أعلنت السلطة القضائية الإيرانية الأربعاء إعدام شخصين دينا بقتل أربعة عناصر من الشرطة عام 2016 في محافظة سيستان بلوشستان (جنوب شرق) التي تشهد أعمال عنف متفرقة منذ أسابيع.
وأفاد موقع "ميزان أونلاين" التابع للقضاء، إن عنصرين من جماعة جيش العدل المصنّفة "إرهابية" من قبل طهران، هما "رشيد بلوش وإسحاق آسكاني، تم إعدامهما أمس (الثلاثاء) في سجن زاهدان"، مركز المحافظة الحدودية مع أفغانستان وباكستان.
وتأسست "جيش العدل" على يد عناصر سابقين في تشكيل سنّي متطرف شنّ حركة تمرّد في المحافظة. وسبق لمسؤولين إيرانيين أن اتهموا الجماعة بشنّ عمليات انطلاقا من باكستان المجاورة.
وتم الحكم على بلوش وآسكاني بالاعدام على خلفية "تسببهما باستشهاد أربعة عناصر من حرس الحدود وجرح عدد آخر من رجال الشرطة في 2016" في المحافظة، وفق ما أورد "ميزان أونلاين".
وغالبا ما شهدت محافظة سيستان بلوشستان على مدى الأعوام الماضية، مناوشات متكررة بين قوات الأمن الإيرانية ومجموعات مسلحّة.
وفي حين يرتبط العديد من هذه المواجهات بمحاولات تهريب، يعود بعضها الى اشتباكات مع انفصاليين من أقلية البلوش أو جماعات جهادية متطرفة.
وفي الآونة الأخيرة، عرفت المحافظة، خصوصا مركزها زاهدان، توترات إضافية تأتي في وقت تشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول)، احتجاجات على خلفية وفاة الشابة مهسا أميني بعد أيام من توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران، على خلفية عدم التزامها القواعد الصارمة للباس.
وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات، بينهم عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات آخرون في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، وما يعتبره المسؤولون "أعمال شغب".
وشهدت زاهدان أحداثا دامية في 30 سبتمبر راح ضحيتها عشرات بينهم عناصر من الحرس الثوري الإيراني.
وأفاد مسؤولون في حينه أن الأحداث سببها هجوم مسلّحين على مراكز لقوات الأمن. من جهتها، أشارت شخصيات محلية إلى توتر سببه أنباء عن تعرض فتاة "للاغتصاب" من قبل مسؤول في شرطة المحافظة، وأن قوات الأمن أطلقت النار على متجمّعين قرب مسجد بزاهدان.
وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، أقال مجلس الأمن في المحافظة مسؤولين في الشرطة بينهم قائدها في زاهدان، على خلفية "إهمال" من قبل ضباط أدى الى "جرح ووفاة عدد من المواطنين الذين كانوا يؤدون الصلاة، ومشاة أبرياء لم يكن لهم أي ضلوع" في الأحداث.
ومنذ ذلك الحين، غالبا ما تشهد المحافظة مسيرات احتجاجية وتوترات أسبوعية في أعقاب صلاة الجمعة.
قضائياً أيضاً، أوقف الحرس الثوري الإيراني المحامي البارز مصطفى نيلي، وهو واحد من أكثر من عشرة محامين قبض عليهم خلال حملة قمع الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني، على ما أعلنت شقيقته.
وكتبت فاطمة نيلي على "تويتر"، إن عناصر من استخبارات الحرس الثوري أوقفوا نيلي في مطار مهرآباد الدولي في طهران مساء الإثنين قبل دهم منزل والدته ومصادرة مقتنيات شخصية.
وأكد سعيد دهقان، وهو محام بارز آخر يُعتقد أنه في الخارج، توقيف نيلي في منشور على "تويتر".
وقال دهقان إن نيلي كان أحد "الآمال القليلة للمواطنين ضد نظام سياسي هو عدو للمحامين" وكذلك ضد الحرس الثوري الذي "يعتبر نفسه القانون".
وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات جماعية أوقف خلالها فنانون ومعارضون وصحافيون ومحامون منذ اندلاع الاحتجاجات على وفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول).
