لم ينفِ البيت الأبيض الذي حرص على عدم اتخاذ خطوات دبلوماسية في شأن أوكرانيا من دون مشاركة كييف، تقريراً أفاد بأن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان يجري محادثات مع موسكو. وقال، الإثنين السابع من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، إن الولايات المتحدة تحتفظ بالحق في إجراء محادثات مع روسيا على مستوى رفيع في شأن الحد من المخاطر.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير للصحافيين، "نحتفظ بالحق في التحدث مباشرة على المستويات العليا في شأن القضايا التي تهم الولايات المتحدة. لقد حدث ذلك على مدار الأشهر القليلة الماضية. ركزت محادثاتنا فقط على الحد من المخاطر والعلاقة بين الولايات المتحدة وروسيا".
دعم ثابت
وأكد البيت الأبيض أن الدعم الأميركي للجهود التي تبذلها أوكرانيا في الحرب الدائرة على أرضها سيكون "ثابتاً" حتى إن فاز الجمهوريون الذين أعربوا عن هواجس حيال حجم الإنفاق في الانتخابات النصفية.
وأضافت كارين جان بيير، "نحن واثقون من أن دعم الولايات المتحدة سيكون راسخاً وثابتاً"، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن "ملتزم العمل بطريقة تلقى تأييد الحزبين، كما كان يفعل، لدعم أوكرانيا".
وحذر زعيم الجمهوريين في مجلس النواب كيفن ماكارثي الذي سيتولى رئاسة المجلس إذا فاز الجمهوريون في الانتخابات النصفية، أخيراً من أن أوكرانيا لن تحظى بـ"صك على بياض" إذا تولى حزبه السلطة. وندد بعض الجمهوريين بمستوى الدعم الأميركي لأوكرانيا الذي يشمل مساعدات بقيمة 40 مليار دولار أقرت في مايو (أيار)، بينما طلب بايدن مبلغاً إضافياً قدره 11,2 مليار دولار.
محادثات سرية
من جانبه ذكر مصدر مطلع أن مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان أجرى محادثات سرية مع كبار المسؤولين الروس بهدف الحد من مخاطر اندلاع حرب أوسع في شأن أوكرانيا.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته، لوكالة "رويترز" إن المحادثات جارية. وكانت صحيفة "وول ستريت" جورنال أول من تحدث عن محادثات سوليفان.
وأعلن سوليفان في سبتمبر (أيلول) أن الولايات المتحدة تواصلت علناً وسراً مع موسكو في شأن تهديدات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام الأسلحة النووية في حرب أوكرانيا. وسبق أن توعد سوليفان علناً بعواقب مأسوية إذا لجأت روسيا إلى الأسلحة النووية، لكن لم يتضح بعد كيف أًوصلت هذه الرسالة في المحادثات السرية، التي قال المصدر إنها انعقدت في الأشهر القليلة الماضية.
ولم يقل سوليفان الذي كان يتحدث في مؤتمر بالنادي الاقتصادي في نيويورك إنه شارك في محادثات مباشرة، لكنه أشار إلى أنه قال مراراً وتكراراً، "لدينا قنوات للتواصل مع الاتحاد الروسي على مستويات عليا".
وأضاف، "لقد فعلنا ذلك عندما كان من الضروري توضيح سوء الفهم المحتمل ومحاولة الحد من المخاطر وتقليل احتمال وقوع كارثة مثل الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية".
أوكرانيا تتسلم أنظمة دفاع جوي جديدة
وأعلنت أوكرانيا، الإثنين، تسلمها مزيداً من أنظمة الدفاع الجوي من حلفائها الغربيين، بينما طلب المسؤولون في كييف من الأوكرانيين ترشيد استخدام الكهرباء في أعقاب استهداف القوات الروسية لمنشآت الطاقة على مدى أسابيع.
وتأتي الأسلحة الجديدة في ظل تساؤلات حول الدعم الأميركي لأوكرانيا عشية الانتخابات النصفية التي ستجرى، الثلاثاء، وتحدد من سيهيمن على الكونغرس الأميركي.
وبعد سلسلة ضربات روسية حرمت مئات آلاف الاشخاص من الكهرباء أشارت السلطات في منطقة كييف إلى أن وضع إمدادات الطاقة لا يزال "مضطرباً".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ودعت الإدارة العسكرية الإقليمية السكان إلى "استخدام الكهرباء باعتدال"، بينما أعلنت الشركة المشغلة عن "انقطاعات طارئة".
وكانت ضربات روسية صاروخية وبمسيرات استهدفت منشآت أوكرانية في 31 أكتوبر (تشرين الأول) حرمت 80 في المئة تقريباً من سكان المدينة من المياه وقطعت الكهرباء عن 350 ألف منزل، قبل إصلاح بعض الأضرار.
