Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مضاد للفيروس لا يقلل من الاستشفاء أو الوفيات بسبب كورونا بين الملقحين

ولكن استخدام دواء "مولنوبيرافير" يسرع في شفاء المرضى وفق دراسة جديدة

المشاركون في الدراسة الذين أخذوا "مولنوبيرافير" ذكروا أنهم يشعرون بتحسن أكبر مقارنة مع من تلقوا العلاجات المعتادة (رويترز)

أشارت دراسة جديدة إلى أن عقار "مولنوبيرافير"Molnupiravir  المضاد للفيروسات لا يخفض معدل الدخول إلى المستشفيات بسبب كورونا أو أعداد الوفيات بين الأشخاص الملقحين المعرضين إلى خطر كبير.

ولكن العلاج أسهم في تسريع فترة التعافي بواقع أربعة أيام وتقليل الحمل الفيروسي لدى المصابين.

ووفق الدراسة أفاد المصابون الذين أخذوا دواء "مولنوبيرافير" بأنهم شعروا بتحسن في صحتهم مقارنة مع المصابين الذين تلقوا الرعاية الطبية المعتادة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويشير الباحثون إلى أنه على رغم أن الدواء يقدم بعض الفوائد في ما يتصل بخفض حدة الأعراض، غير أن كلفته تحول دون كونه الخيار الأفضل لعامة السكان، وفق نتائج الدراسة.

ولكنهم أضافوا أنه قد يكون مفيداً في الحد من العبء على الأنظمة الصحية في المملكة المتحدة.

وفي الحقيقة يعتبر هذا الدواء أحد أغلى مضادات الفيروسات المستخدمة في علاج كورونا، إذ تبلغ كلفة مدة العلاج لسبعة أيام نحو 700 دولار أميركي، أي ما يعادل 577 جنيهاً استرلينياً.

وكان "مولنوبيرافير" (الاسم التجاري "لاغيفريو" Lagevrio) العلاج الأول الذي خضع للدراسة من طريق التجربة التكيفية للبرنامج الأساس لمضادات الفيروسات الجديدة التي تستهدف العلاج الباكر لكورونا في المجتمع ("بانوراميك" Panoramic).

أعد العلماء الدراسة من أجل تحديد مجموعات الأشخاص الأكثر عرضة إلى الخطر، والذين يستفيدون على الأرجح من العلاجات الجديدة المضادة للفيروسات.

وقال كريس بتلر، البروفيسور في الرعاية الأولية في "قسم نافيلد لعلوم الرعاية الصحية الأولية" [في جامعة أكسفورد] والباحث الرئيس المشارك في تجربة "بانوراميك"، إن إيجاد علاجات باكرة لكورونا في المجتمعات المحلية وتكون فاعلة وآمنة وقابلة للتطوير، تمثل الغاية الرئيسة التالية في بحثنا استجابة للجائحة المستمرة في أنحاء العالم.

"في المجتمعات يحظى العلاج بنطاق واسع ويترك تأثيراً مهماً"، أضاف البروفيسور بتلر.

"ولكن لا بد دائماً من أن تستند القرارات المتعلقة بالأشخاص الذين يجب أن يتلقوا العلاج إلى أدلة مستقاة من تجارب سريرية صارمة تشمل مشاركين توصف لهم الأدوية غالباً"، وفق البروفيسور بتلر.

وأضاف البروفيسور بتلر أننا "يجب ألا ننسى الجائحة المستمرة الأخرى المتمثلة في مقاومة المضادات الحيوية والتي تنبع جزئياً من استخدام الأدوية المضادة للميكروبات على نطاق واسع، قبل النهوض بتجارب سريرية صارمة لمعرفة من الذين يستفيدون فعلاً من العلاج ومن لا يستفيدون منه".

ولكن البروفيسور بتلر قال إنه في بعض الظروف ربما يتخذ قرار باستخدام العلاج.

وأوضح أنه "على رغم أن هذه التجربة لم تجد أية فائدة أخرى من "مولنوبيرافير" غير نتائجه الأولية التي افترضت أن إعطاء "مولنوبيرافير" كعلاج للملقحين والمرضى المعرضين إلى الخطر من شأنه أن يقلص احتمال دخول المستشفى أو الوفاة، تشير التجربة إلى أن هذا العلاج قد يحمل فوائد أخرى عند استخدامه لعلاج مرضى كورونا، ومن بينها سرعة التعافي وتقليص فترة المتابعة مع الخدمات الصحية.

"تساعد هذه الفوائد في تخفيف الحمل على الخدمات الصحية في المملكة المتحدة من طريق اختيار مرضى محددين ليتلقوا العلاج في المنزل خلال الأوقات التي تواجه فيها الخدمات الصحية الأساس الضغوط وعبء دخول أعداد كبيرة من المرضى"، وفق البروفيسور بتلر.

بناء عليه نأمل في أن يكون هذا الدليل الجديد مفيداً لصانعي السياسات عند إعداد استراتيجيات لمواجهة إصابات كورونا خلال فصل الشتاء.

وعند انخراطهم في الدراسة كان المشاركون يواجهون أعراض كورونا منذ خمسة أيام، بعضهم تخطى الـ 50 عاماً من العمر ويتمتعون بصحة جيدة، وبعضهم الآخر تراوحت أعمارهم بين 18 و50 عاماً ويعانون حالات صحية مزمنة جعلتهم أكثر عرضة للخطر سريرياً.

اختار الباحثون عشوائياً ما مجموعه 25 ألفاً و786 شخصاً لأخذ إما "مولنوبيرافير" أو العلاجات المعتادة المعمول بها لدى "هيئة الخدمات الصحية الوطنية".

وفي شرحها للنتائج قالت البروفيسورة جوديث بروير، مديرة "وحدة بحوث الجينوميات الممرضة" في "كلية لندن الجامعية"، إن "نتائج الدراسة الفرعية التي أجرتها "كلية لندن الجامعية" تظهر أن المشاركين الذين تلقوا "مولنوبيرافير" تخلصوا من "سارس- كوف- 2" بسرعة أكبر ممن يتلقون العلاجات المعتادة فقط.

"كجزء من تجربة "بناروميك" نواصل التحقق من تأثير الدواء على جينوم الفيروس (أي مادته الوراثية) وعلى استجابات الأجسام المضادة لدى المشاركين"، أضافت البروفيسورة بروير.

كذلك تحدث في هذا الشأن البروفيسور جوناثان فان تام، نائب رئيس كلية الطب والعلوم الصحية في "جامعة نوتنغهام" وباحث مشارك في الدراسة، فقال إنه "بينما تبين أساساً أن ’مولنوبيرافير‘ يجدي نفعاً في الحد من الاستشفاء في صفوف المصابين بكورونا، كان هؤلاء المرضى غير مطعمين".

"كرر البحث الأخير التجربة على سكان حصلوا على جرعات تحصينية عدة، ما يظهر أن الحماية التي يوفرها اللقاح المضاد قوية جداً، فيما تنتفي أية فائدة واضحة من الدواء في ما يتعلق بتحقيق مزيد من التراجع في معدل الدخول إلى المستشفى والوفيات"، على ما جاء في كلام البروفيسور تام.

"ومع ذلك شهدت مدة الأعراض والفترة اللازمة للتخلص من الفيروس تراجعاً ملحوظاً، وسيتعين علينا أن ننتظر لوقت أطول قبل أن نعرف ما إذا كان الدواء يطرح تأثيرات على كورونا الطويل الأمد"، ختم البروفيسور تام.

 نشرت نتائج الدراسة في مجلة "لانسيت" The Lancet.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة