أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع اليوم الأحد، لتفريق عشرات المتظاهرين المطالبين بإجراء تحقيق مستقل في عملية فض اعتصام المحتجين، أمام مقر قيادة الجيش في الخرطوم الشهر الفائت، رغم أن تحقيقا رسميا اتهم ثمانية ضباط بالتورط في الأمر.
وكشف محققون سودانيون من النيابة العامة والمجلس العسكري الحاكم، أنّ عناصر من قوات الأمن بينهم جنرال في قوات الدعم السريع، شاركوا في العملية الدامية لفض الاعتصام في 3 يونيو (حزيران) الماضي، من دون أن يتلقوا أوامر رسمية بذلك.
وأعلن رئيس فريق التحقيق فتح الرحمن سعيد، أنّ التحقيقات أظهرت ثمانية ضباط تورطوا في الحملة الأمنية الدامية، ويواجهون اتهامات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
لكن قادة الاحتجاجات شككوا في نتائج التحقيق، وجددوا مطالبتهم بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة لا تضم ممثلين للأجهزة الامنية.
"حرية سلام وعدالة"
وتظاهر العشرات اليوم الأحد في شوارع حي بوري في شرق الخرطوم، استجابة لدعوات تجمع المهنيين الذي أطلق الاحتجاجات ضد الرئيس السوداني السابق عمر البشير.
وهتف المحتجون "حرية سلام وعدالة" و"مدنية مدنية"، على ما قال شهود.
وأوضح الشهود أن قوات مكافحة الشغب فرّقت المحتجين سريعا بواسطة الغاز المسيّل للدموع، فيما رد المحتجون برشق القوات بالحجارة.
وقال سعيد إنّ جنرالا في قوات الدعم السريع أمر بفض الاعتصام، فيما كانت قوات الأمن تقوم بتطهير مكان على مقربة من موقع الاعتصام.
وأضاف في مؤتمر صحافي بثّه التلفزيون الرسمي أنّ الجنرال "خالف التوجيهات وقاد قوة معسكر الصالحة (التابعة لقوات الدعم السريع) إلى داخل منطقة الاعتصام، واصدر توجيهاته بإنزال القوة من العربات وقام بجلد المعتصمين".
واتهم المحتجون ومنظمات حقوقية مرارا قوات الدعم السريع، التي يقودها نائب رئيس المجلس العسكري محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي، بالهجوم على المعتصمين، في حين يقول الاخير إنها مزاعم هدفها تشويه سمعة قواته.
وأصر المجلس العسكري مرارا على أنّه لم يأمر بفض الاعتصام. ويصر المحتجون على رفض نتائج التحقيق "بالكامل".
وأورد تجمع المهنيين في بيان أمس أنّ "اللجنة كُوِّنت بتكليف من المجلس العسكري، وهذا يطعن في نزاهتها مبتدأ لأن المجلس العسكري نفسه متهم في هذه القضية وهو خصم فيها ولا يمكن أن يكون الخصم هو الحكم".
وأكّد سعيد مقتل 87 شخصا بين يومي 3 و10 يونيو (حزيران) الماضي، بينهم 17 شخصا في ساحة الاعتصام يوم فضه.
لكنّ لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من حركة الاحتجاج كانت أفادت بأن 127 شخصاً قتلوا خلال فض الاعتصام.