قال رئيس بلدية مدينة ميكولايف الأوكرانية أولكسندر سينكيفيتش في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي إن دوي انفجارات قوية سُمع في المدينة في الساعات الأولى من صباح يوم السبت 2 يوليو (تموز).
وكتب على تطبيق "تلغرام" للتراسل الفوري "هناك انفجارات قوية في المدينة. التزموا البقاء في الملاجئ".
ولم يُعرف على الفور سبب الانفجارات. ودوت صفارات الإنذار في جميع أنحاء منطقة ميكولايف قبل الانفجارات.
حزمة مساعدات
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أعلنت الجمعة الأول من يوليو (تموز)، عن مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 820 مليون دولار، تشمل صواريخ وقذائف وأدوات دفاع جوي للتعامل مع الجيش الروسي في جنوب البلاد وشرقها حيث يحتدم القتال.
وتتضمن هذه الحزمة من المعدات نظامين مضادين للطائرات وأربعة رادارات وصواريخ جديدة لقاذفات الصواريخ الأميركية من طراز "هيمارس" التي دخلت أخيراً إلى ساحة المعركة وما يصل إلى 150 ألف قذيفة عيار 155 ملم.
ويمكن لنظامي الدفاع الجوي إطلاق صواريخ أرض جو قصيرة ومتوسطة المدى، وهما من صنع شركة "رايثيون" الأميركية والمجموعة النرويجية "كونغسبرغ".
ويتيح النظامان القابلان للتشغيل عن بعد التصدي للطيران الروسي بما في ذلك الطائرات المسيّرة، وكذلك صواريخ "كروز".
وقال المتحدث باسم "البنتاغون"، تود بريسيلي، في بيان، إن "الولايات المتحدة تواصل العمل مع حلفائها وشركائها لتزويد أوكرانيا المعدات اللازمة في ساحة معركة متغيّرة".
وسلط المتحدث الضوء على "تعاون النرويج في تمكين الولايات المتحدة من التسليم التاريخي لنظامي دفاع جوي حديثين سيساعدان أوكرانيا في التصدي للهجمات الجوية الروسية الوحشية".
هذه الدفعة الجديدة من المعدات ومصدرها مخزونات الجيش الأميركي، ترفع إلى 6,9 مليار دولار إجمالي المساعدة الأميركية لكييف منذ بداية الهجوم في 24 فبراير (شباط).
دعم ثابت
دولياً، وعد حلف شمال الأطلسي "ناتو" أوكرانيا بدعم ثابت في ختام قمته في مدريد، الخميس 30 يونيو (حزيران)، وأعلنت دول عدة في الحلف مساعدات عسكرية جديدة لكييف.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بتوفير مساعدة إضافية قدرها مليار جنيه استرليني (1.16 مليار دولار) في وقت وعد الرئيس الأميركي جو بايدن بمساعدة إضافية تصل قيمتها إلى 800 مليون دولار.
وقال بايدن إن واشنطن وحلفاءها يقفون صفاً واحداً في مواجهة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأضاف في مؤتمر صحافي، "لا أعرف كيف ستنتهي الحرب لكن لن تنتهي بانتصار روسيا على أوكرانيا... سنستمر في دعم أوكرانيا طالما يتطلب الأمر ذلك".
وردت موسكو على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، "الواقع أن الستار الحديد هو في طور القيام"، مستعيداً العبارة الشهيرة التي ولدت مع الحرب الباردة وتلاشى استخدامها مع سقوط جدار برلين في عام 1989. وأتى كلامه رداً على خريطة الطريق الاستراتيجية التي أقرها "الناتو" واعتبرت روسيا "التهديد المباشر الأكبر على أمن الحلفاء" ونددت بمحاولات موسكو وبكين توحيد جهودهما "لزعزعة استقرار النظام العالمي".
وعلى الرغم من خسارة أراض وتكبد خسائر في منطقة دونباس الشرقية في الأسابيع الأخيرة، تأمل أوكرانيا في إلحاق أضرار تكفي لإرهاق الجيش الروسي المتقدم، وتحويل دفة الصراع في الأشهر المقبلة لصالحها بأسلحة متطورة تصلها من الغرب.
