انتصرت كييف في معركة الحظر الأوروبي على النفط الروسي الذي من شأنه أن يجفف تمويل "آلة الحرب" الروسية، لكن القوات الروسية لا تزال تركز ضرباتها الثلاثاء، 31 مايو (أيار)، على شرق أوكرانيا خصوصاً على مدينة سيفيرودونيتسك الرئيسة في منطقة دونباس.
واتفقت دول الاتحاد الأوروبي الـ27 خلال قمّة في بروكسل ليل الاثنين الثلاثاء، على حظر تدريجي. وسيشمل في البداية واردات النفط الذي تصدّره روسيا عبر السفن، أي ثلثي المشتريات الأوروبية من الذهب الأسود الروسي. كما مُنح إعفاء مؤقّت للنفط المنقول عبر خطوط الأنابيب، وذلك لرفع فيتو المجر.
معركة سيفيرودونيتسك
ولا تزال القوات الأوكرانية صامدة في سيفيرودونيتسك الثلاثاء وتقاوم الهجوم الروسي الشامل للسيطرة على أرض قاحلة مدمرة جعلتها موسكو الهدف الرئيسي لهجومها في الأيام الأخيرة. وقال الجانبان إن القوات الروسية تسيطر الآن على ما بين ثلث ونصف المدينة. واعترف وكلاء روسيا الانفصاليون بأن الاستيلاء عليها يستغرق وقتاً أطول مما كان متوقعاً، على الرغم من شن واحدة من أكبر الهجمات البرية في الحرب.
ويقول محللون عسكريون غربيون إن موسكو قلصت القوة البشرية والعسكرية في باقي جبهات القتال من أجل التركيز على سيفيرودونيتسك، على أمل أن يؤدي هجوم واسع النطاق على المدينة الصناعية الصغيرة إلى تحقيق ما يمكن لروسيا تسميته انتصاراً في أحد أهدافها المعلنة في الشرق.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأبناء عن ليونيد باشنيك، زعيم جمهورية لوغانسك الانفصالية الموالية لموسكو، "يمكننا القول إن ثلث منطقة سيفيرودونيتسك تحت سيطرتنا بالفعل". وأضاف أن القتال يحتدم في المدينة، لكن القوات الروسية لا تتقدم بالسرعة المأمولة، قائلاً إن القوات الموالية لموسكو تريد "الحفاظ على البنية التحتية للمدينة" وتتحرك ببطء بسبب توخي الحذر حول المصانع الكيماوية.
وقال رئيس إدارة المدينة الأوكراني أولكسندر ستريوك، إن الروس يسيطرون الآن على نصف المدينة. وأضاف، "للأسف... انقسمت المدينة إلى نصفين. لكن في الوقت نفسه لا تزال المدينة تدافع عن نفسها. ما زالت أوكرانية"، ونصح من لا يزالون محاصرين بالداخل بالبقاء في الأقبية.
وتقول أوكرانيا إن روسيا دمرت جميع البنية التحتية الحيوية للمدينة بقصف لا هوادة فيه، أعقبته موجات متتالية من الهجمات البرية التي أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الضحايا. ولا يزال الآلاف من السكان محاصرين. وتتقدم القوات الروسية نحو وسط المدينة ولكن ببطء ولم تنجح في تطويق المدافعين الأوكرانيين الصامدين هناك.
واستبعد حاكم المنطقة سيرغي غايداي، في تصريحات للتلفزيون الأوكراني، احتمال محاصرة القوات الأوكرانية، على الرغم من أنها قد تضطر في النهاية إلى التقهقر عبر نهر سيفيرسكي دونيتس إلى مدينة ليسيتشانسك على الضفة المقابلة.
وقال ستريوك، رئيس إدارة المدينة، إن إجلاء المدنيين لم يعد ممكناً. وألغت السلطات جهود إجلاء السكان بعد هجوم الاثنين أسفر عن مقتل صحافي فرنسي.
