على رغم توقعات بعض السينمائيين أن تحقق أفلام موسم شتاء 2023 إيرادات جيدة بسبب الأعياد وإجازات المدارس إلا أن النتائج لم تكن مثمرة بالقدر الكافي، وكان هناك عدد من المفاجآت غير المتوقعة، التي غيرت بعض وجهات النظر، إذ تفوقت الأفلام الأجنبية المعروضة وحققت إيرادات ضخمة.
في قائمة الأفلام المصرية، بحسب تصريحات غرفة صناعة السينما، تصدر فيلم "نبيل الجميل أخصائي التجميل" للفنان محمد هنيدي، إذ حقق ما يقترب من 26 مليون جنيه مصري (حوالى 866 ألف دولار) خلال نحو أربعة أسابيع عرض، العمل من بطولة نور اللبنانية ومحمد سلام ورحمة أحمد، ومن تأليف أمين جمال ومحمد محرز وإخراج خالد مرعي.
بينما جاء فيلم "شلبي" لكريم محمود عبدالعزيز في المركز الثاني، وحقق إجمالي إيرادات اقتربت من 10 ملايين جنيه (نحو 333 ألف دولار) في ثلاثة أسابيع عرض، وتدور أحداث العمل حول الشاب صابر، الذي يعمل ببيت رعب في أحد الملاهي، ويصمم دمية ماريونيت يطلق عليها اسم شلبي، ويتعرض لكثير من المفارقات والمواقف أثناء تحضير عرض للدمى وسعيه إلى تحقيق الشهرة، بطولة روبي وبيومي فؤاد وحاتم صلاح، ومن تأليف مصطفى حمدي وإخراج بيتر ميمي.
وبإيرادات متواضعة جاء فيلم "أخي فوق الشجرة" لرامز جلال، محتلاً المركز الثالث بإجمالي نحو ثلاثة ملايين جنيه (نحو 100 ألف دولار) في أول أسبوع عرض، وتدور أحداث العمل في إطار كوميدي حول توأمين أحدهما انطوائي، ويكتشف عن طريق الصدفة أن له أخاً توأماً يعاني السمنة المفرطة، ويشارك في بطولته تارا عماد ونسرين طافش وحمدي الميرغني وبيومي فؤاد، ومن تأليف لؤي السيد وإخراج محمود كريم.
يأتي ذلك بينما رفعت بعض الأفلام من دور العرض بعد أن حققت إيرادات لا بأس بها، مثل "فضل ونعمة" لهند صبري وماجد الكدواني، وإخراج رامي إمام، محققاً نحو 18 مليون جنيه مصري (نحو 600 ألف دولار)، وكذلك رفع فيلم "تحت تهديد السلاح" بطولة حسن الرداد، الذي بلغت قيمة إيراداته تسعة ملايين جنيه (ما يعادل 300 ألف دولار).
وعلى رغم النتائج السابقة، تنتظر دور العرض السينمائي طرح عدد من الأفلام الجديدة، منها فيلم "اتنين للإيجار" بطولة بيومي فؤاد ومحمد ثروت، و"المطاريد" بطولة أحمد حاتم، وكذلك "أنا لحبيبي" لكريم فهمي وياسمين رئيس.
مفاجأة "أفتار"
شكلت إيرادات الأفلام الأجنبية مفاجأة بكل المقاييس، على رغم من أن بعضها عرض بنهاية العام الماضي 2022، وبعضها الآخر مع بداية العام الحالي، وتجاوزت إيراداتها الأفلام المصرية بفارق لا يستهان به، ونادراً ما يتفوق فيلم أجنبي بإيراداته على أفلام مصرية، خصوصاً إذا كانت الأفلام بطولة نجوم شباك، مثل محمد هنيدي ورامز جلال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبإجمالي إيرادات بلغت 35 مليون جنيه (نحو مليون و166 ألف دولار)، تصدر فيلم "أفتار طريق الماء" أو "أفتار 2" قائمة الإيرادات، وهو من إخراج وتأليف جيمس كاميرون، وقام بالأداء الصوتي زوي سالدانا وميشيل يوه وكيت وينسليت وأونا تشابلن.
ووصلت إيرادات فيلم "بلاك آدم" للنجمين ريان رينولدز ودواين جونسون نحو 22 مليون جنيه مصري (736 ألف دولار)، بينما حقق "بلاك بانثر: واكاندا فور إيفر" نحو 15 مليون جنيه مصري، (500 ألف دولار).
واقتنص فيلم "Prey for the Devil" إيرادات بلغت نحو أربعة ملايين جنيه (نحو 133 ألف دولار)، وتجاوز فيلم "The Menu" ثلاثة ملايين جنيه مصري، (ما يعادل 100 ألف دولار)، وهو من بطولة النجم العالمي رالف فانيس.
