ملخص
أشاد الرئيس الروسي #فلاديمير_بوتين باستعداد #الصين للاضطلاع بدور بناء لتسوية النزاع في #أوكرانيا، وذلك في خضم جهود وساطة بين #موسكو و #كييف تقودها #بكين
قال الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف، اليوم الإثنين، إن قرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ستكون له عواقب وخيمة على القانون الدولي، وكتب ميدفيديف على "تيليغرام" "قرروا محاكمة رئيس. قوة نووية لا تشارك في المحكمة الجنائية الدولية مثل الولايات المتحدة ودول أخرى"، وأضاف "ستكون العواقب على القانون الدولي وخيمة".
دعم أوكرانيا
وسط هذه الأجواء، يضع الاتّحاد الأوروبي، هذا الأسبوع، اللمسات الأخيرة على خطة بقيمة ملياري يورو (حوالى2.136 مليار دولار) لتمويل مشتريات مشتركة من ذخيرة المدفعية التي تحتاجها أوكرانيا بشدّة لمواجهة هجوم القوات الروسية.
ويُفترض أن يتيح المشروع تزويد القوات الأوكرانية ما لا يقل عن مليون قذيفة عيار 155 ميليمتراً وتجديد المخزونات الاستراتيجية لدول الاتحاد الأوروبي والتي اقترب بعضها من النفاد، وقال مسؤول أوروبي "ليس هناك دخان أبيض بعد"، وأوضح دبلوماسي أن "دولتين عضوين، هما هولندا وإيطاليا، لا تزال لديهما تحفظات، لكن لا توجد عراقيل".
ولاحقاً، تُرفع الاتفاقية إلى زعماء الاتحاد الأوروبي خلال قمة لهم يومي الخميس والجمعة، وبذلك، يستجيب الاتحاد الأوروبي لنداء عاجل وجهه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في التاسع من مارس (آذار)، إذ تعمل قواته على الحد من قوتها النارية بسبب نقص الذخيرة.
دور "بناء"
في هذا الوقت، رحب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستعداد الصين للقيام بدور "بناء" في حل الأزمة الأوكرانية، وذلك في مقال نشر، أمس الأحد، عشية زيارة نظيره الصيني شي جينبينغ موسكو.
وفي المقال الذي قال الكرملين إنه كتب لصحيفة صينية، وصف بوتين الرئيس الصيني بأنه "صديق قديم حميم"، وقال إن روسيا تعلق آمالاً كبيرة على زيارته، وهي أول زيارة يقوم بها زعيم صيني لروسيا منذ أن أطلق بوتين "عمليته العسكرية الخاصة" في أوكرانيا العام الماضي.
وقال بوتين "نشعر بالامتنان للنهج (الصيني) المتوازن في ما يتعلق بالأحداث الجارية في أوكرانيا، ولتفهمها خلفية هذه الأحداث وأسبابها الحقيقية. نرحب باستعداد الصين للعب دور بناء في حل الأزمة".
كان شي وبوتين وقعا اتفاق شراكة "بلا حدود" قبل أسابيع من الهجوم الروسي العام الماضي. والتزمت الصين علانية الحياد في ما يتعلق بالصراع، لكنها انتقدت في الوقت نفسه العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، وشددت على روابطها الوثيقة بموسكو.
اقتراح الصين يعكس وجهات نظر عالمية
من جانبه، قال الرئيس الصيني، اليوم الإثنين، إن اقتراح بكين في شأن كيفية التوصل إلى تسوية في أوكرانيا يعكس وجهات نظر عالمية ويسهم في تفادي عواقب الأزمة، لكنه أقر بأن الحلول قد لا تكون سهلة.
وكتب شي في مقال بصحيفة "روسيسكايا غازيتا" اليومية التي تصدرها الحكومة الروسية "المشكلات المعقدة ليس لها حلول بسيطة".
ونشرت بكين، الشهر الماضي، وثيقة من 12 نقطة تدعو إلى الحوار والتسوية في أوكرانيا، لكنها لم تتضمن سوى بيانات عامة من دون اقتراح ملموس لكيفية إنهاء الحرب المستمرة منذ عام.
ورحبت أوكرانيا بتحفظ على الاقتراح الصيني. وتقول أوكرانيا إن أي تسوية تتطلب انسحاب روسيا من كل الأراضي التي استولت عليها، ومنها شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014.
وشككت الولايات المتحدة بشدة في الاقتراح نظراً إلى رفض الصين التنديد بالهجوم الروسي، وقالت إن وقف إطلاق النار الآن لن يؤدي إلا إلى تحقيق مكاسب إقليمية لروسيا، ويمنح بوتين مزيداً من الوقت لإعادة تنظيم صفوف جيشه.
وأبدت واشنطن منذ الشهر الماضي قلقها من أن تكون الصين تزود روسيا بأسلحة، وهو ما نفته بكين.
وقال بوتين إن العلاقات الروسية - الصينية وصلت إلى مستوى تاريخي، وإنهما تنسقان سياستهما الخارجية لمواجهة التهديدات المشتركة، بينما تتخذ محاولات الولايات المتحدة لاحتواء البلدين "طابعاً أكثر حدة وحزماً عن أي وقت مضى".
