بات ميناء ماريوبول، جنوب شرقي أوكرانيا، الذي سيطرت عليه القوات الروسية، مدمراً بالكامل بعد إحراق مبانيه وإغراق سفنه، وفق ما أفاد فريق من مراسلي وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة 29 أبريل (نيسان).
وعلى الرغم من توقف القتال في ماريوبول، لا يزال القصف المدفعي يسمع بانتظام من المنطقة الصناعية، حيث يقع مجمع "آزوفستال" للمعادن، وهو آخر معقل تسيطر عليه القوات الأوكرانية في هذه المدينة، ويمكن رؤيته على بُعد بضعة كيلو مترات في الجانب الآخر من الخليج.
ويتحصن عدة مئات من الجنود والمدنيين الأوكرانيين في إنفاق تحت الأرض تعود إلى الحقبة السوفياتية في "آزوفستال". وأعلنت الرئاسة الأوكرانية، الجمعة، أنه من المقرر إجلاء غير المقاتلين في اليوم نفسه. ومع ذلك، سمع فريق وكالة الصحافة الفرنسية قصفاً عنيفاً في "آزوفستال"، صباح الجمعة، وحتى بعد الظهر، خلال زيارة نظمها الجيش الروسي للصحافيين في ماريوبول.
وبعد الظهر، كانت الانفجارات تقع بفارق ثوانٍ فقط، وبعضها كان عنيفاً. وارتفعت أعمدة من الدخان الرمادي في سماء المنطقة الصناعية.
الحياة توقفت فجأة
في المقابل، كان الوضع هادئاً في الميناء الذي يحمل آثار الحصار الذي جعل من ماريوبول المدينة الاستراتيجية الواقعة على بحر آزوف، أحد النقاط الساخنة في الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي بدأ في 24 فبراير (شباط).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتعرضت معظم المباني الإدارية في منطقة الميناء لأضرار جسيمة، حيث احترقت واجهتها، أو تفحمت بسبب الحرائق.
ويبدو أن الحياة قد توقفت فجأة من دون سابق إنذار في هذا الميناء. وما زالت شحنة من النحاس التي كان من المفترض تسليمها لإسرائيل، وفقاً لأوراق التصدير، في موقعها. وعلى مسافة قريبة، عربات قطار مهجور مدمرة تظهر حمولتها من خام الحديد.
كما جنح عديد من السفن في الميناء، بما في ذلك سفينة شحن وسفينة "دونباس" التابعة للقيادة العسكرية الأوكرانية التي دمرت أثناء حصار ماريوبول.
إزالة الألغام
والدليل على أن الخطر لم يزل بعد كلياً، تجري عمليات إزالة الألغام في منطقة المرفأ، حيث آثار شظايا الصواريخ على الأرض. وتظهر قذيفتان لم تنفجرا خارج الأسمنت.
وقال سيرغي نيكا، المسؤول الكبير في وزارة حالات الطوارئ التابعة للإدارة الانفصالية الموالية لروسيا، "زرعت الألغام في مياه الميناء والمرفأ نفسه. نقوم بعمليات لإزالتها لتصبح المنطقة آمنة".
وفي نهاية الرصيف، يسعى رجلان يرتديان زياً خاصاً لإبطال مفعول ألغام بحرية رفعها غواصون إلى السطح، وكذلك صواريخ. وبعد إبطال مفعول الألغام، تنقل بواسطة شاحنة عسكرية.
وعلى مسافة قريبة، يسير عدد من الرجال إلى جانب جرافة باتجاه أحد المباني العديدة المدمرة، غير أن عملية رفع الأنقاض والركام ستستغرق وقتاً.