لقد كان للرئيس السابق دونالد ترمب علاقة دبلوماسية لافتة مع كيم جونغ أون.
وقد قال ترمب عن الزعيم الكوري الشمالي عام 2018، "لديه شخصية رائعة. إنه شخص طريف. وذكي جداً. ومفاوض عظيم. وهو يحبّ شعبه"- بعدما كان قد وصفه بأنه "رجل الصاروخ" وهدد بـ "النار والغضب" في رد على تهديدات من بيونغ يانغ عام 2017. وقد روّج الرئيس الـ45 لاجتماعين عقدهما وجهاً لوجه [مع جونغ أون]، الأوّل عام 2018 (الذي أطلق بعده التوصيفات المذكورة أعلاه) والثاني في 2019، على أنهما يشكلان نجاحاً دبلوماسياً عظيماً.
لقد تجلّى الفرق بين ترمب وسيّد البيت الأبيض الحالي في ما يتعلق بكوريا الشمالية واضحاً خلال زيارة بايدن الأولى إلى آسيا بصفته رئيس. وقبل مغادرة سيول في كوريا الجنوبية إلى اليابان يوم الأحد، وجّه الرئيس الأميركي رسالة بسيطة إلى نظيره الكوري الشمالي مفادها كالتالي: "مرحباً... وحسب". والحال أن زيارة بايدن تمحورت بشكل أساسي حول مسائل اقتصادية وكيفية مواجهة نفوذ الصين، وقبعت تصرفات بيونغ يانغ الأخيرة في خلفية هذه المحادثات، خارج نطاق التداول. لقد أجرت كوريا الشمالية عدداً من اختبارات الأسلحة منذ بداية العام، وكانت الولايات المتحدة تراقب تحسباً لحصول اختبار نووي محتمل تحت الأرض، سيكون الأول من نوعه منذ عام 2017. وكان ترمب وكيم قد وقّعا قبل أربعة أعوام، اتفاقية بشأن علاقات سلمية جديدة، داعين إلى" التزام ثابت لا يتزعزع لإنهاء نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية". وقال ترمب عن كيم في ذلك الوقت "أعتقد أنه يريد تنفيذ ذلك. أنا حقاً أشعر بهذا بشكل قوي". ومع ذلك، فقد توقفت المفاوضات منذ عام 2019، ولم يظهر كيم أخيراً نية كبيرة لإجراء مفاوضات، بيد أن بايدن يتصرف بشكل هادئ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
قال الرئيس إنه "غير قلق" حيال احتمال إجراء اختبارات نووية كورية شمالية، مضيفاً أن الولايات المتحدة "مستعدة لأي شيء تفعله كوريا الشمالية". ومن الواضح أن بايدن لا يسلك الطريق ذاته الذي سلكه ترمب، الذي كان استعراضياً من دون التركيز على جوهر الأمور، ما جعله يدعو المراسلات بين وبين كيم بـ "الرسائل الغرامية". غير أن معالجة جو بايدن البسيطة للمسألة لم تحقق نتائج تذكر هي الأخرى.
إن عروض واشنطن بتقديم لقاحات "كوفيد-19" لم تلق جواباً، فيما ذكرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن 2.5 مليون شخص قد أصيبوا بالمرض حتى الآن بسبب "الحمى" في البلاد خلال التفشي الأول المؤكّد للفيروس. إلا أن بايدن قال يوم السبت إنه سيكون مستعداً للجلوس مع كيم إذا ما شعر بأن الأمر سيؤدي إلى اختراق جدي.
لقد حافظت بيون يانغ على موقف مماثل لذاك الذي اتخذته خلال الأعوام الأخيرة من ولاية الرئيس ترمب، قائلة إن العروض بالمساعدة من جانب الولايات المتحدة تعتبر غير مخلصة طالما بقيت "السياسات العدوانية"، من نوع التدريبات العسكرية والعقوبات، سارية.
تساءل الناس في كثير من الأحيان كيف سيحاول ترمب أن يحلّ مسألة مثل كوريا الشمالية؛ والآن جاء دور بايدن ليواجه المهمة ذاتها. ويبدو أن الجواب حتى الآن هو محاولة القيام بذلك من دون أن تحتل القضية مركز الصدارة.
نشرت اندبندنت هذا المقال في 24 مايو 2022
© The Independent