Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أردنيون ملزمون بالعمل أثناء أيام إجازة عيد الأضحى

شرائح من المجتمع في مواقف محرجة بين حضور "العيدية" أو العمل لتأمين الحاجات وكسر الروتين

أسواق تزدحم بالمتسوقين قبل إجازة الأضحى في الأردن (اندبندنت عربية)

ملخص

ينتظر بعضهم موسم العيد ليعوض شيئاً من خسائره خلال أيام العمل العادية

بين حضور "العيدية" كونها واجباً اجتماعياً وطقساً دينياً، يحرص كثيرون على عدم تفويته في كلا العيدين، وبين الحاجة إلى العمل واستغلال أيام الإجازة الرسمية لإنهاء بعض الأعمال المتأخرة وتعويض الخسارة، يجد مواطنون كثر أنفسهم ضمن مواقف غاية في الصعوبة والحرج أحياناً، فيما يرى آخرون أن العمل في إجازة الأضحى "كسر للروتين" خصوصاً غير المتزوجين من الشباب وبعض أرباب الأسر الأردنية الصغيرة، بينما يرى تجّار الألعاب في هذا العيد موسماً لتعويض الخسارة أمام تشدد الموردين لهذه السلعة المطلوبة والرائجة في العيد، إذ يرفض كبار التجار بيع هذه السلعة إلا في مقابل مبالغ نقدية تعد صعبة التوفر بالنسبة إلى كثير من التجار الصغار وأصحاب البسطات المتواضعة.

أما النساء العاملات فيستغللن الإجازة لتنظيف بيوتهن واستقبال "العيدية"، إذ لا تزال كثير من الأسر الأردنية تقدم "العيدية" حتى للبنات والفتيات العاملات، في حين يمتنع بعض الأشقاء غير ميسوري الحال من آداء هذه "العيدية" للنساء العاملات، مع أنها مبلغ مالي صغير لا يتجاوز العشرة دولارات أحياناً.

العاملون في وظائف خاصة وحكومية

ويرى بعض العاملين في قطاعات حيوية أردنية عدة ومنها القطاع الطبي والصحافي والتعليمي أثناء إجازة العيد، أن عملهم حتى في أول أيام العيد، هو "كسر للروتين"، ويشعر بعضهم الآخر بالثقل الشديد والانزعاج نتيجة هذا العمل الذي يعوقهم أحياناً عن حضور "العيدية" وتقديم واجبهم تجاه النساء تحديداً.

ويؤكد جمعة الذي يعمل أميناً لمستودع في شركة تجارية أنه يرفض العمل في جميع الإجازة كلها، عدا أنه يقضي يوم صوم عرفة نائماً حتى وقت متقدم قبل الفطور. فيما تذهب المعلمة نجاة التي تعمل مدرسّة في مدرسة حكومية إلى استغلال هذه الإجازة القصيرة لإنجاز أعمال متأخرة، بسبب عودتها منهكة من الدوام، والتزامها بواجب زيارة والدتها المريضة في الأيام العادية، إضافة إلى ترتيب بعض المواعيد لإعطاء حصص تقوية لطلاب أثناء الإجازة في مبحث الرياضيات الذي تتخصص فه، "لا سيما أن إجازة العيد هذه تسبق امتحانات الثانوية العامة بأيام قليلة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويقول الصيدلاني الشاب محمد يحيى الذي يعمل في صيدلية قريبة من منزله لإعالة أسرة صغيرة مكونة من زوجة وطفلة إنه "في كل عيد يكون هناك برنامج منظم مسبقاً للعاملين ضمن الشركة التي تضم مجموعة من خمس صيدليات، والذين يغطون جميع أيام الدوام الاعتيادي ما عدا يوم الجمعة، وبالنسبة إلي سآخذ إجازتي في اليوم الأول من العيد، وفيه أستطيع إتمام واجبي العائلي تجاه شقيقاتي، أما الأيام الباقية من الإجازة فهي أيام دوام طبيعية، وأشعر أنها تمثل كسراً للروتين". بدورها تقوم ميرفت، سيدة عاملة وربة منزل، باستغلال أيام هذه الإجازة القصيرة لإنهاء أعمال التنظيف والترتيب لاستقبال "العيدية"، وتضيف "بحكم وظيفتي يتراكم عندي كثير من أعمال المنزل وأجد في هذه الأيام فرصة لإنجاز تلك الأعمال، مع أن الضغط يكون في اليوم الذي يسبق أول أيام العيد، إذ إعمل بمساعدة بعض أبنائي الذكور نظراً لصغر أعمار بناتي حتى منتصف الليل أحياناً، وأجتهد في تنظيف أركان المنزل كافة بما فيها الجدران والسقف والنوافذ وكل شيء تقريباً". بدوره يشعر أبو مجد بالثقل الشديد بسبب دوامه خلال أيام العيد، ويقول "مضطر إلى القيام بذلك فأنا متقاعد عن العمل وعمري يتجاوز 50 سنة ولدي أكثر من ابن وابنة في الجامعات، بعضهم يدرس في الخارج ويحتاج إلى تحويل الأموال بانتظام، وفي مثل هذه الأيام نحصل على أجرة مضاعفة، ولو لم أكن محتاجاً إلى المال لفضلت حضور العيدية بدلاً من العمل".

