Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قررت حظر مديري عن حسابي على إنستغرام وأنصحكم بالمثل

من الصعب الحفاظ على التوازن الجيد بين العمل والحياة الخاصة، لا أريد أن أتحرج عندما أغرد على تويتر عن أمور تافهة في أوقات فراغي

"هنالك عالم كامل من آداب وسائل التواصل الاجتماعي التي يفهمها بعضنا بشكل ضمني ولكننا ربما لم نكلف أنفسنا عناء اتباعها فعلاً" (رويترز)

ملخص

من الصعب الحفاظ على التوازن الجيد بين العمل والحياة الخاصة، لا أريد أن أتحرج عندما أغرد على تويتر عن أمور تافهة في أوقات فراغي  لذا قررت حظر مديري عن حسابي على إنستغرام وإني أنصحكم بالمثل

أفكر أحياناً أنه من الغريب أن نتحدث عن "التواصل الاجتماعي" كما لو كان الأمر عبارة عن كتلة واحدة متجانسة. لا أعرف بشأنكم ولكن تجاربي في مختلف المنصات تميل إلى أن تكون مختلفة بالكامل من منصة تواصل إلى أخرى ويعود هذا الأمر بشكل كبير إلى أني شخص مختلف للغاية تبعاً للمنصة التي أستخدمها.

أنا لا أتحدث هنا عن كوني شخصاً أكثر مهنية على موقع "لينكدإن" LinkedIn الذي يمتاز بغاية محددة تصمم حضوري على الإنترنت. لبعض الأسباب، قامت حتى أكثر المواقع "شمولاً" بتطوير منفعة خاصة بالنسبة إليَّ بالتالي امتلأت بنسخة معينة من شخصيتي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بالنسبة إليَّ، يعتبر فيسبوك مكاناً أتجاهله بنسبة 95 في المئة على مدى العام إلى أن يكون لديَّ أخيراً ما أتبجح في شأنه لأنه الموقع الذي أحتفظ فيه بأقربائي الكبار في السن والأشخاص الذين ارتدت الثانوية معهم. أما إنستغرام فهو يتعلق بالكذب في حياتي المثالية طوال السنة لأنه المكان الذي أحتفظ فيه بكل أصدقائي الحاليين وأعرف أنهم لن ينتقدوني مطلقاً على أوهامي. وتويتر هو مخصص للنقاش لأنه كناية عن دولة عاجزة يديرها نازيون مراهقون.

لا يشكل ترتيب كل فئة من الأشخاص في مجموعات صغيرة وواضحة أمراً أسهل بالنسبة إليَّ وحسب، بل إنه يحد من خطر الإساءة والضرر. لن أضيف والدتي على تويتر لأنها ليست بحاجة إلى رؤيتي أصرخ على وليام شاتنر (ممثل كوميدي كندي) لأنه تحدث عن أمر ينطوي على إشكالية. ولن أضيف أصدقائي أيضاً على لينكدإن لأنني لا أريدهم أن يسخروا من رؤيتي أرتدي بدلة رسمية. وأنا واثق تماماً بأنني لن أضيف مديرتي على إنستغرام لأنها لا تحتاج إلى رؤيتي ثملاً في إحدى حانات ويثرسبونز وأنا أرتدي ثياباً غريبة تشبه المغني "ديمون" في فرقة "كيس" KISS.

القرار الأخير هو حالياً أكثر أهمية من أي وقت مضى، تزامناً مع اتهام المدير العام السابق لاتحاد الصناعات البريطاني توني دانكر بمزاعم سوء السلوك وإقالته من منصبه على خلفية اتهامات من بينها السلوك غير اللائق على مواقع التواصل الاجتماعي. بحسب دانكر، تضمنت رسالة إقالته تحديداً "رؤية حسابات إنستغرام الخاصة بطاقم عمل اتحاد الصناعات البريطاني" كأحد أسباب طرده.

ليس بوسعنا أن نعرف تحديداً ما الذي انطوى عليه تصرف دانكر (إذ قال براين ماك برايد، رئيس الاتحاد إن دانكر كان "انتقائياً" في وصفه للادعاءات)، ولكن يثير هذا الأمر التساؤل عما إذا كان اطلاع شخص ما على حساب مفتوح على إنستغرام يعتبر أمراً سيئاً في العلاقة بين الموظف والمدير.

