Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نواب بريطانيون نبهوا إلى أخطار آتية من القطب الشمالي

دعوات إلى زيادة الوجود العسكري بالترافق مع تخمر نقاش استقلالي حول جزر أوركني في اسكتلندا

تدريبات عسكرية في القطب الشمالي (أسوشيتد برس)

ملخص

تتصاعد التوترات الجيوستراتيجية على التخوم المشتركة بين بريطانيا وأيسلندا وغرينلاند في القطب الشمالي، خصوصاً بعد حادثة تفجير خط أنابيب الغاز الاستراتيجي "نورد ستريم 2" واستمرار الحرب في أوكرانيا وزيادة اهتمام روسيا والصين بتلك المنطقة.

أُبلِغت لجنة نيابية أن تهديدات جديدة قد تبرز في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية والقطب الشمالي، وربما تتطلب وجوداً عسكرياً أكبر هناك.

إذ حضت "لجنة الشؤون الاسكتلندية" المملكة المتحدة على إعادة تقييم وجودها الدفاعي في اسكتلندا، ودعت إلى توضيح كيفية توسيع الوجود العسكري رداً على تهديدات مستقبلية محتملة قد تنشأ في القطب الشمالي والفجوة البحرية المهمة استراتيجياً بين غرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة، وتسمّى اختصاراً فجوة "جي آي يو كيه" GIUK.

[تشير تلك الفجوة الجغرافية إلى ممرين استراتيجيين في المياه المشتركة بين البحر النرويجي المتصل ببحر الشمال وبين شمال المحيط الأطلسي. وينحصر الممر الأول والأكبر بين اسكتلندا البريطانية وجزيرة أيسلندا. ويقع الممر الثاني بين جزيرتي أيسلندا وغرينلاند التابعة للدنمارك. يشار إلى أن البحر النرويجي يتصل شمالاً ببحر بارننتس الملامس لشواطئ روسيا. ويتصل بحر الشمال عبر ممرات ضيقة مع بحر البلطيق الذي يعبره خطا أنابيب الغاز نورد ستريم 1 و2].

كذلك أُبلِغ النواب الذين يمثلون اسكتلندا بأن ثمة حاجة إلى استراتيجية بشأن حماية البنية التحتية البحرية في أعقاب التخريب الذي جرى العام الماضي.

فقد أدى انفجار تحت سطح البحر إلى تفجير خط الأنابيب "نورد ستريم 1" الذي كان الطريق الرئيسي لإمدادات الغاز الطبيعي إلى ألمانيا حتى قطعت روسيا الإمدادات في نهاية أغسطس (آب) 2022.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد ذكر دبلوماسيون أوروبيون أنهم لم يحددوا بعد هوية الجناة وإذا كانت دولة متورطة في التفجير، لكن تقارير إعلامية في مارس (آذار) 2023 أشارت إلى أن جماعة مؤيدة لأوكرانيا ضالعة في ذلك العمل التخريبي.

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولون روس الولايات المتحدة بتدبير تفجيرات خط الأنابيب التي وصفوها بأنها هجوم إرهابي. ورفضت أوكرانيا تلميحات بأنها ربما أمرت بالهجوم.

وكذلك نُقِلَ إلى النواب إن التهديدات التي تتطور في القطب الشمالي قد تتطلب أيضاً وجوداً عسكرياً أكبر. وإضافة إلى الوجود الروسي المتزايد، تولي الصين اهتماماً متزايداً بالعمل السياسي المتعلق بالقطب الشمالي. ويؤدي تغير المناخ إلى فتح طرق تجارية جديدة في أقصى الشمال، الذي يُعرَّف في شكل فضفاض بأنه منطقة القطب الشمالي والبحار المحيطة به، بما في ذلك جزء من شمال المحيط الأطلسي.

