أقفلت بورصة "وول ستريت" على ارتفاع أمس الأربعاء، الـ 25 من مايو (أيار)، بعد نشر محضر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة لمجلس الاحتياط الفيدرالي، والذي أظهر أن صانعي السياسة النقدية متفقون على رفع الفائدة 0.5 في المئة خلال اجتماعي "الفيدرالي" المقبلين في يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين. وجاء ذلك متوافقاً مع توقعات "وول ستريت" وبلا مفاجآت، إذ سبق أن سعّر المستثمرون الأسهم على أساس رفع الفائدة بنحو واحد في المئة حتى يوليو المقبل.
اتفاق المحافظين
وأظهر محضر اجتماع "الفيدرالي" الذي انعقد بداية مايو الماضي اتفاق محافظي البنوك المركزية الأميركية بالإجماع على أن الاقتصاد الأميركي قوي، وأنهم سيحاربون التضخم من دون التسبب في ركود. وأعطى ذلك دفعة متفائلة للمستثمرين في البورصات الأميركية التي ارتفعت بعد هبوط قوي، الثلاثاء، في حين تذبذبت العوائد على سندات الخزانة وقلص الدولار مكاسبه.
وكانت هناك مخاوف في "وول ستريت" من أن يؤدي رفع الفائدة الى تراجع نمو الاقتصاد الأميركي، وبالتالي دخوله في ركود، لكن نبرة محضر الاجتماع المتفائلة تركت انطباعاً إيجابياً في الأسواق دفعها نحو المناطق الخضراء.
عدم يقين بالبورصات
ومن الأمور اللافتة التي أشار إليها المحضر وجود حال من عدم اليقين في شأن الأسواق المالية، كما لفت المحضر إلى بقاء التضخم عند المستويات الحالية، التي تعتبر الأعلى خلال 40 عاماً، وهو ما من شأنه أن يعوق الطلب في الاقتصاد. وظهرت إشارات في محضر "الفيدرالي" تفيد بأن السياسة النقدية ستستمر في التشدد الى أن يصل التضخم الى المستوى المستهدف من "الفيدرالي" عند اثنين في المئة، ويذكر أن حجم الموازنة العمومية للاحتياط الفيدرالي أكثر من ثلث حجم الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.ومن الأمور البارزة أيضاً في محضر الاجتماع بدء مسؤولي السياسة النقدية في خطة خفض موازنة "الفيدرالي" العمومية البالغة 8.9 تريليون دولار اعتباراً من الأول من يونيو المقبل، وسيسمح "الفيدرالي" بتقليص حيازاته من سندات الخزانة بمقدار 30 مليار دولار شهرياً، ثم سترتفع إلى 60 مليار دولار شهرياً في سبتمبر، بينما سيقلص من حيازات الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري بمقدار 17.5 مليار دولار شهرياً، لترتفع إلى 35 مليار دولار لاحقاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان هناك قلق لدى "وول ستريت" في شأن توقعات أرباح الشركات وارتفاع أسعار الفائدة تسبب في اضطراب الأسواق المالية، منذ بدء مسار رفع الفوائد خلال مارس الماضي، إذ انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" الذي يقيس أكبر 500 شركة مدرجة في البورصات الأميركية بحوالى 17 في المئة منذ بداية العام، بينما سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عامين 2.5 في المئة، في مقابل 0.8 في المئة أوائل يناير.
هبوط شركات التواصل الاجتماعي
وشهدت "وول ستريت" تحولات في قطاع شركات التواصل الاجتماعي هذا الأسبوع، إذ خسرت أسهم وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من 135 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال جلسة واحدة، الثلاثاء، بعد أن هوت شركة "سناب" المالكة لتطبيق "سناب شات" 43 في المئة، في أكبر تراجع يومي لها منذ الإدراج عام 2017.
وكان السبب وراء ذلك هو خفض توقعاتها للأرباح خلال الربع الثاني بسبب تراجع مداخيل الإعلانات، وقد ودفعت هذه التوقعات إلى تراجع قوي في مؤشر "ناسداك" الذي يقيس الأسهم التكنولوجية، إذ فقد حتى الآن 26 في المئة من قيمته منذ بداية هذه السنة.
بيانات الناتج والتضخم
ومن المقرر أن تصدر وزارة التجارة الأميركية اليوم الخميس بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الأول، إذ يتوقع المحللون تباطؤاً في النمو، كما سيتبع ذلك تقرير الاستهلاك الشخصي غداً الجمعة، وسيكون مؤشراً مهماً على حجم إنفاق المستهلكين، وسيكشف ما إذا كان التضخم قد وصل فعلياً الى ذروته في آخر تقرير في مارس الماضي.