ملخص
يحاول وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي خلال اجتماعهم اليوم بأوسلو التوصل إلى تسويات بشأن ثلاثة ملفات شائكة، هي انضمام أوكرانيا إلى الناتو وخلافة الأمين العام الحالي وكذلك النفقات العسكرية.
يحاول وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) في اجتماعهم اليوم الخميس بالعاصمة النرويجية أوسلو التوصل إلى تسويات بشأن انضمام أوكرانيا للحلف وخلافة الأمين العام الحالي والنفقات العسكرية، وهي الملفات الثلاثة الشائكة المدرجة على جدول أعمال قمة الحلف التي ستعقد يوليو (تموز) المقبل في مدينة فيلنيوس الليتوانية.
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ في افتتاح اجتماع أوسلو "يجب أن نتأكد من أن التاريخ لا يعيد نفسه"، مضيفاً "لهذا السبب نحتاج إلى وضع أطر لتقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا بعد انتهاء الحرب".
وذكر ستولتنبرغ أنه من دون توافق لن يتخذ أي قرار، لكن قبل شهر من القمة لم تحسم أية قضية، مما يثير قلق القادة الليتوانيين المضيفين الذين يؤكدون أنهم يخشون فشل اللقاء، محذراً من أنه "ستكون هناك مناقشات صعبة بين الحلفاء قبل فيلنيوس لا سيما بشأن الضمانات الأمنية أو تطمينات لأوكرانيا ورغبتها في الانضمام إلى الناتو".
انضمام أوكرانيا
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس الأربعاء إلى تقديم "ضمانات أمنية ملموسة وموثوقة" لأوكرانيا.
والقضية الأصعب أمام القمة هي انضمام أوكرانيا إلى الحلف، لكن سقف توقعات كييف مرتفع جداً، فالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يرغب في "رسالة واضحة جداً" تؤكد أن بلاده ستنضم إلى الناتو "بعد الحرب".
وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا إنه "يجب اتخاذ ثلاثة إجراءات لإنجاح قمة فيلنيوس، هي تعزيز العلاقات المؤسسية والمساعدة بين كييف والحلف الأطلسي والقيام بخطوة باتجاه انضمام أوكرانيا، وكذلك تقديم ضمانات أمنية في الطريق إلى هذا الانضمام".
وجاءت تصريحات كوليبا بعدما اتصل بنظرائه الـ31 من دول الحلف قبل اجتماع أوسلو.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي إن "الموضوع سياسي جداً، وهناك خطوط متباينة بين بعض الحلفاء"، مضيفاً أن "أوكرانيا تريد خريطة طريق واضحة وتأكيد مسار"، مشيراً إلى أن "مسألة انضمامها إلى الحلف ليست موضع تشكيك، لكنها ليست واقعية اليوم لأن كييف ربما تفعل المادة 5 المتعلقة ببند الدفاع الجماعي في يوم دخولها".
ويلزم بند الدفاع الجماعي كل الحلفاء الانخراط في حال هجوم على أحدهم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال عدد من الدبلوماسيين لوكالة الصحافة الفرنسية إن الأميركيين وعدداً من الحلفاء الآخرين يرفضون الذهاب إلى أبعد من إعلان بوخارست، عندما أكد قادة القمة التي عقدت في رومانيا
2008 أن أوكرانيا وجورجيا "ستصبحان عضوين في الناتو"، من دون أية إشارة إلى جدول زمني.
وقال متحدث وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) "نؤيد سياسة الباب المفتوح في الحلف الأطلسي"، لكن في الوقت الحالي تحاول واشنطن تزويد أوكرانيا "قدرات على الأمد القصير لصد الحرب" التي بدأتها موسكو.
يمكن أن يكون أساس التسوية "ضمانات أمنية" مثل تلك الممنوحة للسويد التي تعرقل تركيا والمجر انضمامها، فيما يشكل نقطة خلاف خطرة بالنسبة إلى فيلنيوس.
مشكلات العضوية
وفي هذا الإطار قال وزير الخارجية السويدي توبياس بيلستورم إن بلاده أوفت بكل شروط الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ودعا تركيا والمجر إلى رفع معارضتهما من دون تأخير.
وأضاف بيلستورم في بداية الاجتماع أن بلاده "أوفت بكل الالتزامات التي تعهدت بها في قمة مدريد العام الماضي، بما فيها التشريع الجديد حول الإرهاب"، مضيفاً أنه "حان الوقت لتبدأ تركيا والمجر التصديق على عضوية السويد في الناتو".
وفي هذا الإطار أعلن ستولتنبرغ اليوم الخميس أنه سيزور أنقرة "في المستقبل القريب" لدفع طلب السويد قدماً بعد إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقال أمين الحلف الأطلسي في اجتماع وزراء الخارجية "تحدثت مع الرئيس أردوغان مطلع الأسبوع، وسأزور أنقرة في المستقبل القريب" للمطالبة بانضمام السويد حتى "تصبح عضواً في الناتو بأسرع وقت ممكن"، لكنه لم يحدد بعد موعد الزيارة.
وبالعودة لأوكرانيا أعلنت فرنسا رسمياً أنها مستعدة لمنح ضمانات مماثلة إلى كييف لكن موافقة الأعضاء الآخرين في الحلف غير مؤكدة، لكن ستولتنبرغ يرفض إضافة أي تفاصيل، إذ أكد قبل اجتماع أوسلو أن "لا أحد قادراً على أن يحدد القرار النهائي في قمة فيلنيوس بشأن هذه القضية".
وتولى ينس ستولتنبرغ البالغ من العمر 64 سنة الأمانة العامة للحلف في 2014، وشارفت ولايته على الانتهاء بعد تمديدها ثلاث مرات بما في ذلك مرة أخرى العام الماضي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
الأمين الجديد
ويفترض أن يكون الأمين العام المقبل أوروبياً، بينما تأمل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في تعيين امرأة، فيما سيستقبل الرئيس الأميركي جو بايدن (صاحب القرار النهائي)، رئيسة الوزراء الدنماركية ميتي فريديريكسن المرشحة المحتملة في الخامس من يونيو (حزيران) الجاري.
وصرح دبلوماسيون من الحلف أن "الاختيار يتم دائماً في اللحظة الأخيرة، ولا تزال إعادة تعيين ينس ستولتنبرغ مطروحة على الطاولة"، لكن الأمين الحالي يعبر باستمرار عن رغبته في الرحيل.
والإنفاق العسكري للبلاد هو معيار اختيار الأمين العام الجديد للحلف، إذ تعهد كل من الحلفاء تخصيص اثنين في المئة من ناتجه المحلي الإجمالي في 2024، بينما الخطة في قمة فيلنيوس هي تجاوز هذا السقف، وهذا الشرط لا تحققه سوى سبع دول ليس بينها الدنمارك التي ما زالت بعيدة من الوفاء بحصتها من الجهد المطلوب.