ملخص
قالت وزارة الصحة السودانية إن نحو 1136 شخصاً قتلوا في الصراع، غير أن مسؤولين يعتقدون أن العدد أكبر من ذلك.
تواصلت المعارك في العاصمة السودانية اليوم الخميس مع تبادل الجيش وقوات "الدعم السريع" الهجمات على المواقع التابعة لكل جانب بحسب شهادات السكان، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من "سوء تغذية خطر" في أوساط آلاف الأطفال النازحين.
وأفاد سكان من ضاحية غرب الخرطوم الكبرى أم درمان لوكالة الصحافة الفرنسية بأنهم شهدوا "قصفاً بالمدفعية الثقيلة والصاروخية من شمال المدينة باتجاه الخرطوم"، كما أشار آخرون إلى هجوم من "الدعم السريع" على قاعدة وادي سيدنا الجوية شمال أم درمان "باستخدام مسيرات".
وأكدت "الدعم السريع" في بيان أن "قواتها الخاصة نفذت فجر اليوم الخميس مهمة عسكرية جديدة داخل قاعدة وادي سيدنا العسكرية بمحلية كرري أم درمان"، وتابعت أن هذا الهجوم أسفر عن "تدمير ثلاث طائرات حربية ومخازن للأسلحة والمعدات الحربية والمؤن ومقتل وجرح عشرات من قوات الانقلابيين".
معارك دارفور
في الأثناء أفاد بيان من أهالي بلدة في ولاية غرب دارفور بتعرضهم لهجوم مستمر منذ ثلاثة أيام، إذ يعاني الإقليم المضطرب غرب البلاد ويلات الحرب، مما دفع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان إلى فتح تحقيق في شأن أحداث العنف.
وأفاد البيان بأن بلدة سربا الواقعة جنوب غربي الجنينة (عاصمة ولاية غرب دارفور) تتعرض "لهجوم ميليشيات عربية مدعومة (بقوات) ’الدعم السريع‘ منذ ثلاثة أيام أسفر عن سقوط ضحايا وحرق عدد من المنازل"، وفي مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور أفاد سكان بوقوع اشتباكات عنيفة بين طرفي الصراع، إذ يسيطر الجيش على الجزء الجنوبي من المدينة، فيما تسيطر "الدعم السريع" على الشمال.
مقتل مسؤول شرطي
إلى ذلك أعلنت رئاسة قوات الشرطة في بيان مقتل مساعد المدير العام للإمداد الفريق عمر محمد إبراهيم حمودة "إبان أحداث قيادة قوات الاحتياطي المركزي بالخرطوم"، وكانت "الدعم السريع" أعلنت الأسبوع الأخير من الشهر الماضي "السيطرة التامة على رئاسة قوات الاحتياطي المركزي" في العاصمة.
وأفاد بيان الشرطة "تأكد مقتل الفريق (في الشرطة) عمر محمد إبراهيم حمودة وبمعيته عدد من الضباط وضباط الصف والجنود، بعد أن لقنوا العدو درساً في معاني الوطنية والثبات".
واندلعت الحرب بين الجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان و"الدعم السريع" بقيادة محمد حمدان دقلو في الـ15 من أبريل (نيسان) وتركزت في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور غرب البلاد، وأسفرت الحرب عن مقتل 3900 شخص في الأقل حتى الآن، بحسب منظمة "أكليد" غير الحكومية، علماً أن مصادر طبية تؤكد أن الحصيلة الفعلية هي أعلى بكثير.
وأبرم طرفا النزاع أكثر من هدنة، غالباً بوساطة الولايات المتحدة والسعودية، سرعان ما كان يتم خرقها.
وفي هذا الصدد أكد الجيش في بيان اليوم الخميس عودة وفده من السعودية الأربعاء بعد مشاركته لمدة شهر تقريباً في محادثات غير مباشرة برعاية السعوديين لوقف إطلاق النار، وأفاد البيان بـ"تباحث الوفد حول مسودة لوقف العدائيات تم التوافق فيها على كثير من النقاط"، وتابع "إلا أن الخلاف حول بعض النقاط الجوهرية ومن بينها إخلاء المتمردين لمنازل المواطنين بجميع مناطق العاصمة وإخلاء مرافق الخدمات والمستشفيات والطرق أدى إلى عدم التوصل إلى اتفاق وقف العدائيات، ونتيجة لذلك عاد وفدنا"، وأبدى الجيش استعداده "لمواصلة المحادثات متى استؤنفت بعد تذليل المعوقات".
"سوء تغذية خطر"
يعد السودان الذي يقدر عدد سكانه بنحو 48 مليون نسمة، من أكثر دول العالم فقراً حتى قبل اندلاع النزاع الحالي الذي دفع نحو 3.5 مليون شخص للنزوح، غادر أكثر من 700 ألف منهم إلى خارج البلاد وخصوصاً إلى دول الجوار.
وتعتبر تشاد من أبرز الجيران الذين استقبلوا أعدادا كبيرة من النازحين السودانيين وخصوصاً من غرب البلاد حيث إقليم دارفور الذي مزقته الحرب، إذ وصل عدد الفارين إلى تشاد إلى أكثر من 240 ألف شخص.
وفي مؤتمر صحافي افتراضي للمكتب الإقليمي لدول شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، حذر ممثل المنظمة الأممية في تشاد من أن آلاف الأطفال في مخيمات النازحين السودانيين يواجهون "سوء تغذية خطراً"، مشيراً إلى وفاة 65 طفلاً دون سن الخامسة.
توقف أنشطة التحصين
ومن جهته أشار ممثل المنظمة في السودان نعمة عابد إلى "توقف جميع أنشطة التحصين" ضد الأوبئة مثل الكوليرا والحصبة التي من المتوقع انتشارها خلال موسم هطول الأمطار، وكان بيان مشترك أول من أمس الثلاثاء لمدير منظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري ومديرة منظمة الصحة العالمية لمنطقة أفريقيا ماتشيديسو مويتي أفاد بأن "أكثر من 67 في المئة من مستشفيات البلاد باتت خارج الخدمة".
إلى ذلك يستمر العاملون في المجال الإنساني في المطالبة سدى بالوصول إلى مناطق القتال، ويقولون إن السلطات تمنع وصول المساعدات إلى الجمارك ولا تصدر تأشيرات دخول لعمال الإغاثة.