قال الكرملين اليوم الجمعة، إن الرئيس الأميركي جو بايدن يملك مفتاح إنهاء الصراع في أوكرانيا عن طريق توجيه كييف، لكن واشنطن لا ترغب حتى الآن في استخدامه.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين في إفادة يومية، "مفتاح نظام كييف بيد واشنطن إلى حد كبير". وأضاف، "نرى الآن أن القائد الحالي للبيت الأبيض... لا يريد استخدام هذا المفتاح. فهو على العكس من ذلك يختار مسار ضخ المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا".
وكثيراً ما تتهم موسكو واشنطن بإعطاء أوامر لأوكرانيا وإطالة أمد الصراع من خلال تزويد كييف بالأسلحة، فيما تقول الولايات المتحدة إن روسيا شنت حرباً وحشية باختيارها ويمكن أن تنهيها بسحب قواتها.
وبلغ التوتر بين الجانبين مستويات غير مسبوقة على مدار العام الماضي، وأعلنت الولايات المتحدة هذا الأسبوع أنها سترسل إلى أوكرانيا 31 دبابة متطورة من طراز "إم 1 أبرامز" بقيمة 400 مليون دولار في غضون أشهر. وتقول روسيا إن أي دبابات يتم إرسالها ستكون مضيعة للمال لأنها "ستحترق" مثل الدبابات الأخرى في أوكرانيا.
وقالت وكالة الإعلام الروسية الجمعة إن من المتوقع أن تحضر السفيرة الأميركية الجديدة لدى موسكو لين تريسي اجتماعاً في وزارة الخارجية الروسية الأسبوع المقبل.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة "نازيين جدداً" في أوكرانيا بارتكاب جرائم بحق مدنيين، في يوم إحياء ذكرى ضحايا المحرقة، وذلك في خطاب لطالما استخدمه لتبرير الحرب.
وقال بوتين، "يؤدي نسيان دروس التاريخ إلى تكرار المآسي الرهيبة"، مضيفاً "تؤكد ذلك الجرائم بحق مدنيين والتطهير العرقي والإجراءات العقابية التي ينظمها نازيون جدد في أوكرانيا. يقاتل جنودنا بشجاعة هذا الشر".
أوكرانيا قد تقاطع أولمبياد باريس
في الأثناء، قال وزير الرياضة الأوكراني فاديم هوتزيت، إن بلاده لن تستبعد مقاطعة الألعاب الأولمبية إذا سُمح لرياضيي روسيا وبيلاروس بالمنافسة في أولمبياد باريس 2024.
وقال الوزير على وسائل التواصل الاجتماعي الليلة الماضية، إن خطط اللجنة الأولمبية الدولية للنظر في سبل عودة هؤلاء الرياضيين للمنافسة الدولية ستجد معارضة. وكتب هوتزيت على صفحته على موقع "فيسبوك"، "موقفنا لم يتغير: طالما هناك حرب في أوكرانيا فلا ينبغي للرياضيين القادمين من روسيا وبيلاروس المشاركة في المسابقات الدولية".
وأضاف، "العمل جار حالياً على مزيد من الخطوات الممكنة والخطوات الأولى لمواصلة العقوبات ومنع رياضيي روسيا وبيلاروس من المشاركة في المنافسات الدولي. إذا لم يتم الاستماع إلينا، فلا أستبعد إمكانية المقاطعة ورفض المشاركة في الأولمبياد".
وكتب هوتزيت في وقت لاحق أن المحادثات مع الاتحادات الرياضية الوطنية ستبدأ بشأن مقاطعة محتملة لأولمبياد باريس.
ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، نقلت العديد من الاتحادات الرياضية البطولات وأوقفت الفرق أو الرياضيين الروس، بينما أنهى الرعاة العقود في احتجاجات ضد الحرب. وتم حظر الرياضيين من روسيا وبيلاروس في بعض الألعاب الرياضية بينما يُسمح لهم بالمنافسة تحت علم محايد في رياضات أخرى.
