بعد إعلان منسق الاتحاد الأوروبي في المفاوضات مع إيران إنريكي مورا أن محادثات الدوحة لم تسفر عن "التقدم" الذي يأمله الاتحاد، أبدت وزارة الخارجية الأميركية، الأربعاء 29 يونيو (حزيران)، "خيبة أملها" لعدم إحراز "أي تقدم".
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية، إن "إيران رفضت، مرة أخرى، الاستجابة بشكل إيجابي لمبادرة الاتحاد الأوروبي، وبالتالي لم يتم إحراز أي تقدم".
وأضاف، أن المحادثات فشلت لأن "إيران أثارت نقاطاً لا علاقة لها بخطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي لاتفاق 2015) وهي لا تبدو مستعدة لاتخاذ القرار الجوهري بشأن ما إذا كانت تريد إحياء الاتفاق أم دفنه".
وقد جرت المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران يومي الثلاثاء والأربعاء في العاصمة القطرية، بهدف إحياء الاتفاق الذي أبرم في 2015 في فيينا حول البرنامج النووي الإيراني. وترأس الوفد الأميركي المبعوث الخاص لإيران روبرت مالي.
يومان مكثفان
وكتب مورا في تغريدة على "تويتر" أرفقها بصورة له خلال لقاء مع كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري "يومان مكثفان من المحادثات غير المباشرة في الدوحة".
وأضاف، "لسوء الحظ، لم تؤدِ بعد للتقدم الذي كان يأمله فريق الاتحاد الأوروبي. سنواصل العمل بإلحاح أكبر لإعادة الاتفاق الذي يخدم منع الانتشار النووي والاستقرار الإقليمي لمساره".
استعداد أميركي وأمل إيراني
وكانت وزارة الخارجية الأميركية أعلنت في وقت سابق، الأربعاء، "نحن على استعداد لإبرام وتنفيذ الاتفاق الذي تفاوضنا عليه في فيينا على الفور من أجل العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لكن، من أجل ذلك، "تحتاج إيران إلى أن تقرر التخلي عن مطالبها الإضافية التي تتجاوز خطة العمل الشاملة المشتركة"، أي الاتفاق النووي.
وكان مسؤولون إيرانيون أعلنوا في وقت سابق أنهم يأملون إحراز تقدم في قطر.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي بهادري جهرمي "نأمل التوصل إلى اتفاق إيجابي ومقبول في حال تخلت الولايات المتحدة عن أسلوب ترمب الذي لم يكن متوافقاً مع القانون الدولي".
ونقلت وكالة الانباء الإيرانية "إرنا" عن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان قوله، الثلاثاء، في العاصمة التركمانستانية عشق آباد، "نحن جادون، ولن نتجاوز خطوطنا الحمراء بأي شكل من الأشكال".
وبحسب الوزير الإيراني، فإنه "إذا كانت لدى الجانب الأميركي نيات جادة وتحل بالواقعية، فهناك اتفاق في متناول اليد في هذه المرحلة وفي هذه الجولة من المفاوضات على مستوى السياسة".
المسار الأفضل
وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق حول الملف النووي الإيراني في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على طهران. وردت إيران ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.
وتسعى إدارة الرئيس جو بايدن للعودة إلى الاتفاق، معتبرة أن هذا المسار هو الأفضل مع على الرغم من إعرابها عن تشاؤم متنام في الأسابيع الماضية.
وفي فيينا، حققت المفاوضات تقدماً جعل المعنيين قريبين من إنجاز اتفاق، إلا أنها وصلت إلى طريق مسدود منذ مارس (آذار) مع بقاء نقاط تباين بين طهران وواشنطن، خصوصاً في ما يتعلق بمطلب طهران رفع اسم "الحرس الثوري الإيراني" من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية" التي تعتمدها واشنطن.
وجددت إيران المطالبة بضمانات أميركية لعدم تكرر انسحاب واشنطن من الاتفاق.
وتقول إدارة بايدن، إن شطب "الحرس الثوري" من القائمة السوداء، وهي خطوة من المؤكد أنها ستغضب كثيراً من أعضاء الكونغرس، تقع خارج نطاق المحادثات لإحياء الاتفاق النووي.
وبحسب المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، فإن المحادثات في الدوحة ليست بديلاً من مفاوضات فيينا، بل تهدف إلى حل المسائل العالقة بين الولايات المتحدة وإيران للسماح بالتقدم في المحادثات الأخرى مع الدول الكبرى.