أعربت الولايات المتحدة، الجمعة التاسع من ديسمبر (كانون الأول)، عن قلقها من تشكل "شراكة دفاعية كاملة" بين موسكو وطهران وصفتها بأنها تلحق "ضرراً" بأوكرانيا وجيران إيران والعالم، فيما نفت روسيا حاجتها إلى دعم عسكري.
وتتهم القوى الغربية إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيرة تستعملها في حربها ضد أوكرانيا حيث تقصف البنية التحتية للطاقة لتحقيق أفضلية في النزاع الدامي.
وسبق أن نددت واشنطن بالتعاون العسكري بين إيران وروسيا، لكنها تحدثت الجمعة عن علاقة واسعة النطاق تشمل معدات مثل الطائرات المسيرة والمروحيات والمقاتلات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي للصحافيين، إن "روسيا تسعى إلى التعاون مع إيران في مجالات مثل تطوير الأسلحة والتدريب".
وأضاف أن موسكو "تقدم لإيران مستوى غير مسبوق من الدعم العسكري والتقني"، الأمر الذي "يحول علاقتهما إلى شراكة دفاعية كاملة".
وتابع "اطلعنا أيضاً على تقارير تفيد بأن موسكو وطهران تدرسان إنشاء خط إنتاج مشترك للطائرات المسيرة القاتلة في روسيا. نحض إيران على عكس المسار وعدم اتخاذ هذه الخطوات".
عقوبات مرتقبة
وأوضح كيربي أن الولايات المتحدة ستفرض عقوبات على "ثلاثة كيانات مركزها روسيا" تنشط خصوصاً في "حيازة الطائرات المسيرة الإيرانية واستخدامها".
كما تدرس الولايات المتحدة "إجراءات أخرى للرقابة على الصادرات" يفترض أن "تقيد وصول إيران إلى تقنيات حساسة"، وفق المسؤول.
وأقرت طهران الشهر الماضي بإرسال طائرات مسيرة إلى روسيا، لكنها شددت على أنها زودتها بها قبل بدء هجومها على أوكرانيا.
كما قال كيربي إن الولايات المتحدة قلقة من أن روسيا "تعتزم تزويد إيران معدات عسكرية متطورة" بينها مروحيات وأنظمة دفاع جوي.
وأشار إلى تقارير عن تدريب طيارين إيرانيين على قيادة مقاتلات متطورة من طراز "سوخوي سو-35" في روسيا، وقد تحصل طهران على هذا الطراز من الطائرات في غضون العام المقبل، وهو ما "سيعزز بشكل كبير القوات الجوية الإيرانية مقارنة بجيرانها".
وقال إن الولايات المتحدة تعتقد أيضاً أن إيران تدرس بيع "مئات الصواريخ الباليستية" لروسيا.
نفي روسي
وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي انتقد بدوره الجمعة "الصفقات القذرة" بين موسكو وطهران، قائلاً في بيان إن إيران أرسلت طائرات مسيرة إلى روسيا مقابل "دعم عسكري وتقني" من موسكو.
وأضاف أن ذلك "سيزيد الأخطار على شركائنا في الشرق الأوسط والأمن الدولي"، متعهداً أن "تواصل المملكة المتحدة فضح هذا التحالف اليائس ومحاسبة البلدين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما أصدرت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد بياناً قالت فيه إن "روسيا تنفي (وجود) هذه الخطط، لكنها أنكرت أيضاً أنها ستغزو أوكرانيا، لذلك لا نصدقها".
وفي اجتماع لمجلس الأمن الدولي بعد ظهر الجمعة حول مسألة توريد الأسلحة لطرفي الحرب في أوكرانيا، نفت روسيا مرة أخرى تلقي أسلحة من طهران، من دون الإشارة إلى الاتهامات الأميركية بدعمها لإيران.
وقال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن "المجمع الصناعي العسكري الروسي يعمل بشكل جيد للغاية ولا يحتاج إلى دعم من أحد"، مشيراً إلى أنه "دحض في مناسبات عدة" هذه الاتهامات. واعتبر أن "الصناعة العسكرية الأوكرانية غير موجودة"، مستنكراً "الحرب بالوكالة" التي تشنها الولايات المتحدة وحلفاؤها بتسليم الأسلحة إلى كييف مخاطرة بأن ينتهي الأمر بتلك المعدات في أيدي "إرهابيين".
وأضاف السفير الذي دعا إلى الاجتماع لبحث هذه النقطة، "الوضع يخرج عن نطاق السيطرة لدرجة أن الأسلحة الموجهة إلى كييف تظهر الآن في السوق السوداء ليس فقط في أوروبا ولكن أيضاً في الشرق الأوسط وأفريقيا".
مساعدات جديدة
على صعيد متصل، أعلن كيربي الجمعة حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا بقيمة 275 مليون دولار لمساعدتها في تعزيز دفاعاتها الجوية خصوصاً ضد الطائرات المسيرة.
وأصدرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تفاصيل عن الحزمة، قائلة إنها تشمل معدات مضادة للطائرات المسيرة، إضافة إلى ذخيرة لأنظمة صواريخ "هيمارس" الدقيقة، و80 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 مليمتراً، ونحو 150 مولد كهرباء، ومعدات أخرى.
وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق إنه تم توفير مولدات لكييف لمساعدتها في تلبية احتياجاتها من الكهرباء في ظل ضربات روسية متكررة على البنية التحتية للطاقة.
وهذه الحزمة المكونة من معدات مصدرها المخزونات الأميركية ترفع قيمة المساعدة العسكرية التي قدمتها واشنطن لأوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير (شباط) إلى أكثر من 19.3 مليار دولار.