Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تونس تخطط لتشييد مطار جديد عام 2025

محللون يجمعون على أن "قرطاج" لم يعد مواكباً للتطورات الاقتصادية والقدرة المالية أبرز العوائق

الكلفة المبدئية للمطار الجديد أكثر من 850 مليون دولار (أ ف ب)

ملخص

تنتشر في تونس تسعة مطارات موزعة على كامل أرجاء البلاد وهي مطارات قرطاج في العاصمة (جنوب شرقي) وصفاقس (وسط البلاد) والمنستير (وسط شرقي) وقفصة (جنوب غربي) والنفيضة (الساحل) وتوزر (جنوب غربي) وطبرقة (شمال غربي) وقابس (جنوب شرقي)، لكنها غير مستغلة على الوجه الأمثل وتواجه صعوبات في الحوكمة والاستغلال وضعف طاقة الاستيعاب

تخطط تونس لتشييد مطار دولي جديد موازٍ للعاصمة في إطار خطة الدولة لتطوير قطاع الموانئ الجوية وتحسين خدمات المسافرين.

ويأتي مخطط تونس الجديد استجابة للمتطلبات الاقتصادية والاستثمارية التي صارت تستدعي إنجاز بنى تحتية ومن ضمنها مطارات حديثة تتوافق مع الحقبة الجديدة التي تشهدها البلاد.

وكشفت وثيقة الميزان الاقتصادي (خريطة التنمية للبلاد) لعام 2025 ضمن "محور النقل واللوجستيك" عن أن تونس ستبدأ العام المقبل التمهيد لتنفيذ المشاريع المخططة، بهدف تحقيق نقلة نوعية في قطاع النقل ومن ضمنها انطلاق دراسات إنجاز المطار الجديد بتونس، في إطار التعاون التونسي- الصيني.

وبات من الواضح التقارب الكبير ما بين تونس والصين خلال الفترة الأخيرة، لا سيما إثر الزيارة التي قام بها الرئيس قيس سعيد إلى الصين والتي أسفرت عن توقيع عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم بين البلدين.

وأوضحت الوثيقة أن المشاريع المخططة في قطاع النقل طُرحت أثناء عقد المجلس الوزاري المصغر في الـ26 من فبراير (شباط) الماضي الذي ناقش حزمة من المشاريع المهمة والكبيرة في قطاع النقل في البلاد ومن ضمنها بدء أعمال توسعة "مطار تونس- قرطاج الدولي".

حاجة ملحة

وباتت حاجة تونس إلى مطار جديد أمراً ملحاً مع التحولات الاقتصادية خلال العقود الأخيرة التي تعزز جاذبية السياحة والاستثمار في البلاد، وسط التوسع العمراني والسكاني في العاصمة، مما يجعل موقع "مطار تونس- قرطاج الدولي" مقلقاً وغير مطابق للمواصفات العالمية.

وخلال الأعوام الأخيرة، أجمع كثير من المتخصصين على أنه حان الوقت لبناء مطار جديد لتونس، خصوصاً أن مطار "قرطاج" الدولي لم تعُد لديه القدرة على استيعاب أعداد المسافرين التي تزيد يوماً بعد يوم ومن عام إلى آخر، في ظل سعي تونس إلى استقطاب مزيد من المسافرين، تزامناً مع استعدادها لتوقيع اتفاق "السماوات المفتوحة" مع الاتحاد الأوروبي، مما سيرفع حدة المنافسة بين شركات الطيران ويزيد من دون شك عدد المسافرين المتجهين إليها.

وتنتشر في تونس تسعة مطارات موزعة على كامل أرجاء البلاد وهي مطارات قرطاج في العاصمة (جنوب شرقي) وصفاقس (وسط البلاد) والمنستير (وسط شرقي) وقفصة (جنوب غربي) والنفيضة (الساحل) وتوزر (جنوب غربي) وطبرقة (شمال غربي) وقابس (جنوب شرقي)، لكنها غير مستغلة على الوجه الأمثل وتواجه صعوبات في الحوكمة والاستغلال وضعف طاقة الاستيعاب.

وشُيّد المطار الأشهر في تونس "قرطاج" عام 1944 بتمويل من فرنسا بالكامل، وعام 1948 أصبح المطار المحور الرئيس للخطوط التونسية التي بدأت عملياتها.

وعام 1997، تم توسيع مبنى المطار إلى أكثر من 57 ألف متر مربع، يتكون من طابقين (المغادرة والوصول) ويتسع لأكثر من خمسة ملايين مسافر سنوياً.

جدوى اقتصادية ولكن...

ويعرب المتخصص في التنمية المحلية حاتم المليكي عن اعتقاده بأن هناك جدوى اقتصادية مهمة لتونس من تشييد مطار جديد، مشترطاً أن تكون لهذا المطار معايير وشروط محددة ضمن مقاربة شاملة.

