استفاق المهاجم الدولي الفرنسي كريم بنزيما من الحلم الجميل بالعودة أخيراً للمشاركة مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم، ليجد نفسه وسط كابوس الإصابة التي أجبرته على الخروج من قائمة الديوك في مونديال قطر 2022 الذي ينطلق اليوم الأحد 20 نوفمبر (تشرين الثاني) ويستمر حتى 18 نوفمبر (كانون الأول).
وبعد أسابيع من الجدل الدائر حول الجاهزية البدنية لهداف ريال مدريد الإسباني، ثم انضمامه بالفعل إلى بعثة فرنسا التي وصلت إلى الدوحة استعداداً لبدء حملة الدفاع عن الكأس الذهبية الأغلى في كرة القدم، أعلنت الحسابات الرسمية للمنتخب الفرنسي، قبل ساعات، أن بنزيما تعرض لإصابة في عضلات الفخذ اليسرى خلال التدريبات، أمس السبت، الأمر الذي يحتاج لفترة علاج ونقاهة تمتد لنحو ثلاثة أسابيع.
وكشفت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن اللاعب البالغ 34 سنة اضطر للخروج مبكراً من مران المنتخب الفرنسي بسبب تعرضه لإصابة عضلية جديدة غير التي كان يعانيها في الفترة الأخيرة، وغيبته عن مباريات فريقه في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا.
وعلق كريم بنزيما، الفائز بجائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم هذا العام، على الإعلان الرسمي عن خروجه من قائمة فرنسا للمونديال، حيث كتب عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي،
"في حياتي لم أستسلم أبداً ولكن الليلة كان يجب أن أفكر في المنتخب كما أفعل دائماً، لذلك كان علي أن أترك مكاني لشخص يمكنه مساعدة منتخب بلادنا في تقديم كأس عالم رائعة، شكراً لكم على جميع رسائل الدعم".
وكان بنزيما تعرض لحملة انتقادات واسعة بسبب غيابه عن مباريات فريقه الأخيرة بينما كان النادي الملكي يعاني أزمة تهديفية حادة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وشارك بنزيما في 12 مباراة خلال الموسم الحالي بينها سبعة فقط في الدوري الإسباني، وكانت آخر مشاركة أساسية له مع "لوس بلانكوس" ضد إلتشي يوم 19 أكتوبر (تشرين الأول).
واتهم الهداف الفرنسي بالتهرب من مباريات ريال مدريد خوفاً من الإصابة كي يتمكن من حمل قميص المنتخب الفرنسي في مونديال قطر دون أي مخاطرة قد تحول دون مشاركته بعد غيابه عن قائمة الديوك المتوجة بكأس العالم 2018 في روسيا.
ودافع بنزيما عن نفسه في مقابلة مع برنامج "تيليفوت" الفرنسي، حيث قال "أنا بخير، كان لدي القليل من الأوجاع والآلام، وهو أمر طبيعي مع عدد المباريات التي خضناها، لقد اعتنيت بنفسي، وسأكون لائقاً وموجوداً مع المنتخب الوطني، لذلك لا توجد مشكلة".
وأضاف، "نحب أن نلعب كرة القدم، لكن المشكلة هي أننا لسنا آلات، يجب أن تكون جاهزاً دائماً بنسبة 100 في المئة وأن تلعب كل ثلاثة أيام، في مرحلة ما تحدث الإصابات وهذا طبيعي".
غياب بنزيما عن مونديال قطر لن يكون نهاية المطاف في سلسلة البحث عن حقيقة إصابته، بل ربما يقود إلى السؤال، هل هذه شهادة براءته من تهمة التهرب من ريال مدريد لأجل فرنسا، أم هي لعنة ريال مدريد تطارده بما خاف منه فحدث له بالفعل؟
ويمكن النظر عن قرب إلى تفاصيل الإصابتين السابقة والحالية لمعرفة هل الإصابة الجديدة التي أنهت حلم بنزيما في المونديال هي نفسها التي عاناها مع ريال مدريد أم لا؟
وكان ريال مدريد أعلن في سبتمبر (أيلول) الماضي أن المهاجم الفرنسي يعاني إصابة عضلية بالساق اليمنى وحملاً زائداً في عضلات الفخذ، ولديه بعض الألم في الغضروف بالساق نفسها، مما سيجبره على الغياب عن المباريات ضد ريال مايوركا ولايبزيغ الألماني وأتلتيكو مدريد، وكذلك مباريات المنتخب الفرنسي، لكن بعد عودة النجم الجزائري الأصل إلى مباريات فريقه، سرعان ما عانى مشكلات عضلية أخرى لم يتم الكشف عن تفاصيلها وغاب عن ست مباريات متتالية.
وبدا أن بنزيما وصل إلى أفضل لياقة ممكنة بعد فترة راحته الطويلة استعداداً لكأس العالم لكنه تعرض خلال مران فرنسا، السبت، إلى إصابة عضلية في الساق اليسرى ليفقد حلم المونديال الثاني على التوالي.
وابتعد بنزيما عن المنتخب الفرنسي منذ 2015 إثر تورطه في فضيحة أخلاقية، بعد أن تورط في ابتزاز زميله السابق ماتيو فالبوينا، لكن بعد سنوات من الغياب وإثر تألقه اللافت الذي جعله اللاعب الأفضل في العالم، قرر المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشامب إعادته لقائمة فرنسا في مايو (أيار) 2021، ومنذ ذلك الحين بات عنصراً أساسياً في تشكيلة الزرق.
وتفتقد فرنسا بالفعل خدمات ثنائي الوسط المؤثر بول بوغبا ونغولو كانتي بسبب الإصابة.
وستبدأ مشوارها أمام أستراليا ضمن المجموعة الرابعة التي تضم أيضاً تونس والدنمارك.