وقال يان إيغلاند، الأمين العام لوكالة الإغاثة التابعة لمجلس اللاجئين النرويجي والتي كانت تعمل منذ فترة طويلة انطلاقاً من سيفيرودونيتسك، إنه "أصيب بالهلع" من الدمار الذي لحق بها. وأضاف، "نخشى أن يظل ما يصل إلى 12 ألفاً من المدنيين محاصرين في مرمى تبادل إطلاق النار في المدينة، من دون أن يكون لديهم ما يكفي من الماء أو الغذاء أو الدواء أو الكهرباء. القصف شبه المستمر يجبر المدنيين على البحث عن ملاجئ وأقبية، مع فرص قليلة فقط أمام من يحاول الهروب".
معركة أوديسا
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، إنه حث مع المستشار الألماني أولاف شولتس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على إنهاء حصار القوات الروسية لمرفأ أوديسا الأوكراني بموجب قرار للأمم المتحدة.
وأعلن ماكرون عقب قمة أوروبية في بروكسل "اقترحت، في النقاش الذي أجريناه مع أولاف شولتس السبت الماضي، على الرئيس بوتين ان نتخذ المبادرة لقرار في مجلس الأمن لإعطاء إطار واضح جدا لهذه العملية".
اتصل ماكرون وشولتس ببوتين السبت، ولم يتحدث أي منهما من وقتها عن مشروع قرار في الامم المتحدة، علماً بأن جهودا دبلوماسية تُبذل لرفع التهديد الروسي عن أوديسا، المرفأ الرئيس الوحيد على البحر الأسود المتبقي بأيدي الأوكرانيين.
وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا بوقف تصدير محاصيلها الضخمة من الحبوب إلى السوق العالمية، وبارتفاع أسعار السلع الغذائية، كما يهدد بمفاقمة الطوارئ الإنسانية في إفريقيا والشرق الأوسط.
وزرع المدافعون الأوكرانيون عن المرفأ ألغاما أرضية فيما يمنع الأسطول الروسي سفن الشحن من الوصول إلى أوكرانيا.
وبموجب مقترح ماكرون، يُنشئ قرار للأمم المتحدة إطاراً يمكن بموجبه نزع الألغام من المرفأ واستئناف شحنات الحبوب.
وأشاد ماكرون بدور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في البحث عن حل، وقال إن روسيا تجري محادثات "واعدة" مع جارتها تركيا المطلة على البحر الأسود.
أضاف ماكرون "القرار لا يعتمد علينا، إنما يعتمد بالفعل على موافقة روسيا وعلى ضمانات مقدمة منها، بحيث توفر ضمانات أمنية للأوكرانيين من التعرض لهجوم، بينما يتوجب عليهم إزالة الألغام وهي مسألة أساسية".
من جهته، حذّر رئيس هيئة الأركان الأميركية، الجنرال مارك ميلي، الثلاثاء، لدى وصوله إلى لندن، المحطة الأولى في جولة أوروبية، من أن رفع الحصار عن أوديسا بالوسائل العسكرية سيكون "عملية خطرة جدا".
وقال ميلي للصحافيين المرافقين له في جولته التي ستشمل فنلندا والسويد، وهما دولتان ترغبان في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ونورماندي حيث سيشارك في احتفالات بذكرى الإنزال "في الوقت الحالي، الممرات البحرية مغلقة بالألغام والبحرية الروسية". وأضاف "سيتطلب فتح هذه الممرات البحرية جهداً عسكرياً كبيراً جداً من قبل دولة أو مجموعة من الدول".
وسيكون القرار الذي لا يمكن أن يأتي إلا من البيت الأبيض "قائما على الكلفة والأخطار والفوائد واحتمالات النجاح" كما أوضح ميلي، وهو أعلى جنرال أميركي يقوم دوره على تقديم المشورة للرئيس جو بايدن على الصعيد العسكري. وتابع "يجب أن أقول إنها ستكون عملية عسكرية خطرة جداً وتتطلب جهداً كبيراً".
ومن المقرر أن يشارك الجنرال ميلي في اجتماع لرؤساء أركان الدول الغربية الخمس التي تشكل ما يسمى تحالف "العيون الخمس" (فايف آيز) للخدمات الاستخباراتية، والذي يضم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا وكندا ونيوزيلندا.
