسيم البلاد، على الرغم من قولها في البداية إنها لا تنوي احتلال أوكرانيا. وفي الأسبوع الماضي، قال جنرال روسي إن بلاده ستتطلع إلى الاستيلاء على شرق وجنوب البلاد بالكامل.
في المقابل، اعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي لم يظهر "أي جدّية" بشأن إمكانية إنهاء الحرب في أوكرانيا دبلوماسياً، على الرغم من سلسلة جهود دولية للقيام بذلك. وقال بلينكن أمام لجنة العلاقات الدولية في مجلس الشيوخ، "لم نرَ أي إشارة حتى اللحظة إلى أن الرئيس بوتين جدّي بشأن إجراء مفاوضات ذات معنى".
إمداد أوكرانيا بالسلاح
وحول المسؤولون الأميركيون تركيزهم هذا الأسبوع من الحديث بشكل أساسي عن مساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها إلى حديث أكثر جرأة عن انتصار أوكراني من شأنه أن يضعف قدرة روسيا على تهديد جيرانها.
وأكد وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، في مستهل اجتماع أمني بمشاركة نحو 40 دولة في ألمانيا، أن الولايات المتحدة عازمة على "بذل كل ما هو ممكن" لتعزيز قدرات كييف العسكرية.
وقال أوستن في مستهل الاجتماع الذي تنظمه واشنطن في قاعدة رامشتاين الجوية بألمانيا، بعد رحلة إلى كييف تعهد فيها بتقديم دعم إضافي للجهود الحربية للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "كما نرى هذا الصباح، دول من أنحاء العالم تقف متحدة مع تصميمنا على دعم أوكرانيا في حربها ضد العدوان الإمبريالي لروسيا. من الواضح أن أوكرانيا تثق بقدرتها على الانتصار، وكذلك الجميع هنا".
وفي ختام الاجتماع، قال أوستن إن الولايات المتحدة وحلفاؤها قرروا الاجتماع شهرياً للبحث في تعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية.
وفاجأ الأوكرانيون العالم بأسره في مارس (آذار) عندما صدوا هجوماً روسياً على كييف، لكنهم يواجهون عمليات قصف متواصلة وتقدماً بطيئاً للجيش الروسي في الشرق في منطقة دونباس التي يسيطر انفصاليون موالون لروسيا على جزء منها منذ عام 2014، وفي جنوب البلاد. ويؤكد الروس نيتهم السيطرة على كامل هاتين المنطقتين.
وبعدما تحفظت أولاً عن تزويد أوكرانيا أسلحة هجومية، أقدمت الولايات المتحدة شأنها في ذلك شأن بريطانيا وفرنسا وبلجيكا على هذه الخطوة. حتى المانيا أعلنت أنها ستأذن بتسليم عربات مصفحة من طراز "غيبارد" إلى كييف، في ما يعد نقطة تحول رئيسة في السياسة الحذرة التي اتبعتها برلين حتى الآن في دعمها العسكري لأوكرانيا.
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت خلال الاجتماع، "لقد قررنا أن ألمانيا ستسلم دبابات غيبارد المضادة للطائرات إلى أوكرانيا". وتأتي هذه المدرعات التي لم يُحدد عددها من مخزون صناعة الدفاع الألمانية.
كما قال وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، الثلاثاء، إن بلاده تأمل بإيجاد وسيلة في غضون أيام لإبدال النفط الروسي بإمدادات من مصادر أخرى، مضيفاً أن برلين يمكنها عندئذ أن تنفذ حظراً للاتحاد الأوروبي على واردات النفط الروسي.
أسابيع "حرجة"
وحذر الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان المشتركة بالجيش الأميركي، من أن أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من المساعدة الأمنية الآن، للتصدي لهجوم روسي قد يكون حاسماً في الشرق. وقال إن الأسابيع المقبلة "حرجة".
