تسارعت وتيرة المنافسة على إيجاد خليفة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأحد، العاشر من يوليو (تموز)، مع إعلان خمسة آخرين نيتهم الترشح ليصل العدد إلى تسعة مرشحين، تعهد عدد منهم بخفض الضرائب وتحقيق بداية نظيفة تختلف عن فترة رئاسة جونسون التي كانت مليئة بالفضائح.
وأعلن جونسون الخميس أنه سيستقيل من منصبه بعد أن اعترض عدد من المشرعين والوزراء في الحكومة على طريقة تعامله مع سلسلة من الفضائح، بينها انتهاك قواعد الإغلاق خلال التجمعات التي أقيمت بمكتبه في "داونينغ ستريت"، وأوضح أنه سيستمر في منصبه حتى انتخاب رئيس وزراء جديد.
انتخاب رئيس بحلول 5 سبتمبر
وقال عضو في لجنة حزب المحافظين التي تحدد قواعد انتخاب رئيس الوزراء، الأحد، إن النتيجة النهائية ستعلن في سبتمبر (أيلول).
وستحدد لجنة المشرعين التي أسسها حزب المحافظين عام 1922 والتي تضع القواعد للحزب في البرلمان الجدول الزمني المحدد للمنافسة بعد اجتماع يوم الإثنين.
وقال المسؤول التنفيذي في اللجنة بوب بلاكمان إن باب الترشيحات سيغلق مساء الثلاثاء لتبدأ بعد ذلك عملية تقليص عدد المرشحين إلى اثنين في النهاية حتى الـ 21 من يوليو (تموز).
وسينتخب أعضاء الحزب خلال الصيف زعيماً جديداً للحزب ليصبح رئيساً للوزراء بعد ذلك، وقال لشبكة "سكاي نيوز"، "سنختار المرشحين الاثنين بحلول الـ 21 من يوليو لنمنح أعضاء الحزب وقتاً كافياً لعقد جلسات اقتراع وإجراء الاقتراع عبر البريد، وهو ما سيؤدي إلى تولي زعيم جديد المنصب في الخامس من سبتمبر".
9 مرشحين
وأعلنت وزيرة التجارة بيني موردنت رسمياً ترشحها الأحد، لتنضم بذلك إلى وزير النقل غرانت شابس ووزير المالية ناظم زهاوي والوزيرين السابقين جيريمي هانت وساجد جاويد اللذين أعلنا ترشحهما إلى رئاسة الوزراء لصحيفة "صنداي"، ليصل إجمال عدد المرشحين بذلك إلى تسعة.
وقالت موردنت في بيان، "هذه نقطة تحول حاسمة لبلدنا. أعتقد أن تشكيل حكومة ائتلافية اشتراكية أو بقيادة اشتراكية في الانتخابات المقبلة سيكون بمثابة كارثة لبريطانيا، ويجب أن نفوز في الانتخابات المقبلة".
وكان جونسون أقال وزيرة الدفاع السابقة عندما أصبح رئيساً للوزراء بعد أن دعمت منافسه هانت خلال سباق الزعامة عام 2019.
وكانت موردنت (49 عاماً) من المؤيدين بقوة لمغادرة الاتحاد الأوروبي، وقالت إنها تهدف إلى تحقيق فوائد الخروج من التكتل والتعافي من الصدمات الاقتصادية الأخيرة مثل الجائحة، ووصفت الحفلات التي نظمت بمقر الحكومة في انتهاك لقواعد الإغلاق بأنها "مخزية"، وقالت إنها لو كانت رئيسة للوزراء فإن القيادة يجب أن تتغير لتصبح أقل تركيزاً على الزعيم.
والاس ينسحب
في المقابل، استبعد وزير الدفاع بن والاس نفسه من السباق على قيادة حزب المحافظين على الرغم من وضعه كمفضل بين قواعد الحزب.
وقال والاس في تغريدة عبر "تويتر"، "بعد دراسة ومناقشة متأنية مع الزملاء والعائلة، اتخذت قراراً بعدم الدخول في مسابقة قيادة حزب المحافظين. أنا ممتن جداً لجميع زملائي البرلمانيين والأعضاء الأوسع الذين تعهدوا بتقديم الدعم".
وأضاف، "لم يكن اختياراً سهلاً لكن تركيزي ينصب على وظيفتي الحالية والحفاظ على أمن هذا البلد العظيم. أتمنى كل التوفيق لجميع المرشحين وآمل بأن نعود بسرعة للتركيز على القضايا التي انتخبنا جميعاً لمعالجتها".
خفض الضرائب
ومع دخولهم السباق، تعهد شابس وزهاوي وهانت وجاويد بخفض الضرائب مما يتعارض مع سياسة وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي حملت موازنته العام الماضي بريطانيا أكبر عبء ضريبي منذ الخمسينيات.