وقال ميلي "سأضمن مع حلفائنا وشركائنا أن دعمنا لأوكرانيا منسق ومتزامن"، مشيراً إلى الهدف هو "الاستمرار في طمأنة حلفائنا وشركائنا بأن الولايات المتحدة بجانبهم، وأننا دولة صديقة وحليف جيد".
ذروة الهجوم
وبعد أن فشلت في الاستيلاء على كييف، وطُردت من شمال أوكرانيا ولم تحقق سوى تقدم محدود في أماكن أخرى في الشرق، ركزت موسكو كل قوتها المسلحة في الأيام الأخيرة على سيفيرودونيتسك، التي كان عدد سكانها قبل الحرب حوالى 110 آلاف نسمة.
ومن شأن الانتصار هناك وفي ليسيتشانسك المجاورة أن يمنح موسكو السيطرة على منطقة لوغانسك، مما يحقق جزئياً أحد الأهداف المعلنة من الحرب.
لكن المعركة الضخمة تكلفتها باهظة، ويقول بعض الخبراء العسكريين الغربيين إنها قد تضر بقدرة روسيا على صد الهجمات المضادة الأوكرانية في نهاية المطاف في أماكن أخرى، بغض النظر عمن سيفوز في معركة سيفيرودونيتسك.
وقال معهد دراسات الحرب ومقره واشنطن هذا الأسبوع، إن الرئيس الروسي فلاديمير "بوتين يقذف الآن بالرجال والذخيرة في سيفيرودونيتسك آخر تجمع سكاني كبير في (لوغانسك) كما لو أن السيطرة عليها تضمن انتصار الكرملين في الحرب. إنه مخطئ".
وأضاف، "عندما تنتهي معركة سيفيرودونيتسك، بغض النظر عن الجانب الذي يسيطر على المدينة، من المرجح أن يكون الهجوم الروسي على المستويين العملياتي والاستراتيجي قد بلغ ذروته، مما يمنح أوكرانيا الفرصة لاستئناف هجماتها المضادة على المستوى العملياتي لدفع القوات الروسية إلى التراجع".
في الأثناء، عاقبت محكمة أوكرانية جنديين روسيين أسيرين بالسجن 11 عاماً ونصف العام الثلاثاء، بتهمة قصف بلدة في شرق أوكرانيا، في ثاني حكم في قضية جرائم حرب منذ بدء الحرب.
خفض واردات النفط الروسي
في غضون ذلك، قال إيهور جوفكفا، نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في خطاب ألقاه في مدريد الثلاثاء، إن عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة على روسيا التي تحظر معظم واردات النفط "غير كافية"، وإن وتيرة العقوبات حتى الآن بطيئة للغاية.
وأعلن رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال أن دول الاتحاد الـ27 وافقت مساء الاثنين على فرض حظر على النفط الروسي يشمل أكثر من "ثلثي" وارداتها النفطية من هذا البلد بسبب هجومه على أوكرانيا.
وقال ميشال إن هذا الخفض الذي سيطبق بحلول نهاية العام "سيحرم آلة الحرب (الروسية) من مصدر تمويل ضخم" وسيمارس "ضغوطاً قصوى" على موسكو لدفعها لوقف حربها على جارتها.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أن الاتحاد سيبحث "في أقرب وقت ممكن" توسيع نطاق هذا الحظر ليشمل النفط الذي تصدّره روسيا عبر خطوط الأنابيب إلى دول أعضاء في التكتل، ما يرفع إلى 90 في المئة كمية الصادرات النفطية الروسية التي سيتخلّى عنها الاتحاد الأوروبي بحلول نهاية العام.
وقالت فون دير لاين للصحافيين بعد اليوم الأول من قمة للاتحاد في بروكسل، "أنا سعيدة للغاية لأن الزعماء تمكنوا من الاتفاق من حيث المبدأ على حزمة العقوبات السادسة". وأضافت "من المتوقع أن يكون المجلس الآن قادراً على وضع اللمسات النهائية على حظر ما يقرب من 90 بالمئة من جميع واردات النفط الروسي بحلول نهاية العام. هذه خطوة مهمة إلى الأمام. سنعود قريباً إلى موضوع العشرة بالمئة المتبقية التي تُنقل عبر خطوط الأنابيب".