وأضاف ميلي في تصريحات أدلى بها للصحافيين المسافرين معه، "الوقت ليس في صالح أوكرانيا. نتيجة هذه المعركة تعتمد الآن وهنا على الأشخاص الموجودين في هذه القاعة". وأردف، "الأوكرانيون سيقاتلون. نحتاج للتأكد من أن لديهم الوسائل اللازمة للقتال".
ويقدر مسؤولون أميركيون، تحدثوا شريطة عدم كشف هوياتهم، أن روسيا ستعتمد بشكل كبير على ضربات المدفعية في محاولة لقصف المواقع الأوكرانية، بينما تتحرك موسكو من خلال القوات البرية على اتجاهات عدة في محاولة لتطويق الجيش الأوكراني والقضاء على جزء كبير منه.
لكن الولايات المتحدة تقدر أيضاُ أن العديد من الوحدات الروسية مستنزفة، حيث يعمل بعضها بعد تعرضها لخسائر بشرية تصل إلى 30 في المئة، وهي نسبة يقول مسؤولون إن الجيش الأميركي يراها مرتفعة جداً لدرجة يصعب على الوحدات أن تستمر معها في القتال. ويستشهد مسؤولون أميركيون بحالات مثل الدبابات الروسية التي ليس فيها غير من يقودونها من دون طواقم، ومعدات دون المستوى المطلوب تكون إما عرضة لأعطال أو قديمة.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس الاثنين، إن التقديرات البريطانية تظهر أن نحو 15 ألف جندي روسي قتلوا في الصراع بينما دُمرت ألفا عربة مدرعة بينها نحو 530 دبابة إلى جانب 60 طائرة هليكوبتر وطائرة مقاتلة. واعترفت روسيا حتى الآن بمقتل 1351 جندياً فقط وإصابة 3825 آخرين.
كيربي: الجيش الروسي أصبح أضعف
ويقول مسؤولون أميركيون إن روسيا لا تزال لديها قدرات متقدمة وتفوق عددي في القوات، وتبدي رغبة في مواصلة إرسال جنود ووحدات للقتال. كما يقول خبراء دفاع واقتصاديون إن بوسع موسكو أن تتحمل من الناحية الاقتصادية شن حرب طويلة في أوكرانيا على الرغم من تعرضها لعقوبات غربية.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية جون كيربي، الثلاثاء، إن جيش روسيا أصبح أضعف بالفعل وإن الدولة الروسية اعتراها الضعف بعد حربها على أوكرانيا المجاورة.
وأضاف كيربي في مقابلة مع شبكة "سي أن أن"، "أصبح جيشاً أضعف. إنهم دولة أضعف في الوقت الحالي، ويعزلون أنفسهم مرة أخرى... نريد ألا تتمكن روسيا من تهديد جيرانها مرة أخرى في المستقبل". وأضاف، "اقتصادها يعاني. جيشها استُنفد من نواح كثيرة، وليس تماماً، لكنهم يتكبدون بالتأكيد خسائر في الأرواح ويتكبدون خسائر في هذا الغزو لأوكرانيا". ولم يدل كيربي بمزيد من التفاصيل بشأن تقييمه لحالة الجيش الروسي.
قلق بخصوص مولدوفا
وهناك مخاوف من انتشار الاضطرابات إلى الغرب من أوكرانيا، حيث مولدوفا التي تحتل فيها القوات الروسية منذ تسعينيات القرن الماضي منطقة ترانسدنيستريا المنشقة على الحدود الأوكرانية. ودمر انفجاران برجين إذاعيين من العصر السوفياتي بالمنطقة في وقت مبكر الثلاثاء، في أعقاب انفجارات أخرى بها الاثنين.
وقالت السلطات المنشقة إنها رفعت مستوى التهديد الإرهابي بالمنطقة إلى الأحمر، بينما عبّر الكرملين عن القلق. ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن زعيم المنطقة المنشقة قوله إن الهجمات قد تكون مرتبطة بأوكرانيا.
وحمّلت مايا ساندو، رئيسة مولدوفا الموالية للغرب، "فصائل من داخل منطقة ترانسدنيستريا مؤيدة للحرب ومهتمة بزعزعة استقرار الوضع في المنطقة" المسؤولية عن "محاولات التصعيد".
