ملخص
نسب قادة المجموعة الفضل لأنفسهم في ما تحقق من نجاح بباخموت وانتقدوا الجيش الروسي النظامي وقيادة وزارة الدفاع.
يثير تمرد مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة الذي لم يكتمل الأسبوع الماضي تساؤلات حول مصير الشبكة الواسعة للعمليات العسكرية والتجارية للمجموعة في مناطق من أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، وفي ما يلي حقائق عما تقوم به "فاغنر" وأماكن عملياتها.
أوكرانيا
انتشرت "فاغنر" في أوكرانيا بعد وقت قصير من بدء الحرب مطلع العام الماضي وبحلول الصيف كانت المجموعة العسكرية الروسية الخاصة جندت آلاف السجناء للقتال في صفوفها على الخطوط الأمامية.
وفي ديسمبر (كانون الأول) ومع اضطلاعها بدور رئيس في معركة باخموت، قالت الاستخبارات الأميركية إن لدى المجموعة العسكرية 40 ألف سجين مجند يقاتلون في أوكرانيا، لكن "فاغنر" نفسها لم تعلق على الرقم.
ونسب قادة المجموعة الفضل لأنفسهم في ما تحقق من نجاح روسي في باخموت وانتقدوا الجيش الروسي النظامي وقيادة وزارة الدفاع الروسية.
بيلاروس
وصل رئيس "فاغنر" يفغيني بريغوجين إلى بيلاروس أول من أمس الثلاثاء بموجب اتفاق تفاوض عليه رئيسها ألكسندر لوكاشينكو، وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن عناصر المجموعة سيعرض عليهم خيار الانتقال إلى هناك.
وتظهر صور أقمار اصطناعية لقاعدة عسكرية قرب أسيبوفيتشي إلى الجنوب الشرقي من مينسك، وهي المنطقة التي قالت وسائل إعلام روسية إن المجموعة ستتمركز فيها، بناء جديداً في ما يبدو، مما يشير إلى تطوير سريع لمنشأة من أجل "فاغنر".
سوريا
بدأت روسيا رسمياً عملياتها العسكرية في سوريا عام 2015 دعماً لرئيس النظام بشار الأسد ونشرت قوتها الجوية انطلاقاً من قاعدة حميميم الجوية واستخدمت متعاقدين من بينهم "فاغنر" في بعض العمليات البرية وفي أدوار أمنية.
وقتلت القوات الأميركية مئات من مقاتلي "فاغنر" في مواجهة بسوريا عام 2018.
وتولت المجموعة مهمة توفير الأمن لحقل الشاعر وقال مسؤولون غربيون إن المجموعة تمتلك شركة "إفرو بوليس" التي تحصل على 25 في المئة من أرباح عدد من الحقول النفطية.
وجندت "فاغنر" عناصر سابقين في المعارضة السورية المسلحة في المناطق التي استعادها الأسد لاستخدامهم كمرتزقة في مناطق تضمنت ليبيا منذ عام 2019.
وأصبحت قاعدة حميميم الجوية مركزاً مهماً للعمليات اللوجستية العالمية لـ"فاغنر" كنقطة عبور للرحلات الجوية بين روسيا والشرق الأوسط وإلى أفريقيا عبر قواعد جوية في ليبيا.
ليبيا
دخلت فاغنر إلى ليبيا عام 2019 لمساعدة القائد العسكري الليبي خليفة حفتر في شرق البلاد خلال هجومه على طرابلس لطرد الحكومة المعترف بها دولياً.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية عام 2020 إن الإمارات هي التي دفعت في ما يبدو لدعم "فاغنر" لحفتر، إذ إن أبو ظبي ساندت موقف حفتر إلى جانب روسيا ومصر.
ولم ترد الإمارات على طلب للتعليق حينها، ولم ترد أيضاً مرة أخرى الإثنين الماضي حين سئلت عن وجود أي علاقة لها بـ"فاغنر".