يأتي ذلك في وقت يختمر فيه نقاش استقلالي في اسكتلندا حول جزر أوركني. وقدّم رئيس سلطة جزر أوركني جيمس ستوكان أخيراً اقتراحاً بالتصويت على النظر في الانفصال عن المملكة المتحدة. وقد تؤدي تلك الخطوة إلى جعل جزر أوركني النائية جزءاً من النرويج.

وبعد إجراء تحقيق حول الوضع العسكري في اسكتلندا، أشارت أدلة من "مركز الأمن البشري" إلى أن "سلاح الجو الملكي" لديه من طائرات الدوريات البحرية "بوسيدون" وطائرات الإنذار المبكر "ودجتايل"، عدداً أقل مما ينبغي لدعم وجود عسكري مستقر.

وقد نقل أندرو دورمان، أستاذ الأمن الدولي في "كينغز كولدج لندن"، إلى النواب أن سلاح الجو الملكي سيحتاج إلى مزيد من مقاتلات "تايفون" و"أف-35 بي" إذا حدث تصعيد خطير في المنطقة.

وكذلك ذُكِرَ إن قاعدة فاسلاين البحرية تؤدي دوراً وُصِفَ بأنه "مهم" في مراقبة فجوة "جي آي يو كيه" بين غرينلاند وأيسلندا والمملكة المتحدة.

 

ويرأس اللجنة بيت ويشارت العضو في الحزب القومي الاسكتلندي، الذي يريد إخراج برنامج الردع النووي "ترايدنت" من اسكتلندا في حال استقلالها.

في المقابل، أقرَّ التقرير بأن تداعيات خطيرة ستترتب على المنطقة إذا خرجت تلك الغواصات النووية [التي تحمل أدوات برنامج ترايدنت].

ووفق التقرير، "لا يدعم أعضاء اللجنة جميعاً هذا الرأي (في شأن الحفاظ على "ترايدنت")، لكن ندرك الآثار الخطيرة على المملكة المتحدة وحلف شمال الأطلسي في حال إزالة الأسطول النووي من فاسلاين".

وأضاف التقرير، "أبلغتنا حكومة المملكة المتحدة أن إصلاح الكابلات تحت سطح البحر مسألة تخص المالكين التجاريين للكابلات. نحن قلقون من أن حكومة المملكة المتحدة لم يكن لديها مزيد لتقوله حول كيفية إصلاح هذه البنية التحتية المهمة في حال التخريب أو الفشل. يجب على حكومة المملكة المتحدة إرساء استراتيجية لحماية البنية التحتية البحرية ونشرها".

وفي سياق متصل، شدد السيد ويشارت على أن إسكتلندا لها دور "أساسي" تؤديه في الدفاع عن المنطقة.

ووفق كلماته، "خلال تحقيقنا، لاحظنا اتفاقاً واسع النطاق على أن القطب الشمالي له أهمية استراتيجية متزايدة، والحفاظ على قدرة عسكرية جيدة الصيانة والموارد أمر ضروري لخدمة المصالح الدفاعية للمملكة المتحدة. وتعد اسكتلندا، نظراً إلى جغرافيتها، موطناً لعدد من الأصول العسكرية الاستراتيجية للمملكة المتحدة. وفي تقريرنا، ندعو حكومة المملكة المتحدة إلى النظر في كيفية توسيع الوجود الدفاعي في اسكتلندا إذا لزم الأمر لمواجهة التهديدات المستقبلية".

ووفق خلاصة من السيد ويشارت، "ندعو إلى مراجعة قدرات المملكة المتحدة في ضوء الطقس البارد. ولقد نظرنا أيضاً في الفرص والتهديدات التي قد تنشأ بسبب تغير المناخ في القطب الشمالي وأقصى الشمال. ومن المرجح أن تصبح طرق التجارة الناشئة [في القطب الشمالي] ومسؤولية حماية البنية التحتية البحرية وتحت البحرية أولويات ناشئة في بيئة سريعة التغير".

© The Independent

المزيد من دوليات