Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.
اقرأ الآن

الصين تتعهد "القتال حتى النهاية" ضد الرسوم الأميركية

الاتحاد الأوروبي يتواصل مع بكين ويدعو لتجنب التصعيد في شأن تعريفات ترمب

اتهمت الصين اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بممارسة "الضغط والتهديد والابتزاز"  (أ ف ب)

ملخص

يواجه الاتحاد المكون من 27 دولة صعوبات في ظل الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على السيارات والمعادن، كما يواجه فرض رسوم جمركية 20 في المئة على منتجات أخرى الأربعاء.

اتهمت الصين اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بممارسة "الضغط والتهديد والابتزاز" بعد أن فرض ترمب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة (أ ف ب)

تعهدت الصين عدم الرضوخ "لابتزاز" الولايات المتحدة في وقت انعدمت فيه، اليوم الثلاثاء، مؤشرات إلى انحسار حرب تجارية عالمية أشعلتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب حتى مع استقرار أسواق الأسهم المضطربة.
جاء هذا، بعدما هدد ترمب بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات إلى الولايات المتحدة من ثاني أكبر اقتصاد في العالم إلى أكثر من 100 في المئة، غداً الأربعاء، رداً على قرار بكين فرض رسوم "مضادة" لأخرى أعلن عنها ترمب الأسبوع الماضي.
وقالت وزارة التجارة الصينية، إن "تهديد الجانب الأميركي بتصعيد الرسوم الجمركية ضد الصين هو خطأ فوق خطأ، ويكشف مرة أخرى عن طبيعة ابتزاز الجانب الأميركي".
وأضافت، "إذا أصرت الولايات المتحدة على مسارها، فإن الصين ستقاتل حتى النهاية".
واستعادت أسواق الأسهم توازنها بعض الشيء بعد مرور أيام قليلة كانت وطأتها شديدة على المستثمرين، مما دفع بعض قادة الأعمال ومنهم مقربون إلى ترمب، إلى حث الرئيس على التراجع عن قراراته.
وصعدت أسهم الشركات الصينية الكبرى واحداً في المئة لتعوض بعض الخسائر التي تجاوزت سبعة في المئة في تعاملات أمس الإثنين.

وزاد مؤشر "هونغ كونغ" نحو اثنين في المئة بعدما عانى أسوأ يوم منذ عام 1997، نتيجة لما وصفه زعيم المركز التجاري بالتعريفات الجمركية "القاسية".

وذكر موقع "بوليتيكو" أن وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت اجتمع مع ترمب في فلوريدا، أول من أمس الأحد، لحثه على التركيز على إبرام اتفاقات تجارية مع الشركاء من أجل طمأنة الأسواق بوجود هدف نهائي للاستراتيجية الأميركية.
وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية، إن العشرات من الدول تواصلت مع الولايات المتحدة على أمل تجنب فرض الرسوم الجمركية المقرر أن تدخل حيز التنفيذ غداً الأربعاء.

الاتحاد الأوروبي يتواصل مع الصين

في الأثناء، دعت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اتصال مع رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ إلى تجنب "التصعيد" في شأن الرسوم الجمركية الأميركية ورد بكين عليها، بحسب ما أفاد التكتل القاري، اليوم الثلاثاء.
وقال الاتحاد في بيان، إن فون دير لاين دعت خلال الاتصال "إلى حل للوضع الراهن عبر التفاوض".

وأكدت الحاجة إلى تجنب تصعيد جديد في الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي، مشيرة
إلى مسؤولية أوروبا والصين في دعم نظام تجاري حر وعادل ويستند إلى شروط تنافسية متساوية في مواجهة "الاضطرابات العالمية" الناجمة عن الإعلانات الأميركية.
وأعرب الاتحاد الأوروبي أيضاً عن قلقه من تدفق البضائع الصينية إلى أراضيه في محاولة للالتفاف على الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب.
وفي هذا الصدد، أكدت فون دير لاين "الدور الأساسي للصين في منع هذا التحول المحتمل، لا سيما في القطاعات المتضررة من الفائض الإنتاجي العالمي".

