Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل يشعل مقتل والي غرب دارفور فتيل الحرب الأهلية بالسودان؟

حضت "يونيتامس" على الوقف الفوري للعمليات العسكرية والتصدي للعنف العرقي المتزايد

اغتيال والي غرب دارفور يرفع وتيرة التصعيد العرقي (أ ف ب)

ملخص

لاقى مقتل خميس إدانات دولية وإقليمية ومحلية واسعة

جاء اغتيال والي غرب دارفور خميس عبدالله أبكر، وأحد رموز قيادات قبيلة "المساليت" ليزيد التوتر في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، بخاصة بعد أن كان سبقه بأيام مقتل طارق عبدالرحمن بحر الدين شقيق سلطان دار مساليت، والسؤال: أي منعطف ستتجه إليه الأمور بعد مقتل القائد خميس؟ وإلى أي اتجاه ستمضي حرب الخرطوم بالأوضاع في دارفور المتاخمة؟

غموض وتوتر

لاقى مقتل خميس إدانات دولية وإقليمية ومحلية واسعة، وحاصرت هذه الإدانات قوات الدعم السريع التي نفت مسؤوليتها عن الحادثة ونسبت عملية اختطاف وتصفية الوالي إلى مجموعات خارجة عن القانون، ويتحدث بعض الروايات عن عملية استدراج خادعة تعرض لها الوالي، فيما تشير أخرى إلى احتمال تعقب اتصالاته الهاتفية، وتتحدث رواية ثالثة عن اقتحام مباشر لمكان وجوده، وقد دعت الأمم المتحدة إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لكشف الملابسات الفعلية التي صاحبت عملية الاغتيال وتقديم الجناة إلى العدالة.

بوادر عنف قبلي

ويرى معظم المراقبين والمحللين أنه، بغض النظر عن كيفية وملابسات تفاصيل عملية الاغتيال، لكنها من دون شك تنذر بمزيد من التصعيد وتهدد بتفجير صراع قبلي عرقي.

وتوعد "التحالف السوداني" الذي كان يرأسه والي غرب دارفور بعدم التهاون في الاقتصاص من القتلة، وأعلن على لسان نائب رئيس التحالف حافظ إبراهيم عبدالنبي وزير الثروة الحيوانية الحالي احتفاظه بحق الرد على مقتل زعيمهم، قائلاً "إن غداً لناظره قريب"، مضيفاً في بيان "نحن إذ نحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء إلى المجموعات العربية المتقاتلة، التي تقف خلفها مجموعات فلول النظام البائد، نؤكد أننا سنوافيكم بمزيد من التفاصيل بعد انتهاء التحقيقات الداخلية التي يجريها التحالف".

وشددت "قوى إعلان الحرية والتغيير"، من جهتها، على أن حادثة مقتل والي غرب دارفور المدانة، تستوجب الإنهاء الفوري للصراع في مدينة الجنينة، لمنع الأوضاع من الانفلات المتنامي مما قد يهدد السلم والأمن في البلاد والإقليم.

ردود انتقامية

وقال المحلل السياسي عبدالله أحمد يوسف إن ما لا تحمد عقباه قد حدث بالفعل، مشيراً إلى أن تلويح "التحالف" بالاقتصاص، في وقت قريب، ينذر بردود انتقامية مضادة قد تستهدف الميليشيات القبلية العربية المسلحة المتهمة باختطاف واغتيال الوالي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وشدد يوسف على ضرورة اللجوء إلى الإدارات الأهلية في دارفور وكردفان لقطع الطريق أمام الفتنة المتوقعة ونزع فتيل الاحتقان القبلي الذي خلفته هذه الحادثة "لحقن ما تبقى من دماء أبناء قبيلة المساليت والقبائل العربية في مدينة الجنينة حيث يتقاسمان العيش منذ زمن على رغم التوترات والاحتكاكات المتكررة بينهما"، وحذر في الوقت عينه من أن شبح الحرب الأهلية بات قريباً جداً من دون أن يستبعد وجود جهة أو طرف ثالث ضالع في هذا المخطط لإشعال حرب أهلية قد تخدم أجندته الخاصة، مطالباً بتشكيل لجنة تحقيق دولية لمعرفة من ارتكب هذه الجريمة وتقديم المرتكبين إلى العدالة.

بين القبيلة والميليشيا

من جهته، أوضح الأكاديمي الزمزمي بشير عبدالرحمن أستاذ العلوم السياسية بجامعة "أفريقيا العالمية" "أن مقتل أكثر من 1000 شخص من قبيلة المساليت، وفق تقديرات بعض المصادر منذ اندلاع الحرب، فضلاً عن مقتل الوالي على يد ميليشيا الدعم السريع، يفتح باباً واسعاً أمام التصعيد بين القبيلة والميليشيا على رغم التفاوت في نوع ومستوى التسليح بينهما"، ورجح عبدالرحمن أن تكون قوات الدعم السريع قد هدفت من وراء الاغتيال إلى إشعال نار الحرب الأهلية "لتخفيف الضغط على قواتها التي تضعضعت قواها وفق مراقبين، فضلاً عن توفير بعض أوراق الضغط على الجيش حال استئناف مفاوضات جدة".

تطهير بلا حماية

وحذر عبدالرحمن من أن تصاعد أعمال العنف في دارفور قد يؤدي إلى إعادة تفعيل بعثة "اليوناميد" (البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة لعمليات السلام في دارفور) لحماية مدنيي الإقليم، وهو أمر لن يرفضه الجيش "لأنه سيخفف الضغط عليه هناك ويعزز مساعيه إلى حسم ما تبقى من فلول الدعم السريع"، ووصف عبدالرحمن ما يجري في غرب دارفور بأنه أقرب إلى التطهير العرقي تقوده ميليشيا عربية مدعومة من "الدعم السريع".

الاستقطاب والانزلاق

وسط هذه الأجواء، حضت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان "يونيتامس" على الوقف الفوري للعمليات العسكرية من أجل تهدئة الوضع، والتصدي للعنف العرقي المتزايد، والسماح بالحصول على المعونة الإنسانية، ومنع مزيد من التدهور الذي قد يؤدي إلى صراع واسع النطاق، مناشدة حكمة الشعب السوداني بعدم الانزلاق إلى دوامة خطاب الكراهية والاستقطاب العرقي، وأعربت البعثة عن شعورها بالصدمة إزاء مقتل الوالي الشنيع في العاصمة الجنينة، مطالبة بتقديم الجناة بسرعة إلى العدالة، ومشيرة إلى أن إفادات شهود مقنعة تنسب هذا الفعل إلى الميليشيات العربية وقوات الدعم السريع، على رغم إبلاغ الأخيرة البعثة بعدم تورطها في هذا الفعل.

ووصف سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان أيدان أوهارا، في تغريدة على "تويتر"، عملية قتل الوالي بأنها وحشية وأمر مروع، مشدداً على أن حماية المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية أمران ملزمان بموجب القانون الدولي، محذراً في الوقت نفسه من أن المسؤولين عن الانتهاكات سيخضعون للمساءلة.

المزيد من تقارير