Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوتار "الحلة" في الرياض تصوم موقتاً عن العزف المباح

يعيش أشهر أسواق الموسيقى في السعودية حالة ركود في رمضان لكن الباعة "يدندنون" لقضاء الوقت ويمرحون

ملخص

يعيش أشهر أسواق #الموسيقى في السعودية حالة ركود في #رمضان لكن الباعة "يدندنون" لقضاء الوقت ويمرحون

يقوم المصري عادل عوض البالغ من العمر 67 سنة، وهو من أقدم باعة الآلات الموسيقية في "سوق الحلة" وسط العاصمة السعودية الرياض، بتمضية الوقت بتتبع أخبار بلاده والفرجة على مباريات كرة القدم، بسبب ندرة رواد "أشهر سوق للموسيقى" في البلاد، تزامناً مع دخول شهر رمضان.

وفي رمضان الذي يمتنع فيه المسلمون عن الطعام في النهار ويضاعفون من العبادة وصلوات الليل تنخفض الحركة في السوق، التي تعد قبلة لجميع الموسيقيين السعوديين وبوابة لكبار الفنانين في البلد الخليجي منذ نحو 50 عاماً.

وعبر أبواب السوق الثلاثة معظم كبار المطربين في المملكة خصوصاً الشعبيين منهم طلال مداح وطاهر الإحسائي ومزعل فرحان. ويتذكر الباعة الموسيقي العراقي نصير شمة وغيره كثير من الذين جاؤوا لابتياع الآلات الموسيقية.

ولا يبدو أن الممرات الخالية سوى من أصوات العود والسمسمية والغيتار أمر غريب على الباعة، إذ اعتادوا على هذا الهدوء في أقدس الأشهر لدى المسلمين.

يقول عادل عوض "رمضان شهر للعبادة، المسلمون يكونون أقرب إلى الله في هذا الشهر ولا وقت للموسيقى". ويؤكد أنه لم يتقاضَ ريالاً واحداً بعد دخول الشهر الخميس الماضي.

وبعد أن غنى ناصر الهويشل أقدم الموسيقيين في السوق، التي التقى فيها عيسى الإحسائي وبشير حمد شنان، وهما من أشهر المغنين الشعبيين في السعودية، يقول إن "هذه عادة لم تعد غريبة، الموسيقى وآلاتها تتوقف في رمضان"، لكن أوتار عوده لم تتوقف، إذ إنه وكما يقول "أنا عكس هؤلاء، أقضي وقتي على أطلال ذكريات من عبروا المكان. أغني لهم وأتذكرهم بحزن عميق".

وقت للذكريات

وغنى الكهل الذي يعيش في أواخر الستين من عمره "قبل أمس وسط السوق" وهي أغنية شعبية شهيرة للفنان بشير حمد شنان، وهو الفنان السعودي الذي لم تتجاوز مسيرته الفنية 10 سنوات، إذ مات في سن الثامنة والعشرين عام 1974، لكنه وعلى رغم هذا يعد أحد الأسماء الخالدة في تاريخ الأغنية السعودية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وبينما يمضي اليمني أبوسامي الذي يرتدي ثوباً ملوناً بإصلاح "السمسمية" المصنوعة من أدوات معاد تدويرها، يقول "أنا لا أعزف في رمضان احتراماً لقداسة الصيام"، معتبراً ما تنشغل بإصلاحه يداه "عبادة أيضاً" ولا بد أن يمضي فيه لكسب قوت أبنائه. ومع أن آلة العود لا تصوم أوتارها مثل باعتها، إلا أنها مجبورة على الخلود إلى استراحة قصيرة، قبل أن يعود صائمو اليوم إلى النغم المباح غداً، مع تباشير العيد.

وتضم السوق التي يعود تاريخها لأكثر من خمسة عقود وتقع في أزقة ضيقة وسط العاصمة وبالقرب من الإمارة أكثر من 50 محلاً، يبيع معظمها جميع الآلات الموسيقية، وثمة محلات أخرى مخصصة لصيانتها.

مهرجان العود

وكانت العاصمة السعودية الرياض التي تصالحت لتوها مع الفنون استضافت قبل أسبوعين معرضاً لصناع آلة العود الموسيقية بعنوان "مهرجان العود"، لإتاحة ساحة للشغوفين بالموسيقى الشرقية التقليدية في إطار موسم الرياض، وذلك بهدف الحفاظ على تاريخ الآلة الموسيقية القديمة وتقديمه للزوار من دول مختلفة. وتضمن المعرض 13 جناحاً تعرض أنواعاً مختلفة من العود، تقدر قيمة بعضها بأكثر من 2500 دولار.

وقال علي العلي من السعودية إنه "في ظل الانفتاح والتطور الذي نشهده والاهتمام بالموسيقى وبالفنانين من جميع أنحاء العالم فإننا نحصل على فائدة من هذه المعارض، إذ سهلت على العازفين الشراء مباشرة بدلاً من الشراء عن بعد"، بينما نقلت "رويترز" عن علي السعيد، الزائر من العراق، أنه تفاجأ من "حب السعوديين الفن وآلة العود، أتمنى أن يواصل المهرجان تحسنه عاماً بعد عام".

وفي عام 2016 أطلقت الحكومة السعودية الهيئة العامة للترفيه في إطار "رؤية 2030"، لرعاية الحفلات الموسيقية وتوفير خيارات ترفيهية للسعوديين الذين اعتادوا السفر إلى الخارج لمشاهدة مثل هذه العروض.

اقرأ المزيد

المزيد من فنون