أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت وفاة جندي إسرائيلي بعد إصابته بجروح الجمعة خلال عملية اقتحام نفذتها القوات الإسرائيلية قرب جنين بشمال الضفة الغربية المحتلة.
وجاء في بيان لرئيس الوزراء "اليوم خسرنا بطلا حقيقيا، مقاتلا شجاعا... عرض نفسه للخطر من أجل أمن إسرائيل" خلال عملية اقتحام تخللتها اشتباكات عنيفة في جنين حيث قتلت الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقله الأربعاء.
صدامات خلال الجنازة
وقعت صدامات عند إخراج نعش الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة من المستشفى في القدس الجمعة لتشييعها، إذ قامت الشرطة الإسرائيلية بتفريق حشد يرفع أعلاما فلسطينية، وفق ما أفاد صحافيون في وكالة الصحافة الفرنسية ووسائل إعلام محلية.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن 33 شخصاً أصيبوا خلال الجنازة، نقل ستة منهم إلى المستشفى، فيما أوردت الشرطة الإسرائيلية أنها اعتقلت ستة أشخاص.
وأبدى الاتحاد الأوروبي "استياءه" حيال الاستخدام "من دون طائل" للقوة من جانب القوات الإسرائيلية خلال جنازة أبو عاقلة. وكتبت بعثة الاتحاد الأوروبي لدى الفلسطينيين على "تويتر"، "مستاؤون من العنف في حرم مستشفى القديس يوسف ومن مستوى العنف من دون طائل الذي مارسته الشرطة الإسرائيلية طوال مراسم الجنازة".
واقتحمت الشرطة الإسرائيلية حرم مستشفى القديس يوسف في القدس الشرقية وفرقت حشداً كان يرفع أعلاماً فلسطينية لدى إخراج جثمان الصحافية من المستشفى. وأظهرت مشاهد نقلتها قنوات التلفزة المحلية جثمان أبو عاقلة يكاد يسقط أرضاً فيما كان شرطيون إسرائيليون يفرقون الحشد.
وأضافت بعثة الاتحاد الأوروبي أنه "سلوك غير متكافئ من شأنه تأجيج التوترات".
كذلك، علق ديميتر تزانتشيف، سفير الاتحاد الأوروبي لدى إسرائيل عبر "تويتر"، "صدمت للمشاهد التي رأيتها اليوم على هامش الجنازة وللاستخدام غير المتكافئ وغير اللائق للقوة خلال تشييع الجثمان"، مؤكداً أن "حفظ النظام العام يمكن القيام به بوسائل أخرى".
استئناف المداهمات
وكانت القوات الإسرائيلية، استأنفت الجمعة 13 مايو (أيار)، مداهماتها في منطقة جنين بالضفة الغربية، حيث قُتلت مراسلة قناة "الجزيرة" شيرين أبو عاقلة بالرصاص هذا الأسبوع، مما أدى إلى إصابة 11 شخصاً على الأقل، بحسب ما قالت وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن قواته تقوم بأنشطة لمكافحة الإرهاب في ضواحي جنين حيث قُتلت أبو عاقلة الأربعاء. ومن المتوقع أن تستقطب جنازتها في البلدة القديمة بالقدس، الجمعة، آلاف المشيعين.
ويبدو أن وفاة أبو عاقلة، التي غطت الشؤون الفلسطينية والأحداث في الشرق الأوسط لأكثر من عقدين، ستزيد من حدة المواجهات التي تصاعدت، أخيراً في المنطقة.
وقال متحدث، إن مئات من قوات الأمن الإسرائيلية سينتشرون في منطقة الجنازة لضمان سيرها من دون مواجهات.
وذكر سكان أن القوات الإسرائيلية أطلقت قذيفة باتجاه منزل بالقرب من جنين، الجمعة، في محاولة على ما يبدو لاعتقال مشتبه بهم في الداخل. وأظهرت لقطات لتلفزيون فلسطين تصاعد أعمدة الدخان السوداء من المنزل. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على الواقعة.
وقالت كتيبة جنين، وهي أحد التشكيلات العسكرية لـ"حركة الجهاد الإسلامي" الفلسطينية، إن عناصرها يخوضون اشتباكات مسلحة مع القوات الإسرائيلية في المنطقة.
وقال متحدث باسم كتيبة جنين، "نحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة البطل المجاهد محمود الدبعي ونعدهم بأنهم سيدفعون الثمن غالياً عن اعتداءاتهم ضد شعبنا ومجاهدينا"، في إشارة إلى أحد أعضائها الذي قد يكون داخل المنزل الذي اشتعلت فيه النيران.
تحقيق في مقتل أبو عاقلة
ولقي مقتل أبو عاقلة (51 عاماً) إدانة واسعة النطاق. وأظهرت لقطات مصورة للحظات التي تلت إصابتها بالرصاص، المراسلة وهي ممددة على الأرض وترتدي سترة زرقاء مكتوب عليها كلمة صحافة باللغة الإنجليزية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأصيبت أبو عاقلة بعيار ناري في الرأس أثناء تغطيتها للاشتباكات بين جنود إسرائيليين ونشطاء فلسطينيين في جنين. وقال اثنان على الأقل من زملائها الذين كانوا معها إنهم تعرضوا لإطلاق نار من قناصة إسرائيليين.
وقالت إسرائيل، التي أعربت عن أسفها لمقتل أبو عاقلة، إن الرصاصة القاتلة ربما أطلقها مسلح فلسطيني. وعلى الرغم من فتح إسرائيل تحقيقها الخاص، اقترحت أيضاً إجراء تحقيق مشترك مع الفلسطينيين، وطلبت منهم تقديم الرصاصة لفحصها.
ورفض الفلسطينيون الطلب الإسرائيلي، ووصفوا مقتل أبو عاقلة بأنه اغتيال نفذته القوات الإسرائيلية. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الخميس، إن إسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة، داعياً إلى تحقيق دولي.
وصعدت تل أبيب المداهمات وسط هجمات مميتة في أراضيها، فمنذ مارس (آذار)، قتل فلسطينيون وأفراد من الأقلية العربية في إسرائيل 18 شخصاً، من بينهم ثلاثة من أفراد الشرطة وحارس أمن، في هجمات في إسرائيل والضفة الغربية استهدفت في أغلبها مدنيين.
وبعض المهاجمين جاؤوا من جنين. وأشعلت المداهمات الإسرائيلية في الضفة الغربية اشتباكات ورفعت عدد الفلسطينيين الذين قتلوا على أيدي القوات الإسرائيلية أو مدنيين مسلحين منذ بداية العام إلى 42 على الأقل، من بينهم أعضاء في جماعات مسلحة ومارة.