ملخص
تعد الزيارة الأولى لمسؤول رفيع من الرياض منذ قطع العلاقات في 2016
وصل وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان إلى العاصمة الإيرانية طهران، اليوم السبت، في إطار عملية التقارب بين البلدين بعد اتفاق سلام عقد، مارس (آذار) الماضي، في الصين.
ونقلت الخارجية السعودية التي نشرت صوراً لاستقبال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لوزير الخارجية السعودي، أن "الطرفين بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في كافة المجالات".
وتعتبر الزيارة الأولى لمسؤول سعودي رفيع منذ توتر العلاقة بين طهران والرياض قبل سبعة أعوام.
وشدد بن فرحان وهو أول وزير خارجية سعودي يزور طهران منذ 17 عاماً، خلال مؤتمر صحافي، على أن العلاقات الثنائية الآن تقوم على "أساس واضح من الاحترام الكامل والمتبادل للاستقلال والسيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
وأضاف الأمير فيصل "أشير إلى أهمية التعاون فيما يتعلق بالأمن الإقليمي بين البلدين، لا سيما أمن الملاحة البحرية والممرات المائية وأهمية التعاون بين جميع دول المنطقة لضمان خلوها من أسلحة الدمار الشامل"، إذ يطل البلدان على الخليج الذي يمر عبره قسم كبير من صادرات النفط العالمية.
وقال الوزير بعد محادثاته مع نظيره الإيراني أن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان "يتطلعان إلى تلبية فخامته (الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي) الدعوة الموجهة له لزيارة المملكة قريباً إن شاء الله".
تصريحات #وزير_الخارجية_السعودي خلال لقائه بنظيره الإيراني في #طهران #نكمن_في_التفاصيل pic.twitter.com/3MDDHkwSGt
— Independent عربية (@IndyArabia) June 17, 2023
من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان، أنه اتفق مع الأمير فيصل بن فرحان على تعزيز التعاون في مجالات عدة. مؤكدا أن "الأمن الإقليمي لا يمكن ضمانه إلا من الفاعلين الإقليميين".
وقال الوزير الإيراني إن "البلدين يسعيان لنشر السلام والأمن بالمنطقة، ودعم العلاقات الاقتصادية. وأضاف أن "إيران لا تعتبر أبداً الأمن مكافئاً للعسكرية بل تعتبره مفهوماً واسعاً يشمل الجوانب السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والتجارية".
وكانت إيران والسعودية قد قررتا في مارس (أذار) الماضي، من خلال اتفاق توسطت فيه الصين، إنهاء الخلافات الدبلوماسية واستئناف العلاقات بعد عداء استمر سنوات هدد الاستقرار الإقليمي في دول منها اليمن وسوريا ولبنان.
ومضى البلدان على غرار ما جاء في الاتفاق قدماً في ترميم العلاقات، ففي السادس من يونيو (حزيران) الماضي أعادت طهران فتح سفارتها في المملكة بحضور وفد إيراني رسمي رفيع، وذلك بعد نحو ثلاثة أشهر من الاتفاق على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وسبق فتح المقار الدبلوماسية في البلدين تبادل لزيارات وفود رسمية من الجانبين، ففي أبريل (نيسان) الماضي زار وفد إيراني الرياض من أجل مناقشة آليات فتح المقار الرسمية.
وعلى عكس مقار البعثات السعودية التي تعرضت للتخريب في إيران قبل قطع العلاقات، بقيت المقار الإيرانية في الرياض وجدة على هيئتها، مما يجعل تجهيزها أسرع وأسهل، ومنذ أن قرر البلدان إحياء العلاقة بينهما تداول النشطاء السعوديون صور المقار بهدف إظهار تلك المفارقة.
وتلا "اتفاق بكين" الذي شكك في التزام ووفاء إيران فيه البيت الأبيض جملة من التقاربات بين البلدين. وهو الاتفاق الذي تضمن إعادة فتح السفارات والقنصليات وتنفيذ عدة اتفاقات تشمل الجوانب الاقتصادية والأمنية، وكان واحد من تلك الاتفاقات موقعاً منذ أكثر من 20 عاماً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وجاء في الاتفاق الذي كان مفاجئاً على نحو ما، أن الجانبين اتفقا على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وتفعيل اتفاق التعاون الأمني الموقع بينهما عام 2001.
وتأتي رعاية الصين المحادثات بعد "رغبة من الطرفين في حل الخلافات بينهما من خلال الحوار والدبلوماسية في إطار الروابط الأخوية التي تجمع بينهما، والتزاماً منهما بمبادئ ومقاصد ميثاقي الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي، والمواثيق والأعراف الدولية"، بحسب الخارجية السعودية.
وفي أول رد فعل أميركي قال المتحدث باسم البيت الأبيض، إن واشنطن على علم بالتقارير حول "استئناف العلاقات الدبلوماسية بين إيران والسعودية". وأضاف أن بلاده ترحب بأي جهود تساعد في إنهاء الحرب باليمن وخفض التوتر في الشرق الأوسط.
من جهته قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، "سنرى... إذا كان الإيرانيون سيحترمون جانبهم من الاتفاق. فهذا ليس نظاماً يفي بكلامه عادة".
يذكر أن الرياض قطعت العلاقات مع إيران في 2016 بعد أن اجتاح محتجون مقار دبلوماسية سعودية هناك.