Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مسيرات احتجاج إسرائيلية باتجاه الكنيست ومقتل فتى فلسطيني برصاص الجيش

يسعى المتظاهرون لحشد موقفهم ضد التعديلات القضائية التي من المقرر التصويت على شقها الأول الإثنين المقبل  

مئات الإسرائيليين المناهضين لخطط الحكومة في شأن التعديلات القضائية  (رويترز)

ملخص

مسيرة من مئات الإسرائيليين توسع دوائر حشودها ضد التصويت على التعديلات القضائية للحكومة اليمنية في الكنيست المقررة الأسبوع المقبل   

تدفق مئات الإسرائيليين المناهضين لخطط الحكومة لإقرار تعديلات قضائية على طريق سريع رئيس يؤدي إلى القدس رغم شمس الصيف الحارقة على أمل حشد الدعم لموقفهم قبل تصويت يجرى على التعديلات، الأسبوع المقبل.

وانطلق المحتجون، وكثير منهم يحملون الأعلام الإسرائيلية ويهتفون "الديمقراطية"، في مسيرة من تل أبيب، لمسافة تصل لنحو 66 كيلومتراً تقريباً على طول طريق (رود1) السريع وخيموا خلال ليل الأيام الماضية في متنزهات أو مزارع قريبة.
في موازاة ذلك، أعلنت السلطات الفلسطينية الجمعة مقتل فتى فلسطيني برصاص القوات الاسرائيلية قرب مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، فيما قالت الشرطة الإسرائيلية إنه هاجم عناصرها خلال "اضطرابات عنيفة".
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان بمقتل "الطفل محمد فؤاد عطا البايض 17 عاماً، متأثراً بجروح حرجة أصيب بها برصاص الاحتلال الحي في الرأس".
وجرى إطلاق النار في قرية أم صفا قرب رام الله، بحسب المصدر ذاته.
من جهته، قال حرس الحدود الإسرائيلي إن "اضطرابات عنيفة" اندلعت "ألقى خلالها مشتبه بهم حجارة ومتفجرات" على القوات الإسرائيلية المؤلفة من عناصر شرطة وجنود.
وأضاف في بيان أن "عنصر أمن رد بإطلاق النار على مشتبه به ألقى قنبلة"، مضيفاً أن الجندي الإسرائيلي المستهدف أصيب "بجروح طفيفة" خلال الصدامات.

الطريق إلى الكنيست

ويخطط المحتجون للوصول إلى لقدس والتجمع خارج الكنيست بالتزامن مع بدء التصويت لإقرار مشروع قانون من شأنه أن يحد من صلاحيات المحكمة العليا في إبطال قرارات السلطة التنفيذية، وهو ما يعتبره معارضون انتقاصاً من استقلال القضاء.

وقالت شيكما بريسلر وهي من قادة الاحتجاجات لـ"رويترز" "سنكون رمزاً لرغبتنا في إعادة توحيد صفوف الشعب وضمان أن البلاد أو الدولة لن تنهار".

ويقول ائتلاف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المؤلف من أحزاب دينية وقومية، إن التعديلات مطلوبة لتحقيق التوازن بين فروع السلطة، لكن استطلاعات رأي تشير إلى مخاوف واسعة النطاق حيالها بين الإسرائيليين، كما أنها أضرت بالاقتصاد وأثارت قلق واشنطن.

مساعي نتنياهو

في السياق، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن جهوداً تجري للتوصل إلى توافق حول مشروع قانون بتعديلات قضائية يتوقع أنه يقره البرلمان الإسرائيلي، الأسبوع المقبل، ويثير احتجاجات وغضباً داخلياً وخارجياً.

ومن المتوقع أن يصوت نواب البرلمان، الإثنين المقبل، على الشق الأول من التعديلات والمعروف باسم مشروع "قانون حجة المعقولية".

ما وراء التعديلات

وإذا أقر البرلمان مشروع القانون، سيمنع القضاء من إبطال قرارات الحكومة أو تعييناتها التي يعتبرها "مفتقرة للمعقولية".

ودعا زعيم المعارضة بيني غانتس، الأربعاء الماضي، إلى محادثات يشرف عليها الرئيس الإسرائيلي للوصول إلى حل وسط.

وقال نتنياهو في كلمة للصحافيين "حتى في هذه اللحظات، أطلب أن أقول لكم إن الجهود جارية لتحقيق توافق"، وذلك في إشارة إلى الشق الأول من التعديلات القضائية المقترحة المثيرة للخلاف.

وقال نتنياهو، "آمل حقاً أن تنجح هذه الجهود، ولكن حتى لو لم تنجح، فإن باب الائتلاف (الحاكم) سيبقى مفتوحاً دائماً أمام المعارضة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويوم الثلاثاء، أغلق متظاهرون إسرائيليون طرقاً وعرقلوا حركة المواصلات العامة في ما عرف باسم "يوم الاضطرابات"، وعبر قادة من قطاع الأعمال والقطاع الطبي والأكاديميين وجنود الاحتياط في الجيش عن معارضتهم لمشروع القانون المزمع الذي سيحرم المحكمة العليا من كثير من سلطتها.

ويقول مؤيدو مشروع القانون إنه سيعيد التوازن بين دوائر الحكم بينما يقول المعارضون، إنه يزيل الضوابط الرقابية على الحكومة ويخل بالتوازنات.

وأكد نتنياهو أن إسرائيل "ستظل دولة ديمقراطية"، وقال، إن تصريحات المئات من جنود الاحتياط بأنهم سيرفضون تأدية الخدمة التطوعية إذا أقر مشروع القانون، تضر بالدولة.

وأضاف "رفض تأدية الخدمة يعرض الديمقراطية للخطر. لا يمكننا أن نتسامح في ذلك".

ودعا منظمو الاحتجاجات إلى إقامة ليلة من التظاهرات، الخميس، وأفادت وسائل إعلام محلية أن المحتجين أغلقوا طرقاً رئيسة في مدن تل أبيب والقدس وحيفا.

انتقاد إسرائيل والسامية

وكان الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قال للمشرعين الأميركيين، الأربعاء الماضي، إنه يرحب بالانتقادات بخاصة لو كانت من الأصدقاء الأميركيين، لكنه أضاف أنها لا يجب أن تتجاوز الحدود وتنكر حق إسرائيل في الوجود، لأن ذلك سيكون بمثابة معاداة للسامية.

وتحدث هرتسوغ، الذي يعتبر منصبه شرفياً إلى حد كبير، في قاعة مكتظة بأعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين رغم غياب عدد من نواب الحزب الديمقراطي التقدميين الذين أعلنوا مقاطعتهم لكلمته بسبب قضايا بينها طريقة معاملة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للفلسطينيين.

وألقى هرتسوغ كلمته غداة اجتماعه مع الرئيس الأميركي جو بايدن في البيت الأبيض، الذي أكد خلاله الزعيمان العلاقات الوثيقة بين إسرائيل والولايات المتحدة رغم التوترات بين واشنطن وحكومة نتنياهو اليمينية.

وقال، أمام الاجتماع المشترك لمجلسي النواب والشيوخ، "لست غافلاً عن انتقادات الأصدقاء، بينها تلك التي عبر عنها أعضاء محترمون في هذا المجلس. أنا أحترم النقد، بخاصة من الأصدقاء، لكن لا يتعين على المرء قبوله دائماً". وتخلل كلمته نوبات من التصفيق الحار وقوفاً.

وأضاف، "لكن انتقاد إسرائيل لا يجب أن يتجاوز الحدود ويتحول إلى إنكار لحق إسرائيل في الوجود. التشكيك في حق الشعب اليهودي في تقرير المصير ليس دبلوماسية مشروعة، إنه معاداة للسامية".

ليست عنصرية

وأقر مجلس النواب قراراً، الثلاثاء الماضي، بأغلبية ساحقة بواقع 412 صوتاً مقابل تسعة أصوات سجل فيه دعم المجلس لإسرائيل وقال، إنها ليست دولة عنصرية. والأعضاء التسعة كانوا من الديمقراطيين وامتنع نائب واحد عن التصويت.

وجاء التصويت بعد ضجة أثارتها تصريحات النائبة الديمقراطية براميلا جايابال، التي تقود مجموعة كبيرة من التقدميين في الكونغرس، قالت فيها، إن إسرائيل دولة عنصرية. واعتذرت عن هذه التصريحات، الأحد الماضي.

وتوترت العلاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة بسبب التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة وما ترى واشنطن أنه تضاؤل مطرد لاحتمالات حل الدولتين في العلاقات مع الفلسطينيين، إضافة إلى التعديلات القضائية.

وتحد هذه التعديلات من سلطة المحكمة العليا، بينما تمنح الحكومة سلطات حاسمة في تعيين القضاة. وخرج معارضو التعديلات في احتجاجات بشوارع إسرائيل على مدى أشهر لأنهم يعتبرونها مناهضة للديمقراطية.

وتعهد هرتسوغ العمل على تحقيق توافق في الآراء في هذه القضية الصعبة، واصفاً الاحتجاجات بأنها انعكاس لقوة الديمقراطية الإسرائيلية.

وقال "كأمة، علينا أن نجد طريقة للتحدث مع بعضنا البعض مهما استغرق الأمر. بصفتي رئيس دولة، سأستمر في بذل قصارى جهدي للتوصل إلى توافق عام واسع في الآراء وللحفاظ على الديمقراطية في دولة إسرائيل وحمايتها والدفاع عنها".

روابط تاريخية

سار هرتسوغ على درب والده، حاييم هرتسوج، الذي كان رئيساً لإسرائيل في 1987 وحظي بنفس الفرصة النادرة لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ بالكونغرس الأميركي، وهي واحدة من أعلى علامات التقدير التي تمنحها واشنطن لكبار الشخصيات من الأجانب.

وقدم قادة في الكونغرس الدعوة لهرتسوغ في العام الماضي بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس إسرائيل.

والتقى هرتسوغ في وقت لاحق، الأربعاء، نائبة الرئيس الأميركي كاملا هاريس. وأعلن الاثنان عن مبادرة مشتركة بقيمة 70 مليون دولار على مدى خمس سنوات لدعم الزراعة الذكية مناخياً لتحسين استخدام موارد المياه الحيوية في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وشكر هرتسوغ زوج هاريس، دوج إمهوف، على "جهوده الشجاعة في محاربة معاداة السامية والكراهية بكل أشكالها".

ودعا بايدن نتنياهو، الإثنين الماضي، لزيارة الولايات المتحدة في وقت لاحق هذا العام.

وكان بايدن قد أرجأ الدعوة بسبب مخاوف متعلقة بالمستوطنات اليهودية والتعديلات القضائية المزمعة. ويحتج الإسرائيليون على الخطة منذ شهور، وكان أحدث مظاهر الاحتجاج، الثلاثاء.

المزيد من العالم العربي