قالت وزيرة الخارجية الألمانية، إن روسيا حوّلت الموجة الحالية التي تهدد الحياة من أزمات الغذاء إلى تسونامي من خلال منع تصدير 25 مليون طن من الحبوب من موانئ أوكرانيا. وفي حديثها في بداية مؤتمر الغذاء المشترك بين الوزارات في برلين، تمهيداً لاجتماع قادة مجموعة السبع في ألمانيا، الذي يبدأ في نهاية هذا الأسبوع، حيث ستطالب مجموعات الإغاثة بالتزام مالي كبير لمساعدة أفريقيا. أضافت أنالينا بربوك، "345 مليون شخص في جميع أنحاء العالم مهددون حالياً بنقص الغذاء".
وحذرت الوزيرة الألمانية من تشكُّل أزمة جوع "تهدد الحياة"، متهمة حرب روسيا بخلقها موجة تسونامي غذائية. وقالت إن روسيا تستخدم الجوع كسلاح حرب.
وفي لعبة إلقاء اللوم الدولية التي تدور في أنحاء أفريقيا، تزعم روسيا أن العقوبات الغربية هي التي تعمل على إبطاء تدفق الطعام الروسي.
واليوم، ما يصل إلى 25 دولة أفريقية، بما في ذلك عديد من أقل البلدان نمواً، تستورد أكثر من ثلث قمحها من أوكرانيا وروسيا، و15 منها أكثر من النصف.
موسكو تنتقد التصريحات الألمانية
ودفعت تصريحاتها ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ورئيس الوزراء، إلى الإشارة إلى تكتيكات التجويع الألمانية في الحرب العالمية الثانية، حيث قال، "المسؤولون الألمان يتهمون روسيا باستخدام الجوع كسلاح. إنه لأمر مُدهش أن نسمع هذا من المسؤولين الذين أبقت بلادهم لينينغراد في حصار لمدة 900 يوم، حيث مات ما يقرب من 700 ألف شخص من الجوع".
لكن انتقاد بربوك لروسيا أيّده عارف حسين، كبير الاقتصاديين في برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي قال بحسب الغارديان، "إن الحرب ليست العقوبات التي تسبب أزمة الغذاء". وقال، "نميل إلى معالجة الأعراض ونسيان السبب الجذري، في حين أن السبب الجذري هو الحرب".
وقال "إن أكثر من 40 دولة تواجه الآن تضخماً في أسعار المواد الغذائية يزيد على 15 في المئة، وأن أكثر من 30 اقتصاداً شهدت انخفاضاً في قيمة عملتها بأكثر من 25 في المئة". وأضاف، "الأرقام لا تكذب. قبل (كوفيد)، كنا ننظر إلى نحو 135 مليون شخص في أزمة أو أسوأ نوع من أوضاع الأمن الغذائي. اليوم، بما في ذلك تأثير أوكرانيا، هذا الرقم هو (345 مليوناً). هناك نحو 50 مليون شخص في العالم ممن نسميهم في حالات طوارئ الجوع، وهذا يعني خطوة واحدة بعيداً من المجاعة، هذا ليس في دولة واحدة أو دولتين أو خمس دول، ولكن ما يزيد على 45 دولة، هذا هو الحجم، هذا هو حجم المشكلة التي تتحدث عنها".
وقال أيضاً إن "أزمة القدرة على تحمل التكاليف" الناجمة عن ارتفاع الأسعار يمكن أن تتحول إلى "أزمة توافر" العام المقبل إلى حد كبير لأن الأسمدة لا تتحرك بالمعدلات المطلوبة. وأشار إلى "أن نقص التمويل الناجم عن ارتفاع التكاليف والطلب يعني أن برنامج الأغذية العالمي اضطر إلى خفض الحصص الغذائية من اليسار إلى اليمين والوسط".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
استبدال شحن البحر بالسكك الحديدية
وفي حديثه في مؤتمر تشاتام هاوس، رفض الاقتراحات بأن خسارة الصادرات الأوكرانية عن طريق البحر يمكن استبدال الطرق البرية والسكك الحديدية. وقال إن "تقديرات الأمم المتحدة تظهر أنه يمكن فقط نقل 1.5 مليون إلى مليوني طن من الحبوب شهرياً عن طريق الطرق البرية والسكك الحديدية، مقارنة بـ5 إلى 6 ملايين طن شهرياً يتم تصديرها عادةً عبر موانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وإن طرق الطرق ستتطلب 9000 شاحنة في اليوم".
وأضاف، "فكر في ديناميكية 9000 شاحنة على الطريق في منطقة حرب. سيكون مكلفاً للغاية عن طريق البر حتى لو كان بإمكانك القيام بذلك. إن علاوة الحبوب ستخرجك من السوق على المسرح العالمي، بالتالي الأمر لا يتعلق بإخراج نحو مليوني طن، فلن يؤثر ذلك في أسعار السوق العالمية".
وتتركز المحادثات بين روسيا والأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا على شروط المرور الآمن لقوافل الحبوب من أوديسا، فضلاً عن المزاعم الروسية بأن العقوبات الغربية تقيد شحناتها من الأسمدة. من جانبه، يصر الاتحاد الأوروبي على أنه أعفى المواد الغذائية من العقوبات. ويقول إن "الموقف الروسي هو انحراف عن رفضه تقديم ضمانات بأنه لن يهاجم أوديسا".
وقال أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأميركي، "يؤدي مزيج من فيروس (كوفيد)، والمناخ، والصراع الآن، إلى أزمة انعدام أمن غذائي أكثر خطورة. لنكن واضحين للغاية: السبب الوحيد لهذا الآن هو العدوان الروسي على أوكرانيا والحصار الروسي للحبوب والمواد الغذائي".
ويوم الأحد، خلال المنتدى الاقتصادي في سانت بطرسبورغ، بدا أن مارريتا سيمونيان، رئيسة تحرير قناة "آر تي" الموالية للكرملين، تراهن على المجاعة بأنها ستغير مواقف الغربيين تجاه موسكو. وقالت، "المجاعة ستبدأ، وسيرفعون العقوبات".