Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

بريطانيان ومغربي يواجهون حكما بالإعدام في دونتسك

الأمم المتحدة قلقة وجونسون "مستاء" والإعلام الروسي يتحدث عن محاولات لتبادل أسرى

أدانت محكمة في جمهورية دونتسك الانفصالية في إقليم دونباس الأوكراني، البريطانيين آيدن أسلين وشون بينر، والمغربي سعدون إبراهيم، بتهمة العمل كـ"مرتزقة" مع الجيش الأوكراني، وحكمت عليهم بالإعدام يوم الخميس، ما ترك أصداء مستهجنة على مستوى العالم.

ونقلت وسائل الإعلام الروسية عن "المتهم" أسلين قوله باللغة الروسية، "أود أن أعتذر لسكان دونتسك. وكنت آمل أن يكون الحكم أكثر عدلاً، آخذاً في الاعتبار أنني تعاونت مع التحقيق وأنني استسلمت طوعاً لجمهورية دونتسك الشعبية". أضاف "كنت آمل أن تكون العقوبة مختلفة".

وفي لقاء أجرته قناة "آر تي أونلاين" الروسية مع المتهم المغربي سعدون إبراهيم قال إنه كان يقاتل في الصفوف الأمامية مقابل ألف دولار تقريباً في الشهر، ووجه رسالة حث فيها أقرانه "الراغبيين بالالتحاق بصفوف النازيين بعدم القدوم إلى هذا البلد (أوكرانيا)".

أعلنت الأمم المتحدة الجمعة أن المحاكمات الجائرة لأسرى الحرب تعتبر "جريمة حرب" بعد أن حكم انفصاليون موالون لروسيا بالإعدام على ثلاثة أجانب أُسروا أثناء قتالهم الى جانب السلطات الاوكرانية.
وقالت المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لحقوق الانسان رافينا شمدساني "منذ عام 2015، لاحظنا أن ما يسمى النظام القضائي لهذه الجمهوريات المعلنة من جانب واحد لا يفي بالضمانات الأساسية لمحاكمة عادلة، مثل الجلسات العلنية، واستقلال المحاكم وحيادها، والحق في عدم الإكراه على الشهادة".
واضافت في مؤتمر صحافي في جنيف "تشكل مثل هذه المحاكمات بحق أسرى الحرب، جريمة حرب".
وشددت على أنه في حال الحكم بالإعدام، فإن "ضمانات المحاكمة العادلة هي الأهم".

حكم بالإعدام
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" الخميس، أن المحكمة العليا ل"جمهورية دونيتسك الشعبية" حكمت بالإعدام على "البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر والمغربي إبراهيم سعدون، المتهمين بالمشاركة في القتال كمرتزقة".
أُسر الرجال الثلاثة في منطقة ماريوبول، وفق الروس.
وقالت شمدساني "نحن قلقون. مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قلق بشأن حكم الإعدام" بحق الجنود الثلاثة.
وأوضحت أنه "وفق القائد العام لأوكرانيا، كان هؤلاء الرجال جزءًا من القوات المسلحة الأوكرانية. وإذا كان الأمر كذلك، ينبغي عدم اعتبارهم مرتزقة".

وفي نيويورك، ذكّر ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة، بأن الأمم المتحدة "تعارض عقوبة الإعدام".
وقال لصحافيين رداً على سؤال عن حكم الإعدام بحق البريطانيين والمغربي "كنا على الدوام وسنظل كذلك. ونطالب بأن يحصل جميع المقاتلين الذين احتجزوا على حماية دولية ويعاملوا وفق اتفاقيات جنيف".

جونسون مستاء
وأعرب رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الجمعة عن "استيائه" من أحكام الإعدام الصادرة بحق البريطانيين، قائلا إنه يعمل مع كييف لإطلاقهما.
وقال المتحدث باسم جونسون للصحافيين إن "رئيس الوزراء مستاء من الحكم على هؤلاء الرجال"، مشدّداً على أن لندن "تدعم أوكرانيا في جهودها لإطلاقهم".
وأضاف "من الواضح أنهم خدموا في القوات المسلحة الأوكرانية وهم أسرى حرب".
كما ندّدت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس الخميس بـ"حكم صوري يفتقر لأي شرعية"، وتحدثت صباح الجمعة الى نظيرها الأوكراني دميترو كوليبا.
وأوضحت تراس في تغريدة على تويتر أن الوزيرين "ناقشا الجهود المبذولة لتأمين إطلاق أسرى الحرب المحتجزين لدى موالين لروسيا. والحكم عليهم انتهاك صارخ لاتفاقية جنيف".
ودعا النائب والوزير المحافظ السابق روبرت جينريك، الذي يمثل المقاطعة التي يتحدر منها ايدن أسلين، وزارة الخارجية البريطانية إلى استدعاء السفير الروسي لدى المملكة المتحدة.
وقال لبي بي سي "لا يمكن معاملة المواطنين البريطانيين بهذه الطريقة المشينة"، مضيفًا أن أوكرانيا أكدت له أن إطلاق أسلين وبينر سيحظى بالأولوية في سياق عمليات تبادل الأسرى بين كييف وموسكو.

لافروف يكرر الادعاءات

من جهة أخرى صرح سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي اليوم الجمعة أن المتهمين المحكوم عليهم بالإعدام ارتكبوا جرائم في دونتسك.

وذكر لافروف أنه "في الوقت الحالي، تجري المحاكمات على أساس تشريعات جمهورية دونتسك الشعبية، لأن الجرائم المعنية ارتكبت على أراضيها".

وفي السياق نفسه، ذكرت قناة "روسيا 24" الإخبارية أن "الولايات المتحدة أصبحت قلقة بشأن المرتزقة الأجانب" بعد محاكمة المتهمين البريطانيين.

وزعمت القناة أن "المرتزقة الأجانب" يعملون منذ فترة طويلة في أوكرانيا في السنوات الأخيرة ويقومون بتدريب "القوميين"، وساعدوهم في تنفيذ "عمليات عقابية" في دونباس. 

وفي هذا الإطار قالت صحيفة "روسيا 1" المملوكة للحكومة، إن المملكة المتحدة تسعى إلى إطلاق سراح مواطنيها "لكن لم يكن أحد من السلطات البريطانية على اتصال بقادة جمهورية دونتسك أو وكالات إنفاذ القانون بشأن مصير المرتزقة المدانين".

إلى ذلك أعلن الفيلق الدولي للدفاع الأوكراني "ليدو" الذي يضم متطوعين أجانب يقاتلون إلى جانب قوات كييف، أن أربعة جنود أجانب متطوعين، بينهم فرنسي، قتلوا أثناء الغزو الروسي لأوكرانيا.
وقالت روسيا التي غالباً ما تدين وجود مرتزقة، هذا الأسبوع، إنها قتلت "مئات" المقاتلين الأجانب منذ بدء غزوها في 24 شباط (فبراير)، وحدّت من تدفق مقاتلين جدد.
ويبقى العدد الدقيق لهؤلاء الأجانب غير معروف.
مطلع آذار (مارس)، بعيد بدء الغزو الروسي في 24 شباط (فبراير)، أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن 16 ألف أجنبي تطوعوا، وهو عدد لا يمكن التحقق منه من مصادر مستقلة.

المزيد من دوليات