قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية الجمعة 22 يوليو (تموز) إن روسيا تكثف استخدام صواريخ الدفاع الجوي في وضع شن هجوم بري ثانوي بسبب النقص الحاد في الصواريخ المخصصة للهجمات البرية، وذكرت وزارة الدفاع في تحديث استخباراتي أن من شبه المؤكد أن روسيا نشرت أنظمة دفاع جوي استراتيجية من طرازي "أس-300" و"أس-400"، المصممة لإسقاط الطائرات والصواريخ على مسافات بعيدة، بالقرب من أوكرانيا منذ بداية الحرب، وأضافت أن تلك الأسلحة التي تحتوي على رؤوس حربية صغيرة نسبياً مصممة لتدمير الطائرات، وقد تشكل تهديداً كبيراً للقوات في العراء وللمباني الضعيفة، لكن من المستبعد أن تخترق المباني القوية.
وقالت وزارة الدفاع إن هناك فرصة كبيرة لأن تخطئ هذه الأسلحة إصابة أهدافها وتسبب خسائر في صفوف المدنيين، لأن الصواريخ لم يتم تحسينها لأجل هذا الدور ولن يكون الجنود الذين يُشغلونها قد حظوا بتدريب كبير لمثل هذه المهام.
صادرات الحبوب
في الأثناء، قال مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس 21 يوليو إن أوكرانيا وروسيا وتركيا والأمم المتحدة بحضور أمينها العام أنطونيو غوتيريش ستوقع اتفاقاً اليوم الجمعة لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود.
وقالت أنقرة إنه تم التوصل إلى اتفاق عام على خطة اقترحتها الأمم المتحدة خلال المحادثات التي جرت في إسطنبول الأسبوع الماضي وستقوم الأطراف حالياً بكتابتها. ولم تعرف بعد تفاصيل الاتفاق.
وتعمل الأمم المتحدة وتركيا منذ شهرين للتوسط في ما قال غوتيريش إنه اتفاق على "حزمة" لاستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود وتسهيل شحنات الحبوب والأسمدة الروسية.
وقال نائب وزير الزراعة الأوكراني تاراس فيسوتسكي في وقت سابق الخميس إن أوكرانيا قد تستأنف الصادرات بسرعة.
وقال للتلفزيون الأوكراني "غالبية البنية التحتية للموانئ في منطقة أوديسا الأوسع نطاقاً، حيث تتبقى ثلاثة منها قائمة، لذا فإنها مسألة عدة أسابيع في حالة وجود ضمانات أمنية ملائمة".
وبعد يوم من انتهاء محادثات إسطنبول الأسبوع الماضي سعت الولايات المتحدة إلى تسهيل تصدير الغذاء والأسمدة الروسية، من خلال إعادة طمأنة البنوك وشركات الشحن والتأمين بأن هذه المعاملات لن تنتهك العقوبات الأميركية المفروضة على روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا.
ولم يصدر تعليق فوري من موسكو بخصوص الاتفاق. ولم تؤكد حكومة كييف أيضاً نبأ التوقيع على الاتفاق، لكن وزارة الخارجية الأوكرانية قالت في وقت متأخر من الخميس إن جولة أخرى من المحادثات بقيادة الأمم المتحدة لإلغاء حظر صادرات الحبوب الأوكرانية ستعقد في تركيا يوم الجمعة.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الأسبوع الماضي إن الاتفاق المزمع توقيعه يتضمن ضوابط مشتركة لفحص الشحنات في الموانئ. كما ستقيم تركيا مركز تنسيق مع أوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة لصادرات الحبوب.
الجيش الأوكراني قادر على تحقيق مكاسب ميدانية
ميدانياً قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد اجتماعه مع كبار القادة إن الجيش الأوكراني لديه القدرة على تحقيق مكاسب في ميدان المعركة وإلحاق خسائر جسيمة بروسيا.
وأضاف زيلينسكي، الذي كان يتحدث في خطاب مصور في وقت متأخر من الليل، إن الاجتماع ناقش إمدادات الأسلحة الحديثة، مضيفاً أنه يجب تصعيد حدة الهجمات على الروس.
ومضى يقول "نحن متفقون على أن قواتنا لديها إمكانات قوية للتقدم في ساحة المعركة وإلحاق خسائر كبيرة بالمحتلين".
وتأمل كييف أن تسمح الأسلحة الغربية بخاصة الصواريخ الطويلة المدى مثل منظومة هيمارس الأميركية التي نشرتها أوكرانيا أخيراً بشن هجوم مضاد واستعادة الأراضي التي استولت عليها القوات الروسية.
