ملخص
أعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) اعتقاله أربعة طلاب بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات لمصلحة #حركة_حماس ضد #الجيش_الإسرائيلي والمستوطنين
بشكل حذر ومن دون توجيه انتقاد إلى سلطات أنقرة في ظل فتح صفحة جديدة في العلاقات معها، أعلنت تل أبيب اعتقال أربعة من عناصر "حماس" جندتهم قيادة الحركة في تركيا لتنفيذ هجمات في إسرائيل.
وأعلن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) اعتقاله أربعة طلاب بتهمة التخطيط لتنفيذ عمليات لمصلحة حركة "حماس" ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، مشيراً إلى أنهم "جندوا بواسطة ناشطي الحركة في تركيا".
وكشف "شاباك" عن أن التحقيقات أظهرت تجنيد أحمد أبو صلاح في صفوف الحركة خلال إقامته في تركيا بواسطة الناشط في "حماس" إياد أقرع، مشيراً إلى أن أبو صلاح "تلقى تدريبات عسكرية في تركيا وسوريا شملت استعمال الأسلحة وتصنيع المتفجرات".
وأعلن جهاز الأمن الإسرائيلي تقديم لوائح اتهام ضد الشبان الأربعة تتضمن "ارتكاب مخالفات أمنية خطرة" وأوضح أنه "يدرك أن حركة حماس في الخارج تحاول بشكل منتظم تجنيد الشباب من سكان الضفة الغربية الذين يتابعون تعليمهم الجامعي".
ويقيم نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري في تركيا، إضافة إلى عشرات من عناصرها الذين أبعدتهم إسرائيل ضمن صفقة تبادل الأسرى (صفقة شاليط) عام 2011.
في المقابل نفى مسؤول رفيع بالحركة رفض الكشف عن اسمه إدارة الحركة لأي نشاط عسكري في الأراضي التركية، على رغم وجود بعض كوادرها هناك، قائلاً إن "تقارب أنقرة مع تل أبيب يؤثر بالضرورة في علاقة حماس بالسلطات التركية"، مضيفاً أن "الحركة والاحتلال الإسرائيلي في طرفين مختلفين، بالتالي فإن التقارب الأخير أثر في علاقة أنقرة مع حماس".
وأشار إلى أن "هناك جملة من الإجراءات التي تضعها تركيا أمام نشاط الحركة فوق أراضيها".
من جهته شدد مستشار الرئيس التركي ياسين أقطاي على أن أنقرة "لا تسمح لحركة حماس أو لغيرها بممارسة أي نشاط عسكري أو أمني ضد أي دولة ومنها إسرائيل"، إلا أنها بحسب المسؤول التركي "تتيح لقادة حماس مواصلة نشاطهم السياسي والثقافي".
وأوضح أقطاي أن بلاده "ملتزمة بالاتفاقات الدولية والثنائية في هذا الخصوص"، لافتاً إلى أن عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب "لا تعني تخلي تركيا عن دعمها للفلسطينيين وقضيتهم العادلة".
وتابع أن "الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين والمقدسات تؤثر سلباً في العلاقات بين الجانبين وتجعلها متوترة على الدوام"، مضيفاً أن "استئناف العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين لا يعني أن أنقرة راضية عن سياسات تل أبيب ضد الفلسطينيين".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واعتبر الباحث السياسي المتخصص في الشأن التركي سعيد الحاج أن أنقرة "حريصة على مراعاة حساسية إسرائيل تجاه حركة حماس"، مشيراً إلى أن "علاقة تركيا مع حماس تتأثر بعد اتفاق السلام مع إسرائيل".
وأوضح لـ"اندبندنت عربية" أن أنقرة "لم تسمح لحركة حماس في الماضي ولا في الحاضر بممارسة نشاطات عسكرية"، معتبراً أن عضويتها في حلف شمال الأطلسي تسهم في ذلك الموقف.
وتابع أن "منطق السياسة يشير إلى أن عودة العلاقات بين إسرائيل وتركيا لا بد من أن يترافق مع إجراءات حسن النوايا تجاه الطرف الآخر".
وأردف الحاج أن اتفاق عودة العلاقات بين أنقرة وتل أبيب لم يتضمن استجابة لشروط البلدين، بحيث تم ترحيل الخلافات بينهما إلى جولات لاحقة من المفاوضات، وذلك عكس اتفاق عودة العلاقات عام 2016.
وأكد دبلوماسي فلسطيني رفض الكشف عن اسمه أنه "حتى في ظل القطيعة الدبلوماسية بين الدولتين فإن القنوات الأمنية بينهما بقيت مفتوحة"، نافياً طرد السلطات التركية لأي من كوادر حركة "حماس" بسبب عودة العلاقات مع إسرائيل.
وشرح أن عودة العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وإسرائيل جاء "بسبب الرغبة التركية في الحفاظ على حقوقها في الغاز بعد إقصائها من منتدى غاز شرق المتوسط".
وفي مارس (آذار) من العام الماضي أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال عدد من الفلسطينيين من مدينة القدس بتهمة تلقي أموال من كبار أعضاء حركة "حماس" في تركيا لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل.
واتهم "شاباك" مطلع عام 2018 أنقرة بالسماح للحركة بممارسة "أنشطة عسكرية واقتصادية من دون أية معوقات، إذ إن الجهات الحكومية التركية تغمض عينيها عن هذه الأنشطة، بل تشجعها أحياناً".
وفي أغسطس (آب) 2022 أعلنت إسرائيل وتركيا قرارهما بإعادة السفراء والقناصل العامين بينهما، وكانت العلاقات بين الجانبين توترت عام 2010 إثر اقتحام الجيش الإسرائيلي سفينة مساعدات تركية كانت متجهة إلى غزة، مما أسفر عن مقتل 10 مواطنين أتراك.
وعام 2016 استؤنفت العلاقات، لكن بعد ذلك بعامين استدعت تركيا سفيرها في تل أبيب وطردت المبعوث الإسرائيلي عندما قتلت القوات الإسرائيلية العشرات ممن شاركوا في احتجاجات بقطاع غزة.