توفيت مهسا أميني الشابة الكردية الإيرانية البالغة 22 سنة بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران من قبل شرطة الأخلاق لمخالفة قواعد اللباس الصارمة في إيران.
وقتلت قوات الأمن، بمن فيها الحرس الثوري، 186 شخصاً على الأقل خلال حملة قمع الحركة الاحتجاجية التي تقودها النساء، وفق منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها في النرويج.
وقتل 118 شخصاً في تظاهرات منفصلة اندلعت منذ 30 سبتمبر في سيستان-بلوشستان، وهي محافظة يقطنها السنة على وجه الخصوص تقع عند الحدود الجنوبية الشرقية بين إيران وباكستان.
وأوقف آلاف الأشخاص في حملة القمع، من بينهم أكثر من عشرة محامين كانوا يعملون على الدفاع عن الموقوفين قبل أن يحتجزوا هم أيضاً.
القضاء سيتعامل بحزم مع المحتجين
وقالت السلطة القضائية في إيران، الثلاثاء الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن المحاكم الإيرانية ستتعامل بحزم مع من يتسبب في اضطرابات أو يرتكب جرائم خلال موجة الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تجتاح البلاد، فيما وجهت أكثر من ألف تهمة على صلة بالتظاهرات.
وتشكل هذه الاحتجاجات أحد أكبر التحديات التي تواجه حكام البلاد منذ الثورة في 1979. وعلى مدى سبعة أسابيع استمرت الاحتجاجات على الرغم من حملة قمع أمنية أسفرت عن سقوط ضحايا وتحذيرات شديدة من جانب قوات الأمن.
وتم توجيه اتهامات لأكثر من ألف شخص على صلة بما وصفته الحكومة بأنه "شغب".
وقال مسعود ستايشي، المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، "الآن يطالب أبناء الشعب، حتى المحتجين الذين لا يدعمون الشغب بتعامل السلطة القضائية والأجهزة الأمنية مع القلة التي تسبب اضطرابات على نحو راسخ ورادع وقانوني". ستايشي كشف عن توجيه أكثر من ألف تهمة مرتبطة بأحداث الشغب التي تشهدها البلاد في الآونة الأخيرة.
اتهام صحافيتين
وفي السياق نفسه، يتهم القضاء الإيراني الصحافيتين إلهه محمدي ونيلوفر حامدي، الموقوفتين منذ أكثر من شهر على خلفية الاحتجاجات، بـ"الدعاية" ضد الجمهورية، وفق ما أفاد ستايشي الثلاثاء.
وقال المتحدث باسم السلطة القضائية خلال مؤتمر صحافي، إن حامدي ومحمدي "هما قيد التوقيف الاحتياطي للدعاية ضد النظام (والتآمر للعمل ضد الأمن القومي".
وأوقفت المصوّرة حامدي (30 عاماً) التي تعمل لصالح صحيفة "شرق"، في 20 سبتمبر (أيلول) بعد زيارتها المستشفى حيث كانت ترقد مهسا أميني في غيبوبة، والتي أطلقت وفاتها موجة الاحتجاجات.
في المقابل، تم توقيف محمدي (35 عاماً)، الصحافية في صحيفة "هم ميهن"، في 29 من الشهر ذاته بعدما قامت بتغطية مراسم تشييع أميني في مسقط رأسها مدينة سقز في محافظة كردستان بغرب إيران، والتي شهدت تحركات احتجاجية كبيرة.
وكان صحافيون إيرانيون انتقدوا الشهر الماضي، توقيف السلطات عدداً من زملائهم على خلفية الاحتجاجات. وأشارت صحيفة "سازند" إلى أن "أكثر من 20 صحافياً لا يزالون موقوفين" في غير مدينة إيرانية أبرزها طهران.
ووفق وسائل إعلام محلية، وقّع أكثر من 300 صحافي ومصور صحافي بياناً ينتقدون فيه السلطات على خلفية "توقيف زملائنا وحرمانهم من حقوقهم بعد توقيفهم".
الاستعانة بخيّالة الشرطة
وللسيطرة على الاحتجاجات وفي خطوة نادرة من نوعها، استعانت السلطات الإيرانية بخيّالة الشرطة، بحسب تسجيلات مصوّرة انتشرت على الإنترنت.
ونشرت السلطات مجموعة من عناصر الشرطة على متن أحصنة في شوارع طهران لإخماد الاحتجاجات، وفق تسجيل نشر على مواقع التواصل الاجتماعي وتحققت وكالة الصحافة الفرنسية من صحته.
وشوهدت وحدة خاصة ضمن دورية تقف أمام صف من الأعلام الوطنية الإيرانية على طريق رئيسي في حي صادقية الواقع في شمال غربي طهران.
وتضم قوة خيالة الشرطة المعروفة بـ"أسواران" خيولاً تركمانية وعربية. وسبق أن شوهدت وحدة الفرسان في شوارع العاصمة الإيرانية في الماضي، خصوصاً خلال مراسم استعراضية، لكن نشرها أثناء تظاهرات يعد أمراً غير مألوف.
واتبعت السلطات الإيرانية تكتيكات عدة للسيطرة على الاحتجاجات التي يعتبرها المسؤولون "أعمال شغب". وأطلقت قوات الأمن النار مباشرة على المحتجين مستخدمة الذخيرة الحية والخرطوش والغاز المسيل للدموع وحتى كرات الطلاء.
كما فرضت الحكومة قيوداً على الإنترنت شملت منع الوصول إلى "إنستغرام" و"واتساب"، بينما نفّذت حملة اعتقالات واسعة.
ثورة الرياضيين
أثارت أنباء بأن فريق كرة الماء الإيراني لم يردد النشيد الوطني خلال البطولة الآسيوية في تايلاند المشاعر على وسائل التواصل الاجتماعي في أحدث إظهار للتضامن من قبل رياضيين مع الاحتجاجات في البلاد.
وأظهرت مقاطع مصورة منشورة على "تويتر" أن الفريق لم يردد النشيد الوطني أثناء عزف موسيقاه قبل مباراة مع الهند في بانكوك أمس الثلاثاء.
ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة المقاطع المصورة، لكن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي اعتبروا رفض ترديد النشيد دليلاً واضحاً على تأييد الاحتجاجات المستمرة منذ ثمانية أسابيع في أكبر تحد لحكام البلاد منذ الثورة الإسلامية عام 1979.
وقال أحد مستخدمي "تويتر" من حساب غير موثق "أحد أكثر التصرفات جرأة من جانب فريق كرة الماء الوطني الإيراني. نعرف الفرق الرياضية التي انحازت إلى جانب الشعب ونقدر دعمكم".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولم يكن عزوف فريق كرة الماء عن ترديد النشيد الوطني هي المرة الأولى التي يتخذ فيها الرياضيون الإيرانيون إجراءات فسرت على نطاق واسع على أنها إشارات لتأييد الاحتجاجات.
ففي الأسبوع الماضي، رفض لاعبو منتخب إيران لكرة القدم الشاطئية ترديد النشيد الوطني في بداية مباراة نصف النهائي في بطولة مع الإمارات العربية المتحدة في دبي، وذلك وفقاً لحساب ناشط على "تويتر" يعرف باسم 1500 تصوير.
وذكر حساب الناشط أن لاعبي فريق كرة القدم الشاطئية لم يهتفوا ولم يحتفلوا يوم الأحد بعد فوزهم على البرازيل وتحقيق لقب البطولة.
واحتفل أحد اللاعبين الإيرانيين بعد إحراز هدف بالتظاهر بقص شعره، وهو أحد مظاهر الاحتجاج من قبل الإيرانيات اللاتي كن في طليعة الاحتجاجات.
وقال الاتحاد الإيراني لكرة القدم الشاطئية في بيان يوم الاثنين إن تصرفات اللاعبين "غير حكيمة".
وانتقد مستخدم آخر على "تويتر"، يعرف على الموقع باسم مهدي أندرزيان، وهو باحث دكتوراه، السلطات لعدم سرعة قمع المعارضة قائلاً "السيد وزير الرياضة، لو كنت عاقبت لاعبي كرة القدم الشاطئية، لما استخف لاعبو كرة الماء بنشيد الجمهورية".
وفي أكتوبر (تشرين الأول) أحدثت المتسلقة الإيرانية إلناز ركابي ضجة بعد مشاركتها في مسابقة دولية في كوريا الجنوبية من دون ارتداء الحجاب، الذي يعد شرطاً إلزامياً لجميع الرياضيات اللاتي يمثلن إيران في جميع الألعاب.