الدولار يتراجع

واستقر الملاذان الآمنان، الين والفرنك السويسري، قرب أعلى مستوياتهما في ستة أشهر اليوم الثلاثاء، بينما تكبد الدولار خسائر كبيرة مع تفاقم مخاوف الركود في الأسواق المالية عقب الرسوم الجمركية الأميركية الشاملة.
وتشهد أسواق العملات استقراراً هشاً في التعاملات الآسيوية بعد تقلبات خلال الـ24 ساعة الماضية، إذ عوض الدولار بعض خسائره الفادحة مقابل عملات الملاذ الآمن بينما كان المتداولون يقيمون التطورات.
وفي أسواق العملات أقبل المستثمرون على الين والفرنك السويسري خلال الأسبوع الماضي بحثاً عن ملاذ آمن من اضطرابات السوق.
وسجل الين ارتفاعاً طفيفاً عند 147.325 مقابل الدولار، ليقترب من أعلى مستوى في ستة أشهر عند 144.82 للدولار، والذي لامسه الجمعة الماضي.

 وبلغ الفرنك السويسري في أحدث التداولات 0.85665 مقابل الدولار، مقترباً أيضاً من أعلى مستوى له في ستة أشهر الذي لامسه في الجلسة الماضية.
وارتفع اليورو 0.58 في المئة إلى 1.0967 دولار، قرب أعلى مستوى له في ستة أشهر الذي سجله الأسبوع الماضي، وصعد الجنيه الاسترليني 0.4 في المئة إلى 1.2776 دولار وابتعد عن أدنى مستوى له في شهر الذي سجله في الجلسة الماضية.
وقال رئيس قطاع الاستثمار في "لونسيك إنفستمنت سولوشنز" ناثان ليم إن "التقلبات الحالية ناتجة تماماً عن خيارات إدارة ترمب السياسية، مما يعني أنه في حال تغييرها، فمن المرجح أن ينعكس التأثير في الأسواق المالية أيضاً".
ويراهن المستثمرون على أن تزايد خطر التباطؤ الاقتصادي قد يؤدي إلى خفض أسعار الفائدة الأميركية في مايو (أيار) المقبل، وسيتراجع الدولار في ظل مواصلة التيسير النقدي خلال العام الحالي.

واتهمت الصين اليوم الثلاثاء الولايات المتحدة بممارسة "الضغط والتهديد والابتزاز" بعد أن فرض الرئيس دونالد ترمب رسوماً جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة على ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في مؤتمر صحافي دوري "لا رابح في حرب تجارية أو جمركية، ولا فائدة من الحمائية. الصينيون لا يُثيرون المشكلات لكنهم لا يخشونها. الضغط والتهديد والابتزاز ليس الطريقة الصحيحة للتعامل مع الصين".

وأضاف، "إذا كانت الولايات المتحدة تريد حقا إجراء محادثات، يجب أن تتخذ سلوكا ينم عن مساواة واحترام ومنفعة متبادلة". وتابع "إذا تجاهلت الولايات المتحدة مصالح البلدين والمجتمع الدولي وأصرت على حرب التعرفات الجمركية والحرب التجارية، فإن الصين ستقاتل بالتأكيد حتى النهاية".

وأمس الإثنين أكدت الصين أنها لن ترضخ للضغوط أو التهديدات بعدما تعهد الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 50 في المئة على سلعها إذا لم تتراجع عن التدابير المضادة التي أعلنت عنها.

وقال المتحدث باسم سفارة بكين لدى الولايات المتحدة ليو بينغيو لوكالة الصحافة الفرنسية "لقد أكدنا أكثر من مرة أن الضغط على الصين أو تهديدها ليس الطريقة الصحيحة للتعامل معنا. ستحمي الصين بحزم حقوقها ومصالحها المشروعة".

وقال ترمب إنه سيفرض رسوماً جمركية إضافية 50 في المئة على الواردات من الصين الأربعاء إذا لم تسحب بكين الرسوم الجمركية البالغة 34 في المئة التي فرضتها على المنتجات الأميركية. وجاءت الرسوم الجمركية الصينية رداً على رسوم "مضادة" 34 في المئة أعلنها ترمب.

وتصاعدت حدة الحرب التجارية العالمية التي أثارتها الرسوم الجمركية الشاملة التي فرضها ترمب أمس الإثنين، إذ هدد ترمب بزيادة الرسوم على الصين وأشار الاتحاد الأوروبي إلى فرض رسوم جمركية مضادة على الولايات المتحدة.

ومُنيت الأسواق المالية العالمية بخسائر لليوم الثالث على التوالي في ظل قلق المتعاملين من أن تؤدي الحواجز التجارية الكبيرة في أكبر سوق استهلاكية في العالم إلى ركود اقتصادي. وأغلق المؤشر "ستاندرد أند بورز 500" على انخفاض بعد جلسة متقلبة لامس فيها أدنى مستوى له منذ أكثر من عام.

وقال ترمب إن الرسوم الجمركية بحد أدنى 10 في المئة على جميع الواردات الأميركية مع معدلات مستهدفة تصل إلى 50 في المئة ستساعد الولايات المتحدة على استعادة قاعدة صناعية يقول إنه خفت بريقها على مدى عقود من تحرير التجارة.

وقال لصحافيين في البيت الأبيض "إنها الفرصة الوحيدة المتاحة لبلدنا لإعادة ترتيب أوراقنا. لأنه لا يوجد رئيس آخر سيكون على استعداد لفعل ما أفعله أو حتى خوض غماره... الآن، لا أمانع في خوض غماره لأنني أرى صورة جميلة في النهاية".

وتحدث ترمب بعد ساعات من تصعيده للمواجهة مع الصين، ثاني أكبر اقتصادات العالم.

 

صفقة "صفر مقابل صفر"

أظهرت وثيقة اطلعت عليها "رويترز" أن المفوضية الأوروبية اقترحت أمس الإثنين فرض رسوم جمركية مضادة 25 في المئة على مجموعة من السلع الأميركية، ومنها فول الصويا والمكسرات والنقانق، مع استبعاد سلع أخرى محتملة مثل البوربون.

وأكد مسؤولون استعدادهم للتفاوض على صفقة "صفر مقابل صفر" مع إدارة ترمب.

وقال مفوض التجارة بالاتحاد الأوروبي ماروش شفتشوفيتش في مؤتمر صحافي "عاجلاً أم آجلاً، سنجلس على طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة ونتوصل إلى حل وسط مقبول للطرفين".

ويواجه الاتحاد المكون من 27 دولة صعوبات في ظل الرسوم الجمركية المفروضة بالفعل على السيارات والمعادن، كما يواجه فرض رسوم جمركية 20 في المئة على منتجات أخرى يوم الأربعاء. كما هدد ترمب بفرض رسوم جمركية على المشروبات الكحولية من الاتحاد الأوروبي.

وقال ترمب إن إدارته ستفتح محادثات تجارية مع اليابان، أحد أقرب حلفاء واشنطن في آسيا، ويقول مسؤولون في الإدارة إن العشرات من الدول الأخرى تواصلت معها أيضاً على أمل تجنب فرض رسوم جمركية تصل إلى 50 في المئة ومن المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الأربعاء.

اضطرابات في أسواق المال العالمية

أدت الإعلانات المتبادلة عن رسوم جمركية إلى مزيد من الاضطرابات في أسواق المال العالمية التي تشهد تراجعاً مطرداً منذ إعلان ترمب.

وشهدت "وول ستريت" تعاملات متقلبة، إذ توقف تراجع الأسهم الأميركية لفترة وجيزة بعد تقرير أفاد بأن ترمب يدرس تعليق الرسوم الجمركية 90 يوماً، ثم عاودت الانخفاض بعدما وصف البيت الأبيض هذا التقرير بأنه "كاذب".

 

وتراجعت الأسهم الآسيوية والأوروبية مع تخوف المستثمرين من أن تؤدي الرسوم التي وصفها ترمب "بالدواء" إلى ارتفاع الأسعار وضعف الطلب، وربما إلى ركود عالمي. ورفع بنك "غولدمان ساكس" احتمالات حدوث ركود في الولايات المتحدة إلى 45 في المئة.

ويقول مساعدون لترمب إنه يسعى إلى الوفاء بتعهده إلغاء إجراءات تحرير التجارة التي يعتقد أنها أضرت بالاقتصاد الأميركي على مدى عقود، لكنهم أكدوا أيضاً استعداده للتفاوض مع عشرات الدول التي تواصلت معه لإجراء محادثات.

وقال الخبير الاقتصادي في البيت الأبيض كيفن هاسيت لـ"فوكس نيوز" إن ترمب "عازم على المضي في أمر يعلم أنه سينجح، وسيواصل القيام بذلك، لكنه سيستمع أيضاً إلى شركائنا التجاريين. إذا عرضوا علينا صفقات عظيمة تعود بالنفع على الصناعة الأميركية والمزارعين الأميركيين، فأنا متأكد من أنه سيستمع إليهم".

"استئساد اقتصادي"

الرسوم الجمركية الصينية هي أقوى رد حتى الآن على إعلان ترمب الذي قوبل باستنكار من زعماء آخرين. ووصفت بكين سلوك ترمب بأنه "استئساد اقتصادي".

وبعد انهيار عصف بالأسهم في بر الصين الرئيس وهونغ كونغ أمس الإثنين تدخل صندوق الثروة السيادي الصيني لمحاولة تحقيق استقرار السوق.

وهبطت الأسهم في تايوان بنحو 10 في المئة، وهو أكبر انخفاض يومي مسجل على الإطلاق.

وأصدر قادة "وول ستريت" تحذيرات من الرسوم الجمركية الأميركية، إذ قال جيمي ديمون الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان تشيس" إنها قد تتمخض عن عواقب سلبية طويلة الأمد، بينما ذكر مدير الصناديق الاستثمارية بيل أكمان أنها قد تؤدي إلى "شتاء اقتصادي نووي".

وأكمان واحد من عدد قليل من مؤيدي ترمب الذين شككوا في هذه الاستراتيجية. ودعا الملياردير إيلون ماسك الذي يقود جهود ترمب لخفض الإنفاق الحكومي إلى إلغاء الرسوم الجمركية بين الولايات المتحدة وأوروبا مطلع الأسبوع.

وزير الاقتصاد الياباني لقيادة محادثات التجارة مع أميركا

من جانبه قال المتحدث باسم الحكومة اليابانية اليوم الثلاثاء إن وزير الاقتصاد ريوسي أكازاوا تم تعيينه مفاوضاً تجارياً مع الولايات المتحدة.

وأشار كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني يوشيماسا هاياشي في مؤتمر صحافي إلى أن المناقشات الثنائية في شأن تحركات سعر الصرف ستستمر تحت إشراف وزير المالية الياباني ووزير الخزانة الأميركي.

وقال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إنه يدرس زيارة الولايات المتحدة مرة أخرى لإجراء محادثات مع الرئيس الأميركي "في التوقيت الأكثر ملاءمة" مع التركيز على تحقيق تقدم في المحادثات على المستوى الوزاري.

يأتي هذا التعيين بعد أن اتفق إيشيبا وترمب على بدء مناقشات ثنائية في شأن الرسوم الجمركية في اجتماع هاتفي أمس الإثنين.

وقال وزير الخزانة سكوت بيسنت على وسائل التواصل الاجتماعي إن ترمب عينه والممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير للإشراف على المفاوضات التجارية مع اليابان.

وزاد اختيار بيسنت لقيادة لمحادثات التجارة الأميركية مع اليابان من التكهنات بين بعض المستثمرين بأن واشنطن قد تضغط على طوكيو للمساعدة في إضعاف الدولار مقابل الين، في إطار صفقة لخفض الرسوم الجمركية الأميركية على اليابان.

ويقول بعض المحللين إن هبوط الدولار قد يعزز الصادرات الأميركية في حين أن ارتفاع الين قد يساعد في تخفيف كلف الاستيراد المرتفعة التي أضرت بالمستهلكين اليابانيين.

وكتب كبير خبراء الاقتصاد في السوق لدى "ميزوهو" للأوراق المالية ياسوناري أوينو في مذكرة بحثية "الضغوط من جانب ترمب إلى جانب نية الحكومة اليابانية دعم الين مقابل الدولار قد يكون لها تأثير على احتمالات رفع أسعار الفائدة من جانب بنك اليابان".

ورفع بنك اليابان أسعار الفائدة إلى 0.5 في المئة في يناير (كانون الثاني) الماضي، وأشار مسؤولوه إلى استعدادهم لرفعها مرة أخرى إذا أحرزت اليابان تقدماً نحو بلوغ التضخم للمستوى المستهدف عند اثنين في المئة بصورة دائمة، أو إذا تحقق خطر ارتفاع التضخم بصورة مفرطة.

المزيد من الأخبار