ملخص
من العوامل الأساسية التي أدت إلى انهيارات البنوك الأميركية منذ منتصف مارس تراجع السيولة بشدة نتيجة سحب العملاء إيداعاتهم من تلك البنوك
تعرض رئيسا اثنين من المقرضين الأميركيين المتعثرين في قلب الأزمة المصرفية لهذا العام لانتقادات من السياسيين الأميركيين لتحملهم المخاطر في سعيهم لتحقيق "الثراء"، إذ مثل الرئيس التنفيذي السابق لبنك "وادي السيليكون" جريج بيكر، أمام اللجنة المصرفية المؤثرة في مجلس الشيوخ جنباً إلى جنب مع رئيس مجلس إدارة بنك "سيغنتشر" سكوت شاي، والرئيس السابق للبنك إريك هاول، على التوالي، لمواجهة أسئلة حول انهيار كلا المقرضين في مارس (آذار).
هاجم الرئيس الديمقراطي للجنة شيرود براون، المصرفيين وقال إن إدارة المقرضين كانت قاتلة، متسائلاً "لماذا تركت الأمور تسوء إلى هذا الحد؟ لماذا تجاهلت هذه البنوك تحذيرات المنظمين"؟ لكن سرعان ما أجاب براون بقوله "هناك إجابة بسيطة، نفس الإجابة التي نجدها لمعظم الأسئلة حول إخفاقات البنوك الكبرى: لأن المديرين التنفيذيين كانوا أغنياء."
رفض الرجال الثلاثة الالتزام طواعية بتسليم ملايين الدولارات التي دفعوها قبل انهيار بنوكهم. وهاجم السناتور جون كينيدي، الذي ظهر للمرة الأولى علناً منذ فشل بنك "وادي السيليكون"، رؤساء البنوك المُنهارة.
أدى فشل بنكي "وادي السيليكون" و"سيغنيتشر"، اللذين ركزا على صناعة التكنولوجيا، بالإضافة إلى إغلاق "سيلفرغيت" الذي يركز على العملات المشفرة في مارس الماضي، إلى إحداث موجات من الصدمة عبر الصناعة المالية التي أدت أيضاً إلى انقلاب في "كريدت سويس"، ثاني أكبر بنك في سويسرا.
الاضطرابات المصرفية مستمرة
واستمرت الاضطرابات هذا الشهر مع انهيار "فيرست ريبابليك"، وهو مُقرض إقليمي أميركي آخر، اشتراه "جيه بي مورغان" بعد تدخل المنظمين.
كان لدى بنك "وادي السيليكون" عمليات كبيرة في بريطانيا مع تعاظم المخاوف من أن يؤدي فشله إلى حدوث فوضى في صناعة التكنولوجيا في المملكة المتحدة، مما دفع الحكومة وبنك إنجلترا إلى تنظيم عملية إنقاذ. تم بيع أعمال "وادي السيليكون" في المملكة المتحدة في نهاية المطاف إلى بنك "أتش أس بي سي" مقابل 1 جنيه استرليني (1.2 دولار) ويتم الآن استيعابه في المؤشر "فوتسي 100".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان للشركة الفرعية البريطانية التابعة لـبنك "وادي السيليكون" مجلس إدارة خاص بها، وقالت إنه تتم إعادة هيكلة هذا الأمر، مع تنحي رائد الأعمال التكنولوجي المعروف في المدينة، فين موريا، من منصبه كمسؤول غير تنفيذي في "وادي السيليكون" المملكة المتحدة وثلاثة من كبار المديرين التنفيذيين في "أتش أس بي سي".
خسائر في الطريق
وتوقع بنك "يو بي أس" الأربعاء، تكبد خسارة مالية تبلغ نحو 17 مليار دولار بعد الاستحواذ على "كريدي سويس". ويرجح "يو بي أس" تأثيراً سلبياً بقيمة 13 مليار دولار من تعديلات القيمة العادلة لأصول والتزامات المجموعة المدمجة، كما يتوقع البنك تكبد أربعة مليارات دولار في دعاوى محتملة وتكاليف تنظيمية تنتج من خروج رؤوس أموال. لكن الاحتياطيات المالية لدى البنك ستساعده في استيعاب الخسائر المحتملة وقد تسفر عن زيادة أرباحه في الربع الثاني من العام إذا استكمل "يو بي أس" الصفقة في الشهر المقبل كما هو مزمع.
من العوامل الأساسية التي أدت إلى انهيارات البنوك الأميركية منذ منتصف مارس هو تعرض بنوك مثل بنك "وادي السيليكون" وبنك "سيغنيتشر" ثم هذا الشهر بنك "فيرست ريبابليك" و"بنك باك ويست" وغيرها إلى تراجع السيولة بشدة نتيجة سحب العملاء إيداعاتهم من تلك البنوك بكثافة، وحين تحاول البنوك المتعثرة توفير رأس المال تضطر لبيع أصول بأقل كثيراً مما اشترتها به فتزيد خسائرها وتنهار.
ومع استمرار مسلسل انهيار البنوك الأميركية الإقليمية الصغيرة والمتوسطة، يخشى البعض في السوق من انتقال العدوى إلى أوروبا، إلا أن السلطات الأوروبية تصر على أن وضع القطاع المصرفي في دول منطقة اليورو جيد وليست هناك مخاوف مماثلة لما يحدث في الولايات المتحدة، وفي موسم الإفصاحات المالية للربع الأول من العام في الأيام الأخيرة أعلنت أغلب البنوك الكبيرة عن عائدات وأرباح جيدة على رغم أزمة الانهيارات في أميركا.