وقالت اللجنة الأولمبية الدولية، التي تحرص على رؤيتهم مرة أخرى في المسابقات الدولية، الأربعاء الماضي، إن المجلس الأولمبي الآسيوي عرض على رياضيي روسيا وبيلاروس فرصة المنافسة في آسيا، ومنحهم فرصة التأهل لأولمبياد باريس.
اليابان تشدد عقوباتها
شددت اليابان العقوبات على روسيا، اليوم الجمعة، في أعقاب أحدث موجة من الهجمات الصاروخية في أوكرانيا، إذ أضافت بعض السلع إلى قائمة حظر التصدير، فضلاً عن تجميد أصول مسؤولين وكيانات روسية.
وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة، في بيان "في ضوء الوضع المحيط بأوكرانيا وللمساهمة في الجهود الدولية لتأمين السلام، ستطبق اليابان حظراً على الصادرات تماشياً مع الدول الكبرى الأخرى".
تشمل العقوبات الجديدة حظر اليابان شحنات مواد إلى 49 منظمة في روسيا اعتباراً من الثالث من فبراير (شباط)، وهي المواد التي يمكن أن تستخدمها موسكو لتعزيز قدرتها العسكرية. وقالت الوزارة إن تلك المواد ستشمل منتجات تتراوح بين مدافع المياه ومعدات التنقيب عن الغاز ومعدات أشباه الموصلات إلى اللقاحات ومعدات الفحص بالأشعة السينية والمتفجرات والروبوتات.
كما ستقوم اليابان بتجميد أصول ثلاثة كيانات و22 فرداً في روسيا، من بينهم ميخائيل ميزينتسيف نائب وزير الدفاع وكونستانتين تشويتشينكو وزير العدل و14 مؤيداً لموسكو على صلة بضم أجزاء من جنوب شرقي أوكرانيا.
عشرات الدبابات
في هذا الوقت، قال مصدران دبلوماسيان إن فرنسا وإيطاليا تقتربان من وضع اللمسات النهائية على التفاصيل الفنية لإمداد أوكرانيا بمنظومة الدفاع الجوي "سامب/تي"، إلا أن موعد صدور القرار النهائي ليس معروفاً بعد.
وسارع المدنيون الأوكرانيون للاحتماء بعدما أطلقت روسيا وابلاً من الصواريخ، أمس الخميس، غداة حصول كييف على وعود غربية بإرسال عشرات الدبابات الحديثة لمساعدتها في محاولة صد الهجوم الروسي. وقتل 11 شخصاً على الأقل، وأصيب 11 آخرون، في ضربات روسية جديدة بأوكرانيا استهدفت خصوصاً منشآت للطاقة، بحسب ما أفادت به أجهزة الإسعاف الأوكرانية.
ضربات وقتلى
وقال المتحدث باسم أجهزة الإسعاف أولكسندر خورونيجي للتلفزيون الأوكراني "أصيب 11 شخصاً وقضى 11 آخرون للأسف"، موضحاً أن الضربات استهدفت 11 منطقة.
وتطلب كييف من حلفائها الغربيين مزيداً من نظم الدفاع الجوي وطلبت نظام "سامب/تي" على وجه الخصوص في نوفمبر (تشرين الثاني).
وسيسافر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إلى إيطاليا، اليوم الجمعة، للاجتماع مع نظيره الإيطالي جويدو كروزيتو، حيث يرغب الجانبان في المضي قدماً في المحادثات المتعلقة بمنظومة "سامب/تي".
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي لوكالة "رويترز": "نضع اللمسات النهائية مع الإيطاليين. الأمر ليس بعيداً".
والمنظومة الفرنسية الإيطالية المشتركة يمكنها تعقب العشرات من الأهداف واعتراض 10 منها في نفس الوقت وهي المنظومة الأوروبية الوحيدة التي يمكنها اعتراض الصواريخ الباليستية.
وقال دبلوماسي ثان إنه "جرى اتخاذ قرار سياسي. المسألة الآن هي مجرد الانتهاء من التفاصيل الفنية لأنها منظومة معقدة"، مضيفاً أنه يتوقع أن يتخذ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني القرار بصفة رسمية. وقال مصدر ثالث إن المحادثات الفنية جارية.
وأمدت باريس في السابق أوكرانيا بصواريخ "ميسترال" المحمولة المضادة للطائرات وصواريخ "كروتالي" قصيرة المدى للدفاع الجوي، التي تستخدم لاعتراض الصواريخ والطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.
بدورها، أعلنت كندا، الخميس، أنها ستنضم للولايات المتحدة وكندا ودول أخرى في تزويد أوكرانيا دبابات ثقيلة لمواجهة القوات الروسية، مع أربع دبابات "ليوبارد" جاهزة للقتال.
وقالت وزيرة الدفاع أنيتا أناند في مؤتمر صحافي "هذه الدبابات الأربع جاهزة للقتال، وسيتم إرسالها خلال الأسابيع المقبلة"، مشيرة إلى أن عدد الدبابات التي سترسلها كندا إلى كييف "قد يرتفع" في المستقبل.
دبابات "تشالنجر-2"
وأعلنت الحكومة البريطانية أن دبابات "تشالنجر-2" التي تعهدت تزويد كييف بها يفترض أن تصل إلى أوكرانيا في نهاية مارس (آذار) المقبل.
وفي 14 يناير (كانون الثاني) أعلنت المملكة المتحدة أنها ستقدم للقوات الأوكرانية 14 دبابة ثقيلة من طراز "تشالنجر-2" البريطانية الصنع، لتكون بذلك أول دولة تقدم على مثل هكذا خطوة.
كما حذت ألمانيا والولايات المتحدة حذو بريطانيا إذ تعهدتا تزويد القوات الأوكرانية دبابات "ليوبارد-2" الألمانية وأبرامز الأميركية. والخميس، قال وزير الدفاع البريطاني أليكس تشوك أمام البرلمان في لندن، إن "نية" الحكومة هي أن تصل هبة دبابات "تشالنجر-2" إلى أوكرانيا "في نهاية مارس".
وبانتظار وصول هذه الدبابات إلى وجهتها، وضعت الحكومة البريطانية "برنامج تدريب كبيراً" سيتعلم خلاله عناصر من القوات الأوكرانية كيفية استخدام هذه الدبابات كما سيتدرب عسكريون أوكرانيون آخرون على كيفية صيانتها، بحسب ما أوضح تشوك.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد وزير الدفاع أن هذا البرنامج التدريبي سيبدأ تنفيذه اعتباراً من الإثنين المقبل.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن "كل شيء يسير وفق هو مخطط له" في ما يتعلق بتزويد أوكرانيا هذه الدبابات. وأضاف في بيان "يجب أن يفخر الجميع" بالدور القيادي للمملكة المتحدة على هذا الصعيد.
وأكد سوناك في بيانه أن حكومته تُجري حالياً "حواراً مع الأوكرانيين حول أفضل السبل لتزويدها هذه الدبابات، ولضمان حصول جنودهم على التدريب الذي يحتاجون إليه".
وبعد طول تردد، أعلنت الولايات المتحدة وألمانيا، الأربعاء، عزمهما تقديم دبابات ثقيلة لأوكرانيا، في خطوة جديدة في إطار الدعم العسكري الغربي لكييف.
وتعتزم ألمانيا إرسال هبة دبابات "ليوبارد-2" إلى أوكرانيا في نهاية مارس أو مطلع أبريل (نيسان).
لافروف يصل إريتريا في زيارة غير معلنة
وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إريتريا، الخميس، في زيارة ليوم واحد لم يعلن عنها مسبقاً، وذلك في إطار جولة أفريقية تهدف إلى حشد الدعم لموسكو.
ولافروف الذي يقوم بجولته الثانية في أفريقيا خلال ستة أشهر، التقى في أسمرة الرئيس إيساياس أفورقي لمناقشة "تعزيز العلاقات الثنائية إضافة إلى التنمية الإقليمية ذات الاهتمام بالنسبة للبلدين"، وفق وزارة الإعلام الإريترية.
وقال وزير الإعلام الإريتري يماني غبريميسكل في تغريدة على "تويتر" إن "المباحثات ركزت على دينامية الحرب في أوكرانيا وتعزيز العلاقات الثنائية في قطاعات الطاقة والتعدين وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والصحة".
وإريتريا، إحدى أكثر الدول عزلة في العالم، كانت واحدة من خمس دول صوتت برفض قرار للأمم المتحدة في مارس 2022 يدين الهجوم الروسي على أوكرانيا.
وجولة لافروف في أفريقيا التي أصبحت ساحة جديدة للصراع الدبلوماسي منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، قادته حتى اليوم إلى كل من أنغولا وإسواتيني وجنوب أفريقيا.
ويحكم أفورقي إريتريا بقبضة حديد منذ استقلالها عن إثيوبيا في 1993.
والجيش الإريتري متهم بارتكاب انتهاكات عدة بحق المدنيين خلال الحرب الوحشية التي استمرت عامين في منطقة تيغراي بأقصى الشمال الإثيوبي. غير أن القوات الإريترية بدأت الانسحاب من قرى في تيغراي نهاية الأسبوع الماضي، بحسب ما تقول الحكومتان الأميركية والإثيوبية.
روسيا: عقوبات أميركا "عبثية"
قالت روسيا اليوم الجمعة، إن العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة بسبب حربها في أوكرانيا "عبثية"، وإنها ستجعل من الصعب على الشركات الأجنبية ممارسة الأعمال التجارية.
وقالت سفارة روسيا في الولايات المتحدة، "مع كل مجموعة جديدة من العوائق الاقتصادية، يتضح أكثر عوار وعبثية هذا النهج". وأضافت أن رواد الأعمال والشركات الأجنبية هم أول من سيعاني من العقوبات الجديدة وأن قدرتهم على مواصلة العمل مع الشركاء الروس "تتقلص باستمرار".
وقالت وزارة الخزانة الأميركية الخميس أنها فرضت عقوبات على عشرات الأشخاص والكيانات لارتباطهم بهجوم روسيا على أوكرانيا. كما وصفت مجموعة "فاغنر"، وهي مجموعة شبه عسكرية روسية تقاتل في أوكرانيا، بأنها "منظمة إجرامية متعددة الجنسيات" مسؤولة عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
محكمة حرب
طالب مجلس أوروبا، الخميس، بالإجماع بتشكيل محكمة دولية خاصة لمحاكمة القادة الروس وكذلك البيلاروسيين المسؤولين عن الحرب في أوكرانيا.
وتبنى ممثلو الدول الأعضاء الـ46، بغالبية 100 عضو مؤيد وامتناع عضو واحد، قراراً يستهدف القادة المدنيين والعسكريين الذين "خططوا أو أعدوا أو أطلقوا أو نفذوا" الهجوم على أوكرانيا، من دون أن يسميهم.
وقالت الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا خلال اجتماع في ستراسبورغ "لولا قرارهم شن هذه الحرب ضد أوكرانيا، لما حدثت الانتهاكات والدمار والموت والأضرار التي نجمت عن ذلك".
ودعت الجمعية الدول الأعضاء في المجلس إلى إنشاء هذه المحكمة الخاصة بدعم أكبر عدد ممكن من الدول والمنظمات الدولية، بما في ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتتوقع الجمعية الحصول على "دعم سياسي" لهذا المشروع خلال قمة رؤساء دول وحكومات مجلس أوروبا، التي ستُعقد خلال مايو (أيار) في ريكيافيك.
ويضم مجلس أوروبا 47 دولة، بينها إضافة إلى دول الاتحاد الأوروبي الـ27 جمهوريات سابقة في الاتحاد السوفياتي مثل مولدافيا وأرمينيا وأذربيجان.
وكان البرلمان الأوروبي الذي يمثل الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، تبنى الأسبوع الماضي نصاً مشابهاً بأغلبية 472 صوتاً (19 عضواً صوتوا ضده، وامتنع 33 عضواً عن التصويت).