"بادرة حسن نية"
على جبهة القتال، رحبت أوكرانيا الخميس بانسحاب القوات الروسية من جزيرة "الثعبان" التي هيمنت عليها في ساعات الهجوم الأولى، في خطوة تعد انتصاراً له دلالات رمزية كبيرة لكييف.
وقالت موسكو إنها سحبت قواتها في "بادرة حسن نية" بعدما حققت أهدافها ولتسهيل صادرات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.
وتقع هذه الجزيرة التي فيها وجود عسكري، جنوب غربي أوديسا التي تضم أكبر مرفأ أوكراني، حيث تتكدس ملايين الأطنان من الحبوب قبالة مصب نهر الدانوب.
إلا أن رواية الجيش الأوكراني مختلفة تماماً، فهو يعتبر أن الجيش الروسي غادر الجزيرة لأنه "بات عاجزاً عن مقاومة نيران مدفعيتنا وصواريخنا وضرباتنا الجوية". وأوضح أن "العدو فرّ على متن زورقين سريعين" تاركاً الجزيرة عرضة "للنار" حيث "لا يزال يسمع دوي انفجارات".
وقال الجيش الأوكراني إنه سيقيم مجدداً "وجوداً مباشراً" في الجزيرة، مضيفاً أن "الروس خلال انسحابهم فجروا" معداتهم العسكرية "وفقدوا مروحية في البحر".
القوات الأوكرانية صامدة في ليسيتشانسك
لا تزال القوات الأوكرانية صامدة في مدينة ليسيتشانسك المحاصرة في شرق أوكرانيا، في حين قتل 19 شخصاً في ضربات استهدفت مباني في منطقة أوديسا جنوباً بحسب كييف، بينما استعاد الجيش الأوكراني من الروس جزيرة صغيرة استراتيجية للسيطرة على الطرقات البحرية.
ودُمر قسم من بناية سكنية في أوديسا مؤلفة من تسعة طوابق بالكامل بصاروخ ضربه في الساعة الواحدة صباحاً بالتوقيت المحلي، كما تضررت الجدران والنوافذ في بناية مجاورة مؤلفة من 14 طابقاً بسبب صدمة الانفجار القريب. ويساعد السكان فرق الإنقاذ في إزالة الركام.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن 16 على الأقل قتلوا في البناية السكنية في قرية سيرهيفكا بينما قتل ثلاثة آخرون من بينهم طفل في ضربات استهدفت منتجعاً قريباً.
ونفى الكرملين استهداف مدنيين، وقال المتحدث باسمه دميتري بيسكوف للصحافيين، "أود أن أذكركم بكلمات الرئيس وهي أن القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع أهداف مدنية".
معارك شرسة في ليسيتشانسك
في شرق أوكرانيا، حيث تصعد روسيا هجومها البري الرئيسي، لا تزال القوات الأوكرانية تسيطر على مدينة ليسيتشانسك، على الرغم من أن مسؤولين قالوا إنها تتعرض لهجوم مدفعي شرس.
وبعد سيطرتها على مدينة سيفيرودونيتسك، توشك القوات الروسية على السيطرة على ليسيتشانسك الواقعة على الجانب الآخر من نهر سيفيرسكي دونيتس، بفعل حصار تحت هجوم مدفعي بلا هوادة. وصرح الحاكم الإقليمي في لوغانسك سيرغي غايداي للتلفزيون الأوكراني، بأن المدفعية الروسية قصفت المدينة من اتجاهات مختلفة بينما اقترب الجيش الروسي من جهات عدة.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، "تفوق المحتلين في القوة العسكرية لا يزال واضحاً إلى حد كبير... لقد جلبوا ببساطة كل احتياطياتهم لضربنا".
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها الجمعة إن القوات الروسية استولت على مصفاة نفط في مدينة ليسيتشانسك، ولم يتسنَ لـ"رويترز" التحقق من صحة النبأ حتى الآن.
وفي كييف، وقف النواب الأوكرانيون وهم يصفقون لدى حمل علم الاتحاد الأوروبي في القاعة ليتم وضعه بجانب علم أوكرانيا خلف المنصة، في دلالة رمزية على حصول أوكرانيا رسمياً على وضع مرشح لعضوية الاتحاد الأوروبي والذي نالته الأسبوع الماضي.