واعتذرت ركابي في وقت لاحق عن "الاضطراب والقلق"، وقالت إن التوقيت السيئ أدى إلى تنافسها من دون حجابها.
تحذير من الأساتذة الجامعيين
هذه التطورات جاءت بعدما نشر 121 أستاذاً بجامعة أمير كبير للتكنولوجيا في العاصمة الإيرانية طهران رسالة حذروا فيها من خطة تعدها السلطات الحكومية لـ"التعامل بقسوة مع الطلاب" وأكدوا أن زيادة قمع الطلاب "مخالف للمصلحة العامة والمنطق"، و"غير لائق"، و"يؤجج الاحتجاجات أكثر فأكثر".
وحسب موقع "إيران إنترناشونال"، صرح أساتذة جامعة أمير كبير للتكنولوجيا في طهران بأن سبب كتابة هذه الرسالة هو "القلق من احتمال حدوث بعض التطرف"، وأكدوا أن مثل هذا التطرف من قبل مسؤولي الجامعات ومؤسسات النظام الأخرى "سيجعل الوضع بالتأكيد أسوأ".
وقد وقع 121 من أساتذة جامعة أمير كبير على هذه الرسالة، السبت الخامس من نوفمبر، وهي موجهة إلى حسن قدسي بور رئيس هذه الجامعة.
وأعرب كاتبو هذه الرسالة (من دون ذكر التفاصيل) عن قلقهم من خطط قمع الطلاب بشكل أشد، بمن فيهم طلاب جامعة أمير كبير. وقالوا "في الأيام القليلة الماضية كانت هناك اقتراحات لتعاملات أكثر صرامة مع الطلاب، ونحن نعتقد أن هذا الحل خاطئ في البيئة الحساسة الحالية".
وأشار أساتذة جامعة أمير كبير إلى أن الحالة النفسية للطلاب والمجتمع تتطلب تحقيق السلام في البيئة الجامعية من خلال الصبر والمثابرة، وحذروا من أن "أي نصيحة تؤدي إلى خلق جو من الخوف والذعر في الجامعة والتعامل بعنف مع الطلاب هي ضد المنفعة العامة والمنطق، وغير مناسبة للجامعة وأعز أطرافها وهم الطلاب".
وكتب الموقعون على هذه الرسالة، "يجب القبول بأن زيادة الضغط والتهديدات كما رأينا حتى الآن ستؤدي إلى اشتعال نار الاحتجاجات". وفي إشارة إلى الفجوة العميقة بين الشعب والنظام، أشار هؤلاء الأساتذة إلى "انعدام الثقة لدى الشباب في ما يتعلق بالوفاء بوعود المسؤولين" باعتبارها "عاملاً مهماً في تفاقم الوضع الراهن".
واحتج أساتذة جامعة أمير كبير على "إصدار الأحكام التأديبية للطلاب المشاركين في الاحتجاجات"، وقالوا إن تلك الأحكام زادت من حدة المواجهة بين الطلاب ومديري الجامعات، كما وصفوا اعتقال الطلاب بأنه تسبب في تعطيل الأنشطة التعليمية في الجامعات.
وأضاف أساتذة هذه الجامعة، "من وجهة نظر تربوية نعتقد أن الفصول الدراسية التي تفتح بغياب الطلاب الموقوفين أو المسجونين لا تتمتع بالشروط العادية لتكوين الفصول، والطلاب القلقون على وضع ومستقبل أصدقائهم غير قادرين على الاستفادة من الفصل وأداء واجباتهم التربوية والبحثية".
وجاء في جزء من رسالة أساتذة جامعة أمير كبير أيضاً، أنه "ليس من المناسب استخدام الإهانات الجنسية في أي تجمع، بخاصة احتجاجات الجامعات، لكن طريقة التعامل مع هذه الظاهرة ليست تهديد الطلاب بالحرمان من التعليم وتقديمهم إلى مؤسسات خارج الجامعة للمحاكمة وإصدار أحكام بالسجن ضدهم".