وكان ريتشارد مور، رئيس جهاز الاستخبارات البريطاني (أم آي 6) قد ذكر في وقت سابق أن الروس "سيضطرون إلى التوقف بطريقة ما وسيمنحون الأوكرانيين فرصة للرد".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لافروف يزور جامعة الدول العربية
وأعلنت جامعة الدول العربية أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيلقي الأحد في القاهرة خطاباً أمام مجلسها الذي سيلتئم على مستوى المندوبين، في زيارة تأتي عقب قمة ثلاثية استضافتها طهران وجمعت قادة كل من روسيا وتركيا وإيران.
ويلتقي لافروف في القاهرة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط وممثلي الدول الأعضاء الـ22. وأفاد مسؤول في الأمانة العامة للجامعة بأن وزير الخارجية الروسي سيلقي كلمة أمام مجلس الجامعة على مستوى المندوبين.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد ناقش الصراع في سوريا والحرب في أوكرانيا خلال قمة عُقدت الثلاثاء في طهران مع نظيريه التركي رجب طيب أردوغان والإيراني إبراهيم رئيسي.
وحتى الآن، لم تتخذ معظم العواصم العربية، التي تعتمد على الحبوب والأسلحة الروسية، موقفاً من الصراع في أوكرانيا. كما أنها تسعى للحفاظ على موقف متوازن بين روسيا والولايات المتحدة في هذا الشأن.
ورداً على سؤال عن الزيارة المرتقبة للافروف إلى العاصمة المصرية، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس للصحافيين إن الولايات المتحدة "لا يهمها مع من يتواصل وزير الخارجية لافروف وزملاؤه بقدر ما تركز على الرسائل" التي تنقلها موسكو لمحاوريها خلال هذه اللقاءات.
وأضاف "نحن ندرك أن هناك دولاً حول العالم لديها علاقات فردية مميزة مع روسيا. لكن هناك مبادئ أساسية" من بينها "فكرة أن القوة في القرن الحادي والعشرين لا تصنع الحق".
روسيا: العقوبات ستضر بالاقتصاد العالمي
وقالت وزارة الخارجية الروسية الخميس 21 يوليو إن أحدث مجموعة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي غير شرعية، وسيكون لها "عواقب وخيمة" على الأمن وقطاعات من الاقتصاد العالمي.
واتفق دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي يوم الأربعاء على مجموعة جديدة من العقوبات ضد روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا شملت حظر استيراد الذهب من روسيا وتجميد أصول أكبر بنك في البلاد (سبيربنك).
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زخاروفا في بيان ينتقد الإجراءات الأخيرة "يواصل الاتحاد الأوروبي دفع نفسه إلى طريق مسدود بإصرار يُحسد عليه".
وتابعت "العواقب الوخيمة لعقوبات الاتحاد الأوروبي على قطاعات مختلفة من الاقتصاد العالمي أصبحت واضحة بشكل متزايد".
وأشارت المتحدثة إلى أن التكتل المكون من 27 دولة اقترح تخفيف بعض العقوبات التي فرضها في وقت سابق في محاولة لحماية الأمن الغذائي العالمي.
وعبرت عن أمل موسكو في أن يؤدي ذلك إلى تهيئة الظروف الملائمة لتصدير الحبوب والأسمدة من دون عوائق. وأضافت "نعلم للأسف أن هناك فجوة ضخمة بين ما يعلنه الاتحاد الأوروبي من نيات وما يفعله في الواقع".
موسكو تحظر دخول 39 أسترالياً
وأعلنت روسيا الخميس أنها فرضت على 39 مواطناً أسترالياً يعملون خصوصاً في أجهزة الأمن والدفاع، حظر دخول إلى أراضيها، في إجراء وضعته في إطار الرد على عقوبات فرضتها كانبيرا على موسكو بسبب الهجوم على أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه "رداً على قرار مسؤولين في كانبيرا فرض عقوبات (...)، أدرجت روسيا 39 شخصاً إضافياً على قائمة" الأشخاص الممنوعين من دخول أراضيها.
وأوضحت أن من بين هؤلاء "ممثلين عن سلطات إنفاذ القانون وحرس الحدود ومتعاقدين في قطاع الدفاع". ونشرت الوزارة قائمة بأسماء الممنوعين من دخول أراضيها.
وتضمنت القائمة على وجه الخصوص اسم نائب وزير الداخلية الأسترالي مارك أبلونغ، وقادة الشرطة في مقاطعات أسترالية عدة.
وفي يونيو (حزيران) اتخذت روسيا للأسباب نفسها إجراءً مماثلاً طال يومها 121 أسترالياً.