ووقف زيلينسكي ونواب البرلمان دقيقة حداداً على أرواح القتلى قرب أوديسا.
نقطة استراتيجية
وقال الرئيس الأوكراني فولودومير زيلينسكي، مساء الخميس، "جزيرة الثعبان نقطة استراتيجية، وما حصل يغير بشكل كبير الوضع في البحر الأسود، هذا لا يعني أن العدو لن يعود. لكن ذلك يحد بشكل واسع من تحركات المحتلين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي المقابل، أقرّ زيلينسكي بأن الوضع يبقى "صعباً للغاية" في مدينة ليسيتشانسك الواقعة في حوض دونباس الصناعي في شرق أوكرانيا حيث يتركز الجزء الأكبر من المعارك.
وتعتبر ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة خارج سيطرة الروس في منطقة لوغانسك، إحدى محافظتي منطقة دونباس التي تريد موسكو السيطرة عليها كلياً.
وفي خيرسون جنوباً، ضربت مروحيات أوكرانية "تجمعاً للقوات والعتاد العسكري عائدة للعدو" قرب بلدة بيلوزيركا، وفق ما أفاد الجيش الأوكراني الجمعة. وأوضح أن الهجوم أسفر عن سقوط "35 قتيلاً" في صفوف الجنود الروس وأدى إلى تدمير دبابتين ومدرعات أخرى.
أوكرانيا تزود أوروبا بالطاقة
على صعيد الطاقة، أعلنت أوكرانيا أنها بدأت تصدر الكهرباء بكمية "كبيرة" إلى الاتحاد الأوروبي عبر رومانيا. وقال رئيس أوكرانيا، التي وافق الاتحاد الأوروبي على ترشيحها للانضمام إلى الاتحاد، الأسبوع الماضي، "قطعنا مرحلة مهمة في تقاربنا مع الاتحاد الأوروبي". وأضاف، "نستعد لزيادة الإمدادات"، مشدداً على أن "الكهرباء الأوكرانية يمكنها تعويض جزء كبير من الغاز الروسي الذي يستهلكه الأوروبيون". وتابع، "هذه ليست مسألة عائدات من الصادرات بالنسبة إلينا بل مسألة أمن أوروبا برمتها".
وربطت شبكة الكهرباء الأوكرانية بالشبكة الأوروبية في منتصف مارس (آذار)، ما يساعد البلاد على مواصلة عملها على الرغم من الحرب. وكانت الشبكة الأوكرانية موصولة بالشبكة الروسية حتى بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط) وعملت بعدها بشكل مستقل.
وغردت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قائلة، "اعتباراً من اليوم، تريد أوكرانيا تصدير الكهرباء إلى سوق الاتحاد الأوروبي"، مضيفة، "سيوفر ذلك مصدراً إضافياً للكهرباء للاتحاد الأوروبي وعائدات مهمة جداً لأوكرانيا. والطرفان يكسبان".
صادرات الحبوب الأوكرانية تتراجع
وفي ما يتعلق بتصدير الحبوب، قالت وزارة الزراعة الأوكرانية الجمعة إن صادرات الحبوب تراجعت بنسبة 43 في المئة على أساس سنوي إلى 1.41 مليون طن في يونيو، مما يسلط الضوء على الأضرار التي لحقت بقطاع رئيسي من الاقتصاد بسبب الحرب.
ومع ذلك، أظهرت البيانات أن صادرات الحبوب لموسم 2021-2022 المنتهي في 30 يونيو ارتفعت بنسبة 8.5 في المئة إلى 48.5 مليون طن، مدفوعة بالشحنات الضخمة التي تمت قبل الغزو في 24 فبراير.
وتراجعت صادرات الحبوب الأوكرانية منذ بداية الحرب حيث تم إغلاق موانئها على البحر الأسود، الذي يمثل الطريق الرئيسي للشحن إلى حد كبير، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية وأثار مخاوف من حدوث نقص في أفريقيا والشرق الأوسط.