وعبّرت حكومة ساندو الأسبوع الماضي عن قلقها بعد أن قال جنرال روسي كبير إن موسكو تهدف إلى شق طريق عبر أوكرانيا إلى ترانسدنيستريا، حيث قال إن المتحدثين بالروسية بحاجة إلى الحماية من الاضطهاد. ولمولدوفا، الجمهورية السوفياتية السابقة، روابط ثقافية ولغوية وثيقة مع رومانيا عضو حلف شمال الأطلسي.
غوتيريش يدعو لوقف إطلاق النار
في غضون ذلك، التقى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في موسكو الثلاثاء، المسؤولين الروس في أول زيارة له لروسيا منذ بدء الحرب.
ودعا غوتيريش من موسكو للتحقيق في "جرائم حرب ممكنة" في أوكرانيا، مؤكداً "ما يهمنا خصوصاً هو إيجاد السبل لتوفير الظروف المناسبة لحوار فاعل ولوقف إطلاق النار في أقرب الآجال". وأضاف أنه على الرغم من تعقيدات الوضع في أوكرانيا "مع تفسيرات مختلفة لما يحصل" فيها، من الممكن إقامة "حوار جدي حول سبل العمل لتخفيف معاناة السكان".
كما أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة وزير الخارجية الروسي بأنه مستعد لاستخدام موارد المنظمة بالكامل لإنقاذ الأرواح وإجلاء الناس من مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة، وحض كييف وموسكو على إقامة ممرات إنسانية.
وخلال المؤتمر الصحافي المشترك، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن موسكو مستعدة للتعاون مع الأمم المتحدة لمساعدة المدنيين في أوكرانيا. وأوضح، "هدفنا الرئيسي هو حماية المدنيين. نحن مستعدون للتعاون مع زملائنا في الأمم المتحدة لتخفيف معاناة المدنيين".
كما رفض لافروف اقتراح كييف إجراء محادثات سلام في مدينة ماريوبول، وقال إن من السابق لأوانه الحديث عن الجهة التي ستتوسط في أي مفاوضات.
بريطانيا ترفض "صلف" لافروف
وأثار تصريح وزير الخارجية الروسي بأن حلف شمال الأطلسي يخوض حرباً بالوكالة مع روسيا، رداً بريطانياً. فقال وزير القوات المسلحة البريطاني جيمس هيبي، الثلاثاء 26 أبريل (نيسان)، إن المجتمع الدولي الأوسع، وليس حلف شمال الأطلسي، هو الذي يقدم الدعم العسكري لأوكرانيا.
وكان لافروف، في وقت سابق، طلب من العالم ألا يهوّن من شأن مخاطر صراع نووي، وقال إن قيام حلف شمال الأطلسي بإمداد أوكرانيا بالأسلحة يعني "في جوهره" أن التحالف الغربي ضالع في حرب بالوكالة مع روسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورداً على ذلك، قال هيبي إنه لا يعتقد بأن هناك تهديداً وشيكاً بتصعيد في الحرب في أوكرانيا. وأضاف لتلفزيون "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، "العلامة المميزة للافروف خلال فترة الخمسة عشر عاماً أو نحوها في منصب وزير الخارجية الروسي هي هذا النوع من الصلف. لا أعتقد أن هناك الآن تهديداً وشيكاً بتصعيد".
ومضى قائلاً، "ما يفعله الغرب لدعم حلفائه في أوكرانيا مُقاس بصورة حسنة للغاية... كل شيء نفعله مُقاس لتجنب مواجهة مباشرة مع روسيا".
وفي تصريحات لقناة "سكاي نيوز"، قال هيبي إن حلف شمال الأطلسي الذي يعزز جناحه الشرقي لا يقدم مساعدات عسكرية لأوكرانيا باعتباره منظمة.
