وضعت تنزانيا الاتحاديَّة، مطلع الأسبوع الحالي، حجر أساس مشروع سد "ستيجلر جورج" لتوليد الطاقة الكهرومائية في حوض نهر روفيجي الواقع بالكامل داخل تنزانيا، ويتكوَّن من التقاء نهري كيلومبيرو ولويجو، ويبلغ طوله نحو 600 كيلومتر (370 ميلاً)، ومصدره في جنوب غربي تنزانيا.
سواعد مصريَّة
السد التنزاني الجديد يعمل على تشييده تحالفٌ مصريٌّ يضم شركتي (المقاولون العرب) المملوكة للدولة المصرية، و(السويدي إلكتريك) إحدى كبرى شركات القطاع الخاص المصري، بقيمة إجماليَّة تصل إلى 2.9 مليار دولار.
وشهد جون ماجوفولي رئيس جمهورية تنزانيا الاتحادية، يرافقه عددٌ كبيرٌ من المسؤولين التنزانيين، وبحضور الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء المصري، وسفير مصر بتنزانيا، مراسم وضع حجر أساس مشروع السد.
وقال الرئيس التنزاني، "المشروعُ يعدُّ حلماً للشعب التنزاني، إذ يوفِّر الطاقة النظيفة"، مشيراً إلى أن بلاده "تفقد يومياً أخشاباً بمعدل 400 هكتار من أجل الحصول على الطاقة".
سد "ستيجلر" يقام على 2% فقط من مساحة محميَّة سيلوس، ويسهم في الحفاظ على البيئة، ويخلق فرص عمل للتنزانيين، كما يضع تنزانيا على طريق التنمية، من خلال إنشاء المصانع وقيام الأنشطة المختلفة، التي تعتمد على الطاقة.
نهضة تنمويَّة
المشروع يأتي في إطار خطط الحكومة التنزانية لإحداث نهضة تنمويَّة بالبلاد، إذ من المتوقع أن يحقق تنويعاً في مصادر الطاقة، إلى جانب توفير الاحتياجات المائيَّة اللازمة من خلال التحكُّم في تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان.
ويقوم المشروع على إنشاء سـد رئيسي خرساني لتخزين المياه اللازمة لتوليد الطاقة الكهرومائية، وإنشاء أربعة سدود أخرى لتخزين المياه، ومن المتوقع أن يصل إجمالي المخزون إلى 33 مليار متر مكعب.
50 فرصة تدريب
الدكتور محمد شاكر وزير الكهرباء قال إن "السد سيسمح بتوليد الطاقة، ويسهم في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهذا من شأنه تنفيذ مبادرة الطاقة المتجددة بأفريقيا".
وأضاف، وفقاً لبيان أصدره مجلس الوزراء المصري، "وزارة الكهرباء ستقدم 50 فرصة تدريب للأشقاء التنزانيين في مراكز تدريب الوزارة بمصر".
تفاصيل المشروع
رئيس شركة المقاولون العرب محسن صلاح، أشار إلى أن "طاقة السد تصل إلى 2115 ميغاوات، وسعة تخزينه 33 مليار متر مكعب، بارتفاع 134 متراً، إذ يغطى مساحة 1350 كم مربع بطول 100 كيلومتر، بإجمالي طرق طولها 80 كيلومتراً، انتهى 40٪ منها بشكل كامل".
وأوضح، في بيان صحافي، "أن المشروع يتكوَّن من 5 عناصر رئيسية، تشمل: جسم السد، والباور هاوس، ونفق تحويل مسار المياه، وأماكن توزيع الطاقة، والكوبري الدائم للربط بين جهتي المشروع، إضافة إلى إنشاء محجرين على جهتي المشروع وقرية صغيرة للعاملين بالمشروع".
وعن احتياجات المشروع قال رئيس "المقاولون العرب"، "العمل بالسد يتطلب استخدام 2.4 مليون م3 من الخرسانة المسلحة، و1.7 مليون م3 Roller Compacted Concrete، وبإجمالي 67500 طن من حديد التسليح، وإجمالي كمية حفر وردم تبلغ 6.5 مليون متر مكعب، وكمية موانع صخرية تقدر بـ3 ملايين م3 من الصخور".
وأكد، أنه "نُفِذَ 20٪ من الكامبات السكنية المخططة للمشروع بما فيها الكامب المؤقت، وانتهت أعمال الرفع المساحي لكل مسطح المشروع، وأعمال استكشاف طبقات التربة في مختلف أنحاء المشروع، بإجمالي 223 حفرة استكشاف، وبدأ حفر نفق تحويل مسار المياه من ثلاث فتحات، وتشييد محطة خرسانة وكسارة للمواد المطلوبة لتوفير احتياجات المشروع".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا تأثير على مصر
أمَّا عن المخاوف من بناء السد مقارنة بسد النهضة الإثيوبي قال مصدرٌ حكوميٌّ مطّلعٌ، فضَّل عدم ذكر اسمه، لـ"اندبندنت عربية"، إن "موقع بناء مشروع السد الجديد يقع في منطقة (ستيجلر جورج) في تنزانيا على نهر روفيجي، وهو نهر داخلي لا يصب في مجرى النيل، ما يحقق التنمية بتنزانيا دون الدخول في أزمة جديدة على شاكلة أزمة سد النهضة الإثيوبي".
وأشار المصدر إلى أن القاهرة "دعمت طلبات التمويل التنزانية من المؤسسات الدوليَّة، وهذا أمرٌ مهمٌ، خصوصاً في ظل رئاسة مصر الاتحاد الأفريقي في دورته الحاليَّة".
يذكر أن مصر باركت إنشاء السد التنزاني، وشهد رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي مراسم توقيع عقد المشروع بالقاهرة، الذي ينفذه تحالفٌ مصريٌّ ممولاً من البنك الدولي والميزانية التنزانيَّة ومؤسسات أخرى.