وصف المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء، عرضاً قدمته الولايات المتحدة الأميركية للتفاوض مع إيران بأنه خدعة.
وأشار خامنئي، في تصريحات نشرها موقعه الرسمي، إلى أن "المفاوضات خدعة لما يريدون. تُمسك بسلاح في يدك ولا يجرؤون على الاقتراب. ويقولون لك الق السلاح حتى يمكنني أفعل بك ما أريد. هذا هو التفاوض".
من جهة أخرى، قالت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية إن متحدثاً باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية صرح، الأربعاء، بأن إيران ستسرع من تخصيب اليورانيوم بعد أن تنتهي الخميس، في 27 يونيو (حزيران)، مهلة ممنوحة للدول الأوروبية كي تتحرك لمنع ذلك.
وقال بهروز كمالوندي، المتحدث باسم المنظمة، "مهلة المنظمة الدولية للطاقة الذرية لتخطي حد 300 كيلوغرام في إنتاج اليورانيوم المخصب ستنتهي غداً... وبانتهاء هذه المهلة سيتسارع التخصيب".
وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني قال، الثلاثاء، إن بلاده ستتخذ خطوات جديدة في 7 يوليو (تموز) المقبل لتقليص التزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بما في ذلك وقف الالتزام ببند يتعلق بنسبة تخصيب اليورانيوم، المحددة بـ3.67 في المئة في الاتفاق.
وأبلغ الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي الثلاثاء، أن انضمام إيران إلى الاتفاق النووي "كان مشروطاً بالوعود الأوروبية الهادفة لضمان المصالح الاقتصادية لإيران، التي لم يتحقق أي شي منها".
وقال روحاني لماكرون "إذا لم تتمكن إيران من الاستفادة" من الاتفاق فإنها "ستحد من الالتزامات" الواردة فيه، مذكراً بأن إيران "لن تدخل مهمادو كانت الظروف في مفاوضات جديدة حول الاتفاق"، على ما أفادت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) الأربعاء.
ويأتي قرار طهران وسط أجواء توتر شديد مع واشنطن، التي اتهمتها إيران بأنها "أغلقت مسار الديبلوماسية بشكل نهائي"، غداة إعلان فرض عقوبات أميركية جديدة، في حين أن الاتصال بين الرئيس الفرنسي ونظيره الإيراني يستبق الاجتماع الذي ستعقده الدول الموقعة على الاتفاق النووي (فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا)، في فيينا في 29 يونيو، لمناقشة سبل مساعدة طهران على مواجهة التحديات التي فرضتها العقوبات الأميركية. كما أعلن ماكرون، الاثنين، أنه سيلتقي نظيره الأميركي دونالد ترمب "على انفراد"، على هامش قمة مجموعة العشرين المقررة نهاية الأسبوع الحالي في اليابان، لمناقشة الملف الإيراني.
وكانت باريس قالت، الثلاثاء، إن انتهاك إيران للاتفاق النووي سيشكل "خطأ فادحاً".
العقوبات الأميركية
فرضت واشنطن، الاثنين، عقوبات تستهدف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي وكبار المسؤولين العسكريين. وأعلنت أنها ستُدرج وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الذي كان واجهة الانفراج في السياسة الإيرانية حيال الدول الغربية، على قائمتها السوداء في وقت لاحق هذا الأسبوع.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويمنع المرسوم الذي وقعه ترمب "المرشد الأعلى وفريقه وآخرين مرتبطين به بشكل وثيق من الوصول إلى موارد مالية أساسية". وسيجمّد "أصولاً بقيمة مليارات الدولارات"، وفق واشنطن.
وتُضاف هذه العقوبات إلى سلسلة اتهامات وأحداث من بينها هجمات لم تُعرف الجهة المسؤولة عنها، ضد ناقلات نفط وإسقاط إيران في 20 يونيو طائرة مسيّرة أميركية في منطقة الخليج الاستراتيجية.
وقال روحاني، رداً على تأكيدات الولايات المتحدة بأن حواراً لا يزال ممكناً، "في الوقت نفسه الذي تدعون فيه إلى التفاوض، تسعون إلى فرض عقوبات على وزير الخارجية. من الواضح أنكم تكذبون".