ولدى سؤاله عن احتمال أن تستخدم روسيا سلاحاً نووياً تكتيكياً، أجاب أنه يعتقد بأن هناك احتمالاً "صغيراً لدرجة التلاشي" لهذا النوع من التصعيد. وتابع، "جهود (الدول) المانحة أمر تجمع بواسطة دول، كثير منها بالفعل من حلف شمال الأطلسي، لكن كثيراً منها من خارجه... ليس حلف شمال الأطلسي هو الذي يقدم المساعدات العسكرية".
واعتبر هيبي أن ضرب أوكرانيا خطوط الإمداد وإمدادات الوقود الروسية أمر مشروع. واعترف بأن الأسلحة التي يقدمها المجتمع الدولي الآن يسمح مداها باستخدامها في روسيا.
وقال هيبي لراديو "تايمز"، "هذا ليس مشكلة بالضرورة. هناك كثير من الدول حول العالم التي تشغل عتاداً استوردته من دول أخرى وعندما يتم استخدام هذه القطع من المعدات يجب ألا تلوم الدولة التي صنعتها، الق باللائمة على الدولة التي أطلقتها".
وفي وقت لاحق الثلاثاء، نقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها إن روسيا حذرت بريطانيا من أنها إذا استمرت في تشجيع أوكرانيا على ضرب أهداف في روسيا فسيكون هناك "رد متناسب" عاجل.
مستوى الإشعاع في تشرنوبل "ضمن الحدود الطبيعية"
وطمأن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، الثلاثاء خلال زيارة إلى محطة تشرنوبل الأوكرانية حيث وقعت في عام 1986 أسوأ كارثة نووية في العالم، إلى أن المستوى الإشعاعي في الموقع الذي سيطرت عليه القوات الروسية لبضعة أسابيع ثم انسحبت منه "هو ضمن الحدود الطبيعية".
وقال غروسي لصحافيين في تشرنوبل، إن "المستوى الإشعاعي هو ضمن الحدود الطبيعية. كانت هناك فترات ارتفعت خلالها المستويات بسبب حركة المعدّات الثقيلة عندما أحضرتها القوات الروسية إلى هنا وعندما غادرت"، موضحاً أن الوكالة تتابع الوضع "بشكل يومي".
ورافق غروسي إلى الموقع فريق من الخبراء "لتسليم المعدات الحيوية" لإجراء "فحوصات إشعاعية وغيرها". وعلى هؤلاء الخبراء "إصلاح أنظمة المراقبة عن بُعد التي توقفت عن إرسال البيانات إلى المقر الرئيسي" للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا (النمسا) بعيد اندلاع الحرب.
توقع فرار 8.3 مليون أوكراني
وتوقّعت الأمم المتحدة أن يبلغ عدد اللاجئين الأوكرانيين الفارين من بلادهم التي يهاجمها الجيش الروسي منذ 24 فبراير (شباط)، 8.3 مليون مقابل أكثر من 5.2 مليون حالياً.
ونظراً إلى تدهور الوضع في أوكرانيا، طلبت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي توقعت في بداية الحرب فرار أربعة ملايين أوكراني، 1.85 مليار دولار لدعم أعمالها وأعمال شركائها لصالح الأوكرانيين الفارين من بلدهم.
اتصال بين أردوغان وبوتين
وقالت الرئاسة التركية الثلاثاء، إن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي، بأن الحفاظ على "الزخم الإيجابي" الذي تحقق في المحادثات بين أوكرانيا وروسيا أوائل هذا الشهر في إسطنبول سيكون في مصلحة جميع الأطراف.
وأضافت في بيان، "الرئيس أردوغان، الذي تطرق إلى أهمية التوصل إلى وقف لإطلاق النار وعمل الممرات الإنسانية بشكل فعال والقيام بعمليات الإجلاء بطريقة آمنة، أشار إلى أن تركيا ستواصل بذل قصارى جهدها لوقف مسار الأحداث الذي يلحق الضرر بالجميع ولضمان تحقق سلام دائم".
وقالت الرئاسة إن أردوغان كرر كذلك عرضاً لاستضافة الزعيمين الروسي والأوكراني لإجراء محادثات سلام.
الكرملين قال من جهته إن الرئيسين ناقشا الوضع "الإنساني" في أوكرانيا، بما في ذلك إقامة ممرات إنسانية.
ضرب أكثر من 90 هدفاً
ميدانياً، قالت وزارة الدفاع الروسية إن قواتها أصابت أكثر من 90 هدفاً عسكرياً في أوكرانيا الليلة الماضية، مما تسبب في مقتل 500 جندي أوكراني على الأقل وتدمير عشرات المركبات المدرعة وقطع المدفعية والمعدات العسكرية الأخرى. وأضافت أنها أصابت مستودعي ذخيرة في منطقة خاركيف في شرق أوكرانيا.
وقالت وزارة الدفاع الأوكرانية عبر "تلغرام" الثلاثاء، إنه في منطقتي دونباس وجنوب البلاد "ينفذ العدو ضربات على مواقع قواتنا على امتداد خط الجبهة بواسطة قذائف هاون ومدفعية وقاذفات صواريخ متعددة".
وفي منطقة لوغانسك خصوصاً، يستمر القصف على بوباسنا مع العثور على ثلاثة قتلى تحت أنقاض مبنى منهار، وفق ما قال حاكم المنطقة سيرغيي غايداي الثلاثاء. وفي دونيتسك، قتل مدنيان على الأقل وجرح ستة آخرون في بلدات عدة، وفق ما قال الحاكم بافلو كيريلنكو. بدوره أعلن أوليغ سينيغوبوف، حاكم منطقة خاركيف الواقعة أيضاً في شرق البلاد، مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة سبعة آخرين بجروح، أحدهم حاله خطرة، في قصف روسي على المدينة.
وفي الجنوب، سقط قتيل وجريح بعدما أصاب صاروخان روسيان صباح الثلاثاء في مدينة زابوريجيا شركة لم تحدد طبيعتها، حسب ما أفادت السلطات المحلية. واستقبلت زابوريجيا التي تعد مركزاً صناعياً كبيراً على نهر دنيبر، في الأسابيع الأخيرة مدنيين أوكرانيين فروا من حصار ماريوبول ومدن أخرى تتعرض للقصف في دونباس. وتضم المنطقة أكبر محطة نووية في أوروبا. وأكدت وزارة الدفاع الأوكرانية الثلاثاء أن المدينة تستعد الآن لهجوم للقوات الروسية مصدره الساحل.
الكرملين: لا عمليات عسكرية ماريوبول
وفي مدينة ماريبول الساحلية الاستراتيجية في أقصى جنوب دونباس التي يسيطر عليها الروس بشكل شبه كامل وحيث لا يزال بحسب كييف نحو مئة ألف مدني عالقين، بدا الوضع في طريق مسدود. وتواصل القوات الروسية قصف مجمع آزوفستال لصناعات الفولاذ الذي يتحصن فيه آخر المقاتلين الأوكرانيين مع نحو ألف مدني، وفق ما أكد القائد العسكري الأوكراني لمنطقة دونتيسك بافلو كيريلينكو عبر "فيسبوك". وأوضح، "عمليات القصف مستمرة بالمدفعية الثقيلة والطيران. نعتمد فقط على قوتنا الخاصة". واتهمت موسكو كييف بمنع المدنيين من مغادرة أزوفستال، لكن أوكرانيا أكدت أنها لم تبرم مع روسيا أي اتفاق حول إقامة ممرات إنسانية يسمح لهم بالخروج.
وقال الكرملين إن الرئيس الروسي أبلغ الرئيس التركي أن مدينة ماريوبول تم "تحريرها" وأنه لا توجد عمليات عسكرية جارية هناك، مضيفاً أنه يتعين على كييف "تحمل المسؤولية" عن الأشخاص المتحصنين في مصنع آزوفستال. وقال الكرملين إن "أسرى الحرب لهم الحق في الحياة والرعاية الطبية والعلاج وفقاً للمعايير القانونية الدولية".
نائبة رئيس وزراء أوكرانيا إيرينا فيريشتشوك قالت من جهتها إن استمرار القتال من دون توقف في أوكرانيا حال دون فتح ممرات إنسانية الثلاثاء.