Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ياسر جلال: رسالة الفن هدف حياتي الأول والأخير... و"رامز" ظاهرة بكل المقاييس

بطل "لمس أكتاف" يرفض تقديم الضحك من أجل الضحك ويشترط وجود قضية مؤثرة

الفنان المصري ياسر جلال (الصفحة الرسمية على فيسبوك)

رغم تأخر نجوميته ورحلته مع البطولة المطلقة نسبياً، إلا أنه لا يمكن الاختلاف على أنه نجم من العيار الثقيل. منذ بداياته وضح جلياً أننا أمام ممثل موهوب بدرجة "قنبلة فنية تنتظر الانفجار". نجح ياسر جلال في التوهج بمجرد أن لاحت له الفرصة الحقيقية كبطل في مسلسل "ظل الرئيس"، وتواصلت بطولاته بنجاح وخطوات ثابتة حتى مسلسل "لمس أكتاف" الذي قدمه أخيرا.

الفنان المصري تحدث في حوار خاص مع "اندبندنت عربية" عن تفاصيل آخر أعماله وسر اختيار قضية المخدرات لتكون محوره الرئيس، كما أوضح سبب انشغاله بقضايا الفساد في أعماله الأخيرة، وسبب غيابه عن السينما ومشروعه الجديد بها.

قضية متجددة تستوعب إعادة المعالجة
اختار ياسر جلال قضية المخدرات ليتحدث عنها في آخر أعماله "لمس أكتاف"، فما الجديد الذي يعتقد أنه قدّمه ويختلف عن كل أعمال الدراما والسينما التي تناولت مشكلة المخدرات؟ سؤال أجاب عنه فائلا "كل يوم عالم المخدرات به جديد، والمعالجة الفنية اليوم للموضوع مختلفة عن الأمس، وستختلف في الغد. أكثر ما جذبني للموضوع وشعرت بأنه جديد هو التأثير المبالغ فيه للأنواع الجديدة من المخدرات على الشباب. يقدّم (لمس أكتاف) أيضا رسالة مجتمعية وأخلاقية مهمة جدا، وهي كيف يمكن أن تتمسك بنفسك رغم كل المتغيرات، بطل العمل كان مصارعا اضطرته الظروف إلى التحول من الأعمال الإنسانية إلى مسار آخر تماما يتعارض مع مبادئه وأخلاقه الرياضية وطباعه الشخصية".

تصحيح من دون تجريح
يرى الفنان المصري أن دوره كفنان هو تقديم ومناقشة القضايا المجتمعية الشائكة والمشاكل الحساسة التي تؤثر على الأجيال الجديدة، والأهم عرضها بطريقة محترمة ولائقة دون التسبب في جرح المشاهد أو إيذاء مشاعره، أو الوقوع في فخ (التنمر) على فئات معينة وتحقيرها أو التأثير على حالتها النفسية، ومن ثم مساعدة المجتمع على نبذ المشكلة وتقديم حلول للتخلص منها، فدور الفن هو التصحيح والتعديل والتوجيه بشكل راقٍ، وليس المهاجمة وزيادة مستوى المشكلة.

 

وفي رأيه ليس كل شيء يصح تقديمه على الشاشة،  فهناك طرق للمعالجة والتناول والتصوير توصل الرسالة من دون إيذاء المُشاهد نفسياً، وهذا هو الهدف الذي يحاول أن يقدمه في أعماله عند طرح أي قضية شائكة.

الفن مكوّن جماعي
يحاول ياسر جلال إنكار ذاته كبطل مطلق، ويؤكد أنه مجرد ممثل داخل عمل يصنف كبطولة جماعية، كذلك يلفت باستمرار إلى أدوار زملائه التي لا تقل أهمية عن دوره، مثلما فعل في "لمس أكتاف"، حيث تقاسم البطولة مع الفنان فتحي عبد الوهاب والمصارع كرم جابر، ويعلّق ياسر "تعلمت أن كل فنان من أكبر دور حتى أصغر دور هو جزء مهم من العمل، ولسنوات طويلة مارست العمل الفني في أدوار مختلفة، سواء كبيرة أو صغيرة، ولكن مع الوقت تتغير الأمور، قد يكون دورك أكبر في العمل لكن هذا لا يعني أن هناك شيئا يسمى البطل المطلق، الفن مكون جماعي وكلنا أجزاء لا أكثر ولا أقل، وهذه قناعاتي وليس مجرد كلام، لذلك لم أتغير بسبب البطولة المطلقة كما يقولون".

