خلُصت دراسة حديثة إلى أن آلة تعقب للصحة يتم ارتداؤها على المعصم، تُستخدم عادة لمراقبة الخصوبة يمكن أن تستعمل أيضاً لتشخيص الإصابة بفيروس "كوفيد-19" قبل أيام من ظهور الأعراض.
ومن خلال ربط أداة التتبّع هذه بالذكاء الاصطناعي (AI)، تعمل على رصد التغييرات في درجة حرارة البشرة ودقات القلب ومعدلات التنفس وتدفق الدم، فضلاً عن نوعية النوم وكمّيته بهدف تحديد إذا ما كان الشخص التقط فيروس كورونا.
وبحسب الدراسة التي شملت 1163 شخصاً ممن هم دون عمر 51 سنة منذ بدء الجائحة، تم تشخيص 68 في المئة من الإصابات بـ"كوفيد" بنجاح قبل يومين من بدء الشعور بالأعراض.
ويؤمل أن تشخيصاً أسرع للإصابة بـ"كوفيد-19" سيسهم في تسهيل العزل المبكر والمساعدة على الحد من تفشي الفيروس.
وأجرى الباحثون اختباراً على سوار "آفا" (AVA) لتتبّع الخصوبة الذي يستطيع الأشخاص شراءه عبر الإنترنت لتتبع أفضل وقت للحمل وأرادوا من خلال ذلك معرفة إذا ما كان بالإمكان استخدام التغيرات الجسدية التي ترصدها آلة التتبع الرقمية لتطوير خوارزمية التعلّم الآلي لتحديد الإصابة.
وطُلب من المشاركين في الدراسة وضع سوار "آفا" خلال الليل فيما يقوم الجهاز بحفظ البيانات كل 10 ثوانٍ. ويتوجب على المشاركين أن يناموا على الأقل أربع ساعات لكي يعمل الجهاز بشكل صحيح.
كما تمت مزامنة الأساور مع تطبيق على الهاتف الذكي يتيح للأشخاص تسجيل أي نشاطات من شأنها أن تؤثر في النتائج على غرار تناول الكحول أو أدوية أو المخدرات الترفيهية. كما سجّلوا بعض أعراض "كوفيد- 19" المحتملة كالحمى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وخضع كافة المشاركين في الدراسة لاختبارات "كوفيد" سريعة للأجسام المضادة، فيما أُجري للذين ظهرت عليهم الأعراض اختبار مسحة اختبار "تفاعل البوليميراز المتسلسل" PCR.
في المحصلة، تم تسجيل ما يناهز 1.5 مليون ساعة من البيانات الفيزيولوجية فيما رُصدت الإصابة بكورونا لدى 127 شخصاً، ارتدى منهم 66 (52 في المئة) الجهاز على مدى 29 يوماً متتالياً كحد أدنى وتم تضمينهم في الدراسة التحليلية.
ووجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة "بي أم جي أوبن" BMJ Open حدوث تغييرات ملحوظة في الجسم خلال فترة حضانة العدوى وخلال الفترة التي تسبق ظهور الأعراض وعندما تظهر الأعراض وخلال فترة التعافي، مقارنة بعدم الإصابة.
بشكل عام، حدد جهاز التتبّع والخوارزمية الحاسوبية 68 في المئة من الأشخاص المصابين بـ"كوفيد-19" قبل يومين من ظهور أعراضهم.
وخلُص فريق البحث الذي شمل باحثين من معهد أبحاث القلب والأوعية الدموية في بازل إلى أن الدراسة تحمل بعض القيود بما في ذلك عدم رصد حالات الإصابة بـ"كوفيد" كافة.
ولكنهم أضافوا: "بوسع تكنولوجيا أجهزة التعقب القابلة للارتداء أن تمكننا من رصد الإصابة بكوفيد- 19 خلال الفترة التي تسبق ظهور الأعراض. وتُعتبر هذه التكنولوجيا أداة سهلة الاستخدام وطريقة منخفضة الكلفة لكي تمكّن الأفراد من تتبّع صحتهم وحسن حالهم خلال الجائحة". وأضاف الباحثون: "يظهر بحثنا كيف أن باستطاعة هذه الأجهزة بالاشتراك مع الذكاء الاصطناعي أن توسع حدود الطب المتخصص ورصد المرض قبل ظهور الأعراض، ما يخفض بشكل محتمل انتقال العدوى ضمن المجتمعات".
ويجري حالياً اختبار هذه الخوارزمية ضمن مجموعة أكبر بكثير من الأشخاص (20 ألفاً) في هولندا ويتوقع أن تصدر النتائج في وقت لاحق من العام الحالي.
وفيما يبقى اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل أو "بي سي آر" المعيار الذهبي لتأكيد الإصابة بـ"كوفيد"، كتب مؤلفو الدراسة أن "نتائجنا تقترح أن جهاز خوارزمية التعلّم القابل للارتداء قد يكون أداة واعدة لرصد الحالات قبل ظهور الأعراض أو الحالات التي لا تُظهر أي أعراض للإصابة بكوفيد-19".
© The Independent