بوتين يزور مدينة ماريوبول
وأمس الأحد، أعلن الكرملين أن بوتين قام بزيارة غير معلنة إلى ماريوبول هي الأولى له إلى هذه المدينة منذ الاستيلاء عليها من أوكرانيا، مما أثار غضب كييف التي نددت بـ"انعدام الشعور بوخز الضمير" لدى الرئيس الروسي.
وعقب ساعات فقط من زيارته القرم في الذكرى التاسعة لضم شبه الجزيرة، نشر الكرملين فيديو لوصول بوتين على متن مروحية إلى ماريوبول، المدينة الساحلية التي سيطرت عليها موسكو بعد حصار طويل الربيع الماضي.
وأثارت الزيارة ردود فعل غاضبة من قبل أوكرانيا، حيث انتقد مساعد للرئيس فولوديمير زيلينسكي "خبث" بوتين و"انعدام الشعور بوخز الضمير" لديه.
وجال بوتين في المدينة وشوهد وهو يقود سيارته بنفسه. وقال الكرملين إن الرئيس الروسي تفقد مسرحاً موسيقياً أعيد بناؤه، واستمع إلى تقرير عن أعمال إعادة إعمار هذه المدينة المنكوبة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بدوره، أوضح الكرملين أن بوتين قرر في اللحظة الأخيرة التوجه إلى ماريوبول بعد زيارته، السبت، شبه جزيرة القرم مشدداً على الطبيعة "العفوية" لرحلته.
وقال أحد سكان ماريوبول لبوتين "إننا نصلي من أجلك"، واصفاً مدينته بأنها "قطعة صغيرة من الجنة"، بحسب لقطات فيديو بثها التلفزيون الروسي وأظهرت حصول الزيارة ليلاً.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين إن زيارة بوتين كانت "عفوية"، مشيراً إلى أن تنقلاته في المدينة واللقاءات مع السكان المحليين لم يكن مخططاً لها. وأضاف أن الزيارة تمت "في وقت متأخر جداً"، السبت، وفي الساعات الأولى من صباح الأحد.
وهذه هي الزيارة الأولى لبوتين إلى منطقة دونباس الشرقية منذ الهجوم في فبراير (شباط) العام الماضي، وتأتي بعد عام تقريباً من إعلان السيطرة على ماريوبول بعد حملة أدت إلى تدمير مصنع "آزوفستال" للصلب، المعقل الأخير للقوات الأوكرانية في المدينة.
قتلى في قصف على منطقة زابوريجيا
ميدانياً، قال مسؤولون في منطقة زابوريجيا بجنوب أوكرانيا إن ثلاثة مدنيين قتلوا وأصيب اثنان في قصف روسي أصاب مبنى سكنياً في المنطقة، أمس الأحد.
وقالت الإدارة العسكرية في المنطقة إن القوات الروسية أطلقت صواريخ غراد على قرية كاميانسكي الصغيرة التي كان عدد سكانها قبل الحرب نحو 2600.
وحذرت السلطات سكان المنطقة من أن خطر القصف مستمر بالقرب من الخطوط الأمامية، وحثتهم على إخلائها.
"تورط" أميركا في الصراع
نقلت وسائل إعلام عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله، أمس الأحد، إن تحليق الطائرات الأميركية المسيرة فوق البحر الأسود يشير إلى تورط الولايات المتحدة المباشر في الصراع مع روسيا.
وتحطمت طائرة مسيرة أميركية، الأسبوع الماضي، في البحر بعد أن اعترضتها طائرتان مقاتلتان روسيتان من طراز "سوخوي-27" في أول مواجهة عسكرية مباشرة معروفة بين الجانبين منذ أن شنت روسيا حربها على أوكرانيا العام الماضي.
ونقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن بيسكوف قوله في مقابلة تلفزيونية "ما تفعله هذه الطائرات المسيرة واضح تماماً، ومهمتها ليست سلمية على الإطلاق، (ليست) لضمان سلامة الملاحة في المياه الدولية".
وأضاف "في الحقيقة نحن نتحدث عن التورط المباشر لمشغلي هذه الطائرات المسيرة في الصراع وضدنا".
وقالت الولايات المتحدة إن طائرتين روسيتين تعرضتا للطائرة المسيرة في واقعة يوم الثلاثاء بإلقاء الوقود عليها قبل الاحتكاك بها والتسبب في تحطمها وهي في مهمة استطلاع في المجال الجوي الدولي.
وقالت روسيا إن الطائرة المسيرة انتهكت مجالها الجوي وخرجت عن السيطرة بعد أن نفذت مناورة بزاوية حادة.
وأعلن وزير الدفاع الروسي تقديم مكافأة للطيارين المشاركين في هذه العملية بعد اتهامات من الولايات المتحدة بأن الواقعة أظهرت تهوراً، وربما تدل على نقص في الكفاءة.
وتقول موسكو إن الولايات المتحدة وحلفاءها يستغلون أوكرانيا لشن حرب عليها وإلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا. وتقول واشنطن إنها تساعد أوكرانيا في الدفاع عن نفسها في مواجهة هجوم روسي غير مبرر.