وأوضح لـ"اندبندنت عربية" أنه لتحقيق الجدوى الاقتصادية للمطار الجديد فيجب أن يكون موقعه ملاصقاً لمنطقة لوجستية وخدماتية وصناعية بغية تنشيط الحركة التجارية والتصديرية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف أنه يتعين عند بناء المطار الجديد الوضع في الاعتبار تحسين الخدمات للمسافرين وسط تردي الخدمات والمرافق في "مطار تونس- قرطاج"، مشدداً على أن الجدوى الاقتصادية المطلوبة يجب أن ترتبط بإصلاحين مهمين، الأول تحديث الخدمات والمرافق، أما الثاني فهو تحويل المطار إلى قطب خدماتي قريب من مناطق صناعية.

وتابع المليكي أن جل الدول العربية والمغاربية شيدت مطارات جديدة خلال الأعوام الأخيرة باستثناء تونس، مشيراً إلى أهمية تدشين مطار جديد قادر على الربط ما بين آسيا وأفريقيا، لافتاً إلى أن السعة المطلوبة يجب أن تصل إلى نحو 20 مليون مسافر سنوياً لتعزيز وجهتها السياحية والاستثمارية.

الفكرة انطلقت منذ عام 2017

وقبل أن تعيد الحكومة الحالية طرح ملف إنجاز مطار جديد للبلاد بحسب ما أفصحت عنه وثيقة الميزان الاقتصادي للسنة المقبلة، فإن فكرة تشييد مطار جديد لتونس لم تكُن حديثة العهد في الواقع، إذ انطلقت منذ عام 2017 عندما أعلن وزير النقل آنذاك أنيس غديرة عزم الحكومة بناء مطار جديد وبمواصفات عالمية.

وفي ذلك الوقت أكد أن الحكومة التونسية تحرص على بناء مطار جديد في محافظة بنزرت (أقصى الشمال) قرب العاصمة على أن تصل كلفة إنجازه إلى 850 مليون دولار، ولفت إلى أن وزارته كانت بدأت في تلك الفترة بإعداد الدراسات المعمقة والفنية لتحديد الموعد النهائي لإنجاز مطار جديد سيعوّض "مطار تونس- قرطاج الدولي" وينتظر بحسب التقديرات دخوله حيز الاستغلال في غضون سبعة أو 10 أعوام.

وأضاف غديرة في تصريح إعلامي آنذاك أن وزارته أنجزت دراسة أولية بكلفة مليوني دينار (666 ألف دولار) حددت الحاجات الحقيقية لمجال النقل الجوي في أفق عام 2040.

 وذكر أن الوزارة أعدت دراسات حول المواقع الممكن استغلالها في منطقة تونس الكبرى لإنجاز مشروع المطار الجديد الذي من المنتظر ألا يبعد أكثر من 30 كيلومتراً من وسط العاصمة.

ويأتي قرار إنشاء المطار الجديد في وقت تستعد تونس لإجراء إصلاحات لتوسيع "مطار تونس- قرطاج" بكلفة تبلغ نحو 70 مليون دولار، إذ أشار وزير النقل في هذا الصدد إلى أن المشروع الجديد لن يتم بموجبه التخلي مبدئياً عن "مطار تونس- قرطاج الدولي".

إشكال التمويل

وعلى رغم المشروع الطموح لمواكبة المرحلة الجديدة للبلاد، فإن التمويل يظل الأزمة الرئيسة التي تقف عائقاً في تنفيذه، وسط التحديات التي تعرفها المالية العامة في البلاد وصعوبة الخروج إلى الأسواق المالية بعد تعقد العلاقة مع صندوق النقد الدولي خلال العام الحالي.

ومن غير المستبعد أن يُسند بناء المطار الجديد إلى مستثمرين أجانب، على أن تمنحهم الدولة حقوق استغلال على غرار ما حدث مع مطار "النفيضة" في الساحل، إذ أسند تشييده إلى الشركة التركية "تاف" التي أشرفت على بنائه مقابل حقوق استغلاله.

توسعة |مطار- تونس قرطاج"

في غضون ذلك، وبالتوازي مع عزم السلطات التونسية إنجاز مطار جديد، أعلن وزير النقل الحالي رشيد عامري خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، في البرلمان لمناسبة مناقشة موازنة وزارة النقل لعام 2025، أن الدراسات اللازمة لتوسعة "مطار تونس- قرطاج الدولي" قيد الإنجاز، مشيراً إلى أهمية المشروع الذي سيعزز مكانة المطار كمحطة جوية رئيسة في تونس، موضحاً أن مشروع التوسعة يشمل إنشاء محطة جوية جديدة إلى جانب المحطة الحالية، بمساحة مغطاة تبلغ 80 ألف متر مربع، وبطاقة استيعاب تصل إلى 8 ملايين مسافر سنوياً، مما سيرفع الطاقة الإجمالية للمطار إلى 13 مليون مسافر سنوياً.

وفي سياق متصل، أوضح أن الوزارة تعمل على برنامج شامل لتهيئة المطارات الداخلية بهدف تعزيز البنية التحتية للطيران المدني وتلبية حاجات المواطنين وتنشيط السياحة الداخلية، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني.

اقرأ المزيد