إن كنتم أكبر في السن، قد يبدو الأمر ربما فرضية سخيفة نوعاً ما، فإن كانت الصور مفتوحة للجميع، فهذا يعني بالتأكيد أن بوسع أي مستخدم عرضي الاطلاع عليها؟

يبدو الأمر عادلاً من وجهة النظر هذه، ولكن لا يزال هنالك شيء غير مريح في شأن معرفة أن مديرك يود التلصص على حياتك الخاصة. فإذا نشرت خاصية القصة "ستوري" على إنستغرام بشكل عام للجميع (وهي خاصية تختفي بعد 24 ساعة وهي مختلفة عن المنشور الذي بوسعك نشره في الصفحة الرئيسة)، فما من شيء سيجعلك ترتجف أكثر من النظر إلى لائحة الأشخاص الذين شاهدوا الـ"ستوري" ورؤية اسم حساب لا تعرفه. أو أسوأ بعد، أن ترى حساب شخص تعرفه ولكنك لا تتبعه على إنستغرام.

هنالك عالم كامل من آداب وسائل التواصل الاجتماعي التي يفهمها بعضنا بشكل ضمني ولكننا ربما لم نكلف أنفسنا عناء اتباعها فعلاً. أعطى أخيراً الصحافي هاري والوب مثلاً عن هذا الأمر على تويتر وتساءل إن كان قيام مدير "بوضع علامة إعجاب" على منشور أحد الموظفين هو أمراً يتخطى الحدود؟ فهل يعتبر هذا أمراً "مريباً"؟ وماذا لو أرسل المدير رمزاً تعبيرياً (إيموجي)؟ وهل تتخذ الرموز التعبيرية المختلفة معاني مختلفة وثابتة؟ ماذا لو كانت صورة بلباس البحر؟ هل لا يزال من المهم أنها نشرت بشكل عام ومتوفر ليراها الجميع؟

لعل السبب يعود في ذلك إلى أن ضغط زر الإعجاب على صورة يشير إلى درجة من النوايا التي ليست موجودة في أشكال أخرى من التفاعل. الأمر أشبه كمن يلوح للمستخدم قائلاً "مرحباً، لكي تعرف أنه نوع الأمور التي تستهويني". هل هذا هو الحال بالضرورة؟ طبعاً لا، ولكن لهذا السبب نحتاج إلى توخي الحذر، فمن المستحيل أن نعرف كيف سيتقبل الشخص الآخر تلك اللفتة. ففي النهاية، من منا لم "يضع علامة الإعجاب" على صورة شخص نحاول جاهدين جذب اهتمامه؟

لطالما حظيت بمديرين يتابعونني على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو أمر يجعلني دائماً أشعر بالتهديد. فمن الصعب بما يكفي الحفاظ على التوازن الجيد بين العمل والحياة الخاصة، لا أريد أن أشعر بالخجل عندما أغرد على تويتر في شأن أمور تافهة في أوقات فراغي، فقد سبق أن تورطت في المشكلات بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي في الماضي، على رغم اتباعي سياسة صارمة تتمثل في "عدم وجود أي مديرين" على حسابي على تويتر (إلا إذا كانوا لطفاء)".

عملت في مجال التدريس في الماضي، مما يعني أنه لفترة من الوقت لم يسمح لي فعلياً بالحضور على وسائل التواصل الاجتماعي، خشية أن يعلم بعض المراهقين السريعي التأثر أن لديَّ حياة خارج نطاق تعليمهم قصائد كارول آن دافي. أتفهم تماماً سبب ذلك - هناك مشكلة تتعلق بالحماية - ولكن من الغريب أن تنعزل عما أصبح جزءاً لا يتجزأ من التواصل اليومي لأن الطالب قد يجد صورة لك وأنت ترتدي مخروطاً مرورياً على رأسك في الجامعة.

تشبه آداب وسائل التواصل الاجتماعي السير في حقل ألغام، والشيء الوحيد الذي يمكننا القيام به لتصفحها بأمان هو عدم الانخراط فيها بشكل موسع. أبقِ استخدامك لوسائل التواصل الاجتماعي ضمن دائرة صغيرة، ولا تقل أي شيء عبر الإنترنت لن تشعر بالراحة عند قوله للآخر وجهاً لوجه، والأهم من كل ذلك، لا تضف أي شخص من العمل على إنستغرام.

من غير المنطقي ألا يتوقع منا استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على الإطلاق، ولكن يمكننا في الأقل التخفيف من أخطارها. وقد نكون محظوظين بذلك أيضاً، على أمل أن ينجز ماسك وزوكربيرغ المهمة في نهاية المطاف وأن يجعلا غالبية هذه الوسائل غير صالحة للاستخدام بشكل تام.

© The Independent

المزيد من منوعات