ورداً على اتهامات مسؤولي النظام للطلاب، أكد أساتذة الجامعة أن "عزو انفعالات الطلاب إلى سلوك ميليشياوي لا يؤدي إلا إلى تفاقم الوضع وخلق بيئة أمنية مشددة". يذكر أنه منذ بداية الاحتجاجات على مستوى البلاد في 17 سبتمبر (أيلول)، شهدت الجامعات الإيرانية تجمعات احتجاجية وإضرابات طلابية ضخمة.
ومنذ الهجوم على جامعة شريف للتكنولوجيا يوم الثاني من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تعرض عديد من الجامعات وسكن الطلاب في مدن مختلفة، بخاصة في طهرا ومازندران، وكردستان، إلى هجمات من القوات الأمنية الإيرانية.
يشار إلى أنه على رغم القمع الشديد والاعتقال الذي تعرض له مئات الطلاب، والذي صاحبه في كثير من الحالات إصابات جسدية، ازدادت حدة الاحتجاجات الطلابية واتسع نطاقها، وأصبحت الشعارات المناهضة للنظام الإيراني وكذلك الشعارات ضد علي خامنئي جزءاً من هتافات الطلاب.
إيران تهدد صحافيين في بريطانيا بالقتل
تلقى صحافيان إيرانيان يعملان في قناة "إيران إنترناشونال" التلفزيونية الناطقة بالفارسية، ومقرها لندن، تهديدات بالقتل من طهران، بحسب ما أفادت المجموعة المالكة للقناة، الإثنين.
وكتبت "فولانت ميديا" Volant Media في بيان أن "الصحافيين الإيرانيين البريطانيين العاملين في المملكة المتحدة تلقيا تهديدات بالقتل من الحرس الثوري".
وبحسب المجموعة تلقى الصحافيان "تحذيرات وتهديدات ذات صدقية"، الأمر الذي دفع شرطة لندن إلى "إبلاغ الصحافيين رسمياً بأن هذه التهديدات تشكل خطراً داهماً وموثوقاً وكبيراً على حياتهما وأفراد أسرتيهما".
وقالت شرطة لندن في اتصال أجرته معها وكالة الصحافة الفرنسية إنها "لا تعلق على قضايا أمنية تتعلق بأفراد محددين". وبحسب "فولانت ميديا"، "أبلغت شرطة لندن مباشرة صحافيين آخرين في القناة نفسها بهذه التهديدات". ونقل البيان عن متحدث باسم القناة قوله "إنها تهديدات صادرة عن دولة بحق صحافيين في المملكة المتحدة".
عقوبات
وفي سياق آخر قال متحدث باسم الحكومة الألمانية، الإثنين، إن الاتحاد الأوروبي سيقرر ما إذا كان سيدرج الحرس الثوري الإيراني على لائحة عقوبات جديدة يجري إعدادها.
وقال إن العمل جار من أجل فرض حزمة من العقوبات الجديدة، ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول هذه الحزمة الجديدة.
توقيف 26 "إرهابياً تكفيرياً"
وأعلنت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية، الإثنين، توقيف 26 "إرهابياً تكفيرياً" من الأجانب لصلتهم باعتداء دام على مرقد ديني في مدينة شيراز تبناه تنظيم "داعش".
وقتل 13 شخصاً على الأقل في 26 أكتوبر الماضي، حين أطلق مسلح النار في مرقد السيد أحمد بن موسى الكاظم المعروف بـ"شاه جراغ" في شيراز، مركز محافظة فارس وهو أبرز المراقد الدينية الشيعية في جنوب إيران.
وأعلنت الوزارة في بيان أن "عمليات الرصد التي نفذت حتى الآن أدت إلى تحديد هوية واعتقال مسببي الحادث"، مضيفة "تم حتى الآن اعتقال 26 إرهابياً تكفيرياً" كانوا يعتزمون "تنفيذ عمليات مماثلة" للهجوم الذي كان الأكثر دموية في إيران منذ 2019.
وتستخدم عبارة "تكفيريين" عادة للإشارة إلى مسلحين ينتمون إلى تنظيمات دينية متطرفة.
وأضافت الوزارة أن الموقوفين غير إيرانيين ويحملون "جنسيات أذربيجان وطاجكستان وأفغانستان"، وأن توقيفهم تم في محافظات عدة مثل فارس وطهران وألبرز وكرمان وخراسان الرضوية، إضافة إلى "الحدود الشرقية" للبلاد.