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي دعا القادة الأوروبيين في مداخلة عبر الفيديو أثناء القمة إلى ضرورة أن يواجهوا موسكو. وقال مساء الاثنين في رسالته اليومية إلى مواطنيه قبل اتخاذ بروكسل قرار فرض حظر، إن "النقطة الرئيسة هي النفط الروسي. لأنها تتعلق باستقلال الأوروبيين عن سلاح الطاقة الروسي".
إقصاء "سبيربنك" من نظام سويفت
وتشمل الحزمة السادسة من العقوبات الأوروبية على روسيا، إقصاء ثلاثة مصارف روسية من نظام "سويفت" للتحويلات المالية الدولية، من بينها "سبيربنك"، أكبر بنك في روسيا.
وقال شارل ميشال إن "هذه الحزمة من العقوبات تشمل إجراءات صارمة مثل إقصاء سبيربنك، أكبر بنك في روسيا، من سويفت".
و"سبيربنك" هو أكبر مصرف في روسيا إذ إنه يهيمن على حوالى ثلث القطاع المصرفي في البلاد. وإدراج هذه المؤسسة المالية على قائمة العقوبات المفروضة على روسيا سيزيد من عزلة النظام المالي الروسي في وقت دخل فيه هجوم الجيش الروسي على أوكرانيا شهره الرابع.
وعلى الرغم من العقوبات، أكد مصرف "سبيربنك" الثلاثاء أن استبعاده عن نظام "سويفت" سيكون له تأثير محدود، إذ إن المجموعة سبق أن تعرّضت لعقوبات أخرى منذ بدء الحرب. وقال المصرف الذي سبق أن استُهدف بعقوبات أميركية وبريطانية، في بيان، "نعمل بشكل طبيعي - القيود الرئيسة سارية أصلاً". وأضاف أن "الإقصاء من نظام سويفت لا يغيّر شيئاً في الوضع بالنسبة للمدفوعات الدولية". وأكد أن "العمليات الداخلية في روسيا لا تعتمد على سويفت، وسينفذها المصرف بشكل طبيعي".
وأعلن شارل ميشال أن قادة الدول وافقوا على منح تسعة مليارات يورو للحكومة الأوكرانية لتغطية احتياجاتها الفورية من السيولة لإبقاء اقتصادها قائماً.
وأوضح مصدر أوروبي أن التمويل الأوروبي سيأخذ شكل "قروض طويلة الأجل" بأسعار فائدة ميسرة، علماً بأن كييف حددت احتياجاتها للسيولة بمبلغ خمسة مليارات دولار شهرياً، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وستتطرّق القمة في يومها الثاني والأخير الثلاثاء، إلى التحوّل في مجال الطاقة في أوروبا للاستغناء عن الغاز الروسي وأزمة الغذاء المرتبطة بالحرب في أوكرانيا التي تهدد خصوصاً القارة الأفريقية.
تقدم روسي في الشرق
وفي شرق أوكرانيا، تحرز القوات الروسية تقدماً، وقد واجهت القوات الأوكرانية الاثنين في قلب سيفيرودونتسك، وفق حاكم هذه المنطقة الواقعة في دونباس.
وقال الجيش الأوكراني في أول إحاطة له صباح الثلاثاء، "من جانب دونيتسك، العدو يهاجم قواتنا بمدافع الهاون والمدفعية وبقاذفة قنابل يدوية على طول خطّ الجبهة. تتركز الجهود على السيطرة على سيفيرودونيتسك".
سيفيرودونتسك ومدينة ليسيتشانسك المجاورة لها هما من بين مدن دونباس الرئيسية التي ما زالت تحت السيطرة الأوكرانية. وتهدف القوات الروسية إلى السيطرة الكاملة على الحوض الغني بالمعادن الذي تسيطر القوات الانفصالية الموالية لروسيا على جزء منه منذ عام 2014.