ويتابع "زملائي جميعا هم شركائي في كل شيء، والنجم فتحي عبد الوهاب من أكبر نجوم الفن ووجوده كان علامة فارقة ودوره عظيم في نجاح العمل، وكذلك المصارع كرم جبر الذي فكرت فيه بمجرد عرض السيناريو عليّ لأنه أسطورة رياضية، وهو أقرب شخص للدور، خصوصا أنه سيضفي مصداقية كبيرة، وبالنسبة إلى التمثيل تعلّم بسرعة جدا، وقدّم دوره بأفضل أداء ممكن وتفاعل معه الجمهور بشكل كبير، كما ساعدني على تقمص دور المصارع بالشكل البدني المضبوط ودربني على المصارعة وكان دائما إلى جانبي، حتى خرجت جسمانيا بالشكل المطلوب للمصارع الحقيقي، بخاصة أن هناك حركات خطيرة يجب أن تتم في العمل وأي حركة خاطئة ستكون عواقبها جسمية".

الخير ينتصر في النهاية
يُلاحظ في أعمال ياسر جلال الدرامية حضور نماذج إنسانية متناقضة ومركبة للغاية، حيث تجمع بين الخير والشر بشكل يثير الانتقاد أحيانا. يردّ "هذه وجهة نظر المخرجين ولست أنا من يكتب الشخصيات، لكن بحكم فهمي للموضوع ألاحظ التناقض في الشخصيات وتصرفاتها ومشاعرها وتأرجحها بين الخير والشر، وأعتقد أن ذلك يكون مقصودا لتوضيح التطرف النفسي في النفس البشرية وحيرتها أحيانا بين الخير والشر، وأن البعض يتعرض لظروف تجعله يذهب من الخير للشر أو العكس ويتحول رغم أنه في قرارة نفسه غير راضٍ عن هذا التحول، وعموما الصراع بين الخير والشر هو المشهد الرئيس في الحياة منذ قديم الأزل وحتى انتهاء وفناء العالم. أنا مع مقولة (الخير ينتصر في النهاية) مهما كانت قوة الشر، وهذا يجب أن يكون الاقتناع الأساسي عند كل البشر حتى يكون هناك نزعة للخير وأمل في الحياة".

الضحك من أجل الفن والمجتمع
يقال إن ياسر جلال يرفض المشاركة في أي عمل كوميدي ويفضّل الأعمال التراجيدية. يقول "إن القصة ليست كوميدي أو تراجيدي، ولكنه ضد أي عمل من دون رسالة واضحة ومفيدة، فهو يحبّ الكوميديا جدا ولا يمانع تقديمها إذا كانت مصحوبة برسالة وهدف، ولكنه ضد الكوميديا من أجل الضحك فقط دون هدف أو بمعنى أصح (الضحك من أجل الضحك)". ولا ينكر أن الضحك في حدّ ذاته ترفيه ومطلوب ويناسب بعض الفنانين، لكنه بوجه خاص يفضل أن "يقدّم قضية مجتمعية مؤثرة تترك بصمة عند المشاهد وتحاول حل أزمة أو لغط في المجتمع".

 

ويضيف "أشعر أن هذا دوري الحقيقي والسبب في وجودي على وجه الحياة كممثل. أنا أصلا عملي بالتمثيل ليس هدفه الشهرة أو المال، والدليل استمراري كممثل منذ سنوات طويلة بغضّ النظر عن أحجام الأدوار، ولم يحبطني البعد عن البطولات لسنوات طويلة من عمري، لأن التمثيل شغف وحب كبير موجود داخلي منذ فتحت عيوني على الدنيا".

السينما على الأبواب
ظهر ياسر جلال في البداية كممثل سينمائي مع عدد من النجوم مثل نبيلة عبيد ونادية الجندي، وأخيرا مع محمد رمضان في فيلم "شد أجزاء"، وبعدها ضيف شرف مع شقيقه رامز جلال في فيلم "سبع البرمبة"، فما سبب غيابه  السينمائي. يجيب بأنه يتمني بالتأكيد الحضور السينمائي والمشاركة بأفلام سينمائية ذات قيمة ورسالة وهدف ومكونات كاملة لصناعة منتج شديد الاحترام والرقي، ويشير إلى أن هناك مشروعات يدرسها حاليا ومنها مشروع قد يكون محل تنفيذ قريبا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ظاهرة فنية وماركة مسجلة
وأخيرا تحدث عن مشاركته مع شقيقه رامز جلال في فيلم "سبع البرمبة" ورأيه في مقالب رامز ونجاحه، يقول "شئنا أم أبينا رامز جلال ممثل شاطر ومقدم برامج ناجح جدا، لدرجة أنه أصبح ظاهرة فنية وعلامة مسجلة لبرامج المقالب، وربما هو الأبرز حاليا وأكثر فنان يحبه الناس وينتظرونه في رمضان، وهذا في حد ذاته نجاح كبير جدا لم يسبقه إليه أحد. وبالنسبة إلى رامز كممثل أنا سعيد به، فأفلامه تحقق نجاحا جيدا جدا وأنا شاركت معه في فيلم (سبع البرمبة) بدور ضيف شرف، وكان من دواعي سروري أن  رامز نافس بهذا الفيلم على المراكز الثلاثة الأولى من الإيرادات وحقق نجاحا كبيرا".

اقرأ المزيد

المزيد من فنون