تحولت أنظار المغاربة فجأة من الإنجاز الذي حققه منتخبهم لكرة القدم في كأس العالم المقامة حالياً في قطر، بعد التأهل إلى الدور نصف النهائي واللعب ضد المنتخب الفرنسي في سابقة عربية وأفريقية، إلى الفيلم المغربي "انهض يا مغرب" (Wake Up Morocco) الذي يعود إلى عام 2006 للمخرجة نرجس النجار.
وكان مرد اهتمام عديد من المغاربة ووسائل الإعلام بهذا الفيلم كونه توقّع بشكل أو بآخر بما يحققه المنتخب المغربي في المونديال الحالي من انتصارات أوصلته إلى نصف النهائي بعدما هزم منتخبات كروية عتيدة.
"أقدار طريفة"
ويبدو أن فيلم "انهض يا مغرب" توقّع قبل 16 عاماً مضت بمنجزات المنتخب المغربي لكرة القدم، حيث تلخصت القصة في حلم بطل الفيلم الذي أدى دوره الممثل الراحل حسن الصقلي بأن المغرب ينظم كأس العالم وأن منتخب "الأسود" سيصل إلى "النهائي الحلم".
ولكن يبقى اللافت الأكبر في هذه "النبوءة السينمائية" لكرة القدم أن أحد الممثلين الذين ظهروا في فيلم "انهض يا مغرب"، لم يكن سوى وليد الركراكي مدرب المنتخب المغربي الحالي في المونديال، وإلى جانبه ظهر لاعبون دوليون سابقون.
وكان لافتاً أيضاً أن المعلق الرياضي عبدالصمد ولد شهيبة الذي ظهر في الفيلم معلقاً على مباريات المنتخب، هو نفسه الذي يعلق على مباريات المنتخب المغربي حالياً في قطر لفائدة قناة الرياضية الحكومية.
ولعل أكثر ما أدهش المغاربة أن الركراكي الذي ظهر ضمن تشكيلة المنتخب في الفيلم السينمائي هو نفسه الذي يواصل الحلم في مونديال 2022، بعد أن خلق مفاجآت مدوية وبلغ نصف النهائي آملاً أن يبلغ نهائي الكأس العالمية أيضاً.
ملخص الفيلم
تدور قصة الفيلم الذي أخرجته نرجس النجار ومن بطولة الراحل حسن الصقلي، وسهام أسيف، وفاطمة هراندي، ومراد الزاوي، حول لاعب كرة قدم سابق يعيش في جزيرة صغيرة يتنفس فيها الأطفال والشباب كرة القدم ويحلمون بتنظيم المونديال في بلدهم، الأمر الذي تحقق في نهاية الفيلم.
ووفق السيناريو، فإن قارئة الطالع الذي قامت بدورها الفنانة فاطمة هراندي كانت تتوقّع بالأحداث المستقبلية لأبناء قريتها الذين كانت حياتهم تختزل في لعب كرة القدم والتفرج عليها، ومن بينهم "جاد" الذي كان يحلم بأن يصبح لاعباً مشهوراً يلعب في كأس العالم لعام 2010 على أرض المغرب، ولعب المباراة النهائية أمام منتخب جنوب أفريقيا.
وبعد مرور 16 عاماً، انتبه عديد إلى قصة هذا الفيلم بعد أن حقق المنتخب المغربي شيئاً من هذا الحلم، إذ بات يفصله عن النهائي المباراة التي يواجه فيها المنتخب الفرنسي، الأربعاء 14 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
الكابتن ماجد
وتلقى الفيلم المذكور عند عرضه انتقادات شديدة ليس بخصوص مستواه الفني أو أداء الممثلين وإنما بخصوص "حلم" تتويج المغرب بكأس العالم لكرة القدم، إذ اعتبره كثير من النقاد فيلماً طوباوياً لا يقوم على منطق الواقع ويروج للخيال و"قراءة الطالع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وهاجم النقاد "انهض يا مغرب" خصوصاً عند عرضه في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش الدولي سنة 2006، حيث وصف بعضهم أحداث الفيلم بمشاهد المسلسل الكرتوني الشهير "الكابتن ماجد" الذي عرف بتمريراته وأهدافه الخيالية، الذي لا يخسر في مبارياته أبداً.
واعتبر بعض النقاد حينها أن الفيلم أفرط في "المثالية الكروية" و"الأحلام" التي لا يمكن تحقيقها، من قبيل بلوغ نهائي كأس العالم والتتويج بها، حتى إن أحد النقاد المغاربة كتب يومها ما يلي "الفيلم رسم ملامح فريق مغربي في كرة القدم لا يستعصي عليه لا الفريق الألماني ولا الفرنسي ولا حتى سحرة كرة القدم البرازيليين، وقدم طوال نصف ساعة أو أكثر لقطات الإصابات الخيالية والانتصارات الوهمية، الأمر الذي جعلنا نعتقد أننا نشاهد النسخة المغربية من الكابتن ماجد".
دور الحلم
بعد مرور نحو 16 عاماً تحولت لقطات ومشاهد "الكابتن ماجد" المغربي إلى حقيقة على الأرض في مونديال 2022، بعد أن استطاع المنتخب هزم منتخبات من العيار الثقيل مثل بلجيكا وإسبانيا والبرتغال وكبر الحلم ببلوغ "نهائي المونديال".
وانتشت المخرجة نرجس النجار بهذه "النبوءة" التي تحقق جلها في النسخة الحالية من كأس العالم، وقالت في منشور لها على "فيسبوك": "قالوا إن الفيلم مضلل وغير موثوق، وأن المغرب في النهائيات هو يوتوبيا خالصة، لذا أخاطب اليوم الشباب المغربي: لا تتخلى أبداً عن أحلامك".
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليق على الموضوع، فكتبت الشاعرة المغربية سكنية حبيب الله "هي رجة نحتاجها لنؤمن بدور الفن، ودور الحلم ودور الخيال، ولا بد أن وليد (الركراكي مدرب المنتخب المغربي) آمن بدوره في ذلك الفيلم، وإن بشكل غير واع، لدرجة أنه صار حقيقة".
من جهتها كتبت الإعلامية المغربية شامة درشول على "فيسبوك" معلقة على "النبوءة السينمائية" في شأن مباريات كرة القدم المغربية في المونديال: "يقال في عالم الغيبيات إنه لا وجود للصدفة، وإن كل شيء يحدث لسبب وبمقدار".