وتحاول القوات الروسية تطويق سيفيرودونيتسك والسيطرة عليها منذ أسابيع مع تصعيد الهجوم عليها في الأيام الأخيرة في مقابل اعتراف الرئيس زيلينسكي بأن الجيش الأوكراني يواجه صعوبات فيها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكتب غايداي على تطبيق "تيليغرام"، "الروس يتقدمون باتجاه وسط سيفيرودونتسك. القتال مستمر والوضع صعب للغاية". وأضاف أن الطريق الذي يربط بين سيفيرودونتسك وليسيتشانسك ومن ثم بطريق باخموت "خطر" جداً ولا يمكن إجلاء مدنيين أو نقل مساعدات إنسانية.
وأعلنت القوات الأوكرانية أنها استعادت بعض الأراضي في الجنوب، خصوصاً في المنطقة المحيطة بخيرسون القريبة من شبه جزيرة القرم والتي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية الحرب في مارس (آذار).
وقال الجيش الأوكراني في إحاطة نشرها ليل الأحد - الاثنين، أنه يتقدم قرب بيلوغيركا، على مسافة نحو مئة كيلومتر إلى الشمال من خيرسون.
ولم يصدر أي تعليق من الجانب الروسي بهذا الشأن لكنه تحدث عن معارك في المنطقة، مشيراً إلى تدمير تجهيزات عسكرية أوكرانية بضربات مدفعية استهدفت حوض ميكولاييف البحري والتصدي لصواريخ أوكرانية في الجو قرب تشورنوبايفكا على مسافة حوالى 15 كيلومتراً شمال غربي خيرسون.
وتجري المعارك في منطقة خيرسون، بينما أعربت السلطات الجديدة للمدينة الواقعة عند مصب نهر دنيبر، عن رغبتها في ضمها إلى روسيا التي أعلنت أنها ستسمح للسكان بالتقدم للحصول على جواز سفر روسي عبر "إجراء مبسط".
في ميليتوبول التي يحتلها الروس في جنوب أوكرانيا في منطقة زابوريجيا، أفادت الإدارة الموالية لروسيا أن شخصين أصيبا في انفجار سيارة مفخخة صباح الاثنين.
وأضافت "لا يريد نظام كييف أن يقتنع بأن سكان ميليتوبول ما عادوا يريدون أي علاقة تربطهم بسلطات كييف هذه".
كولونا تزور أوكرانيا
وزارت وزيرة الخارجية الفرنسية الجديدة كاترين كولونا أوكرانيا الاثنين، في أول زيارة لمسؤول فرنسي على هذا المستوى منذ اندلاع الحرب.
واستهلت الوزيرة زيارتها بالتوجه إلى بوتشا في ضواحي كييف حيث وقعت مجازر في حق المدنيين اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بارتكابها.
وقالت كولونا بعد زيارة كنيسة أرثوذكسية عُرضت عليها صور الانتهاكات، "لا ينبغي أن يحدث هذا، ويجب ألا يحدث مجدداً".
وأضافت "فرنسا تقف إلى جانبهم (بجانب الأوكرانيين) مع أصدقائها وحلفائها وستبذل قصارى جهدها لإعادة السلام". وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعلن في نهاية أبريل (نيسان) إرسال معدات عسكرية إلى كييف، خصوصاً بنادق "سيزار".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إلى جانب كولونا إن هذه البنادق "أثبتت أنها أسلحة موثوقة وفعالة". وأضاف "هذه ليست الأسلحة الوحيدة التي تصل من فرنسا ونحن ممتنون لكل سلاح" يصل إلى أيادي الجنود الأوكرانيين.
كييف تطالب بتسليمها أسلحة
ومنذ أسابيع، تطالب كييف الغرب بتسليمها أسلحة من أجل مواجهة الهجوم الروسي، بما فيها طائرات وقاذفات صواريخ متعددة.
من جانبه، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين تسليم أوكرانيا أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى قادرة على بلوغ روسيا على رغم المطالب المتكررة من كييف للحصول على هذه الأسلحة.