وقال شابس لشبكة "سكاي نيوز"، "أؤمن بضرائب أقل ولوائح أقل واقتصاد لا تكبله البيروقراطية"، مضيفاً أنه سيحتفظ بموازنة طارئة لخفض ضريبة الدخل بواقع بنس واحد عام 2024 وفقاً لما هو مقرر حالياً، إضافة إلى تجميد زيادة مقررة في ضريبة الشركات، كما يتطلع إلى خفض عدد الموظفين الحكوميين.
وتعهد شابس، وهو نائب متمرس تولى منصباً وزارياً للمرة الأولى في حكومة رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون في عام 2010، بتقديم حكومة "استراتيجية ورصينة"، على الرغم من أن استطلاعات الرأي لا تضعه في موقع متقدم بين المتنافسين.
وتم انتخاب شابس للمرة الأولى في البرلمان عام 2005، وشغل منصب وزير الدولة للنقل منذ أن تولى جونسون منصبه العام 2019، وشغل سابقاً مناصب وزير دولة وكان رئيساً مشاركاً لحزب المحافظين.
وكان شابس مدافعاً مخلصاً عن جونسون، وكثيراً ما يتم إرساله للظهور في وسائل الإعلام نيابة عن الحكومة، ودعم شابس البقاء في الاتحاد الأوروبي قبل استفتاء العام 2016.
جيريمي هانت
وقال كل من هانت، وزير الخارجية السابق الذي احتل المركز الثاني في سباق المنافسة على تولي رئاسة الوزراء عام 2019 عندما شغل جونسون المنصب، وجاويد الذي استقال مرتين من حكومة جونسون، إنهما سيخفضان ضريبة الشركات إلى 15 في المئة.
وقال هانت إنه لا يتعين على أي عضو ينتمي لحزب المحافظين رفع الضرائب أو تقديم خفوضات ضريبية غير ممولة، ولدى سؤاله عما إذا كان خفض الضرائب سيؤدي إلى التضخم، قال هانت "لا أتفق مع هذا (الرأي) عندما يتعلق الأمر بضرائب الشركات".
وتابع، "إذا قمت بتحفيز طلب المستهلكين في حال وجود بعض التضخم المدفوع بالطلب فهذا خطر، لكننا يجب أن نقلل من التضخم، ولهذا السبب سأكون حريصاً جداً على عدم التعهد بخفوضات ضريبية من شأنها أن تزيد التضخم".
وعلى مدى العامين الماضيين استخدم هانت خبرته كوزير سابق للصحة ليترأس لجنة الصحة بالبرلمان، ولم تتلطخ صورته بسبب خدمته في الحكومة الحالية. وقال إنه صوت للإطاحة برئيس الوزراء خلال اقتراع على الثقة الشهر الماضي فاز به جونسون بفارق ضئيل.
ساجد جاويد
أما جاويد فكان أول وزير يقدم استقالته احتجاجاً على اتهامات بأن جونسون ضلل الرأي العام في شأن ما يعرفه عن اتهامات بالتحرش الجنسي لعضو برلمان من حزب المحافظين، وشغل المصرفي السابق المؤيد للسوق الحرة مناصب وزارية عدة أحدثها كان وزير الصحة، واستقال من منصب وزير المالية في حكومة جونسون عام 2020.
وجاويد (52 عاماً) ابن لمهاجرين باكستانيين مسلمين ومن المعجبين بمارغريت تاتشر، وجاء ترتيبه الرابع في التنافس على اختيار رئيس وزراء يحل محل تيريزا ماي العام 2019.
وقال إنه سيخفض ضريبة الشركات بواقع 15 في المئة ويلغي زيادة في التأمينات الوطنية وسيرفع ضريبة الدخل بمقدار بنس واحد خلال العام المقبل.
تراس وبادينوك
وقالت صحيفة "ميل أون صنداي" إن وزيرة الخارجية ليز تراس ستطلق حملتها الإثنين، متعهدة بخفض الضرائب ومعالجة أزمة غلاء المعيشة، بينما استبعد وزير الدفاع بن والاس، أحد منافسيها الرئيسيين، إمكان تحقيق ذلك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكانت وزيرة المساواة البريطانية السابقة كيمي بادينوك أضافت اسمها السبت إلى لائحة المرشحين لخلافة جونسون على رأس حزب المحافظين.
وبادينوك واحدة من نحو 60 نائباً ومساعداً استقالوا هذا الأسبوع لإجبار جونسون على ترك منصبه.
وفي مقالة نشرتها في صحيفة "تايمز"، دعت بادينوك إلى التغيير وقالت إن الرأي العام البريطاني "مرهق من الابتذال والخطاب الفارغ"، وبصفتها وزيرة للمساواة واجهت انتقادات من قبل أعضاء اللجنة الاستشارية الحكومية في شؤون المثليين لتأخرها في حظر "علاجات التحويل".
وتم انتخاب بادنوك لعضوية البرلمان للمرة الأولى العام 2017، وشغلت مناصب وزيرة دولة منها وزيرة دولة للمساواة، كما شغلت منصب نائب رئيس حزب المحافظين ودعمت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عام 2016.
سوناك متقدم
وبين الأوفر حظاً للفوز وزير المالية السابق ريشي سوناك الذي أدت استقالته مساء الثلاثاء إلى سلسلة من الاستقالات، وحظي إعلان ترشيحه بتأييد فوري من عدد من النواب، كما أنه المرشح المفضل لأعضاء حزب المحافظين الذين يلقى تأييد ربعهم بحسب آخر استطلاع للرأي.
وأعلن سوناك ترشحه الجمعة بمقطع مصور تعهد فيه بمواجهة الأزمة الاقتصادية من طريق "الصدق والجدية والتصميم"، بدلاً من تكديس الأعباء على الأجيال المقبلة.
ونال سوناك (42 عاماً) الذي جرى تعيينه وزيراً للمالية في أوائل 2020، الإشادة بفضل حزمة إنقاذ للاقتصاد خلال جائحة فيروس كورونا تضمنت برنامجاً لحفظ الوظائف ومنع البطالة الجماعية، لكنه واجه لاحقاً انتقادات لعدم تقديم دعم كاف للأسر في ما يتعلق بغلاء المعيشة.
وتسبب الوضع الضريبي لزوجته الثرية والغرامة التي تلقاها مع جونسون لخرقه قواعد إغلاق "كوفيد-19" في تراجع حظوظه، ووضعت سياسته الحكومية المتعلقة بزيادة الضرائب أو تحصيلها بغرض زيادة الإنفاق خلال العام الماضي بريطانيا في طريقها نحو أكبر حصيلة ضريبية منذ الخمسينيات، مما قوض مزاعمه حول تفضيله خفض الضرائب.
تراس في المرتبة الثانية
وتلي سوناك في حظوظ الفوز وزيرة الخارجية ليز تراس التي تلقت دعم 21 في المئة من أعضاء الحزب ثم وزير الدفاع بن والاس (12 في المئة) بحسب الاستطلاع الذي نشرت نتائجه القناة الإخبارية الرابعة.
وتحظى وزيرة الخارجية بشعبية كبيرة في حزب المحافظين، وتصدرت بانتظام استطلاعات الرأي لأعضاء الحزب التي أجراها موقع "كونسيرفاتيف هوم" على الإنترنت.
ورسمت تراس صورتها العامة بعناية، والتقطت صور لها في دبابة العام الماضي لتعيد للأذهان صورة شهيرة لتاتشر عام 1986.
وقضت تراس أول سنتين من رئاسة جونسون للوزراء في منصب وزيرة التجارة الدولية، وتتولى الآن مسؤولية التعامل مع الاتحاد الأوروبي في شأن قواعد التجارة الخاصة بإيرلندا الشمالية بعد خروج بريطانيا من التكتل، وتتخذ موقفاً متشدداً على نحو متزايد خلال المفاوضات.
وعارضت تراس (46 عاماً) في البداية الخروج من الاتحاد الأوروبي، لكن بعد استفتاء 2016 قالت إنها غيرت رأيها.
ناظم زهاوي
ومن بين المرشحين وزير المالية المعين حديثاً، زهاوي، الذي اكتسب لقب وزير اللقاحات عندما كانت بريطانيا واحدة من أسرع دول العالم في إطلاق برامج التطعيم للوقاية من "كوفيد-19".
وقصة زهاوي الشخصية كلاجئ سابق من العراق جاء إلى بريطانيا عندما كان طفلاً تميزه عن غيره من المنافسين المحافظين، وقد شارك في تأسيس شركة "يوغوف" لاستطلاعات الرأي قبل أن يدخل البرلمان عام 2010، وكان آخر منصب تولاه هو وزير التعليم.
ويقول زهاوي (55 عاماً) إن عبء الضرائب ثقيل للغاية، مضيفاً أنه سيخفض الضرائب للأفراد والأسر والأعمال.
توغندهات وبرافرمان
وأعلن النائب عن حزب المحافظين توم توغندهات والمدعي العام سويلا برافرمان رسمياً ترشحهما.
وتعرضت برافرمان (42 عاماً) إلى انتقادات عنيفة من جانب محامين بعدما سعت الحكومة إلى انتهاك القانون الدولي في شأن قواعد التجارة في إيرلندا الشمالية في مرحلة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وشاركت في حملة "بريكست" وعملت وزيرة دولة في عهد رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، لكنها استقالت احتجاجاً على اتفاق الخروج الذي اقترحته رئيسة الوزراء حينها، قائلة إن الاتفاق لا يذهب بعيداً بما يكفي في قطع الصلة مع التكتل.
أما توم توغندهات فهو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان وضابط سابق في الجيش وخدم في العراق وأفغانستان، لكنه لم يختبر نسبياً لأنه لم يتول أي منصب وزاري من قبل.
وكان توغندهات (49 عاماً) دائم الانتقاد لجونسون وسيعرض على حزبه انفصالاً كاملاً عن الحكومات السابقة، ويقول إنه لم يدعم الزيادة في التأمينات الوطنية، وأشار إلى أن ضريبة الوقود "تعوق" كثيراً من الناس.