وبلغت أيضاً إيرادات فيلم الرعب "ميجان" نحو ثلاثة ملايين جنيه (100 ألف دولار)، ويدور احول مهندسة تصمم دمية للأطفال، لكن الدمية تتحول إلى لعنة تصيب الجميع.
وحقق فيلم "Operation Fortune" إجمالي إيرادات بلغت مليونين و500 ألف جنيه في أسبوعين (نحو 84 ألف دولار)، وهو من إخراج غاي ريتشي، ويدور حول فريق من الاستخبارات البريطانية بقيادة العميل السري "أورسون" يتم تكليفه تنفيذ مهمة سرية هدفها تدمير سلاح سري جديد، وتلاه في الإيرادات فيلم "Puss in Boots: The Last Wish" وحقق نحو مليوني جنيه (67 ألف دولار تقريباً).
أما النجمة العالمية جنيفر لوبيز فحققت بأحدث أفلامها "Shotgun Wedding" إيرادات اقتربت من مليون ونصف مليون جنيه (نحو 50 ألف دولار)، وعلى رغم نجومية براد بيت ومارجوت روبي لم يحققا في أسبوع عرض سوى نصف مليون جنيه، (ما يعادل 17 ألف دولار) بفيلمهما "Babylon".
وتدور أحداث الفيلم، الذي كتبه داميان شازيل، في عصر هوليوود الذهبي، وتحديداً خلال عشرينيات القرن الماضي، وهي الفترة التي توصف بكونها لحظة محورية في تاريخ هوليود حيث تحولت لعاصمة السينما، وانتقلت من الأفلام الصامتة إلى الأفلام الناطقة.
تفاوت كبير
في تعليقه على التفاوت الكبير بين إيرادات الأفلام المصرية والعالمية، قال الناقد محمد عبدالمنعم إن الأفلام الأجنبية متنوعة جداً وثرية وضخمة الإنتاج، ومنها ما هو مرشح لجوائز "الأوسكار"، ويلعب بطولته كبار نجوم هوليود، وهذا كاف جداً لإحداث هذه الفجوة.
وأضاف عبدالمنعم أن الأفلام المصرية معظمها محدودة الكلفة أو مكررة من حيث الأفكار الكوميدية المستهلكة، والجمهور أصبح شديد الوعي وراقي الذوق، ولا يمكن الضحك عليه بوضع أفلام غير مناسبة أو على الأقل محدودة الإمكانات فنياً ومتواضعة من حيث المستوى ونتوقع منه أن يذهب لحضور هذه الأعمال في حين تعرض أفلام عالمية ضخمة في الوقت نفسه، مثل فيلم "أفتار طريق الماء"، وهو أحدث إصدار للمخرج العالمي جيمس كاميرون، وتجاوزت إيراداته عالمياً ملياري دولار.
وأشار إلى أن الجمهور مطلع وواع جداً ويفهم ويدفع تذكرة للعمل الذي يستحق فعلاً، لهذا جاءت الأفلام الأجنبية في مقدمة الإيرادات، مضيفاً أن الأفلام المصرية المعروضة حالياً تراهن على الأطفال والأسر البسيطة والجمهور الذي يريد قضاء وقت مسل وفسحة جيدة، وتدخل السينما بالنسبة إلى هذه الشريحة ضمن الجولات الترفيهية، بينما الجمهور الأكبر يتمتع بثقافة خاصة تجاه السينما ويدقق في اختيار العمل الذي يدفع فيه ثمن التذكرة.
تغير الذوق
المنتج أحمد عبدالباسط يرى أن السينما أحياناً تشهد تقلبات من هذا النوع، وفي فترة تصدرت أفلام أجنبية الإيرادات بفارق كبير عن أعمال مصرية تعرض في الوقت ذاته، وربما هذا يرجع لتغير ذوق المشاهد وتوسع تطلعه بفضل متابعة الأعمال الأجنبية، وكذلك متابعة المنصات التي تعرض كل جديد عالمياً أولاً بأول.
وقال عبدالباسط "لم يعد هناك أي حاجز بين المشاهد المصري وتطلعاته للأفلام العالمية، وإن لم توفرها المنصات يدفع تذكرة سينما في عمل عالمي بدلاً من فيلم قد يكون محدود التميز بالنسبة إلى المشاهد".
ونبه أن الفيلم المصري الجيد يحقق نجاحاً كبيراً مهما كانت المنافسة، بدليل أن الأفلام التي صنعت بعناية وبجهد كبير حققت ملايين وتجاوزت حاجز 100 مليون على رغم عرض أفلام عالمية في التوقيت نفسه.
وأضاف أنه لا خطر من تحقيق أفلام السينما العالمية إيرادات عالية في مصر، فهذه فترات موقتة، خصوصاً أن الغالبية العظمى من الأسر وجمهور السينما يفضلون الأفلام المصرية والعربية.