وقال بايدن للصحافيين "لن نرسل لأوكرانيا أنظمة صواريخ قادرة على بلوغ روسيا".
وتواصل الدول الغربية مراجعة سياساتها الدفاعية في مواجهة التهديد الروسي. وقال نائب قائد حلف شمال الأطلسي ميرتشا جيوانا الأحد إن الحلف لم يعد ملزماً التزاماته السابقة تجاه موسكو بعدم نشر قواته في أوروبا الشرقية.
أزمة الغذاء
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الثلاثاء، أن حل أزمة الغذاء العالمية التي أثارتها حرب أوكرانيا، في أيدي الغرب وكييف.
وقال لافروف خلال زيارة إلى البحرين، إن الدول الغربية "تسبتب بالكثير من المشاكل المصطنعة عبر إغلاق موانئها أمام السفن الروسية وتعطيل السلاسل اللوجستية والمالية".
ودعا لافروف أوكرانيا لنزع الألغام من مياهها الإقليمية للسماح بعبور السفن بشكل آمن عبر البحر الأسود وبحر آزوف. وأفاد، "إذا تم حل مشكلة نزع الألغام... ستضمن قوات البحرية الروسية مرور هذه السفن من دون عراقيل إلى المتوسط ومن ثم إلى وجهاتها".
وفي وقت سابق الاثنين، قال الكرملين في بيان إن الرئيس الروسي أبلغ نظيره التركي رجب طيب أردوغان في اتصال هاتفي الاثنين بأن روسيا مستعدة لتسهيل تصدير الحبوب من دون قيود من الموانئ الأوكرانية بالتنسيق مع تركيا.
وإلى جانب الموت والدمار الذي تسبب فيه الهجوم الروسي، أدت الحرب ومحاولة الغرب معاقبة روسيا بعزلها إلى ارتفاع أسعار الحبوب وزيت الطهي والأسمدة والطاقة، مما ألحق الضرر بالنمو العالمي.
وتحاول الأمم المتحدة، التي تقول إن أزمة الغذاء العالمية تتفاقم، التوسط في اتفاق للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية لكن القادة الغربيين اتهموا روسيا بعدم ترك أي خيار أمام العالم من خلال إغلاق الموانئ الأوكرانية.
وقال الكرملين "خلال مناقشة الوضع في أوكرانيا، تم التأكيد على ضمان الملاحة الآمنة في البحر الأسود وبحر آزوف والقضاء على التهديد من الألغام في مياههما".
وتابع البيان "أشار فلاديمير بوتين إلى استعداد الجانب الروسي لتسهيل العبور البحري غير المقيد للبضائع بالتنسيق مع الشركاء الأتراك. وهذا ينطبق أيضاً على صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية".
وأضاف بوتين، بحسب ما ذكر الكرملين، أن روسيا قد "تصدر كميات كبيرة من الأسمدة والمنتجات الزراعية" في حالة رفع العقوبات المفروضة عليها.
ولم يتضح على الفور أي الموانئ الأوكرانية كان بوتين يتحدث عنها. وتشمل موانئ تصدير الحبوب الرئيسية في أوكرانيا تشورنومورسك وميكولايف وأوديسا وخيرسون ويوجني.
وقال أردوغان لبوتين إن السلام يجب أن يتحقق في أسرع وقت ممكن وإن تركيا مستعدة للاضطلاع بدور في "آلية مراقبة" بين موسكو وكييف والأمم المتحدة، إذا ما تم التوصل إلى اتفاق بشأنها.
وذكر مكتبه أنه قال في وقت لاحق لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه "يثمن بشكل خاص مشروع إنشاء طريق بحري آمن لتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية" وعبر عن ترحيبه، من حيث المبدأ، بفكرة جعل إسطنبول مقراً "لآلية مراقبة" بين موسكو وكييف والأمم المتحدة. وأضاف بيان المكتب أن أردوغان أكد مجدداً استعداد أنقرة لدعم أي جهود لإحلال السلام بين أوكرانيا وروسيا.