Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أخيرا أصبح تنظيم مرور الحسكة والقامشلي بـ"الأحمر والأخضر"

منظمات مدنية بالشراكة مع قوى الأمن الداخلي تركب إشارات ضوئية استجابة لمطالب السكان

تركيب الإشارات الضوئية فرض نظاماً جديداً لحركة المرور في مدينتي الحسكة والقامشلي (اندبندنت عربية)

وسط مدينة الحسكة في سوريا ينتظر صبار هلوش، وهو سائق تاكسي، أن تتحول الإشارة الضوئية المرورية المعلقة على عمود في تقاطع طرقي من الضوء الأحمر إلى الأخضر، لينقل الركاب الثلاثة الموجودين داخل سيارته من حي تل حجر نحو العزيزية، مروراً بدوار الصناعة داخل المدينة، وبعدما انقضت الثواني الثلاثين في العداد الإلكتروني المعلق بالقرب من الأضواء المرورية الثلاثة، ها هو ينطلق وإلى جواره صف من المركبات المتنوعة.

تشغيل الإشارات الضوئية كان مقتصراً في الأعوام السابقة على عدد من المفارق الطرقية بالمدينتين الرئيستين في الجزيرة (الحسكة والقامشلي)، وهذه أيضاً خرجت عن الخدمة في سنوات الأزمة، بينما كانت طرقات أخرى تعج بالاختناقات المرورية، وكانت معالجة الأزمة تقتصر على تدخل عناصر من شرطة المرور التابعة للإدارة الذاتية لتنظيم السير قبل تركيب الإشارات الضوئية المرورية في يونيو (حزيران) الماضي.

في بداية العام الحالي، انتهت منظمات مدنية بالشراكة مع قوى الأمن الداخلي في إقليم الجزيرة التابع للإدارة الذاتية من تنفيذ مشروع تركيب منظومة إشارات مرورية ضوئية تعتمد على الطاقة الشمسية كطاقة رئيسة في تقاطعات ثمانية شوارع بمدينة الحسكة وعشرة شوارع أخرى في مدينة القامشلي، ودخلت هذه الإشارات حيز العمل مع بداية يونيو الماضي.

وقال السائق هلوش لـ"اندبندنت عربية" إن تشغيل الإشارات المرورية داخل مدينة الحسكة أحدث فرقاً في سلاسة مرور السيارات، خصوصاً بعدد من المفارق الرئيسة داخل المدينة "كان دوار الصناعة داخل الذي يعج دائماً بالسيارات يشهد فوضى مرورية، لكن الآن أصبح الأثر الإيجابي واضح"، وأضاف أنه على الرغم من حداثة تركيب هذه الإشارات، فإن الغالبية الساحقة من السائقين يلتزمون بها فيما قلة يخالفونها حتى مع وجود شرطة المرور التي تراقب حركة السير.

من جانبه، أبدى صالح محمد، وهو سائق شاحنة بضائع داخل المدينة، ارتياحه لتشغيل الإشارات الضوئية المرورية، وقال إن شحن البضائع داخل المدينة أصبح أسهل من السابق وإن الفرق بات واضحاً، على الرغم من توقف عمل هذه الإشارات عن العمل أحياناً.

مساهمات لمنظمات مدنية

منظمات مدنية شاركت على مستويات عدة لتسهيل حركة المرور في المدينتين الرئيستين بالجزيرة، فخلال الأشهر الثلاث الأولى من العام الحالي عقدت المنظمات جلسات مع السكان المحليين وتناولت أموراً تتعلق بالأمن المجتمعي منها الحركة المرورية، واطلعت على آرائهم ومقترحاتهم للوصول إلى تعزيز الأمن المجتمعي وتنظيم حركة المرور والتقليل من حوادث الطرق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

عباس موسى، مدير مشاريع في منظمة "ديموس" المدنية المستقلة بمدينة القامشلي، قال إنهم خلال جلساتهم مع السكان المحليين لتعزيز الأمن المجتمعي بعنوان "أمننا" خلصوا إلى عدد من التوصيات والمبادرات منها القيام بحملة للتوعية بالسلامة المرورية من خلال نشر ملصقات (بوسترات) ونصب لوحات طرقية وإعداد حلقات إذاعية مع عدد من الإذاعات المحلية، إضافة إلى نشر فيديوهات توعية في وسائل التواصل الاجتماعي.

وفي مدينة الحسكة، عمد مركز السلام والمجتمع المدني إلى إطلاق حملة توعوية للسكان للتعريف بعمل الإشارات الضوئية ونظم السير والمرور، وأشار المدير التنفيذي للمركز إلى أن الجيل الناشئ في سنوات الأزمة التي تعصف بالبلاد كانوا المستهدفين في حملتهم التوعوية.

ضعف الإمكانات المحلية

بدوره، قال الرئيس المشارك لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة التابع للإدارة الذاتية كنعان بركات في تصريح إلى "اندبندنت عربية" إن وضع الإشارات الضوئية بالشوارع الرئيسة في مدينتي الحسكة والقامشلي سهل بعض الشيء من حركة السير وتنظيمها وخفف العبء عن أعضاء شرطة المرور (ترافيك)، لكنه أشار إلى أن سائقين عدة ما زالوا غير ملتزمين، مما دعا إلى فرض عقوبات قانونية مرورية بحق المخالفين، مضيفاً أن هاتين المدينتين (الحسكة والقامشلي) ومدناً أخرى في الجزيرة تحتاج إلى توسيع نطاق وضع الإشارات الضوئية في شوارعها.

وشمل تعزيز الأمن الطرقي والسلامة المرورية خلال الفترة الماضية تدريب أعضاء وعناصر شرطة المرور في مناطق الجزيرة، ولفت بركات إلى أن متابعة الدورات التدريبية لشرطة المرور "كانت لها فائدة ف رفع مستوى كفاءة الأعضاء" مستدركاً أنهم بحاجة إلى مزيد من التدريب، وأشار إلى أن ضعف إمكانات مديرية المرور على مستوى أجهزة متابعة السرعة بين المدن ووضع إشارات على الطرق للحد من هذه السرعة، كذلك عدم امتلاك وسائل تنقل "أعضاء الترافيك" عند وقوع الحوادث الطرقية أو إسعاف المصابين، تشكل أبرز متطلبات تعزيز قدرات شرطة المرور.

المزيد من العالم العربي