وأفاد مراقبون لعقوبات الأمم المتحدة عام 2020 بأن "فاغنر" نشرت نحو 1200 فرد في ليبيا وذكرت القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا أن طائرات عسكرية روسية تقدم الإمدادات لعناصر "فاغنر" هناك.
وأدارت المجموعة أنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة من قاعدة الجفرة الجوية جنوب طرابلس مع وصول بعض الطائرات الحربية من حميميم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإضافة إلى تجنيد سوريين، عملت "فاغنر" بمعاونة عناصر أجانب من السودان وتشاد وأماكن أخرى.
وعلى رغم أن هجوم حفتر انتهى بالفشل بوقف إطلاق نار عام 2020، لكن "فاغنر" لم تبرح ليبيا وظلت موجودة في الجفرة وغيرها من القواعد الجوية في الجنوب والشرق، إذ يقول باحثون إنها تستخدمها كنقطة انطلاق إلى مواقع أخرى في أفريقيا.
وانتشرت أيضاً لبعض الوقت حول حقول نفط كبرى ويتحدث باحثون عن أن لها مصالح تجارية في ليبيا تشمل إنتاج الطاقة وشبكات تهريب محلية.
جمهورية أفريقيا الوسطى
جمهورية أفريقيا الوسطى من أفقر دول العالم على رغم غناها بالمعادن. وتدخل مرتزقة روس من بينهم أفراد من "فاغنر" عام 2018 إلى جانب الحكومة لإخماد حرب أهلية تدور رحاها منذ 2012.
وقال السفير الروسي لدى جمهورية أفريقيا الوسطى خلال مقابلة في فبراير (شباط) الماضي مع وكالة الإعلام الروسية المملوكة للدولة إن 1890 "مدرباً روسياً" موجودون في البلاد.
وذكر محللون أن "فاغنر" حصلت على حقوق قطع الأشجار والسيطرة على منجم ذهب في الجمهورية. وفرضت الولايات المتحدة هذا الأسبوع عقوبات على شركة في جمهورية أفريقيا الوسطى من بين شركات أخرى تتضمن واحدة من الإمارات، موضحة أن تلك الشركات ضالعة في تمويل مجموعة "فاغنر" من خلال تعاملات غير مشروعة في الذهب.
مالي
أعلنت روسيا ومالي أن مقاتلين روساً هناك ليسوا مرتزقة بل مدربين يساعدون القوات المحلية في التصدي لمسلحين متشددين شنوا تمرداً منذ 10 أعوام.
واستولى قادة مالي على السلطة في انقلاب عام 2021 واستدعوا مجموعة "فاغنر" بعدما طلبوا مغادرة بعثة عسكرية فرنسية.
وقالت "رويترز" عام 2021 إن الحكومة تتعاقد مباشرة مع "فاغنر" وتدفع نحو 10.8 مليون دولار شهرياً مقابل خدماتها.
ووجهت اتهامات لعناصر "فاغنر" بالضلوع في واقعة حدثت العام الماضي في مورا بوسط مالي قيل إن قوات محلية وعناصر روساً قتلوا فيها مئات المدنيين.
السودان
يتحدث دبلوماسيون ودول غربية عن أن "فاغنر" ضالعة في تعدين الذهب ونشر معلومات مضللة وتدبير مكائد لقمع الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية في السودان لدى محاولة روسيا التأثير في مجريات الأمور قبل إطاحة عمر البشير في 2019 وبعدها.
ولموسكو علاقات مع طرفي صراع اندلع في الـ15 من أبريل (نيسان) الماضي في السودان، لكن يعتقد بأن "فاغنر" تحافظ على صلاتها بقوات "الدعم السريع" وليس الجيش.
ونفت المجموعة أنها تعمل في السودان قائلة إن أفرادها لم يعد لهم وجود هناك منذ أكثر من عامين وليس لها دور في المعارك.
لكن الولايات المتحدة اتهمت "فاغنر" في مايو (أيار) الماضي بتزويد قوات "الدعم السريع" بصواريخ أرض-جو، "مما أسهم في إطالة أمد نزاع مسلح لا يؤدي إلا إلى مزيد من الفوضى في المنطقة".