أظهرت بيانات رسمية ارتفاع احتياطات النقد الأجنبي في الصين على نحو غير متوقع خلال يوليو (تموز) الماضي، إذ ارتفع احتياط 32.8 مليار دولار ليصل إلى 3.104 تريليون دولار الشهر الماضي، مقارنة مع 3.071 تريليون دولار خلال يونيو (حزيران).وتراجع اليوان 0.64 في المئة مقابل الدولار خلال يوليو، بينما ارتفع الدولار 1.07 في المئة مقابل سلة من العملات الرئيسة الأخرى. وانخفضت قيمة احتياطات الصين من الذهب إلى 109.84 مليار دولار في نهاية يوليو من 113.82 مليار دولار نهاية الشهر السابق له.
تسارع الصادرات
وتسارع نمو الصادرات الصينية بشكل غير متوقع خلال يوليو، مما قدم دفعة مشجعة للاقتصاد، إذ تكافح البلاد من أجل التعافي من الركود الحاد الناجم عن "كوفيد-19"، على الرغم من أن الواردات ظلت بطيئة.
وأظهرت بيانات الجمارك الرسمية، الأحد السابع من أغسطس (آب)، أن الشحنات الصادرة نمت بنسبة 18.0 في المئة خلال يوليو عن العام السابق، وهي أسرع وتيرة هذا العام مقارنة بارتفاع بنسبة 17.9 في المئة خلال يونيو، متجاوزة توقعات المحللين بتحقيق مكاسب بنسبة 15.0 في المئة.
وكان المحللون يتوقعون تلاشي الصادرات وسط تنامي مؤشرات انخفاض الاستهلاك العالمي.
وأظهر مسح عالمي للتصنيع صدر الأسبوع الماضي ضعف الطلب خلال يوليو مع انخفاض الطلبات ومؤشرات الإنتاج إلى أضعف مستوياتها منذ ظهور جائحة "كوفيد-19" أوائل العام 2020.
مخاوف التعافي
وأشار مسح التصنيع الرسمي في الصين إلى تقلص النشاط الشهر الماضي، مما أثار المخاوف من أن تعافي الاقتصاد من عمليات الإغلاق واسعة النطاق في الربيع سيكون أبطأ وأكثر وعورة من المتوقع، لكن كانت هناك دلائل على أن اضطرابات النقل وسلسلة التوريد الناجمة عن عمليات الإغلاق مستمرة في التراجع أثناء توقيت مناسب تماماً للشاحنين الذين يستعدون لذروة طلب التسوق مع نهاية العام.
وفي يوليو ارتفعت حاويات التجارة الخارجية في ثمانية موانئ صينية رئيسة بنسبة 14.5 في المئة، متسارعة من زيادة بنسبة 8.4 في المئة في يونيو، وفقاً للبيانات الصادرة عن اتحاد الموانئ المحلية، كما بلغت إنتاجية الحاويات في ميناء شنغهاي رقماً قياسياً خلال يوليو.
وفي حين كان نمو الواردات أضعف من المتوقع، فذلك مما يشير إلى أن الاستهلاك المحلي للصين لا يزال ضعيفاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفعت الواردات 2.3 في المئة عن العام السابق مقارنة مع مكاسب شهر يونيو بنسبة واحد في المئة، وفقدان التوقعات بارتفاع نسبته 3.7 في المئة.
وتوقع المحللون أن يزداد زخم الواردات بشكل متواضع خلال النصف الثاني من العام، مدعوماً بالمعدات والسلع المتعلقة بالبناء، إذ تكثف الحكومة الإنفاق على البنية التحتية.
وسجلت الصين فائضاً تجارياً قياسياً بلغ 101.26 مليار دولار خلال الشهر الماضي نتيجة نمو الصادرات القوي. وكان محللون توقعوا فائضاً تجارياً قدره 90.0 مليار دولار.
وقال كبير المخططين الاقتصاديين في البلاد الأسبوع الماضي، بحسب شبكة "سي إن بي سي"، إن الاقتصاد في "نافذة حرجة" لتحقيق الاستقرار والانتعاش، وسيكون الربع الثالث حيوياً، فيما أشار كبار القادة أخيراً إلى أنهم مستعدون لتخطي هدف النمو الحكومي بنحو 5.5 في المئة لعام 2022، والذي قال المحللون إنه كان يبدو بعيد المنال بشكل متزايد بعد أن تجنب الاقتصاد بصعوبة الانكماش خلال الربع الثاني.
وكان صندوق النقد الدولي قد خفض في أواخر يوليو بشكل حاد توقعات النمو لعام 2022 للصين إلى 3.3 في المئة من 4.4 في المئة خلال أبريل (نيسان)، بسبب عمليات الإغلاق لـ "كوفيد-19" والأزمة المتفاقمة في قطاع العقارات داخل البلاد.