أما أبو مجد فبناته لم يتزوجن بعد ويجد في ذلك فسحة صغيرة للتهرب من هذا الواجب أحياناً.

مهن حرة

ينتظر أبو محمد موسم العيد ليعوض بعض خسائره في أيام العمل العادية، ويعتمد في ذلك على "بسطة ألعاب" يضعها أمام دكانه الصغير في أحد الأحياء الشعبية بالعاصمة الأردنية، ويقول إن "مثل هذه البسطة الصغيرة تميز المحال في العيد وتصل كلفتها إلى ما يقارب 500 دينار (700 دولار) ولغاية آلاف الدولارات في المحال الكبيرة، ولا يتمكن جميع أصحاب المحال الصغيرة من توفيرها أمام محالهم لأن التجار في هذه المناسبة لا يقبلون إلا دفع القيمة كاملاً ونقداً، ويستغلون رواج هذه الألعاب في أيام العيد وبخاصة أن مردودها المالي مضمون وربحها جيد".

وتضم مجموعة ألعاب أبو محمد المتواضعة هذا العام العرائس الصغيرة والكبيرة وهي رائجة للبنات، والبنادق والمسدسات الصوتية والمائية للأولاد، ومجسمات للخراف، وألعاب على شكل مجموعة أدوات طبية تقبل عليها الفتيات الصغيرات اللواتي يحلمن بأن يصبحن طبيبات في المستقبل، ومجموعة واسعة من الملصقات وحلق الأذن والأساور التي تزين وجوه وأيدي الأطفال في هذه المناسبة السعيدة.

مهن حيوية مغلقة

تتميز شوارع العاصمة الأردنية في هذه الأيام بخلوها من حركة المرور خصوصاً في أوقات الصباح، إذ يستقل أفراد العائلة جميعاً سيارة واحدة كبيرة ويتنقلون بشكل جماعي مما يقلل من حركة المركبات في الشوارع.

ويعمل أبو جواد كل عيد تقريباً على سيارة الأجرة التي يدفع ضمانها اليومي لأصحابها، ويرى أن "الحركة الصباحية ضعيفة جداً لكن فترة المساء تعوض الركود الصباحي، كما أن أيام الوقفة قبل العيد، تشهد إقبالاً غير معهود على سيارات الأجرة مما يشكل ضغطاً كبيراً على السائقين، ويدفع كثيرين لاستخدام سياراتهم الخاصة لنقل بعض الركاب المستعجلين في مقابل أجرة مضاعفة أحياناً".

ويلفت أبو جواد إلى إغلاق جميع أصحاب الكراجات المتخصصة بالصيانة والميكانيك طوال أيام العيد إلا ما ندر، مما يزيد صعوبة العمل في هذه الأيام، ويتسبب أحياناً في وقوع بعض الحوادث المؤسفة وتعطل المركبات لساعات أو حتى لأيام عدة.

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات