حاول مسؤولون صحيون عالميون الوقوف على الحقائق وراء حالات "كوفيد-19" المتزايدة في الصين وسبل منع انتشار الفيروس على نطاق أوسع، في الوقت الذي حشدت فيه الصحيفة الناطقة باسم الحكومة المواطنين، الأربعاء الرابع يناير (كانون الثاني)، لتحقيق "نصر نهائي" على الفيروس.
وأدى إلغاء الصين قيودها الصارمة المرتبطة بالجائحة الشهر الماضي إلى انتشار الفيروس بين 1.4 مليار نسمة، ليست لديهم مناعة تذكر بسبب الإغلاق المفروض عليهم بعد ظهور الفيروس في مدينة ووهان الصينية قبل ثلاث سنوات.
وأبلغت دور الجنائز عن ارتفاع الطلب على خدماتها واكتظت المستشفيات بالمرضى، بينما يتوقع خبراء صحيون عالميون ما لا يقل عن مليون حالة وفاة في الصين هذا العام.
"نصر نهائي"
لكن الصين لم تعلن رسمياً سوى عن عدد قليل من الوفيات المرتبطة بـ"كوفيد" منذ تعديل سياستها في التعامل مع الفيروس، وقللت من شأن المخاوف المتعلقة المرض الذي سبق وأن عانت للقضاء عليه من خلال الإغلاقات العامة حتى مع إعادة فتح باقي دول العالم لحدودها.
وقالت صحيفة "الشعب" اليومية الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني في افتتاحية، "الصين والشعب الصيني سيحققان بلا شك نصراً نهائياً على الجائحة"، وفندت الانتقادات الموجهة للنظام الصيني الصارم في التعامل مع الفيروس، الذي أثار احتجاجات كبيرة في أواخر العام الماضي.
وانتقدت الصين القرارات التي اتخذتها بعض الدول التي اشترطت على الوافدين من بكين تقديم نتائج سلبية لفحص "كوفيد"، قائلة إن تلك القرارات "غير منطقية... وتفتقر إلى الأساس العلمي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المقرر أن يعقد مسؤولو الصحة في الاتحاد الأوروبي اجتماعاً، الأربعاء، لبحث استجابة منسقة في شأن الوافدين من الصين. وتفضل معظم دول الاتحاد فرض تقديم المسافرين نتيجة سلبية لفحص "كوفيد" قبل مغادرة الصين. وتفضل معظم دول الاتحاد الأوروبي إجراء اختبار "كوفيد" قبل المغادرة للمسافرين من الصين.
وأصبحت اليابان أحدث دولة تشترط إجراء اختبار "كوفيد" للوافدين إليها من الصين، بعد إجراءات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وكوريا الجنوبية ودول أخرى.
ولن تشترط الصين على المسافرين إليها الدخول في الحجر الصحي اعتباراً من الثامن من يناير، لكنها ستطلب منهم ما يثبت إجراء اختبار "كوفيد-19" قبل مغادرتهم.
التسلسل الفيروسي
من ناحية أخرى، التقى مسؤولون من منظمة الصحة العالمية علماء صينيين، الثلاثاء الثالث من يناير، وسط مخاوف في شأن دقة البيانات الصينية حول تفشي المرض وتحوره.
وكانت المنظمة قد دعت العلماء لتقديم بيانات تفصيلية عن التسلسل الفيروسي، ومشاركة البيانات المرتبطة بحالات دخول المستشفيات والوفيات والتطعيمات المرتبطة بالفيروس.
وقالت متحدثة باسم المنظمة، إنها ستنشر معلومات حول الاجتماع في وقت لاحق، ربما في مؤتمر صحافي يعقد، اليوم الأربعاء. وكانت المتحدثة قالت في وقت سابق، إن المنظمة تنتظر إجراء "مناقشة تفصيلية" حول انتشار متحورات الفيروس في الصين وعلى مستوى العالم.
وكانت وكالة "رويترز" قد أفادت الشهر الماضي بأن منظمة الصحة العالمية لم تتلق بيانات من الصين في شأن الحالات الجديدة التي دخلت المستشفيات جراء إصابتها بالفيروس منذ عدلت بكين سياستها في التعامل مع الفيروس، مما دفع بعض خبراء الصحة إلى التساؤل عما إذا كانت بكين تخفي الأعداد الحقيقة للمصابين بالفيروس.
وأعلنت الصين خمس وفيات جديدة بفيروس "كوفيد-19"، الثلاثاء، مقارنة مع ثلاث وفيات الإثنين، وبذلك تصل الحصيلة الرسمية للوفيات إلى 5258، وهو رقم ضئيل للغاية بالمقاييس العالمية.