ارتفعت الأسهم الأوروبية اليوم الخميس بقيادة أسهم التكنولوجيا والعقارات، فيما تحول التركيز على قرار البنك المركزي الأوروبي في شأن سعر الفائدة غداة إقرار مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) بإحرازه تقدماً في الحد من التضخم الجامح.
وصعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.5 في المئة عند الساعة 08:06 بتوقيت غرينتش، إذ قفزت أسهم التكنولوجيا الحساسة لأسعار الفائدة 2.7 في المئة، والأسهم العقارية 1.8 في المئة.
أسهم التكنولوجيا
وقفزت أسهم "تيليكوم" إيطاليا تسعة في المئة إلى قمة "ستوكس 600" بعد تلقيها عرضاً غير ملزم للحصول على حصة مسيطرة في شبكتها للخطوط الثابتة من شركة استثمار أميركية، كما ارتفعت أسهم شركة "ميتا بلاتفورمز" المدرجة في فرانكفورت 18 في المئة وسط توقعات متفائلة إزاء إيرادات الربع الأول وإعادة شراء أسهم بقيمة 40 مليار دولار.
وفي غضون ذلك ارتفعت أسهم "إنفنيون" لتوريد الرقائق الدقيقة 6.8 في المئة بعد رفع توقعاتها لعام 2023، بينما صعدت أسهم "داسو سيستمز" الفرنسية لصناعة البرمجيات 4.1 في المئة على خلفية توقعات بنمو قوي للإيرادات عام 2023.
بنك إنجلترا يرفع أسعار الفائدة 50 نقطة
في تلك الأثناء رفع بنك إنجلترا خلال اجتماعه اليوم الخميس أسعار الفائدة 50 نقطة أساس لتصل إلى أربعة في المئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008.
وذكر البنك البريطاني أن "مزيد من الزيادات في الفائدة ستكون مطلوبة إذا استمرت الضغوط التضخمية"
وكان معدل تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا قد انخفض إلى أدنى مستوى له خلال ثلاثة أشهر عند 10.5 في المئة بحلول ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مما وفر قدراً من الارتياح لبنك إنجلترا والأسر البريطانية، لكن أسعار المواد الغذائية والمشروبات استمرت في الارتفاع بأسرع وتيرة لها منذ عام 1977.
"المركزي الأوروبي" يرفع الفائدة 0.5 في المئة
وتزامن قرار بنك إنجلترا مع قرار البنك المركزي الأوروبي خلال اجتماعه اليوم رفع أسعار الفائدة بنسبة 0.5 في المئة لتصل إلى 2.5 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008.
وجاء قرار "المركزي الأوروبي" برفع الفائدة 50 نقطة أساس كما كان متوقعاً إلى 2.5 في المئة، ويشار إلى أن "الاحتياط الفيدرالي الأميركي" قرر رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، ليصل بذلك سعر الفائدة القياسي إلى نطاق ما بين 4.50 في المئة إلى 4.75 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2007، أي قبل الأزمة المالية العالمية.
المؤشر الياباني يرتفع
وفي شرق أسيا ، أغلق مؤشر "نيكي" الياباني على ارتفاع طفيف اليوم الخميس مدعوماً بأسهم شركات التكنولوجيا، بعد أن قفز مؤشر "ناسداك" الليلة الماضية، بينما أثر صعود الين في المصدرين وحدّ من ارتفاع المؤشر.
وارتفع مؤشر "نيكي" 0.2 في المئة عند الإغلاق إلى 27402.05 نقطة، ومن بين الأسهم المدرجة على المؤشر ارتفع 51 سهماً وانخفض 171، ولم يطرأ تغير يذكر على ثلاثة.
من جهته قال مساعد المدير العام لإدارة أبحاث الاستثمار وخدمات المستثمرين في شركة (إس إم بي سي نيكو) للأوراق المالية شيهيرو أوتا إن "مؤشر ’نيكي‘ ارتفع بدعم من أسهم شركات التكنولوجيا، لكن السوق عموماً لم تكن قوية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وارتفع سهم شركة "فاست" للبيع بالتجزئة وصاحبة العلامة التجارية "يونيكلو" 2.53 في المئة ليعطي مؤشر "نيكي" أكبر دفعة، يليه سهم شركة "طوكيو إلكترون" الذي صعد 2.93 في المئة، وكذلك سهم شركة "أدفانتست" الذي ارتفع 3.66 في المئة، بينما تراجع مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.36 في المئة إلى 1965.17 نقطة.
وفي غضون ذلك أغلق المؤشران "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك" على ارتفاع حاد الليلة الماضية بعدما قال رئيس مجلس الاحتياط الاتحادي غيروم باول إن "التضخم بدأ في التراجع"، وذلك خلال تصريحات أدلى بها بعد أن رفع البنك المركزي الأميركي سعر الفائدة ربع نقطة.
الدولار يتراجع
في سياق متصل، انخفض الدولار بعد أن قال مجلس الاحتياط الاتحادي إنه تجاوز نقطة حرجة في محاربة التضخم مما أعطى الأسواق أملاً في قرب نهاية حملة رفع أسعار الفائدة.
ويعد بيان "الاحتياط الاتحادي" أمس الأربعاء، والذي جاء في ختام اجتماعات استمرت يومين اتفق خلالها صناع السياسة على رفع أسعار الفائدة 25 نقطة أساس، أول اعتراف صريح من البنك المركزي بتباطؤ التضخم.
وتراجع الدولار بعد تصريحات باول وانخفض مؤشره إلى أدنى مستوى خلال تسعة أشهر عند 100.80 أمس الأربعاء في مقابل سلة من العملات الرئيسة.
كما هبط الدولار في أحدث التعاملات 0.07 في المئة عند 100.88 بعد أن أغلق منخفضاً بأكثر من واحد في المئة أمس الأربعاء.
وصعد اليورو إلى أعلى مستوى خلال 10 أشهر تقريباً عند 1.1034 دولار اليوم، وارتفع في أحدث التداولات 0.3 في المئة عند 1.1023 دولار، فيما ارتفع الجنيه الاسترليني 0.14 في المئة إلى 1.2392 دولار.
الذهب يواصل المكاسب
بالتوازي واصلت أسعار الذهب مكاسبها اليوم لتسجل أعلى مستوياتها خلال أكثر من تسعة أشهر بعد قرار "الفيدرالي"، وارتفع الذهب في التعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 1951.79 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ أبريل (نيسان) 2022 في وقت سابق من الجلسة، بينما زادت العقود الأميركية الآجلة للذهب 1.3 في المئة إلى 1967.40 دولار.
من جهته قال العضو المنتدب لدى "غولد سيلفر سنترال" في سنغافورة براين لان إنه "مع أن باول قال إن رفع أسعار الفائدة قد يستمر، تتوقع السوق ألا يكون مجلس الاحتياط الاتحادي حاداً بعد الآن، وهو ما يدعم الذهب"، مضيفاً أنه "من الآن فصاعداً سيركز المتعاملون على البيانات الاقتصادية وتعليقات مسؤولي الاحتياط الاتحادي للحصول على مزيد من المؤشرات".
ويميل الذهب إلى الاستفادة من انخفاض أسعار الفائدة لأن ذلك يقلل كلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الأصفر الذي لا يدر عائداً.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في التعاملات الفورية 0.8 في المئة إلى 24.17 دولار للأوقية، مسجلة أعلى مستوى في أسبوع، بينما صعد البلاتين 0.6 في المئة إلى 1009.69 دولار، وتراجع البلاديوم 0.2 في المئة إلى 1665.82 دولار.