وعلى هذا الصعيد، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، إن بلاده يمكنها أن تعيد تصدير الحبوب مثل القمح والشوفان والشعير من البحر الأسود للدول التي تحتاج تلك الشحنات بعد محادثات تجري مع روسيا وأوكرانيا. وأضاف أنه سيناقش الأمر مع الدولتين في الأيام القليلة المقبلة.
العلاقات بين روسيا وبلغاريا
في غضون ذلك، دعت السفيرة الروسية في بلغاريا الجمعة إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بعد رفض صوفيا التراجع عن قرار طرد 70 موظفاً دبلوماسياً روسياً.
وقالت اليانورا ميتروفانوفا في رسالة على "فيسبوك"، "للأسف، جرى تجاهل ندائنا إلى وزارة الخارجية". وأضافت، "أنوي أن أناقش مع قادة بلادي من دون تأخير مسألة إغلاق السفارة الروسية في بلغاريا، وهو ما سيشمل حتماً بعثة الدبلوماسية البلغارية في موسكو".
وجاءت تصريحات السفيرة الروسية غداة توجيهها إنذاراً نهائياً للحكومة تطالبها فيه بإعادة النظر في قرارها طرد الدبلوماسيين قبل ظهر الجمعة.
من جانبه دافع رئيس الوزراء المنتهية ولايته كيريل بيتكوف عن القرار القاضي بمغادرة 70 دبلوماسياً روسياً بحلول الثالث من يوليو، متهماً إياهم بـ"العمل ضد مصالح" بلغاريا. وقال على هامش جولة قام بها في المحافظات، إن 43 شخصاً بقوا في السفارة الروسية، داعياً إلى الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية بين "دولتين صديقتين" و"سحب هذا التهديد".
وأضاف بيتكوف، "تحاول السيدة ميتروفانوفا استغلال خوف الناس وأعتقد أن وزارة الخارجية الروسية ستطلب منها التخفيف من حدة لهجتها لأنها ليست مثمرة"، مؤكداً أنه "ليس لها الحق في تعريض العلاقات بين بلدينا للخطر".
الإعدام لدى الانفصاليين
وفي شرق أوكرانيا، قال الانفصاليون الموالون لروسيا في دونيتسك حيث حُكم على بريطانيين اثنين ومغربي بالإعدام، إن عقوبة الإعدام سيبدأ تطبيقها اعتباراً من عام 2025، وفقاً للقانون الجنائي المحدث لجمهورية دونيتسك الشعبية الانفصالية.
وأقرت دونيتسك عقوبة الإعدام في قوانينها منذ عام 2014، لكن لا يوجد تشريع يحدد كيفية تنفيذها حتى الآن. ولم تسجل منظمة العفو الدولية، التي تراقب استخدام عقوبة الإعدام في جميع أنحاء العالم، أي حالات إعدام رسمية في المنطقة.
وقضت محكمة في جمهورية دونيتسك الشعبية في يونيو على البريطانيين أيدن أسلين وشون بينر، والمغربي إبراهيم سعدون، بالإعدام بتهمة "القيام بأنشطة مرتزقة" بعد أسرهم خلال القتال مع القوات الأوكرانية.
ويقول محاموهم إنهم سيستأنفون الحكم، الذي صدر بعد محاكمة سريعة الإجراءات من دون هيئة محلفين وفي ظل غياب آلية للوصول لوسائل إعلام مستقلة أو دولية. ولم يتضح ما الذي ستعنيه القواعد الجديدة بالنسبة للرجال الثلاثة. ولم يتسن الاتصال بالمحامين للتعليق.
كما ينص القانون الجنائي الجديد، الذي يسري اعتباراً من الجمعة، على أن عقوبة الإعدام يجب أن تُنفذ رمياً بالرصاص وأن لرئيس الجمهورية الانفصالية المدعومة من روسيا القول الفصل في إصدار عفو لأي شخص محكوم عليه بالإعدام.
وقالت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الخميس، إنها أصدرت أمراً لروسيا لضمان عدم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الثلاثة. إلا أن الكرملين قال إنه غير ملزم بأحكام المحكمة الأوروبية التي انسحبت منها روسيا.