وسبق لوزارة الأمن أن أعلنت في 31 أكتوبر توقيف سبعة أشخاص لصلتهم بالهجوم، بينهم "العنصر الثاني المنفذ" الذي ساعد مطلق النار، علماً بأن الأخير أوقف بعيد الاعتداء وتوفي لاحقاً متأثراً بجروحه.
وأوضحت وزارة الأمن الإثنين أن المنفذ "اسمه سبحان كمروني ويعرف بأبو عائشة، وكان من رعايا طاجكستان"، ومن ساعده من دون أن يدخل المرقد برفقته هو "أفغاني يدعى محمد رامز رشيدي ويعرف بأبو بصير".
وأشارت إلى أن "العنصر الرئيس لتوجيه وتنسيق العمليات في داخل البلاد (هو) من رعايا أذربيجان، ودخل إيران عبر مطار الإمام الخميني في طهران آتياً من باكو".
وأضافت أنه "بعد وصوله إلى طهران، أبلغ العنصر التنسيقي في أذربيجان بوصوله وقام على الفور بالاتصال بشبكة من الرعايا الأجانب لتنظيم داعش".
وتعهد مسؤولون إيرانيون يتقدمهم المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي والرئيس إبراهيم رئيسي بـ"معاقبة" المسؤولين عن الهجوم.
واعتبر رئيسي في تصريحات بعد اعتداء شيراز، أن أعمال "الشغب" تمهد الطريق أمام "الأعمال الإرهابية"، موضحاً أن "نية العدو هي إعاقة تقدم البلاد ومن ثم أعمال الشغب هذه تمهد الطريق أمام أعمال إرهابية" مثل هجوم شيراز.
وأتى الهجوم في وقت تشهد إيران منذ 16 سبتمبر، احتجاجات على خلفية وفاة أميني، وقضى العشرات على هامش الاحتجاجات غالبيتهم من المحتجين، لكن أيضاً عناصر من قوات الأمن، وأوقف مئات آخرون في التحركات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات الإيرانية وما يرى فيه المسؤولون "أعمال شغب".
حريق في منشأة نفطية
واندلع حريق "محدود" في منشأة نفطية بجنوب غربي إيران الأحد من دون أن يتسبب بأضرار، وفق وسائل إعلام محلية.
وأفادت وكالة "فارس" أن "حريقاً اندلع في قنوات مفتوحة للنفط متصلة بميناء التصدير في مدينة ماهشهر" في محافظة خوزستان الحدودية مع العراق، التي تضم أبرز آبار الإنتاج الإيرانية.
وأوضحت أن الحريق أدى إلى تصاعد "دخان كثيف في سماء ميناء ماهشهر". وأشارت وكالة "تسنيم" إلى أن الحريق كان "محدوداً"، ولم يؤد إلى أي "إصابة بشرية أو مادية".
وأكد عمدة ماهشمر فريدون بندري أن "رجال الإطفاء حالوا دون تمدد الحريق إلى خزانات النفط في الميناء"، مشيراً إلى فتح تحقيق لمعرفة أسباب الحريق.
من جهتها، نقلت وسائل إعلام محلية عن مسؤول الأمن في الميناء ترجيحه أن يكون احتكاك كهربائي تسبب باندلاع النيران، مشيراً إلى "قصور في النظام الكهربائي وتساقط الأمطار" أخيراً.
وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت الأحد أن شخصاً قتل لدى محاولته مهاجمة مركز تابع للحرس الثوري في ماهشهر.
وأوردت "تسنيم" أنه "في أعقاب خطوات عناصر معادين للثورة لإثارة عدم الاستقرار في محافظة خوزستان، استهدف هجوم إرهابي أحد المراكز العسكرية في مدينة ماهشهر" فجر الأحد.
وأضافت نقلاً عن بيان للحرس الثوري في المحافظة، أن عناصر الأمن "أطلقوا النار باتجاه اثنين من الإرهابيين على متن دراجة نارية، كإجراء لحماية المركز"، ما أدى لمقتل أحدهما. وأشارت الوكالة إلى أن البحث جار لتحديد هوية الشخص الثاني وتوقيفه.