ملخص
واجه القائمون على إعداد #وجبات_إفطار الصائم في #مصر تحديات كبيرة هذا العام بسبب تضاعف أسعار المواد الغذائية مقارنة بالعام الماضي
تشهد أيام شهر رمضان تسابقاً في فعل الخيرات، ومن أبرزها وجبات إفطار الصائم التي يعدها الناس أو الجمعيات الخيرية المختلفة الكبيرة منها والصغيرة لتوزيعها على المحتاجين.
وجبات الإفطار تختلف عن مفهوم موائد الرحمن التي تنتشر في مصر طوال شهر رمضان، باعتبار أن الأولى يمكن أن يعدها الأفراد بكميات قليلة لتوزيعها على المحتاجين المحيطين كعادة يقومون بها كل عام.
لكن رمضان هذه السنة يشهد ارتفاعاً غير مسبوق في ارتفاع أسعار المواد الغذائية بجميع أنواعها، مما جعل سعر الوجبة يصل إلى ما يعادل ضعف كلفتها في العام الماضي.
اللحوم والدواجن والرز والزيوت والمنتجات الغذائية كافة التي يعتمد عليها القائمون على إعداد هذه الوجبات، سواء كانوا أفراداً أو جمعيات خيرية صغيرة، أصبحت تشكل أزمة من حيث ارتفاع أسعارها، ما جعل القائمين على تقديم هذه الخدمة الرمضانية في صراع ما بين تقليل عدد الوجبات أو اعتماد منتجات أقل في الجودة وتقديم عدد أكبر من الوجبات في ظل ثبات التبرعات أو نقصانها في بعض الأحوال بسبب ارتفاع الأسعار والأزمات الاقتصادية المتلاحقة.
السيدة ناهد واحدة من الحريصين على إعداد وجبات إفطار الصائم بشكل سنوي، تقول لـ"اندبندنت عربية" إنه "منذ سنوات أحرص ومجموعة من معارفي على إعداد وجبات إفطار الصائم، فنقوم بجمع مبلغ مالي من كل منا ومن المعارف والأصدقاء الراغبين في المشاركة في هذا الخير قبيل شهر رمضان، وطوال الشهر نقوم بإعداد الوجبات بالتناوب فيما بيننا".
وتضيف "كنا نحرص على أن تكون الوجبة بجودة عالية، وبأفضل المكونات، باعتبار أننا نأمل في الثواب خلال الشهر الكريم فنقدمها بإحسان كبير، إلا أننا هذا العام وجدنا أن كل شيء وصل سعره فعلياً للضعف، فكيلو اللحم أصبح يعادل 300 جنيه مصري (9.7 دولار أميركي) والدجاجة الواحدة أصبح سعرها 120 جنيهاً (3.25 دولار تقريباً) هذا غير أسعار الخضراوات والزيوت والرز وجميع المكونات".
وتوضح "كان أمامنا خيار من اثنين، إما تقليل عدد الوجبات وتقديمها بنفس الكمية والجودة المعتادة، أو تقديم عدد أكبر بجودة أقل، لكننا اعتمدنا الاختيار الأول مما ترتب عليه تقليل عدد الوجبات، لم يكن لدينا خيار فلم نرغب في قطع العادة السنوية المرتبطة بالشهر الفضيل".
الرز واللحوم المستوردة
لم تكن الأزمة الوحيدة للقائمين على إعداد هذه الوجبات هو الكلفة العالية للمكونات فقط، لكن إمكان الحصول على بعضها، فواحد من المكونات الرئيسة التي تعتمد عليها وجبات الإفطار هو الرز الذي شهدت الفترة السابقة لرمضان أزمة في توافره بعكس السنوات السابقة.
كما أن بعض المكونات الأخرى، مثل الزيوت، قننت معظم المحال بيعها للفرد الواحد، الذي جعلت أقصى عدد يمكنه شراؤه هو عبوتان فقط، تجنباً لقيام البعض بتخزين كميات كبيرة وخلق أزمة في السوق، مما أوجد تحديات جديدة واجهها الراغبون في إعداد هذه الوجبات لم تكن موجودة من قبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
السيدة شادية من الحريصات على إعداد وجبات الإفطار على مدار سنوات تقول "أحرص وأفراد عائلتي على إعداد وجبات إفطار الصائم وتوزيعها في رمضان منذ ما يقرب من 10 سنوات، وكنا خلال شهر شعبان نعمل على شراء معظم المكونات الجافة التي نحتاج إليها مثل الرز والمكرونة والزيوت والصلصة، إلا أننا خلال فترة ما قبل رمضان هذا العام وجدنا أزمة في شراء الرز، الذي كان غير متوافر في الأسواق، وإن وجد لا يسمح بشراء أكثر من عبوتين وزن الواحدة كيلوغرام، كنا في السنوات السابقة نشتري الرز بالأجولة من متاجر الجملة، لكنه لم يمكن متوفراً هذا العام، فكان أحد الحلول أن نقبل إلى جانب التبرع المالي بعض التبرعات العينية مثل المواد الجافة، ومن بينها الأرز".
وتضيف "التحدي الآخر كان الارتفاع الكبير في سعر اللحوم البلدية، ولم نجد حلاً لهذا سوى اللجوء لاستخدام اللحم المستورد والاعتماد على الدجاج بشكل أكبر حتى نتمكن من تقديم نفس الكمية من الوجبات، خصوصاً أننا نقدم عدداً ليس بالكبير من وجبات الإفطار باعتبار أنه عمل أهلي بالكامل نقوم به في منازلنا ونوزعه في المناطق المحيطة بنا، وعليه نقوم بشراء الخامات بسعر السوق وليس بسعر الجملة على اعتبار أننا لا نشتري كميات ضخمة".
أسعار متفاوتة
هناك تفاوت كبير في أسعار وجبات إفطار الصائمين طبقاً للمكونات، فيتراوح متوسط سعرها هذا العام بين 50 جنيهاً (1.6 دولار) و90 جنيهاً (3 دولارات) بحسب المكونات والخامات المستخدمة ونوعياتها.
ذلك التفاوت في الأسعار يرجع أيضاً إلى المصادر التي يشتري منها القائمون على إعداد الوجبات، فبينما يحصل الأفراد على المكونات بسعر مرتفع يتمكن أصحاب الجمعيات الخيرية من الشراء بسعر أقل من طريق التعاقد مع متاجر أو منافذ للتوزيع بسعر الجملة فتكون الكلفة النهائية للوجبة أقل.
السيدة سميرة مسؤولة بإحدى الجمعيات الخيرية تقول "طوال السنوات السابقة كنا نتعاقد مع الموزعين قبل رمضان بشهر أو أكثر لضمان الحصول على سعر مناسب، بل والحصول على تخفيض، لأننا نطلب كميات كبيرة، لكن هذا العام لم نتمكن من القيام بذلك مع كل المنتجات بسبب عدم قدرة التجار أنفسهم على تسعير المنتجات بشكل يمكن أن يمتد لشهر كامل بسبب ارتفاع وانخفاض سعر الدولار.
وتوضح "تعاملنا مع الأمر فلا مفر من ذلك، وحتى الآن ما زلنا صامدين في تقديم الوجبات بالشكل المعتاد بسبب توالي التبرعات، ونأمل أن نستمر بنفس المعدل حتى نهاية الشهر باعتبار أن هذه الوجبات عادة مستمرة منذ سنوات وينتظرها كثير من الناس باعتبارها من علامات شهر رمضان".