ولمواجهة هذه الضربات طالب الرئيس فولوديمير زيلينسكي الدول الغربية بإنشاء "درع" قادرة على حماية البنى التحتية الحيوية التي تستهدفها موسكو.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف، الإثنين، في تغريدة، "وصلت أنظمة الدفاع الجوي (ناسامز) و(أسبيد) إلى أوكرانيا. هذه الأسلحة ستعزز قدرات الجيش الأوكراني إلى حد كبير، وستجعل مجالنا (الجوي) أكثر أماناً".
وأضاف، "سنواصل قتال الأعداء الذين يهاجموننا. شكراً لشركائنا. النرويج وإسبانيا والولايات المتحدة".
وأرسلت ألمانيا أول نظام دفاع جوي ألماني من طراز "آيريس-تي" (Iris-T) إلى كييف وقدمت باريس أيضاً صواريخ أرض - جو قصيرة المدى من طراز "كروتيل" وأعلنت المملكة المتحدة إرسالها صواريخ من طراز "أمرام".
ويأمل الغربيون تزويد أوكرانيا بنظام دفاع جوي طارئ باستخدام معدات بعضها حديث جداً، وبعضها أقدم، لحماية الأهداف الأوكرانية الأساسية الاستراتيجية من القصف الروسي.
تدمير البنية التحتية
دمرت روسيا نحو 40 في المئة من البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ مطلع أكتوبر باستخدام مسيرات انتحارية إيرانية الصنع بشكل خاص، وفقاً للسلطات الأوكرانية.
وللمساعدة في المجهود الحربي أعلنت الحكومة الأوكرانية، الإثنين، أنها ستضع يدها على عدة شركات "ذات أهمية استراتيجية"، منها "أوكرنافتا" لإنتاج المحروقات وشركة "موتور سيتش" لصناعة الطائرات.
وأكد رئيس الوزراء دينيس شميهال أن هذه الشركات تصنع "منتجات أساسية لاحتياجات الدفاع والقوات المسلحة، وكذلك لقطاع الطاقة".
وشدد على ضرورة أن "تعمل هذه الشركات على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع تلبية لاحتياجات الدفاع عن الدولة".
وهددت السلطات الروسية في خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا "استقرار" إمدادات المياه والكهرباء غداة عمليتي قصف تبادلت موسكو وكييف الاتهامات في شأنهما.
وألحقت هذه الضربات أضراراً بسد كاخوفكا الكهرمائي الذي تحتله روسيا، وهو مصدر الماء الأساسي لشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014. وقالت السلطات لوكالة "تاس" الروسية إن اختصاصيين أعادوا تشغيل الإمدادات الحيوية جزئياً إلى كل حي صغير من المدينة".
وخيرسون هي المدينة الأوكرانية الرئيسة التي احتلتها القوات الروسية عند بدء الهجوم في فبراير (شباط). وتحسباً لمعركة قادمة، نظمت موسكو عمليات إجلاء للسكان، ونددت أوكرانيا بما اعتبرته سياسة "ترحيل".
كوريا الشمالية تنفي إجراء صفقات سلاح مع روسيا
في هذه الأثناء رفضت كوريا الشمالية اتهام الولايات المتحدة لها بتزويد روسيا قذائف مدفعية لاستخدامها في الحرب الدائرة في أوكرانيا، ووصفته بأنه "لا أساس له"، وفق ما أوردت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.
وأوردت الوكالة نقلاً عن بيان لنائب مدير الشؤون العسكرية الخارجية في وزارة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية، "نوضح مجدداً أننا لم نجرِ إطلاقاً أي تعاملات بالأسلحة مع روسيا، وأننا لا نعتزم القيام بذلك في المستقبل".
وإذ شهدت الأسابيع الأربعة الماضية قصفاً روسياً مكثفاً للمدن الأوكرانية، إلا أن صباح الإثنين كان هادئاً نسبياً، مع سماء ضبابية في كييف لا تساعد على شن غارات جوية.
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية أطلقت أربعة صواريخ وشنت 24 ضربة جوية خلال الـ24 ساعة الماضية في البلاد.
وقتل شخص على الأقل في القصف بمنطقة زابوريجيا (جنوب)، وأصيب آخر في منطقة خيرسون المجاورة، وقتل آخر في سومي (شمال)، بحسب سلطات كل منطقة معنية.
واتهم الجيش الروسي مجدداً القوات الأوكرانية بإطلاق "سبع قذائف من العيار الثقيل" على محطة زابوريجيا للطاقة النووية الأكبر في أوروبا، والتي تحتلها موسكو منذ مارس (آذار)، من دون التسبب في ارتفاع نسبة الإشعاع.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، الإثنين، أن موسكو "منفتحة" على إمكانية إجراء مفاوضات مع كييف، وندد مجدداً برفض فولوديمير زيلينسكي الحوار.