Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الرسام المصري محمد حجي جدد الرسوم الصحافية

رافق كتابات نجيب محفوظ الأخيرة ونشر أعماله في كتب كي تصل إلى الناس

من رسوم محمد حجي المحفوظية (اندبندنت عربية)

ملخص

رافق كتابات نجيب محفوظ الأخيرة ونشر أعماله في كتب كي تصل إلى الناس

غيب الموت أول من أمس الرسام المصري محمد حجي، أحد أعمدة فن الرسوم الصحافية في مصر منذ ستينيات القرن الماضي. تخرج الفنان الراحل في كلية الفنون الجميلة في القاهرة عام 1964، وتعاون مع صحف ودوريات مصرية وعربية. غير أن العلامة الفارقة في مسيرته تلك تتمثل في علاقته بالنصوص الأخيرة للأديب الراحل نجيب محفوظ والمنشورة تحت عنوان "أحلام فترة النقاهة". صاحبت رسوم حجي هذه النصوص الأخيرة لمحفوظ التي بدأ في نشرها على حلقات في مجلة "نصف الدنيا" بداية من عام 2000 واستمر نشرها حتى وفاته في عام 2006. وتميزت رسوم حجي المصاحبة لها بالتعبير عن روح النص وأجواء الخيال التي خيمت على النصوص. يرى الفنان المصري رضا عبدالسلام أن "رسوم حجي جميعها، سواء تلك التي أنجزها للصحافة أو وفق مزاجه الشخصي، تجمعها سمات مشتركة وشخصية واحدة ألا وهي الرمزية، التي تبدو كأنها تصويرات مختزلة لأفكار عامة".

ونزولاً عند شعوره بأهمية تلك الرسوم التي أبدعها من وحي كتابات نجيب محفوظ الأخيرة أعاد حجي تنفيذ هذه الرسوم في لوحات كبيرة عرضها في دار الأوبرا المصرية عام 2005 تحت عنوان "أحلام معتادة"، ونفذها بخامات الألوان الزيتية والأكريليك. وتعد هذه الأعمال أحد أكثر تجاربه التصويرية لفتاً للانتباه، إذ تجسد ميله الواضح إلى الأجواء الخيالية، واهتمامه بالرمزية.

آمن الفنان محمد حجي خلال مسيرته المهنية والفنية بضرورة أن يتاح الفن أمام الجمهور بأسعار زهيدة، وكانت هذه القناعة هي الدافع وراء اشتغاله بالرسوم الصحافية كما كان يصرح دائماً، فهي أفضل وسيلة للوصول إلى الناس. كان الكتاب هو أحد الحلول الأخرى التي لجأ إليها الفنان الراحل لتحقيق هذا الهدف، ويعد حجي أحد الفنانين القلائل الذين لجأوا إلى نشر أعمالهم في كتب مطبوعة، فقد أنجز خلال حياته ما يزيد على 10 كتب لأعماله.

عمل الفنان الراحل لسنوات مديراً للشؤون الفنية في جامعة الدول العربية، مما أتاح له فرصة التنقل بين أكثر من بلد عربي. خلال انتقاله بين المدن العربية كان مهتماً إلى حد كبير بتسجيل انطباعاته ورؤيته الشخصية حول كل بلد وعاصمة زارهما أو أقام فيهما. بين الكتب التي أنجزها على سبيل المثال كتاب مخصص لرسومه التي وضعها خلال فترة إقامته في تونس لـ10 سنوات كاملة، وكتاب آخر مشابه عن فترة إقامته في ليبيا.

تميزت تجربة الفنان محمد حجي التصويرية بالتنوع على المستوى الأسلوبي، فقد كان كثير الانتقال والخروج عن الأنماط والقواعد السائدة، واستطاع عبر مسيرته أن يشكل تجربته البصرية التي اتسمت بملامح خاصة لا تخطئها العين. وكان اهتمامه بجماليات الحروف العربية أحد أهم المسارات التي لجأ إليها الفنان الراحل لتأكيد هويته وانتمائه. في أعماله الحروفية تلك آثر حجي أن يعيد بناء الخط العربي في صيغ جديدة ومختلفة، مراوحاً بين التزام القواعد وتجاوزها. غير أنه ظل محافظاً في كل الأحوال على أسلوبه المعتاد في الاهتمام بتأكيد الكتلة، فبدت حروفه أشبه بصروح بنائية محلقة في فراغ المساحات اللونية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تتميز أعمال حجي بأجوائها الخيالية التي تتشارك خلالها كل الكائنات في فضاء واحد مشترك، وهو في هذه الصياغات الخيالية يبدو أكثر ميلاً إلى المبالغة والرمزية في التعامل مع عناصره. في هذه الأعمال يمكننا مثلاً أن نرى امرأة جميلة تمتطي ظهر سمكة، أو رجلاً يروض إوزة ضخمة وهو يمسك بعلم فلسطين، أو أن تتحول النباتات والأشجار في الخلفية إلى فتيات جميلات، أو طائراً ملوناً ضخماً يتجول بين أهرامات الجيزة.

آمن الفنان محمد حجي خلال مسيرته بأن الفن ممارسة تراوح بين الحرفة والإبداع، وهو أمر لا يقلل من قيمة الفن. ولطالما أثارت انتباهه رسوم المخطوطات القديمة مثل "مقامات" الحريري للواسطي، ورسوم "كليلة ودمنة" و"ألف ليلة وليلة"، والتي لم يقتصر تأثيرها في المنطقة العربية فقط، بل تأثر بها الفنانون الغربيون أيضاً، فهي رسوم تختلط فيها الأزمنة والأماكن ويخيم عليها خيال فريد ومثير للانتباه.

اقرأ المزيد

المزيد من ثقافة