في تطور لافت ولأسباب تتعلق بالسياسة الخارجية والأمنية، أكدت المحكمة الإدارية الإقليمية في مدينة لونبورغ الألمانية، أمس الجمعة، بحظر طيران شركة "ماهان إير" الإيرانية في الأجواء الألمانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت المحكمة في حيثيات قرارها، غير القابل للطعن، "أن المصالح السياسية العامة لجمهورية ألمانيا الاتحادية قد تمثل مبرراً للتراجع عن رخصة تشغيل للنقل الجوي أو تعليقها".
وبذلك فصلت المحكمة في شكوى لشركة "ماهان إير" ضد حظر الإقلاع والهبوط المفروض عليها في ألمانيا من قبل في 21 يناير (كانون الثاني) الماضي. كما لم تأخذ المحكمة أيضاً باعتراض الشركة على "أنه كان يتعين وضع إطار زمني لفترة الحظر على رحلاتها من طهران إلى دوسلدورف وميونيخ".
وكانت المحكمة الإدارية في مدينة براونشفايغ الألمانية قضت من قبل في حكم درجة أولى بأن هناك "أدلة كافية على قيام "ماهان إير" برحلات نقل إلى مناطق أزمات، وأيضا بالنسبة لأعمال إرهابية إيرانية في أوروبا".
وفي يناير (كانون الثاني) 2019، ذكرت الخارجية الألمانية، أن السبب في تشديد العقوبات، إلى جانب نشاط عناصر استخباراتية إيرانية في ألمانيا، كان "نقل شركة الطيران معدات عسكرية ومقاتلين محتملين إلى سوريا، ومناطق حرب أخرى بالشرق الأوسط على متن طائراتها".
ونفى المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت، حينها، أن يكون قرار حظر ماهان إير نتيجة لضغوط أميركية. وقال إن "القرار الألماني يستند إلى اعتبارات خاصة باحتياجاتنا الأمنية"، وأضاف "لا يمكن استبعاد أن شركة الطيران هذه ربما تنقل أيضا شحنات إلى ألمانيا تهدد أمننا. هذا قائم على معرفة بالأنشطة الإرهابية السابقة لإيران في أوروبا".
وتسعى الولايات المتحدة باستمرار لإقناع الدول الأوروبية لمعاودة فرض العقوبات على إيران منذ سحب الرئيس دونالد ترمب بلاده العام الماضي من الاتفاق النووي الذي توصلت إليه مع طهران في عهد سلفه باراك أوباما. إلا أن للدول الأوروبية علاقات اقتصادية مع إيران وتعي التهديد الذي ستشكله دولة نووية أخرى تجاورها مباشرة. وقد سعت إلى حماية نفسها من تأثير العقوبات الأميركية الإضافية لكنها حققت نجاحا محدودا في هذا الصدد.
وإلى جانب إيران، لا تزال الدول الموقعة على الاتفاق، وهي ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين، تحاول إبقاءه ساريا.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة "ماهان إير" عام 2011، قائلة "إنها قدمت الدعم المالي وغيره من أشكال الدعم للحرس الثوري الإيراني، وتضغط على حلفائها الأوروبيين أن يحذوا حذوها".
يشار أن ماهان إير تأسست عام 1992 كأول شركة طيران إيرانية خاصة، ولديها أكبر أسطول من الطائرات في البلاد، وتسير رحلات لعدد من البلدان الأوروبية، بينها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان.